بسم الله الرحمن الرحيم . اللهم صل على محمد وال محمد
لاشك ولاريب ولاخلاف في ورود الروايات الكثيرة والمستفيضة في ذكر النبي محمد (ص) وبينت هذه الروايات اجر وثواب وفضل وفضيلة ذكر الرسول الاكرم (ص) . الا ان الخلاف في كيفية الصلاة عليه . فمنهم من قال يجب ذكر الال مع ذكر النبي (ص) ومنهم من قال لايجب ذلك . ومنهم من اقر بوجودالروايات التي تذكر الال الا انه بتر الال من الصلاة على النبي (ص) لسبب او من دون سبب . ومنهم من حرف الروايات بغضا لال النبي (ص) . وسانقل الى القراء الافاضل الكرام الروايات التي ذكرتها في الكلام المتقدم اعلاه من طرق الشيعة والسنة ليحيط الجميع بهذا البحث البسيط الذي سنذكره .
(في فضل وثواب الصلاة على محمد وال محمد )
***الكافي للكليني ج 2 ص 491 :
( باب ) - ( الصلاة على النبي محمد وأهل بيته عليهم السلام ) :
1 / علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : لا يزال الدعاء محجوبا حتى يصلي على محمد وآل محمد .
2 / عنه ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : من دعا ولم يذكر النبي صلى الله عليه وآله رفرف الدعاء على رأسه فإذا ذكر النبي صلى الله عليه وآله رفع الدعاء ./ رفرف الطائر إذا حرك جناحيه حول الشئ يريد أن يقع عليه ، واستعير هنا لانفصال الدعاء عن الداعي وعدم وصوله إلى محل الاستجابة ( آت ) .
3/ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم وعبد الرحمن بن أبي نجران ، جميعا ، عن صفوان الجمال ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : كل دعاء يدعى الله عز وجل به محجوب عن السماء حتى يصلي على محمد وآل محمد .
4 / أبو علي الأشعري ، عن محمد بن عبد الجبار ، عن صفوان ، عن أبي أسامة زيد الشحام ، عن محمد بن مسلم ،
عن أبي عبد الله عليه السلام أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وآله فقال : يا رسول الله إني أجعل لك ثلث صلواتي ، لا ، بل أجعل لك نصف صلواتي ، لا ، بل أجعلها كلها لك ، فقال : رسول الله صلى الله عليه وآله إذا تكفى مؤونة الدنيا والآخرة .
قولنا : اللهم صلى على محمد وآل محمد فمعناه عظمه في الدنيا بإعلاء ذكره وإظهار دعوته وإبقاء شريعته وفى الاخرة بشفيعه في أمته وتضعيف أجره ومثوبته ( آت ) . ولصاحب الوافي ( ره ) في معنى صلاة الله على نبيه وصلاتنا عليه وصلاة الملائكة عليه واستدعائه الصلاة من أمته بيان مفصل لطيف ولا يسعنا إيراده راجع الوافي المجلد الثاني ص 226 كتاب الصلاة .. أي جعل ثلث دعواتي لك يا رسول الله لان المقصود بالذات فيه الدعاء لك وجعلت الدعاء لك
مقدما ثم اتبعه بالدعاء لنفسي أو أجعل ثلث دعواتي الصلاة عليك أو نصفها أو كلها ، بمعنى أنه لا يدعو لنفسه وكلما أراد أن يدعو لحاجة يترك ذلك ويصلى بدله على النبي صلى الله عليه وآله : والمؤونة ما يحتاج إليه وفيه صعوبة اي إذا كان الامر كما ذكرته يكفيك الله مؤنتك في الدنيا والاخرة.
5 / محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن سيف ، عن أبي أسامة عن أبي بصير قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام " ما معنى أجعل صلواتي كلها لك ؟ فقال : يقدمه بين يدي كل حاجة فلا يسأل الله عز وجل شيئا حتى يبدأ بالنبي صلى الله عليه وآله فيصلي عليه ثم يسأل الله حوائجه .
