بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حينما نراجع التاريخ نجد وبكل صراحة ان نفس معاوية بن أبي سفيان كانت تواقة الى الحكم و السلطان و التربُّع على كرسي الخلافة و أخذ زمام أمور الأمة الاسلامية بيده حتى يتمكن من الوصول الى أهدافه و ملذاته الدنيوية ، و لكنه في نفس الوقت لم يكن ساذجاً بل كان معروفاً بالدهاء و السياسة ، فكان يعرف جيداً بأن وصوله الى مبتغاه يحتاج الى تخطيط دقيق و صبر كثير
و عليه أن يتجاوز الكثير من المراحل و الأزمات حتى تتوفر الأجواء المناسبة المؤدية الى قبول المسلمين بالأمر الواقع الذي كان يريده لهم . و كان معوية يعرف جيداً بأنه إن أراد الوصول الى هذه النتيجة فلا بد له أن يتستَّر بعباءة الدين و عليه أن يخفي نواياه و كذلك أعماله التي لا تنسجم مع الدين الاسلامي و تعاليمه و أحكامه ، فكان حريصاً على التظاهر بالالتزام الديني و الحرص على مصلحة الأمة الاسلامية .
و لم يخطئ معاوية في تقييمه للظروف فكانت النتيجة أن جماعات كبيرة من المسلمين لم يتمكنوا من معرفة معاوية على حقيقته فلم يتمكنوا من تمييز الحق من الباطل خلال فترة خروجه على الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في حرب صفين و بعدها في المواجهات التي دارت بينه و بين الامام الحسن بن علي ( عليه السلام ) فكان ما كان .
إلا أن الامام الحسن ( عليه السلام ) لما رأى أن جيشه قد تأثَّر هو الآخر بالتضليلات الاعلامية التي كان مصدرها الجهاز السياسي و الاعلامي لمعاوية ـ طبعاً بعد أن أقام الحجة على المسلمين بمخالفته لمعاوية من خلال مواجهته العسكرية له ـ لم يجد بدا من قبول الصلح مع معاوية ، و لكنه ( عليه السلام ) برع في تسجيل نصر كبير ـ لم يفطن له معاوية رغم دهائه و مكره ـ من خلال بنود مذكرة الصلح ، حيث أراد الامام الحسن ( عليه السلام ) أن يثبت للمسلمين في ذلك العصر بل للتاريخ زيف ما كان يدعيه معاوية ، و يبيِّن كذبه و تزويره للحقائق ، كما أراد إزاحة عباءة الدين عن معاوية ، تلك التي طالما تستر بها معاوية ، و بالفعل فقد استطاع الامام الحسن ( عليه السلام ) بعد فترة وجيزة من تعرية معاوية و كشفه كشفاً كاملاً أمام المسلمين . فهذا معاوية يُسقط القناع عن وجهه ليعترف و يقول بعد أيام من توقيعه على معاهدة الصلح : إني والله ما قاتلتكم لتصلوا و لا لتصوموا و لا لتحجوا و لا لتزكوا ، إنكم تعلمون ذلك ، و لكني قاتلتكم لأتأمَّر عليكم و قد أعطاني الله ذلك و أنتم له كارهون ، ألا و أني منيت الحسن و أعطيته أشياء و جميعها تحت قدمي ، و لا أفي بشيء منها له .
و هكذا مكَّن الامام الحسن ( عليه السلام ) المسلمينَ من إكتشاف حقائق مهمة و الحصول على تجربة سياسية عظيمة مهدت لتجربة أخرى أكبر .
