إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

سبايا كربلاء لمن غدر به الزمان ولنصر المظلوم (آه يازينب)

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سبايا كربلاء لمن غدر به الزمان ولنصر المظلوم (آه يازينب)


    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين

    السلام على الدماء السائلات ، السلام على الأعضاء المقطعات ، السلام على الرؤوس المشالات ، السلام على النسوة البارزات



    السلام على المظلومة الغريبة ، السلام على المحزونة الكئيبة ، السلام على من داهمتها الدنيا بالمشاهد الرهيبة و لم تشبه مصيبتها مصيبة! السلام على من عاينت أشلاء الضحايا مجزرين على صعيد المنايا فـ بكت و أبكت كل عدو و صديق حتى جرت دموع الخيل على حوافرها! السلام على من أبعدها الزمان عن الأهل و الأوطان و طاف بها الأعداء سبية في البلدان و سروا بها من الكوفة إلى الشام بجمع من الأرامل و الأيتام ، السلام عليك يا سيدتي و مولاتي يا أسيرة كربلاء يا زينب الحوراء.


    بـ أبي التي ورثت مصائب أمها ......... فـ غدت تقابلها بصبر أبيها

    **************


    كم من دم سفكوا وكم من حرمة ** هتكوا، كذي حنق ونقمة ناقم
    وبنات وحي الله تسبى بينهم ** من ظالم تهدى لـ ألعن ظالم
    وااالهفتاه لزينب مسبية ** بين العدى تبكي بدمع ساجم
    وترى اليتامى والمتون تسوّدت ** بسياطهم الماً، ولا من راحم!
    فاذا بكت ضربت، وتشتم ان شكت ** من ضارب تشكو الهوان وشاتم

    وقفت عزيزةُ أمها و أبيها تتأمل الصمت المهيمن وهي تستعيد حوادث يوم ثقيل .. حين حطّم الحسين شبح الموت .. ليرسم بدمائه الطريق ؛ الطريق إلى جنان تجري من تحتها الأنهار .. لم يبقى سوى صوت الرياح الملتهبة وهي تجوب الخيام المحترقة وتذري الرماد على الأجساد المرملة .. في محاولة بائسة أن تواريها بردائها المُصفرَّ. لتخفي وجوهاً صغيرة وتحميها من شر الأعداء. هنا أنزل الليل ستاره على مسرح الملحمة المُنتصرة . تاركاً في القلوب الوحشة وحش الغربة وأما هي .. فقد خرجت تتعثر ببقايا خيام وأطراف أجساد محمرّةٍ وحجارة مُدمّاة تنبعث منها رائحة الموت ، خرجت وقد تقمصها الذهول! يا لها من ليلة مؤلمة مرت على بنات رسول الله (صلى الله عليه و آله) بعد ذلك العز الشامخ الذي لم يفارقهن منذ أوجد الله كيانهن فلقد كن بالأمس في سرادق العظمة وأخبية الجلالة، وبقين في هذه الليلة في حلك دامس من فقد تلك الأنوار الساطعة.

    مضت تلك الساعات العصيبة، والوقائع الرهيبة، من نكبة عاشوراء، بمراراتها وغصصها التي لا توصف ولا تتصور، لتبدأ قصة السبي الاليمة بفصولها المريرة، بما لم يحدث في الاسلام، اذ سبي حريم الرسالة، وبنات النبوة، ونساء الاسلام الطاهرات! فرحلت قافلة الاسر وسيدها الامام علي بن الحسين زين العابدين وسيدتها العقيلة المكرمة زينب الكبرى بنت الامام علي امير المؤمنين وقد ضمت تلك القافلة المجللة بالبهاء الرسالي جمعاً من النساء الارامل والاطفال اليتامى من آل البيت النبوي ومن بيوتات الاصحاب والاسر الكريمة المخلصة لاهل بيت الوحي، والكل في رعاية الام العطوف والعمة الرؤوف العقيلة زينب، وما ادرانا من هي زينب صلوات ربنا عليها.

    (آه يا زينب)!!

