" المَرجَعيّةُ الدّينيّةُ العُليا الشريفةُ تدعو إلى ضَرورَةِ الاستجَابةِ إلى الحَقّ وعدم الانكفاءِ عنه ,وخاصةً إذا ما صَدرَ مِن النبيِّ أو الإمامِ أو المُصلِحِ أو الحَكيمِ أو العَالِمِ "
وتُوجّه بضرورةِ وعيِّ دَورِ العَالِمِ المُصلِحِ , وأنّه لا يعملُ لمصالحِه الشخصية , وإنما يعملُ لمصلحةِ الناسِ أنفسهم ,
بتَبَعِ الحَقِّ والاستجابةِ إليه,":.. وإنَّ عدمَ الاستجابةِ للحقِّ فيه مُشكلةٌ ينبغي مُعالجتُها وبَحثُها......
" وتُحَذّرُ مِن أنْ يكونَ الإنسانُ ذَنَباً وذيلاً لغيره وقد خَلقه اللهُ تعالى حُرّاً "
" :.. نصُّ مَا جَاءَ في خِطَابِ المَرجَعيَّةِ الدِّينيّةِ العُليَا الشَريفَةِ, اليَوم, الجُمْعَة ,الثاني والعشرون مِن مُحَرّمٍ الحَرَامِ ,1439هجري , وعَلَى لِسَانِ وَكيلِهَا الشَرعي , السيّد أحمد الصافي , خَطيب , وإمَام الجُمعَةِ فِي الحَرَمِ الحُسَيني المُقَدّسِ:"
" قال اللهُ تعالى في مُحكمِ كتابه العزيز :
((وَقَوْمَ نُوحٍ لَمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْنَاهُمْ وَجَعَلْنَاهُمْ لِلنَّاسِ آَيَةً وَأَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ عَذَابًا أَلِيمًا (37) وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا (38) وَكُلًّا ضَرَبْنَا لَهُ الْأَمْثَالَ وَكُلًّا تَبَّرْنَا تَتْبِيرًا (39))) الفرقان,.:
:.. إنَّ هذه الآياتِ الشريفةَ تتحدّثُ عن موضوعٍ هو في غايةِ الأهميّةِ , وتريدُ أنْ تُبيّنَ مَطلباً مهمّاً , وهو أنَّ الأنبياءَ مع كونهم مَبعوثين من قبل اللهِ تعالى إلى أممهم يُمثّلونَ شيئاً خاصاً , وهو الحَقُّ , ولا يُوجدُ نبيٌّ لا يدعو إلى غير الحَقِّ ,
ولا بُدّ مِن أنْ يدعو إلى الحقِّ ,....::
:..وهنا نُبيّنُ نُكتةً مُهمةً جداً وهي أنّ الأنبياءَ يمتلكون قُدراتٍ بيانيةً خاصةً في بيانِ الحقِّ وبعباراتٍ صادرةٍ منهم , تكونُ مَفهومةً وواضحةً , وبلسانِ قومهم , بحيث يحتجُون بها بوصفهم مُصلحين وحُكماء ومُربين لقومهم , ودائماً ما تكونُ عباراتُهم ليستْ مِمّا تَصبُّ في مصلحتهم الشخصية , بل على العكسِ , فإنَّ بعض الأنبياءَ كان في عائلته مِمّن لم يَستجب له , وهذا خلاف مُقتضى المصلحةِ الشخصيةِ , ولكن بما أنَّ الحَقّ بما هو حقٌّ فلا بدّ مِن أنْ يُبينه ,
لأنَّ الأنبياءَ كانوا يريدونَ الإصلاحَ لأممهم وأقوامهم , وكذلك الحالُ مع سيدِ الشُهداءِ , عَليه السلامُ , والذي هو الوارثُ الحقيقي لجميع الأنبياء من آدم , عليه السلامُ , ونوح وإبراهيم , فقد خَرجَ مُصلحاً في أمةِ جدّه ,( إنما خَرجتُ لطلبِ الإصلاحِ في أمةِ جدي ) , ومع كونه الوريث للأنبياءِ , خرجَ لطلبِ الإصلاحِ استجابةً لقوله تعالى (( إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (88))) هود,.:
:...إنَّ كلَّ نبيٍ يَملكُ الحَقَّ والدعوةَ إليه كما وضّح القرآنُ الكريمُ في قصةِ نوح وصالح
وشُعيب , وقد بينوا الحَقَّ بما هو حَقٍّ لقومهم...:
:... ولكن يبقى السؤالُ أنّه لماذا هؤلاءِ القوم لا يَستجيبون للحقِّ بما هو حقٌّ ؟
...وعندما يأتي مُصلحٌ حكيمٌ عالمٌ , أو نبيٌ أو إمامٌ معصومٌ , ويُبينُ لمجموعةٍ مِن الناسِ أنَّ الحقَّ هو هذا , ويُفترضُ بهؤلاءِ أن يستجيبوا للحق بمقضتى القاعدة ِالأوليّةِ ,...
