بسم الله الرحمن الرحيم . اللهم صل على محمد وال محمد
ان من عقائد واخلاق الشيعة الثابتة في كل زمان ومكان وفي كل عصر من العصور بعد عصر وزمان الغيبة الكبرى هو احترام العلماء واجلالهم وتوقيرهم والرجوع اليهم في معرفة الحلال والحرام وهذه العقيدة قد امرنا بها الامام الحجة بن الحسن المهدي عليه السلام وربانا بها وعودنا عليها فجعل في فترة غيبته الصغرى سفراءه الخاصين الاربعة المعروفين الذين نرجع اليهم في امور ديننا فان قالوا شيئا يجب علينا ان نطيعهم ونحترمهم ولا نخالف امرهم لان اقوالهم وتوجيهاتهم تصدر من قبل الامام المعصوم المهدي عليه السلام . ومن ضمن ما نقلوه هؤلاء السفراء عن الامام المهدي عليه السلام ان الغيبة الكبرى قد بدأت وان الامام قد امركم بما ورد على لسانه المبارك في توقيعه الشريف:
( وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله عليهم ) . بل نجد ان الامر بالرجوع الى الفقهاء كان قد بدأ من زمن الإمام العسكري (عليه السلام) حيث قال:
( فأما من كان من الفقهاء صائنا لنفسه، حافظا لدينه مخالفا على هواه، مطيعا لأمر مولاه، فللعوام أن يقلدوه ) .
وهذان نصان صريحان من الامامين الحسن بن علي العسكري ومحمد بن الحسن المهدي عليهما السلام في وجوب الرجوع الى الفقهاء واحترامهم وتوقيرهم والتصرف الشرعي حسب مايروه من خلال ما توصلوا اليه بعد نظرهم في الادلة الشرعية ذات المصادر المقررة المعروفة .
ورغم ما اوصى به الائمة المعصومين عليهم السلام في التمسك بالفقهاء والمراجع العظام الذين هم حلقة الوصل بيننا وبين الامام عليه السلام نجد الحملات الكثيرة والكبيرة المستمرة التي تسعى وتحاول هدم ما بناه الائمة عليهم السلام وقطع حلقة الوصل التي تربط الامام الحجة عليه السلام بشيعته الكرام فيكون الشيعة من دون قائد ولا موجه يوجههم الى الطريق الصائب الصحيح فيتلاعبوا بهم كما يشاؤون. فاخذوا تارة بنفي الارتباط بين الامام عليه السلام وبين الفقهاء من خلال التشكيك في اصل الروايات الامرة بالرجوع الى الفقهاء وانه لايجب الرجوع الى الفقهاء ويجوز العمل العبادي وغيره من دون تقليد . او بالتسليم بهذه الروايات مع التشكيك في تقوى العلماء وتفسيقهم وادعاء ان الرواية ذات صفات ايمانية لا تنطبق على الفقهاء الان . وتشجيع الناس على التكلم على الفقهاء والعلماء بالغيبة والبهتان . وتارة اخرى بافتعال الحركات والتيارات الضالة والمضلة التي تدعي الان بان الامام المهدي عليه السلام قد ظهرمن غيبته وبان وبانه فلان ابن فلان . وغيرها من الوسائل الشيطانية التي تحاول فك الارتباط وابعاد الفقيه عن الناس وبالتالي ابعاد الناس عن الامام عليه السلام . فعلى المؤمنين الشيعة الاثنى عشرية ايدهم الله تعالى بالحذر من مثل هذه الاساليب التي يتخذها اعداء المذهب الحق .
واود ان اشير الى ان هذه الحركات والتيارات المعاكسة لخط وطريق اهل البيت عليهم السلام هي ليست من الشيعة الامامية ايدهم الله تعالى بل من غيرها . نعم هناك بعض الجهات التي تدعي انها من الشيعة وتتلبس بلباس الشيعة وزي طلبة العلم هي بالواقع ليست من الجهات الشيعية وقد قدحت وبينت مكاتب العديد من العلماء الفقهاء بان هذه الشرذمة من هؤلاء هم بعيدين عن اسم الشيعة واخلاق التشيع . وبعد تقديم هذه المقدمة انقل بعض الروايات من لسان اشرف الادميين والانبياء والمرسلين والخلق اجمعين النبي محمد (صلى الله عليه واله وسلم ) الذي بين فضل العلم والعلماء على سائر الناس .


م / الراد على المجتهد وعقابه .