6 / عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن إسماعيل بن مهران ، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة ، عن أبيه ; وحسين بن أبي العلاء ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال : إذا ذكر النبي صلى الله عليه وآله فأكثروا الصلاة عليه فإنه من صلى على النبي صلى الله عليه وآله صلاة واحده صلى الله عليه ألف صلاه في ألف صف من الملائكة ولم يبق شئ مما خلقة الله إلا صلى على العبد لصلاة الله عليه وصلاة ملائكته ، فمن لم يرغب في هذا فهو جاهل مغرور ، قد برئ الله منه ورسوله وأهل بيته .
7 / عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن جعفر بن محمد الأشعري ، عن ابن القداح ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : من صلى علي صلى الله عليه وملائكته ومن شاء فليقل ومن شاء فليكثر .
8 / علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله عليه السلام
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : الصلاة علي وعلى أهل بيتي تذهب بالنفاق .
9 / ابن أبي عمير ، عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : سمعته يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ارفعوا أصواتكم بالصلاة علي فإنها تذهب بالنفاق .
10 / أبو علي الأشعري ، عن محمد بن حسان ، عن أبي عمران الأزدي ، عن عبد الله ابن الحكم ، عن معاوية بن عمار ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : من قال : يا رب صل على محمد وآل محمد مائة مرة قضيت له مائة حاجة ثلاثون للدنيا [ والباقي للآخرة ]
11 / علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن مرازم قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : إن رجلا أتى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال : يا رسول الله إني جعلت ثلث صلواتي لك ؟ فقال له خيرا ، فقال له : يا رسول الله إني جعلت نصف صلواتي لك ؟ فقال له : ذاك أفضل ، فقال : إني جعلت كل صلواتي لك فقال : إذا يكفيك الله عز وجل ما أهمك من أمر دنياك وآخرتك ، فقال له رجل : أصلحك الله كيف يجعل صلاته له ؟ فقال أبو عبد الله عليه السلام : لا يسأل الله عز وجل شيئا إلا بدأ بالصلاة على محمد وآله .
12 / محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن يعقوب بن عبد الله ، عن إسحاق بن فروخ مولى آل طلحة قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : يا إسحاق بن فروخ من صلى على محمد وآل محمد عشرا صلى الله عليه وملائكته مائة مرة ، ومن صلى على محمد وآل محمد مائة [ مرة ] صلى الله عليه وملائكته ألفا ، أما تسمع قول الله عز وجل : " هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيما " .
13 / علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن أبي أيوب ، عن محمد بن مسلم ، عن أحدهما عليهما
السلام قال : ما في الميزان شئ أثقل من الصلاة على محمد وآل محمد وإن الرجل لتوضع أعماله في الميزان فتميل به فيخرج صلى الله عليه وآله الصلاة عليه فيضعها في ميزانه فيرجح [ به ] .
14 / علي بن محمد ، عن ابن جمهور ، عن أبيه ، عن رجاله قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : من كانت له إلى الله عزو جل حاجة فليبدأ بالصلاة على محمد وآله ، ثم يسأل حاجته ، ثم يختم بالصلاة على محمد وآل محمد ، فإن الله عز وجل أكرم من أن يقبل الطرفين ويدع الوسط إذا كانت الصلاة على محمد وآل محمد لا تحجب عنه .
15 / عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن محسن بن أحمد ، عن أبان الأحمر عن عبد السلام بن نعيم قال : قلت لابي عبد الله عليه السلام : إني دخلت البيت ولم يحضرني شئ من الدعاء إلا الصلاة على محمد وآل محمد فقال : أما إنه لم يخرج أحد بأفضل مما خرجت به .
16/ علي بن محمد ، عن أحمد بن الحسين ، عن علي بن الريان ، عن عبيد الله بن عبد الله الدهقان قال : دخلت على أبي الحسن الرضا عليه السلام فقال لي : ما معنى قوله : " وذكر اسم ربه فصلى (سورة الاعلى / ايه 15) " قلت : كلما ذكر اسم ربه قام فصلى ، فقال لي : لقد كلف الله عز وجل هذا شططا فقلت : جعلت فداك فكيف هو ؟ فقال : كلما ذكر اسم ربه صلى على محمد وآله . / الشطط : مجاوزة القدر في كل شئ . يعني لو كان كذلك لكان التكليف فوق الطاقة .