:.. إنَّ عدم الاستجابةِ للحقِّ فيه مُشكلةٌ ينبغي معالجتها وبحثها......
:.. وعندما نُدققُ نرى أنَّ هؤلاءِ – الذين لا يستجيبون للحقِّ – يَجمعهم شَيءٌ واحدٌ في عدمِ استجابتهم للمُصلحِ , وهو أنّها تضرُّ بمصالحهم الشخصية , فتارةً يتهمونَ المُصلحَ بالسحرِ أو بأساطير الأولين أو بالجنون أو بعدم المعرفة والعلم,...":
:.. وإنّهم إذا بقوا لا يستهدفونَ المُصلِحَ بالتهَمِ فستحصل بينهم مشاكل تستدعي تكلمَّ أحدهم على الآخرِ ,أمام سوادِ الناس , لذا يعتّمون عن الحقّ بما هو حقٍّ إما بالاتهام,
أو التغرير لأتباعهم بعدمِ الاستجابةِ ,...:
:.. لو لاحظنا أنَّ القُرآنَ الكريمَ في ذكره لقصة نوح وقومه وكيفية لبثه فيهم ألفَ سنةً إلاّ خمسين عاما , (( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ (14))) العنكبوت, لرأينا رقماً مَهولاً من السنين في الدعوةِ إلى الحقّ , وأنه ماذا كان يفعل معهم , وكيف يُوجه ويهدي ويرشدُ ويبينُ , وماذا كانتْ النتيجةُ وكما ذكرَ القرآن الكريمُ : (( وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آَذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا (7))) نوح,.
:.. وقد نبّه القُرآنُ الكريم وحذّر مِن مثلِ هكذا حالاتٍ في عدم استجابةِ القوم للحق مع وضوحه وبيانه , والتنكر له وعدم الإصغاء إليه ,..:
:.. إنَّ سببَ تكذيبِ الأنبياء والمُصلحين هو عدم إعطاءِ العقلِ فائدته ودوره فيما يرجوه وأن يتأمل فيه ,.
:.. فالضِعافُ يستمعون لكلامِ الأقوياءِ , وهذا من أخطرِ الأشياءِ , وقد يكون بعضُ الناس يرغبُ بأن يكون ذَنَبَاً وذيلاً لأسياده , فماذا يقولون , هُم معهم ,,, آمنوا آمن,, كفروا كفرَ ,, قتلوا قتل ,,أشركوا أشرك ,, وهو حرٌّ ولكن عندما يخنعُ ويذلُّ نفسه يصبح ذَنَبَاً ...::
:.. وفرقٌ بيّنٌ وكبيرٌ بين أنْ يكونَ الإنسانُ ذنباً لأسدٍ لا لحيوانٍ تافهٍ ..::
:.. إنَّ القرآنَ الكريم يقدّمُ لنا النتيجةَ المُستَخلَصَةَ مِن حَالِ الانكفاء عن الحقّ , وقد نبهنا في ذلك , وأرانا ما أرانا , كما في قصة فرعون وما صنع به الله في إهلاكه ونجاته ببدنه ليكونَ آيةً لمن خلفه ببدنه .: ((فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آَيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آَيَاتِنَا لَغَافِلُونَ (92))) يونس,.