كتاب :عَقائِد الإمامِيَّة

تأليف :العلامة الكبير الشيخ محمد رضا المظفر.
عنى بتحقيقه والتعليق عليه : محمد جواد الطريحي
إعداد : مركز الأبحاث العقائدية .
وعقيدتنا في المجتهد الجامع للشرائط: إنّه نائب للامام عليه السلام في حال غيبته ، وهو الحاكم والرئيس المطلق، وله ما للإمام في الفصل في القضايا والحكومة بين الناس، والراد عليه (أي على المجتهد ) راد على الامام، والراد على الامام راد على الله تعالى، وهو على حدّ الشرك بالله، كما جاء في الحديث عن صادق آل البيت عليهم السلام . في الاحتجاج : ج2|ص260 ح232، الكافي: ج1 | ص 54 ح10.
فليس المجتهد الجامع للشرائط مرجعاً في الفتيا فقط، بل له الولاية العامة ، فيُرجع إليه في الحكم والفصل والقضاء، وذلك من مختصّاته؛ لايجوز لاَحد أن يتولاّها دونه، إلاّ بإذنه، كما لا تجوز إقامة الحدود والتعزيرات إلاّ بأمره وحكمه.
ويرجع إليه أيضاً في الاَموال التي هي من حقوق الامام ومختصّاته .
-------------------------------------------------------------------------
م / في ذكر بعض فضائل المجتهد على سائرالناس :

كتاب : منية المريد في اداب المفيد والمستفيد :
تاليف : الشهيد الثاني .
***وقوله صلى الله عليه وآله:فضل العالم على العابد سبعون درجة، بين كل درجتين حضر الفرس ( 1) سبعين عاما، وذلكلان الشيطان يضع البدعة للناس فيبصرها العالم فيزيلها، والعابد يقبل على عبادته.(1) الحضر: ارتفاع الفرس في عدوه " (" لسان العرب " ج 4 / 201، " حضر ").
*** وقوله صلى الله عليه وآله:فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم، إن الله وملائكته وأهل السماوات والارض
حتى النملة في حجرها، وحتى الحوت في الماء ليصلون على معلم الناس الخير.

تنبيه : ان الله وملائكته والحيوانات كلهم يصلون ويستغفرون لطلبة العلم والعلماء . ونحن نسب العلماء ونغتابهم ونتكلم بالبهتان عليهم . الله اكبرالاننتبه خالفنا الله ورسوله وملائكته وحتى الحيوانات اذا الحيوانات افضل منا في هذا الفعل ....


*** وقوله صلى الله عليه وآله لمعاذ: لان يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك منالدنيا وما فيها.
*** وقال صلى الله عليه وآله: رحم الله خلفائي: فقيل: يا رسول الله ! ومن خلفاؤك ؟ قال: الذين يحيونسنتيويعلمونها عباد الله.
*** وعن الامام الباقر عليه السلام: عالم ينتفعبعلمه أفضل من سبعين ألف عابد .
***قال الإمام الهادي (عليه السلام) : لولا من يبقى بعد غيبة قائمكم (عليه الصلاة والسلام) من العلماء الداعين إليه، والدالين عليه، والذابين عن دينه بحجج الله، والمنقذين لضعفاء عباد الله من شباك إبليس ومردته، ومن فخاخ النواصب لما بقي أحد إلا ارتد عن دين الله، ولكنهم الذين يمسكون أزمة قلوب ضعفاء الشيعة كما يمسك صاحب السفينة سكانها أولئك هم الأفضلون عند الله عز وجل.

------------------------------------------------------------------

م / في فضل وثواب طالب العلم :
الكتاب : الأربعون حديثاً .
تأليف : الامام السيد الخميني (قدس سره) .
ج1 / ص 450 :
الحَديث السَادِس وَالعشرون: طالب العلم .
بالسَّنَد المتّصل إلى ثقة الإسلام محمد بن يعقوب الكلينيِّ، عن محمّد بن الحسن وعليِّ بن محمّد، عن سهل بن زياد ومحمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، جميعاً عن جعفر بن محمَّد الأشعريِّ، عن عبد الله بن ميمون القدّاح، وعليِّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن حمّاد بن عيسى، عن القدّاح، عن أبي عبد الله عليه السّلام قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ سَلَكَ طَريقاً يَطْلُبُ فيهِ عِلْماً سَلَكَ اللهُ بِهِ طَريقاً إلَى الْجَنَّةِ، وَإنَّ الْمَلائِكَةَ لَتَضَعُ أجْنِحَتَها لِطالِبِ الْعِلْمِ رِضاً بِهِ، وَإنَّه يَسْتَغْفِرُ لِطالِبِ الْعِلْمِ مَنْ فِي السماءِ وَمَنْ فِي الأرضِ حَتَّى الحوتُ في الْبَحْرِ. وَفَضْلُ الْعالِمِ عَلَى الْعابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ عَلى سائِرِ النُّجومِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ وَإنَّ الْعُلَماءَ وَرَثَةُ الأنْبياءِ، وَإنَّ الأنْبياءَ لَمْ يُوَرِّثُوا ديناراً ولا دِرْهماً وَلِكْن وَرَّثوا الْعِلْمَ، فَمَنْ أخَذَ مِنْهُ أخَذَ بِحَظٍّ وافرٍ» . المصدر: أصول الكافي، المجلد الأول، كتاب فضل العلم، باب ثواب العالم والمتعلم، ح1.

اللهم صل على محمد وال محمد . اللهم وفقني لان اكون خادما للعلماء والفقهاء وجميع طلبة العلم الكرام لانال بذلك رضا الامام الحجة بن الحسن المهدي عليه السلام .