    راحـوا البيهم چان رجواي والـمن ابـثَّن بـعد شكواي
    وآنـه الچنت ما ترد نخواي اولا يوم أخوتي سمعوا ابچاي
    تـالي سـبيه ابـولية اعداي واصـفج يميني فوگ يسراي
    او روس العزاز إگبال عيناي او حچي الشماته مرّد اچلاي
    او طبگت علينه اهموم دنياي واشـما أمـيل اتـميل وياي
    راحـوا هلي او تهيت منواي

    (أه يا زينب)


    لقد جاءوا بالنياق المهزولة لترحيل آل رسول الله ، فلا غطاء ولا وطاء!! آل رسول الله ، أشرف أسرة وأطهرها وأتقاها على وجه الأرض ، وكأنهن سبايا الكفار والمشركين!! لقد كان تعامل الأعداء معهن في منتهى القساوة والفظاظة وكأنهم يحاولون الإنتقام منهن ، ويطلبون بثارات بدر وحنين ! ثم أمر عمر بن سعد بأن تحمل النساء على الأقتاب ، بلا وطاء ولا حجاب ، فقدمت النياق إلى حرم رسول الله (صلى الله علهي وآله وسلم) وقد أحاط القوم بهن ، وقيل لهن : تعالين واركبن ، فقد أمر إبن سعد بالرحيل ، فلما نظرت زينب (عليها السلام) إلى ذلك نادت وقالت : سود الله وجهك يا بن سعد في الدنيا والآخرة ! تأمر هؤلاء القوم بأن يركبونا ونحن ودائع رسول الله ؟ ! فقل لهم : يتباعدوا عنا ، يركب بعضنا بعضاً. فتنحوا عنهن ، فتقدمت السيدة زينب ، ومعها السيدة أم كلثوم ، وجعلت تنادي كل واحدة من النساء باسمها وتركبها على المحمل ، حتى لم يبق أحد سوى زينب (عليها السلام !( فنظرت يميناً وشمالاً ، فلم تر أحداً سوى الإمام زين العابدين وهو مريض ، فأتت إليه وقالت : قم يابن أخي واركب الناقة . قال : يا عمتاه ! إركبي أنت ، ودعيني أنا وهؤلاء القوم . فالتفتت يميناً وشمالاً ، فلم تر إلا أجساداً على الرمال ، ورؤوساً على الأسنة بأيدي الرجال ، فصرخت وقالت : واغربتاه ! وا أخاه ! وا حسيناه ! وا عباساه ! وا رجالاه ! وا ضيعتاه بعدك يا أبا عبد الله . . . فأقبلت فضة وأركبتها .

    أخي قم الآن وركّب أختك
    آني رايحة لعباس أجعده
    وأركّب جفوفه فوق زنده
    وأقوله ترى عيالك بشده
    يا خويه حملي وقع يا هو الليسنده


    ثم مروا بالسبايا على على جثث القتلى و مصارعهم فـ نظرت السيدة زينب (عليها السلام) إلى جسد أخيها و صاحت: يا محمداه صلى عليك مليك السماء، هذا حسين مرمل بالدماء، مقطع الأعضاء، وبناتك سبايا، وذريتك مقتلة، تسفي عليهم ريح الصبا، قال الراوي: فأبكت كل عدو وصديق وأرادت أن ترمي بنفسها من على ظهر الناقة فناداها السجاد: عمة ارحمي حالي، ارحمي ضعف بدني، عمة إذا رميت بنفسك من يركبك وأنا مقيد قالت: يا ابن أخي أرد أن أودع أخي الحسين (عليه السلام)، فقال لها: عمة ودعي أخاك وأنت على ظهر الناقة فجعلت تنادي: أودعتك الله السميع العليم، يابن أم والله لو خيروني بين المقام عندك أو الرحيل عنك لاخترت المقام عندك ولو أن السباع تأكل لحمي. فلما رأته لا يجيب ندائها بكت ورنت بالطرف نحو المدينة وكأني بها تقول :

    خويه لتگول ما عندچ امروَّه
    او لـتگول ضيَّعت الأخوَّة
    أنـه مـاخوذه يحسين گوَّه
    شـوف الـشمر بيَّه اشسوَّه
    سـوطه على امتوني اتلوَّه

    ثم قالت:

    ودعتك الله يا غــريب الغاضرية. عنك مشينه وجثتك حسرة رمــية. لا تقول عني سافروا وما ودعـوني.ولا تقول زينب والحرم ما يودوني . والله يخويه سفرتي غصبٍ عليـه. من غير والي يا حسين ...