... قال تعالى:
((وَأَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ عَذَابًا أَلِيمًا (37) وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا (38) وَكُلًّا ضَرَبْنَا لَهُ الْأَمْثَالَ وَكُلًّا تَبَّرْنَا تَتْبِيرًا (39))) الفرقان,.:
:.. ومُلخصُ المَطلبِ هنا :: هو أنّه على الإنسانِ أن يرجعَ إلى عقله وضميره , وعندما يسمعُ كلاماً فلا بُدّ مِن أنْ يُراعيه ويَفهمه وخصوصاً إذا ما صَدرَ مِن مُصلحٍ لا يُريدُ مَصلَحَةَ نفسه , وإنما يُريدُ مَصلحتك , وإنَّ مَن لم يستمع للحقّ يفوته الحقَُّ وقد يؤدي به ذلك إلى حالٍ لا يُحمَدُ عُقباه , لأنَّ العقلَ نعمةٌ ولابُدَّ من استثماره وفق ما فيه مصلحته , وهذا ما يُرجَى من الاستماع لكلامِ الإمامِ أو النبي أو الحكيم أو العالم, وإدراك ما هو أثرً الكلام ...::
_________________________________________________
:, الجُمْعَة, الثاني والعشرون مِن مُحرّمِ الحَرَامِ ,1439 هِجرِي, المُوافِقَ ,الثالث عشر مِن تشرين الأوّل ,2017م ,.:
________________________________________________
- تدوين – مُرْتَضَى عَلِي الحِلّي – النَجَفُ الأشْرَفُ –
:: كَتَبْنَا بقَصدِ القُربَةِ للهِ تعالى , رَاجينَ القَبولَ والنَفعَ العَامَ ::
_______________________________________________
وتُوجّه بضرورةِ وعيِّ دَورِ العَالِمِ المُصلِحِ , وأنّه لا يعملُ لمصالحِه الشخصية , وإنما يعملُ لمصلحةِ الناسِ أنفسهم ,
بتَبَعِ الحَقِّ والاستجابةِ إليه,":.. وإنَّ عدمَ الاستجابةِ للحقِّ فيه مُشكلةٌ ينبغي مُعالجتُها وبَحثُها......
" وتُحَذّرُ مِن أنْ يكونَ الإنسانُ ذَنَباً وذيلاً لغيره وقد خَلقه اللهُ تعالى حُرّاً "
" :.. نصُّ مَا جَاءَ في خِطَابِ المَرجَعيَّةِ الدِّينيّةِ العُليَا الشَريفَةِ, اليَوم, الجُمْعَة ,الثاني والعشرون مِن مُحَرّمٍ الحَرَامِ ,1439هجري , وعَلَى لِسَانِ وَكيلِهَا الشَرعي , السيّد أحمد الصافي , خَطيب , وإمَام الجُمعَةِ فِي الحَرَمِ الحُسَيني المُقَدّسِ:"
" قال اللهُ تعالى في مُحكمِ كتابه العزيز :
((وَقَوْمَ نُوحٍ لَمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْنَاهُمْ وَجَعَلْنَاهُمْ لِلنَّاسِ آَيَةً وَأَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ عَذَابًا أَلِيمًا (37) وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا (38) وَكُلًّا ضَرَبْنَا لَهُ الْأَمْثَالَ وَكُلًّا تَبَّرْنَا تَتْبِيرًا (39))) الفرقان,.:
:.. إنَّ هذه الآياتِ الشريفةَ تتحدّثُ عن موضوعٍ هو في غايةِ الأهميّةِ , وتريدُ أنْ تُبيّنَ مَطلباً مهمّاً , وهو أنَّ الأنبياءَ مع كونهم مَبعوثين من قبل اللهِ تعالى إلى أممهم يُمثّلونَ شيئاً خاصاً , وهو الحَقُّ , ولا يُوجدُ نبيٌّ لا يدعو إلى غير الحَقِّ ,