17 / عنه ، عن محمد بن علي ، عن مفضل بن صالح الأسدي ، عن محمد بن هارون عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إذا صلى أحد كم ولم يذكر النبي [ وآله ] صلى الله عليه وآله في صلاته يسلك بصلاته غير سبيل الجنة وقال رسول الله صلى الله عليه وآله : من ذكرت عنده فلم يصل علي دخل النار فأبعده الله ، وقال صلى الله عليه وآله : ومن ذكرت عنده فنسي الصلاة علي خطأ به طريق الجنة .
18 / أبو علي الأشعري ، عن الحسين بن علي ، عن عبيس بن هشام ( في بعض النسخ : عنبسة بن هشام ) . عن ثابت ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : من ذكرت عنده فنسي أن يصلي علي خطأ الله به طريق الجنة .
19 / الكافي للكليني ج 2 ص 501 :
عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن إسماعيل ، عن منصور بن يونس ، عن هارون بن خارجة ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إن العبد ليكون له
الحاجة إلى الله عز وجل فيبدأ بالثناء على الله والصلاة على محمد وآل محمد حتى ينسى حاجته فيقضيها الله له من غير أن يسأله إياها .
20 / كتاب الكافي /للكليني / ج2 / ص16 :
علي بن محمد ، عن سهل بن زياد ، عن عمرو بن عثمان ، عن محمد بن عذافر ، عن عمر بن يزيد قال : قال لي أبو عبد الله ( عليه السلام ) : يا عمر إنه إذا كان ليلة الجمعة نزل من السماء ملائكة بعدد الذر في أيديهم الذهب وقراطيس الفضة لا يكتبون إلى ليلة السبت إلا الصلاة على محمد وآل محمد صلى الله عليه وعليهم فأكثر منها . وقال : يا عمر إن من السنة أن تصلي على محمد وعلى أهل بيته في كل يوم جمعة ألف مرة و في سائر الايام مائة مرة .
21 / ومما ورد في فضل الصلاة على محمد وآل محمد صلى الله عليه وآله - ما رواه الشيخ أبو جعفر محمد بن بابويه رحمه الله ، بإسناده عن عبد الله ابن سنان ، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله لأمير المؤمنين عليه السلام ذات يوم : ألا أبشرك ؟ قال : بلى بأبي أنت وأمي فإنك لم تزل مبشرا بكل خير . فقال : أخبرني جبرئيل آنفا بالعجب . فقال أمير المؤمنين : ما الذي أخبرك به يا رسول الله ؟ قال : أخبرني أن الرجل من أمتي إذا صلى علي وأتبع بالصلاة على أهل بيتي فتحت له أبواب السماء وصلت عليه الملائكة سبعين صلاة ، و ( إن كان مذنبا ) خطأ ثم تحات عنه الذنوب كما تحات الورق عن الشجر ، ويقول الله تبارك وتعالى : لبيك عبدي وسعديك ، يا ملائكتي أنتم تصلون عليه سبعين صلاة ، وأنا أصلي عليه سبعمائة صلاة وإذا لم يتبع بالصلاة علي أهل بيتي كان بينها وبين السماء سبعون حجابا ، ويقول الله جل جلاله : لا لبيك ( عبدي ) ولا سعديك ، يا ملائكتي لا تصعدوا دعاءه إلا أن يلحق بالنبي عترته . فلا يزال محجوبا حتى يلحق بي أهل بيتي .
الأمالي للصدوق : 464 ح 18 ، ثواب الأعمال : 188 ح 1 ، وعنهما الوسائل : 4 / 1220 ح 10 وفي البحار : 94 / 56 ح 30 عنهما وعن جمال الأسبوع : 237 .
وروى أيضا بإسناده عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال : إذا ذكر النبي فأكثروا من الصلاة عليه فإنه من
صلى عليه صلاة واحدة صلى الله عليه ألف صلاة في ألف صف من الملائكة ، ولم يبق شئ مما خلق الله إلا صلى على ذلك العبد لصلاة الله عليه [ وصلاة ملائكته ] ، فلا يرغب عن هذا إلا جاهل مغرور قد برئ الله منه ورسوله [ وأهل بيته ] .