    لما مروا بنساء أهل البيت (عليهم السلام) و نظرت النساء إلى جسوم الشهداء لم يتمالكن على أنفسهن فكل واحدة منهن رمت بنفسها على جسد وليها فقد أقبلت ليلى إلى جسد علي الأكبر ورملة أقبلت إلى جسد ولدها القاسم، جلست عنده ودموعها جارية أما سكينة فإنها لما سمعت عمتها زينب تتكلم وهي على ظهر الناقة سألتها: عمة لمن تخاطبين؟ فأجابتها مولاتنا زينب : أخاطب أباك الحسين، فألقت بنفسها من محملها على جسد أبيها واعتنقت جثته وجعلت تمرغ وجهها على جسده وهي تبكي حتى غشي عليها:

    شگبت فوگ جسمه او ظلت اتنـوح
    تشم صدره او دمع العيـن مسفـوح
    يصير امشي او تظل يا بوي مطروح
    على التربان عاري مـوش مگبـور

    تقول السيدة سكينة فيما روي عنها: فبينما أنا في تلك الحال وإذا بالصوت يخرج من منحر والدي وهو يقول: بنية سكينة إذا رجعت إلى المدينة فاقرأي شيعتي عني السلام وقولي لهم ان أبي مات غريبا فاندبوه وقتل عطشانا فاذكروه .

    فـ صاح عمر بن سعد: نحُّوها عن جسد أبيها فاجتمع عليها عدة من الأعداء حتى جروها من على جسد أبيها فقامت والدموع جارية والحسرات وارية:

    برضاك يو رغماً عليك === يجرني العدو من بين ايديك
    وانا اصرخ وادير العين ليك === وأنا ادري ابحميتك ما تخليك
    اشو شيمتك ما ثوّرت بيك === لچن معذور يالحزَّوا وريديك


    وأمّا علي بن الحسين (عليهم السلام) فإنّه لمّا نظر إلى أهله مجزّرين ، وبينهم مهجة الزهراء (عليها السّلام) بحالة تنفطر لها السّماوات وتنشقّ الأرض وتخرّ الجبال هدّا ، عظم ذلك عليه واشتدّ قلقه فلمّا تبيّنت ذلك منه زينب الكبرى بن علي (عليهم السلام) أهمّها أمر الإمام فأخذت تسلّيه وتصبّره وهو الذي لا توازن الجبال بصبره ، وفيما قالت له : "ما لي أراك تجود بنفسك يا بقيّة جدّي وأبي وإخوتي ، فوالله إنّ هذا لعهد من الله إلى جدّك وأبيك ، ولقد أخذ الله ميثاق اُناس لا تعرفهم فراعنة هذه الأرض ، وهم معروفون في أهل السّماوات ، إنّهم يجمعون هذه الأعضاء المقطّعة والجسوم المضرّجة ، فيوارونها وينصبون بهذا الطفّ علماً لقبر أبيك سيّد الشهداء لا يُدرس أثره ولا يُمحى رسمه على كرور الليالي والأيّام ، وليجتهدنّ أئمّة الكفر وأشياع الضلال في محوه وتطميسه ، فلا يزداد أثره إلاّ علوّاً..." و بعدما ركبت العقيلة زينب ناقتها ، فتذكّرت ذلك العزّ الشامخ والحرم المنيع الذي تحوطه الليوث الضواري الأُباة من آل عبد المطّلب.

    رمقت بطرفها نحو نهر العلقمي :
    أخي أبا الفضل , أناءم أنت ؟!
    أخي انت الذي أركبتني حين خروجي من المدينة
    أنت الذي أخرجتني من منزلي
    ولدى الشدائد والبلى أسلمتني

    فلا مثل عز كان في الصبح عزها **ولامثل حال كان في العصر حالها
    إلى أين مسراها؟ وأين مصيرها؟ ** ومن هو مأمواها ؟ومن ذا مآلها
    ومن ذا ثمال الظعن إن هي سُيّرت؟ ** يضيق فمي أن ابن سعد ثمالها
    وعلى أي كتف تتكي حين رُكّبت؟ ** وجمّالها زجر وشمر جمّالها


