بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
تمضي بنا الحياة , تمر علينا فيها لحظات الفرح ولا يدوم في الدنيا حال , فتمر أيضا كثير من لحظات الألم والحزن , فنتغلب عليها بعضنا بينما يسيطر الحزن على كثير منا ويتغلب عليهم أحيانا أخرى , وربما نتعلق في الدنيا بأشخاص – علاقات طبيعية أو شرعية - فنقترب منهم ويقتربون منا ونعتبرهم نبض قلوبنا , , وبعد مرور سنوات العمر , يزداد تعلقنا وارتباطنا بهم , نتخذهم قدوة لنا ونستمد منهم الأمل في أكثر المواقف يأسا وإحباطا ولا نتخيل اللحظة التي نحياها بدونهم.
ولكن الإحساس الذي يراود كل منا ولا يفارقه , أنه ستأتي لحظة – حتمية - سنفترق فيها , فيعترينا الألم خشية أن يأتي اليوم الذي لا نرى أحبابنا في حياتنا , لا نسمع توجيهاتهم ونصائحهم , ولا نشعر بالاطمئنان القلبي بوجودهم حولنا حتى لو كانوا لا يقدمون لنا ما اعتادوا عليه من قبل .
.
وينبغي على المؤمن أن يوطن نفسه دوما على ذلك حتى لا يشتد عليه الألم عند فراق من يحب حتى لا يجبره الموقف على أن يتحمل مالا يطيق ,
فقد الأحبة بالموت
ومن أشد أنواع الفراق ألما فراق موت الأحبة , فيحزن منه المؤمن والكافر على حد سواء , والحزن في هذه اللحظة طبيعة إنسانية , والبكاء فيه فطرة بشرية
وهناك أنواع أخرى من الفراق لا تقل ألما عن فراق الموت , بل تعتبر في بعض الأحيان أشد إيلاما منه :
فقد الأحبة بالتغييب المتعمد
ومنها آلام التفريق المتعمد بين الأحبة كالأبناء والأهل وتغييبهم عن مرأى الأعين بحبس أو ضياع , فربما يتسلى مفارق أحبته عند موتهم بذكراهم , ولكن كيف يتسلى مفارق أحبته وهو لا يعلم عنهم شيئا , ولا يعرف أهم في الأحياء فيذكرهم ويرجو لقاءهم وسمني نفسه بيوم تتكحل فيه عينه برؤيتهم , أم في الأموات فيقطع الأمل في نفسه وليسأل ربه الصبر ويطلب له ولهم الرحمة من الرحيم سبحانه , واليأس أحد الراحتين ويبرد القلب على ألم الفراق , فإن غاب الأحبة عن العيون فترة مهما طالت فلن ينسى القلب ذكراهم "
الفقد المعنوي للأحبة وتساقطهم :
إن كان النوعان السابقان متشابهين في كونهما فقدا للأحبة بغياب عن الأعين , فإن هناك ألما آخر لا يقل عنهم وطأة ولا شدة , ألا وهو أن تفقد من تحب من أصحاب العلاقات الأسرية أو الشرعية وهم أحياء , تفقدهم وأنت تراهم صباح مساء , تفقدهم حينما يسقطون من نظرك أو تسقطهم مواقفهم وتصرفاتهم معك من حساباتك , فالأجساد لا تزال هي الأجساد لم تتغير, ولكن النفوس هي قد تغيرت وتبدلت , وروح اللقاءات بهتت وذابت ولم تعد كما كانت , وأصبح مجرد افتعال البهجة عند القدوم والتأسف عند الفراق جزء من واجب روتيني يتم أداؤه بتثاقل شديد .
وعلى الرغم من هذه الآلام التي تتفاوت حجما وشدة إلا أن لها ايجابيات , من أهمها أنها تقطع على الإنسان توقع أن تدوم أية رابطة في الدنيا , وتجعله في وعي كامل بأن هذه الرابطة وهذا الحب ربما يفتر بعد فترة , فروابط الدنيا كلها إلى زوال , وليجعل قلبه متعلقا دوما بالرابطة التي لم ولن تنقطع وستبقى أبدا , وهي علاقة العبد بربه , فبها فرحه ويستمد سعادته " قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ " , وعليها يحرص ويعمل وعلى خسرانها يحزن الحزن الحقيقي , فما كان لله دام واتصل وما كان لغيره انقطع وانفصل ... وهكذا الدنيا بكل ما فيها .