ولا بُدّ مِن أنْ يدعو إلى الحقِّ ,....::
:..وهنا نُبيّنُ نُكتةً مُهمةً جداً وهي أنّ الأنبياءَ يمتلكون قُدراتٍ بيانيةً خاصةً في بيانِ الحقِّ وبعباراتٍ صادرةٍ منهم , تكونُ مَفهومةً وواضحةً , وبلسانِ قومهم , بحيث يحتجُون بها بوصفهم مُصلحين وحُكماء ومُربين لقومهم , ودائماً ما تكونُ عباراتُهم ليستْ مِمّا تَصبُّ في مصلحتهم الشخصية , بل على العكسِ , فإنَّ بعض الأنبياءَ كان في عائلته مِمّن لم يَستجب له , وهذا خلاف مُقتضى المصلحةِ الشخصيةِ , ولكن بما أنَّ الحَقّ بما هو حقٌّ فلا بدّ مِن أنْ يُبينه ,
لأنَّ الأنبياءَ كانوا يريدونَ الإصلاحَ لأممهم وأقوامهم , وكذلك الحالُ مع سيدِ الشُهداءِ , عَليه السلامُ , والذي هو الوارثُ الحقيقي لجميع الأنبياء من آدم , عليه السلامُ , ونوح وإبراهيم , فقد خَرجَ مُصلحاً في أمةِ جدّه ,( إنما خَرجتُ لطلبِ الإصلاحِ في أمةِ جدي ) , ومع كونه الوريث للأنبياءِ , خرجَ لطلبِ الإصلاحِ استجابةً لقوله تعالى (( إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (88))) هود,.:
:...إنَّ كلَّ نبيٍ يَملكُ الحَقَّ والدعوةَ إليه كما وضّح القرآنُ الكريمُ في قصةِ نوح وصالح
وشُعيب , وقد بينوا الحَقَّ بما هو حَقٍّ لقومهم...:
:... ولكن يبقى السؤالُ أنّه لماذا هؤلاءِ القوم لا يَستجيبون للحقِّ بما هو حقٌّ ؟
...وعندما يأتي مُصلحٌ حكيمٌ عالمٌ , أو نبيٌ أو إمامٌ معصومٌ , ويُبينُ لمجموعةٍ مِن الناسِ أنَّ الحقَّ هو هذا , ويُفترضُ بهؤلاءِ أن يستجيبوا للحق بمقضتى القاعدة ِالأوليّةِ ,...
:.. إنَّ عدم الاستجابةِ للحقِّ فيه مُشكلةٌ ينبغي معالجتها وبحثها......
:.. وعندما نُدققُ نرى أنَّ هؤلاءِ – الذين لا يستجيبون للحقِّ – يَجمعهم شَيءٌ واحدٌ في عدمِ استجابتهم للمُصلحِ , وهو أنّها تضرُّ بمصالحهم الشخصية , فتارةً يتهمونَ المُصلحَ بالسحرِ أو بأساطير الأولين أو بالجنون أو بعدم المعرفة والعلم,...":
:.. وإنّهم إذا بقوا لا يستهدفونَ المُصلِحَ بالتهَمِ فستحصل بينهم مشاكل تستدعي تكلمَّ أحدهم على الآخرِ ,أمام سوادِ الناس , لذا يعتّمون عن الحقّ بما هو حقٍّ إما بالاتهام,
أو التغرير لأتباعهم بعدمِ الاستجابةِ ,...:
:.. لو لاحظنا أنَّ القُرآنَ الكريمَ في ذكره لقصة نوح وقومه وكيفية لبثه فيهم ألفَ سنةً إلاّ خمسين عاما , (( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ (14))) العنكبوت, لرأينا رقماً مَهولاً من السنين في الدعوةِ إلى الحقّ , وأنه ماذا كان يفعل معهم , وكيف يُوجه ويهدي ويرشدُ ويبينُ , وماذا كانتْ النتيجةُ وكما ذكرَ القرآن الكريمُ : (( وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آَذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا (7))) نوح,.
