أهلا وسهلا بكم في منتدى الكـــفـيل
إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التفضل بزيارة صفحة
التعليمات
كما يشرفنا أن تقوم
بالتسجيل ،
إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
ان المشاكسة من الظواهر الاجتماعية المنتشرة بين الأطفال بل والكبار على حد سواء، والإحصائيات التي جرت على الأطفال أثبتت ان المشاكسة ليست نوعا واحدا بل هي أنواع مختلفة يلعب المجتمع دورا أساسيا في تحديد نوعا ودرجتها , كما تلعب نوعية التربية التي يتلقاها الطفل في تحديد ذلك . ونظرة الآباء والأمهات الى هذه الظاهرة قد تكون مختلفة من شخص لآخر ومن بيئة لأخرى وان كان الجميع يهدفون الى إزالة هذه الحالة نتيجة القلق الذي يساورهم من تأثيرها السيئ على تكوين شخصية الطفل ومستقبله . وعند علماء النفس والتربويين تصنيف عام للأطفال بسبب هذه الظاهرة الى صنفين :الأول : هم أصحاب الشخصية السوية والمتزنة نفسيا وعاطفيا والسليمة من الناحية الجسدية .الثاني : هم أصحاب الاختلال النفسي وعدم الاتزان والسلوك غير الطبيعي .ومن الواضح ان الصنف الأول قد حاز على المطلوب من الاتزان فيما بقي الصنف الثاني مثيرا للمشاكل والمتاعب والقلق .ويمكن القول ان المشاكس شخص يتميز عن أقرانه بسلوك متمرد وشخصية متصلبة وغير متوافقة مع القريبين منه من أفراد الأسرة والمجتمع ، وتصرفاته تكشف عن رغبته بالظهور بصورة الرافض والخارج على الأطر الاجتماعية التي يعيش فيها . كما انه لا يقيم وزنا للقيم التي تحيط به , ومن الطبيعي ان يكون تصرفه هذا نابعا من رؤية وهمية للواقع وفي الوقت الذي يحرص فيه على إثارة النزاع مع الجميع تراه ميالا الى العزلة في بعض الأحيان .وبالرغم من كل ذلك فان هناك صعوبة واضحة في تحديد الطفل المشاكس بسبب الآليات التي قد تنجح في مكان ولا تنجح في مكان آخر . فقد يعتبر البعض نفور الناس من الطفل محددا لذلك فيما يرى البعض الآخر المشاكس شخصا سيء الظن بالآخرين خائفا من الجميع , يرد على أتفه الأمور التي تواجهه بطريقة عنيفة ويظهر رفضا قاطعا لأشد الأمور وضوحا , كما انه قد يظهر رغبة عارمة في التنازع مع الأقران .ومن الأمور التي توصل إليها الباحثون من خلال مراقبة الطفل المشاكس ان هناك صراعا يعيشه هذا الطفل لعجزه عن قبول الواقع كما هو عليه ولذلك قد يلجا في كثير من الأحيان عند عدم القدرة على التقبل الى أسلوب المخادعة والتظاهر للتعويض عن حالة الفشل في الانسجام مع الواقع الاجتماعي . ومن الغريب ان تكون حالة المشاكسة مصاحبة لدرجة مرتفعة من الذكاء في بعض الأحيان لانه من المتوقع ان تكون نسبة الذكاء عند هؤلاء طبيعية , والصفة المشتركة التي لا تكاد تغيب عن شخصية المشاكس هي حساسيته الزائدة والمزاج الحاد عند التعامل مع الآخرين . والطفل المشاكس عنده شعور بوجود رغبة عند الآخرين بالوقوف ضد مصلحته وهو الأمر الذي يجعله مبررا لسلوك سبيل المشاكسة مع الآخرين بعد ان يصنفهم أعداء لمصالحه . والمشاكسة تظهر على صور متعددة فتارة تأخذ طابعاً عدوانيا ، وتارة طابع الكآبة والانزواء وغير ذلك , والمتحكم في ذلك هو نوع المعاناة التي يعيشها الطفل والوضع النفسي وأسلوب تربية الأسرة والمجتمع.
تعليق