    سار ابن سعد بالسبايا من آل محمد فلما قاربوا الكوفة: اجتمع أهلها للنظر إليهن واشرفت امرأة من الكوفيات فقالت: من أي الأسارى أنتن؟ فقلن: نحن أسارى آل محمد (صلى الله عليه و آله) فنزلت المرأة من سطحها فجمعت لهن اُزراً ومقانع وأعطتهن ونظر أهل الكوفة إلى أطفال الحسين جياعا قد أضرهم الجوع وقد مرت عليهم ثلاث أيام بلياليها من غير طعام فبان عليهم الضعف والجوع لذا صار أهل الكوفة يناولون أطفال الحسين بعض الخبز والتمور والجوز فصاحت بهم أم كلثوم: يا أهل الكوفة: إن الصدقة علينا حرام، وأخذت ذلك من أيدي الأطفال وأفواههم وجعلت ترمي به إلى الأرض

    تـتـصدق الــوادم عـلينه او عطايا الخلگ كلها امن ايدينه
    او مـا خـاب ظـنَّه اليعتنينه يـظل كل سنه ايروح او يجينه
    حـيف الـليالي اغـدرت بينه اخـونه انچتـل واحنه انسبينه
    نـتـمنه طــارش لـلـمدينه يـنخه هـلي او يـعتني العينه
    امـحمد الـما يـحصل جرينه خـله يـجي او يـلحگ علينه
    والـيتم بـين عـلى اسـكينه



    وإذا بالسيدة زينب عليها السلام تبكي وتصيح أما تغضون أبصاركم عن حرم رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم)؟ فضج الناس بالبكاء والعويل ،، و المنادي ينادي : هؤلاء سبايا من الخوارج. رحم الله من نادى واحسينااااه

    چنت ما ينسمع يا ناس صوتي عقيله امخدره او مرفوع صيتي
    عـالي المجد بين الناس بيتي تـاليها ابـيسر مـا بين غدَّر
    يـا عـباس خـويه يـا شفيه مـنته الـلي جبتني الغاضريه
    چي ترضى أظل عگبك سبيه لـبن زيـاد واعـليه ايـتفكَّر


    ثم إن أم كلثوم أخرجت رأسها من المحمل ، و قالت : صه يا أهل الكوفة تقُتلنا رجالُكم ، وتبكينا نساؤكم ؟ فالحاكم بيننا وبينكم الله ، يوم فصل القضاء. فبينما هي تخاطبهم إذا بضجة قد ارتفعت ، فإذا هم أتوا بالرؤوس يقدمهم رأس الحسين ( عليه السلام ) وهو رأس أزهري قمري ، أشبه الخلق برسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) و لحيته كسواد السبج قد انتصل منها الخضاب ، و وجهه دارة قمر طالع ، و الرمح تلعب بها يمينا و شمالا ، فـ ألتفتت زينب ( عليها السلام ) فرأت رأس أخيها فـ نطحت جبينها بمقدم المحمل ، حتى رأينا الدم يخرج من تحت قناعها و أومأت إليه بخرقة وجعلت تقول :

    يا هلالا لما استتم كما لا غالهُ خسفهُ فأبدا غروبا
    ما توهمت يا شقيقَ فؤادي كان هذا مقدراً مكتوباً
    يا أخي فاطم الصغيرة كلمها فقد كاد قلبها أن يذوبا
    يا أخي ماترى عليا لدى الأسر مع اليُتم لا يُطيق ركوبا
    كلما أو جعوه بالضرب ناداك بذل يفيضُ دمعاً سكوبا
    ما أذل اليتيم حين ينادي بأبيه ولا يراه مُجيبا


    ثم حدّقت السيّدة زينب(عليها السلام) بالجموع المحتشدة ، و مرارة فقدان أخيها تملأ فمها ، و ذلّ الأَسر يحيط بموكبها ، فنظرت(عليها السلام) إلى أهل الكوفة نظرة غضب و احتقار، و خطبت بهم خطبة مقرعة ومؤنِّبة.