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
تمضي بنا الحياة , تمر علينا فيها لحظات الفرح ولا يدوم في الدنيا حال , فتمر أيضا كثير من لحظات الألم والحزن , فنتغلب عليها بعضنا بينما يسيطر الحزن على كثير منا ويتغلب عليهم أحيانا أخرى , وربما نتعلق في الدنيا بأشخاص – علاقات طبيعية أو شرعية - فنقترب منهم ويقتربون منا ونعتبرهم نبض قلوبنا , , وبعد مرور سنوات العمر , يزداد تعلقنا وارتباطنا بهم , نتخذهم قدوة لنا ونستمد منهم الأمل في أكثر المواقف يأسا وإحباطا ولا نتخيل اللحظة التي نحياها بدونهم.
ولكن الإحساس الذي يراود كل منا ولا يفارقه , أنه ستأتي لحظة – حتمية - سنفترق فيها , فيعترينا الألم خشية أن يأتي اليوم الذي لا نرى أحبابنا في حياتنا , لا نسمع توجيهاتهم ونصائحهم , ولا نشعر بالاطمئنان القلبي بوجودهم حولنا حتى لو كانوا لا يقدمون لنا ما اعتادوا عليه من قبل .
.
وينبغي على المؤمن أن يوطن نفسه دوما على ذلك حتى لا يشتد عليه الألم عند فراق من يحب حتى لا يجبره الموقف على أن يتحمل مالا يطيق ,
فقد الأحبة بالموت
ومن أشد أنواع الفراق ألما فراق موت الأحبة , فيحزن منه المؤمن والكافر على حد سواء , والحزن في هذه اللحظة طبيعة إنسانية , والبكاء فيه فطرة بشرية
وهناك أنواع أخرى من الفراق لا تقل ألما عن فراق الموت , بل تعتبر في بعض الأحيان أشد إيلاما منه :
فقد الأحبة بالتغييب المتعمد
ومنها آلام التفريق المتعمد بين الأحبة كالأبناء والأهل وتغييبهم عن مرأى الأعين بحبس أو ضياع , فربما يتسلى مفارق أحبته عند موتهم بذكراهم , ولكن كيف يتسلى مفارق أحبته وهو لا يعلم عنهم شيئا , ولا يعرف أهم في الأحياء فيذكرهم ويرجو لقاءهم وسمني نفسه بيوم تتكحل فيه عينه برؤيتهم , أم في الأموات فيقطع الأمل في نفسه وليسأل ربه الصبر ويطلب له ولهم الرحمة من الرحيم سبحانه , واليأس أحد الراحتين ويبرد القلب على ألم الفراق , فإن غاب الأحبة عن العيون فترة مهما طالت فلن ينسى القلب ذكراهم "
الفقد المعنوي للأحبة وتساقطهم :
إن كان النوعان السابقان متشابهين في كونهما فقدا للأحبة بغياب عن الأعين , فإن هناك ألما آخر لا يقل عنهم وطأة ولا شدة , ألا وهو أن تفقد من تحب من أصحاب العلاقات الأسرية أو الشرعية وهم أحياء , تفقدهم وأنت تراهم صباح مساء , تفقدهم حينما يسقطون من نظرك أو تسقطهم مواقفهم وتصرفاتهم معك من حساباتك , فالأجساد لا تزال هي الأجساد لم تتغير, ولكن النفوس هي قد تغيرت وتبدلت , وروح اللقاءات بهتت وذابت ولم تعد كما كانت , وأصبح مجرد افتعال البهجة عند القدوم والتأسف عند الفراق جزء من واجب روتيني يتم أداؤه بتثاقل شديد .
وعلى الرغم من هذه الآلام التي تتفاوت حجما وشدة إلا أن لها ايجابيات , من أهمها أنها تقطع على الإنسان توقع أن تدوم أية رابطة في الدنيا , وتجعله في وعي كامل بأن هذه الرابطة وهذا الحب ربما يفتر بعد فترة , فروابط الدنيا كلها إلى زوال , وليجعل قلبه متعلقا دوما بالرابطة التي لم ولن تنقطع وستبقى أبدا , وهي علاقة العبد بربه , فبها فرحه ويستمد سعادته " قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ " , وعليها يحرص ويعمل وعلى خسرانها يحزن الحزن الحقيقي , فما كان لله دام واتصل وما كان لغيره انقطع وانفصل ... وهكذا الدنيا بكل ما فيها .
تعليق