لذا فأن هناك فرقاً كبيراً جداً بين المواجهتين ، أي مواجهة الامام الحسن ( عليه السلام ) لمعاوية ، و مواجهة الامام الحسين ( عليه السلام ) ليزيد بن معاوية ، حيث لمن تكن الأمور ملتبسة على الناس أيام حكومة يزيد كما كانت ملتبسة أيام حكومة معاوية .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حينما نراجع التاريخ نجد وبكل صراحة ان نفس معاوية بن أبي سفيان كانت تواقة الى الحكم و السلطان و التربُّع على كرسي الخلافة و أخذ زمام أمور الأمة الاسلامية بيده حتى يتمكن من الوصول الى أهدافه و ملذاته الدنيوية ، و لكنه في نفس الوقت لم يكن ساذجاً بل كان معروفاً بالدهاء و السياسة ، فكان يعرف جيداً بأن وصوله الى مبتغاه يحتاج الى تخطيط دقيق و صبر كثير
و عليه أن يتجاوز الكثير من المراحل و الأزمات حتى تتوفر الأجواء المناسبة المؤدية الى قبول المسلمين بالأمر الواقع الذي كان يريده لهم . و كان معوية يعرف جيداً بأنه إن أراد الوصول الى هذه النتيجة فلا بد له أن يتستَّر بعباءة الدين و عليه أن يخفي نواياه و كذلك أعماله التي لا تنسجم مع الدين الاسلامي و تعاليمه و أحكامه ، فكان حريصاً على التظاهر بالالتزام الديني و الحرص على مصلحة الأمة الاسلامية .
و لم يخطئ معاوية في تقييمه للظروف فكانت النتيجة أن جماعات كبيرة من المسلمين لم يتمكنوا من معرفة معاوية على حقيقته فلم يتمكنوا من تمييز الحق من الباطل خلال فترة خروجه على الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في حرب صفين و بعدها في المواجهات التي دارت بينه و بين الامام الحسن بن علي ( عليه السلام ) فكان ما كان .
إلا أن الامام الحسن ( عليه السلام ) لما رأى أن جيشه قد تأثَّر هو الآخر بالتضليلات الاعلامية التي كان مصدرها الجهاز السياسي و الاعلامي لمعاوية ـ طبعاً بعد أن أقام الحجة على المسلمين بمخالفته لمعاوية من خلال مواجهته العسكرية له ـ لم يجد بدا من قبول الصلح مع معاوية ، و لكنه ( عليه السلام ) برع في تسجيل نصر كبير ـ لم يفطن له معاوية رغم دهائه و مكره ـ من خلال بنود مذكرة الصلح ، حيث أراد الامام الحسن ( عليه السلام ) أن يثبت للمسلمين في ذلك العصر بل للتاريخ زيف ما كان يدعيه معاوية ، و يبيِّن كذبه و تزويره للحقائق ، كما أراد إزاحة عباءة الدين عن معاوية ، تلك التي طالما تستر بها معاوية ، و بالفعل فقد استطاع الامام الحسن ( عليه السلام ) بعد فترة وجيزة من تعرية معاوية و كشفه كشفاً كاملاً أمام المسلمين . فهذا معاوية يُسقط القناع عن وجهه ليعترف و يقول بعد أيام من توقيعه على معاهدة الصلح : إني والله ما قاتلتكم لتصلوا و لا لتصوموا و لا لتحجوا و لا لتزكوا ، إنكم تعلمون ذلك ، و لكني قاتلتكم لأتأمَّر عليكم و قد أعطاني الله ذلك و أنتم له كارهون ، ألا و أني منيت الحسن و أعطيته أشياء و جميعها تحت قدمي ، و لا أفي بشيء منها له .
و هكذا مكَّن الامام الحسن ( عليه السلام ) المسلمينَ من إكتشاف حقائق مهمة و الحصول على تجربة سياسية عظيمة مهدت لتجربة أخرى أكبر .
لذا فأن هناك فرقاً كبيراً جداً بين المواجهتين ، أي مواجهة الامام الحسن ( عليه السلام ) لمعاوية ، و مواجهة الامام الحسين ( عليه السلام ) ليزيد بن معاوية ، حيث لمن تكن الأمور ملتبسة على الناس أيام حكومة يزيد كما كانت ملتبسة أيام حكومة معاوية .
تعليق