    ثم أُدخل رأس الإمام الحسين(عليه السلام) إلى القصر ، و وضع بين يدي عبيد الله ابن زياد والي الكوفة ، فأخذ يضرب الرأس الشريف بقضيب كان في يده ، وعليه علامات الفرح والسرور. وكان الى جانبه زيد بن أرقم ـ وكان شيخاً كبيراً صحابيّاً ـ، فلمّا رآه يفعل ذلك بثنايا ابن رسول الله قال له: ارفع قضيبك عن هاتين الشفتين، فو الله الذي لا إله غيره لقد رأيت شفتي رسول الله(صلى الله عليه وآله) عليها ما لا أُحصيه كثرة تقبّلهما. ثمّ انتحب باكياً.
    فقال له ابن زياد: أبكى الله عينيك، أتبكي لفتح الله؟ والله لولا أنّك شيخ قد خرفت وذهب عقلك لضربت عنقك، فنهض زيد بن أرقم من بين يديه وذهب إلى منزله.
    ثمّ أُدخل النساء والأطفال ومعهم الإمام زين العابدين(عليه السلام) ، وكانت عقيلة بني هاشم السيّدة زينب الكبرى(عليها السلام) متنكّرة ، وقد انحازت إلى ناحية من القصر و معها النسوة.
    فقال ابن زياد: مَن هذه التي انحازت ومعها نساؤها؟ فسأل عنها ثانية وثالثة فلم تجبه، فقيل له: هذه زينب بنت فاطمة بنت رسول الله.
    فانبرى ابن زياد مخاطباً زينب(عليها السلام) شامتاً بها: الحمدُ لله الذي فضحكم وقتلكم، وأكذب أُحدوثتكم.
    فردّت زينب عليها السلام التي كانت في في فصاحتها و بلاغتها كأبيها المرتضى ( عليه السلام ) ، وأمها الزهراء ( عليها السلام ): «الحمدُ لله الذي أكرمَنا بنبيِّه محمّدٍ(صلى الله عليه وآله)، وطهّرَنا مِن الرجس تطهيراً، إنّما يَفتضحُ الفاسق ويكذبُ الفاجِر، وهو غيرُنا».
    فقال ابن زياد: كيف رأيت فِعلَ الله بأهلِ بيتك؟ فقالت(): «كتب اللهُ عليهم القتل، فبرزوا إلى مضاجعهم، وسيجمع اللهُ بينك وبينهُم، فتحاجُّون إليه وتختصمون عنده».
    فغضب ابن زياد و استشاط غضباً ، فقال لها : لقد شفى الله قلبي من طاغيتك الحسين، والعصاة المردة من أهل بيتك.
    فقالت: «لعمري، لقد قتلت كهلي وقطعت فرعي واجتثثت أصلي ، فإن كان هذا شفاك فقد اشتفيت»، فأخذ ابن زياد يفحش في كلامه.
    ثمّ جاء الدور بعد ذلك للإمام زين العابدين(عليه السلام) ليقف أمام عبيد الله بن زياد، فسأله: مَن أنت؟ فأجاب(عليه السلام): «أنا علي بن الحسين».
    فقال: ألم يقتل الله علي بن الحسين؟ قال(عليه السلام): «كان لي أخٌ يُسمّى علياً قتله الناس».
    فقال ابن زياد: بل قتله الله.
    قال(عليه السلام): (اللهُ يَتَوَفّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا).
    فغضب ابن زياد لردّ الإمام(عليه السلام)، فنادى جلاوزته: اِضربوا عنقه.
    فتعلّقت عمّته زينب(عليها السلام) به، وصاحت: «يابن زياد، حَسْبك مِن دمائنا، والله لا أفارقه، فإن قتلته فاقتلني معه»، فتراجع عن ذلك.

    صاحت زينب او لزمت اذياله يـابن ازياد درحم سُگم حاله
    عـدل خـليه واذبحني ابداله غـيره الـها لودايع بعد ماتم



    ذكر أرباب المقاتل: أن عبيد الله بن زياد لما وضع رأس الحسين بين يديه كان يقول: يا حسين لقد كنت حسن الثغر وأخذ بيده عودا فجعل يضرب به أنف الحسين تارة وأخرى يضرب به عينيه وتارة يطعن في فمه وأخرى يضرب به ثناياه ثم نظر إلى الرباب زوجة الحسين فأراد أن يؤلم قلبها فقال لها: رباب رأس من هذا؟ فسكتت، فقال لها: أقسم عليك بحقه إلا ما قلت رأس من هذا؟ فعند ذلك أخذت الرأس وقبلته ووضعته في حجرها وقالت هذا رأس أبي عبد الله ؛ وأنشأت تقول.