ثواب الأعمال : 185 ح 1 وعنه البحار : 94 / 57 ح 32 وعن جمال الأسبوع : 232 وفي الوسائل : 4 /
1211 ح 4 عن الثواب والكافي : 2 / 493 ح 6 وأخرجه في البحار : 17 / 30 ح 11 والبرهان : 3 / 328 ح 9 وص 336 ح 15 عن الكافي وما بين المعقوفين من الكافي .
----------------------------------------------
***الكافي للكليني ج 2 ص 494 :
عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن جعفر بن محمد ، عن ابن القداح عن أبي عبد الله عليه السلام قال : سمع أبي رجلا متعلقا بالبيت وهو يقول : اللهم صل على محمد ، فقال له أبي : يا عبد الله لا تبترها . لا تظلمنا حقنا قل : اللهم صل على محمد وأهل بيته . / البتر : القطع .
ونتسائل بعد ذكررواية الكليني المتقدمة اعلاه . هل بترت الصلاة على محمد وال محمد وحرفت عن كيفيتها ؟ ام بقيت على حالها ولفظها كما بينها الرسول الاكرم (صلى الله عليه واله وسلم ) والى يومنا هذا ؟
الجواب : نعم قد بترت وحرفت الصلاة على الال بعد ذكر محمد . وانقل الى حضرة القراء الافاضل الكرام النصان الاتيان الدالان على البتر والتحريف المذكورمع بيان اسباب البتر وعدم ذكر الال وكل ذلك من كتب علماء اهل السنة والجماعة واليكم النصان .
م/ النص الاول الدال على التحريف :
***الكافي للكليني ج 2 ص 497 :عن أبو علي الأشعري ، عن محمد بن عبد الجبار ، عن صفوان بن يحيى ، عن حسين بن زيد ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ما من قوم اجتمعوا في مجلس فلم يذكروا اسم الله عز وجل ولم يصلوا على نبيهم إلا كان ذلك المجلس حسرة ووبالا عليهم .
***المتقي الهندي - كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال .
- الجزء : ( 12 ) - الصفحة : ( 596 ) :
35859 - عن عائشة ، قالت : زينوا مجالسكم بالصلاة على النبي (ص) وبذكر عمر بن الخطاب .
الرابط:
http://shamela.ws/browse.php/book-26...8770#page-8795
ملاحظة // نستفاد من رواية المتقي الهندي ورواية الكليني امران :
1/ان روايتي المتقي الهندي والكليني تتفقان على الصلاة على النبي (ص) في المجالس .
2/ ان رواية الكليني مروية عن رسول الله وهي تحث على ذكر الله وذكر النبي . . ورواية المتقي الهندي مروية عن عائشة وهي تحث على ذكر النبي وذكر عمر . فهل تاخذ الرواية المروية عن النبي ام المروية عن عائشة ؟ وما هو وجه ذكر عمربن الخطاب مع النبي (ص) وترك ذكر الله وذكر اله صلوات الله تعالى عليهم اجمعين . والرواية التي ذكرها المتقي الهندي - وغيرها الكثيرمن الروايات - ان دلت على شيء فانما تدل على ان التحريف الذي افتعله القوم هو بسبب البغض لاهل بيت النبي (ص) .