:.. وقد نبّه القُرآنُ الكريم وحذّر مِن مثلِ هكذا حالاتٍ في عدم استجابةِ القوم للحق مع وضوحه وبيانه , والتنكر له وعدم الإصغاء إليه ,..:
:.. إنَّ سببَ تكذيبِ الأنبياء والمُصلحين هو عدم إعطاءِ العقلِ فائدته ودوره فيما يرجوه وأن يتأمل فيه ,.
:.. فالضِعافُ يستمعون لكلامِ الأقوياءِ , وهذا من أخطرِ الأشياءِ , وقد يكون بعضُ الناس يرغبُ بأن يكون ذَنَبَاً وذيلاً لأسياده , فماذا يقولون , هُم معهم ,,, آمنوا آمن,, كفروا كفرَ ,, قتلوا قتل ,,أشركوا أشرك ,, وهو حرٌّ ولكن عندما يخنعُ ويذلُّ نفسه يصبح ذَنَبَاً ...::
:.. وفرقٌ بيّنٌ وكبيرٌ بين أنْ يكونَ الإنسانُ ذنباً لأسدٍ لا لحيوانٍ تافهٍ ..::
:.. إنَّ القرآنَ الكريم يقدّمُ لنا النتيجةَ المُستَخلَصَةَ مِن حَالِ الانكفاء عن الحقّ , وقد نبهنا في ذلك , وأرانا ما أرانا , كما في قصة فرعون وما صنع به الله في إهلاكه ونجاته ببدنه ليكونَ آيةً لمن خلفه ببدنه .: ((فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آَيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آَيَاتِنَا لَغَافِلُونَ (92))) يونس,.
... قال تعالى:
((وَأَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ عَذَابًا أَلِيمًا (37) وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا (38) وَكُلًّا ضَرَبْنَا لَهُ الْأَمْثَالَ وَكُلًّا تَبَّرْنَا تَتْبِيرًا (39))) الفرقان,.:
:.. ومُلخصُ المَطلبِ هنا :: هو أنّه على الإنسانِ أن يرجعَ إلى عقله وضميره , وعندما يسمعُ كلاماً فلا بُدّ مِن أنْ يُراعيه ويَفهمه وخصوصاً إذا ما صَدرَ مِن مُصلحٍ لا يُريدُ مَصلَحَةَ نفسه , وإنما يُريدُ مَصلحتك , وإنَّ مَن لم يستمع للحقّ يفوته الحقَُّ وقد يؤدي به ذلك إلى حالٍ لا يُحمَدُ عُقباه , لأنَّ العقلَ نعمةٌ ولابُدَّ من استثماره وفق ما فيه مصلحته , وهذا ما يُرجَى من الاستماع لكلامِ الإمامِ أو النبي أو الحكيم أو العالم, وإدراك ما هو أثرً الكلام ...::
_________________________________________________
:, الجُمْعَة, الثاني والعشرون مِن مُحرّمِ الحَرَامِ ,1439 هِجرِي, المُوافِقَ ,الثالث عشر مِن تشرين الأوّل ,2017م ,.:
________________________________________________
- تدوين – مُرْتَضَى عَلِي الحِلّي – النَجَفُ الأشْرَفُ –
:: كَتَبْنَا بقَصدِ القُربَةِ للهِ تعالى , رَاجينَ القَبولَ والنَفعَ العَامَ ::
_______________________________________________
تعليق