    وا حسيناه ولا نسيتُ حسينا أقـصدتُهُ أسـنةُ الأعـداء
    غـادروه بكربلاء صريعا لا سقى الله جانبي كربلاء


    وفي بعض المقاتل: ان عبيد الله بن زياد أمر الجلاوزة أن يأخذوا منها الرأس فامتنعت عن أن تسلم الرأس فضربوها بالسياط على رأسها وأخذوا منها الرأس فأمر ابن زياد بنقلهم ـ أي عائلة الحسين (عليه السلام) ـ إلى السجن وفي السجن نظرت زينب (عليها السلام) إلى الدم يجري من تحت قناع الرباب فقالت لها: يا رباب ما دعاك إلى هذا العمل؟ قالت: يا سيدتي لما ودع الحسين عائلته استحييت أن أحضر توديعه وجلست في خيمتي ولم أودعه فلما قتل احترق قلبي لعدم حضوري في ساعة الوداع لتوديعه فلما نظرت إلى رأسه أخذته وقبلته بدلا عن ذلك اليوم


    بعد وقوف مخدرات الرسول وبنات الزهراء البتول بين يدي الدعي ابن الدعي عبيد الله بن زياد، أمر بعلي بن الحسين (عليه السلام) وأهله فحملوا إلى خربة جنب المسجد الأعظم فقالت زينب بنت علي (عليها السلام) لا تدخل علينا غريبة إلا أم ولد أو مملوكة فإنهن سبين كما سبينا. رحم الله من نادي واحسيناه وازينباه

    ولم يقف حقد ابن زياد وقساوته وأُسلوبه الوحشي إلى حَدٍّ، بل راح يطوف في اليوم الثاني برأس الحسين(عليه السلام) في شوارع الكوفة، يُرهب أهلها، ويتحدّى روح المعارضة والمقاومة فيها. وقال زيد بن أرقم: مرّ به عليّ وهو على رمح، وأنا في غرفةٍ لي، فلمّا حاذاني سمعته يقرأ: (اَمْ حَسِبْتَ اَنَ اَصحابَ الْكَهْفِ وَالرّقيمِ كانوا مِنْ اياتِنا عَجَباً)، وقف والله شعري وناديت: رأسك والله يا بن رسول الله أعجب وأعجب.



    الكلمات في مواساة السيدة زنب الحوراء:


    جنها زينب هاي بنت حامي الدخيل ***** بس عجيبه انشوفهـا بلايـا أهـل
    كون اخت عباس تركب عالهزيل ***** يعنـي ياستـار عبـاس انجـتـل
    هي زينب هاي على الناقة وتميـل ***** ومن تميل الريح يسندهـا بخجـل
    بيها هيبة حيـدر وزعـل الجفيـل ***** وبيها صبر حسين لاح وياالزعـل
    والعجيبة شلووون يحديها الغريـب ***** وانا أعرف زيـن باطبـاع الجفـل
    وجنه راس حسين ذاك الـ عالرمح ***** وهذا ياسيف اللي ذبح خير العمـل
    وين سبع القنطرة وسبع الطفـوف ***** شصبر الراس إعلى رمحه وما نزل
    بعينه من شاف الشمر سوطه يلـوح ***** بمتن زينب كيف عبـاس احتمـل
    يعني هاي ام الخدر زينـب أقـول ***** يعني أيـأس لاخدرهـا ولا أهـل؟؟
    يعنـي لا جفالهـا يلـوح الجفـوف ***** ولا أبو الحملات من صاحت حمـل
    يعني ضلت بيـن جتـال الحسيـن ***** وبين سلاب الربى بحضن الفشل
    بس على اعناد الوقت وشما يجـول ***** ماتهبـط راس هربـات الفـحـل
    هي زينـب مايغيرهـا المصـاب ***** إن جان عالناقة وإذا فـوق الجبـل

    آه آه يا زينب لـ عظيم مصابك! نسأل الله تعالى بحق هذه الفاجعة الأليمة أن يقضي حاجة كل محتاج و حوائجكم يا عشاق الحوراء يا أصحاب الآهات الزينبية!!


  • #2
    الاخت الكريمة الفاضلة عطر الولاية جزيتي
    خيرا على هذا العمل الموفق جعله الله في ميزان حسناتك .
    بالتوفيق الدائم ان شاء الله .

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X