م/ النص الثاني الدال على البتر :
***الكتاب : سبل السلام
المؤلف : محمد بن إسماعيل الأمير الكحلاني الصنعاني (المتوفى : 1182هـ)
الناشر : مكتبة مصطفى البابي الحلبي
الطبعة : الرابعة 1379هـ/ 1960م
مصدر الكتاب : موقع مكتبة المدينة الرقمية
ج1 / ص179 :
49- (وعن أبي مسعود الأنصاري أبو مسعود اسمه عقبة بن عامر بن ثعلبة الأنصاري الخزرجي البدري شهد العقبة الثانية وهو صغير ولم يشهد بدرا وإنما نزل به فنسب إليه سكن الكوفة ومات بها في خلافة أمير المؤمنين علي عليه السلام قال قال بشير بن سعد هو أبو النعمان بشير بن سعد بن ثعلبة الأنصاري الخزرجي والد النعمان بن بشير شهد العقبة وما بعدها "يا رسول الله أمرنا الله أن نصلى عليك" يريد في قوله تعالى - {صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} - "فكيف نصلي عليك فسكت " أي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعند أحمد ومسلم زيادة "حتى تمنينا أنه لم يسأله" "ثم قال قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد الحميد" صيغة مبالغة فعيل بمعنى مفعول يستوي فيه المذكر والمؤنث أي أنك محمود بمحامدك اللائقة بعظمة شأنك وهو تعليل لطلب الصلاة أي لأنك محمود ومن محامدك إفاضتك أنواع العنايات وزيادة البركات على نبيك الذي تقرب إليك بامتثال ما أهلته له من أداء الرسالة ويحتمل أن حميدا بمعنى حامد أي أنك حامد من يستحق أن يحمد ومحمد من أحق عبادك بحمدك وقبول دعاء من يدعو له ولآله وهذا أنسب بالمقام مجيد مبالغة ماجد والمجد الشرف والسلام كما علمتم بالبناء للمجهول وتشديد اللام وفيه رواية بالبناء للمعلوم وتخفيف اللام رواه مسلم وزاد ابن خزيمة "فكيف نصلي عليك إذا نحن صلينا عليك في صلاتنا" وهذه الزيادة رواها أيضا ابن حبان والدارقطني والحاكم وأخرجها أبو حاتم وابن خزيمة في صحيحيهما وحديث الصلاة أخرجه الشيخان عن كعب بن عجرة عن أبي حميد الساعدي وأخرجه البخاري عن أبي سعيد والنسائي عن طلحة والطبراني عن سهل بن سعد وأحمد والنسائي عن زيد بن خارجة والحديث دليل على وجوب الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم في الصلاة لظاهر الأمر أعني قولوا وإلى هذا ذهب جماعة من السلف والأئمة والشافعي وإسحق ودليلهم الحديث مع زيادته الثابتة ويقتضي أيضا وجوب الصلاة على الآل وهو قول الهادي والقاسم وأحمد بن حنبل ولا عذر لمن قال بوجوب الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم مستدلا بهذا الحديث من القول بوجوبها على الآل إذ المأمور به واحد ودعوى النووي وغيره الإجماع على أن الصلاة على الآل مندوبة غير مسلمة بل نقول الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم لا تتم ويكون العبد ممتثلا بها حتى يأتي بهذا اللفظ النبوي الذي فيه ذكر الآل لأنه قال السائل كيف نصلي عليك فأجابه بالكيفية أنها الصلاة عليه وعلى آله فمن لم يأت بالآل فما صلى عليه بالكيفية التي أمر بها فلا يكون ممتثلا للأمر فلا يكون مصليا عليه صلى الله عليه وسلم وكذلك بقية الحديث من قوله كما صليت إلى آخره يجب إذ هو من الكيفية المأمور بها ومن فرق بين ألفاظ هذه الكيفية بإيجاب بعضها وندب بعضها فلا دليل له على ذلك وأما استدلال المهدي في البحر على أن الصلاة على الآل سنة بالقياس على الأذان فإنهم لم يذكروا معه صلى الله عليه وسلم فيه فكلام باطل فإنه كما قيل لا قياس مع النص لأنه لا يذكر الآل في تشهد الأذان لا ندباً ولا وجوبا ولأنه ليس في الأذان دعاء له صلى الله عليه وسلم بل شهادة بأنه رسول الله والآل لم يأت تعبد بالشهادة بأنهم آله ومن هنا تعلم أن حذف لفظ الآل من الصلاة كما يقع في كتب الحديث ليس على ما ينبغي وكنت سئلت عنه قديما فأجبت أنه قد صح عند أهل الحديث بلا ريب كيفية الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وهم رواتها وكأنهم حذفوها خطأ تقية لما كان في الدولة الأموية من يكره ذكرهم ثم استمر عليه عمل الناس متابعة من الآخر للأول فلا وجه له وبسطت هذا الجواب في حواشي شرح العمدة بسطا شافيا وأما من هم الآل ففي ذلك أقوال .......... الخ .
اللهم صل على محمد وال محمد . وبارك على محمد وال محمد . وترحم على محمد وال محمد . كافضل ما صليت وباركت وترحمت على ابراهيم وال ابراهيم انك حميد مجيد .... والسلام .
تعليق