من مرافئ زيارة الأربعين..
علي الخباز
سؤال يكبر في خاطري: هل أعطى الشعراء والأدباء والكتاب ومثقفو ومفكرو العالم تجربة زيارة الأربعين حقها، وخاصة أننا نؤمن بأن هذه الشعيرة تتنامى مع كل جيل، وتأخذ من بنية العصر سماتها الظاهرية، وتستمد من التأريخ حيويتها ومعناها وجوهر انتمائها.
هل استطعنا أن ننقل الى العالم هذه الظاهرة العراقية الوطنية الانسانية، وهي ظاهرة فريدة بما تمتلك من جماهيرية كونية، تجتاز معايير حدودها الجغرافية وقوميتها.. كربلاء لها حدود معنوية أكبر، وهذا ما يميزها عن جميع الاحتفاءات العالمية، هي تجربة ممتعة ونافعة أن نجوب في تجارب وعقول المفكرين والأدباء، لنعرف كيف تقرأ زيارة الاربعين في كربلاء، رغم اختلاف اعمار هذه التجارب وانتماءاتها واهتماماتها وكل ينطلق من موقفه وقناعاته.
ويرى الأستاذ كامل الفهداوي وهو أحد الشيوخ الافاضل وعلامة من علامات علماء ابناء العامة الافاضل، ان للأماكن خصوصية كما يفهم من كتاب الله تعالى ومنها وجود نبي او اثاره ونجد ذلك بقوله تعالى: ((لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ {1} وَأَنتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ)) (البلد: 2)، وهنا يقسم سبحانه بمكة؛ لأن رسول الله (ص) ولد وحل فيها، وكذلك: ((وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى...)) (البقرة/125)؛ اعتزازاً بأثر سيدنا ابراهيم(عليه السلام).
ولقد اختار الله تعالى لأهل بيت نبيه في كتابه لفظة الطهر: ((إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجسَ أَهلَ البَيتِ وَيُطَهِّرَكُم تَطهِيرًا)) (الأحزاب/33)، دلالة على طهارة معدنهم واخلاقهم.. لكن هذا العالم الجليل يوقفنا باندهاشته الكبيرة أمام تصريح الدواعش بعد احتلال الموصل، يتوعدون بالقدوم الى كربلاء والنجف، ويكيلون لها افضح الموبقات من التسميات الرذيلة التي تمثل جوهرهم، ولا تمثل كربلاء ولا النجف..!
هنا كبر السؤال لماذا؟ ونحن ايضا نتساءل: ألا يمكن أن تكون قداسة ابن بنت رسول الله قادرة على توحيدنا؟ ألا يمكن أن تكون كربلاء العراق هي كربلاء العالم؟ ماذا لو سلبت أي دولة اجنبية من العراقيين فخر الاحتفاء بسيد الشهداء؟ يكون الأمر ثقيلاً على كل عراقي دون النظر الى انتمائه الديني والمذهبي.
فوجد هذا العالم الجليل كامل الفهداوي، أن عظمة كربلاء تترسخ في مدفن سيد شباب اهل الجنة، وحاشا لله ان يكون مستقر الطاهرين إلا في ارض طاهرة.. توصل الى طهارة المكان لاقتران مدفن الطهر، فهو يقول:ـ فقلت سبحان الله هؤلاء احفاد أولئك الذين قتلوا ريحانة رسول الله (ص) يوم أن قال لهم: هل هناك من جده نبي على الارض غيري؟
لكن قلوبهم كانت غلفاً، وأعينهم كانت عمياً، وآذانهم صماً، فتركوا كل هذا وأقدموا على قتله وحرق خيامه وقتل اصحابه وسبي نسائه.. ماذا لو عرف العالم القيمة الحقيقية لمعنى الزيارة الاربعينية، وأنا أعتقد ان قلق الدواعش من كربلاء هو طبيعة الاثر المرسوم في قلوب الناس، والذي يمكن ان يجمع كلمة المسلمين ويوحدها.
يرى الشيخ كامل الفهداوي:ـ انهم يخشون كربلاء؛ لأن الناس من محبتهم لابن رسول الله يزورونه ويعظمونه، فظن المجرمون ان ذلك شرك.. لكن رسول الله يوم أن خرج من مكة نظر اليها، وقال: "انك لأحب بقاع الارض إليّ"، مع انها لم تشمل بكرامة الاسلام بعد.
ونحن نرى ان النبي (ص) عندما قال ذلك، لم ينظر الى قداستها في محور وجود العبادة أولاً، لكنه نظر الى ارتباطها السماوي الى قداستها من حيث مقدرتها على استنهاض الامة الى الصلاح والى اليقين.
الشيخ الفهداوي يرى ان على كل مسلم ان يزور سيدنا الحسين(عليه السلام) ويحمد الله ان يسر له الوصول لسيد شباب اهل الجنة، ويعلن ولاءه له وبراءته من الدواعش والعصابات التكفيرية وافكارهم.
علي الخباز
سؤال يكبر في خاطري: هل أعطى الشعراء والأدباء والكتاب ومثقفو ومفكرو العالم تجربة زيارة الأربعين حقها، وخاصة أننا نؤمن بأن هذه الشعيرة تتنامى مع كل جيل، وتأخذ من بنية العصر سماتها الظاهرية، وتستمد من التأريخ حيويتها ومعناها وجوهر انتمائها.
هل استطعنا أن ننقل الى العالم هذه الظاهرة العراقية الوطنية الانسانية، وهي ظاهرة فريدة بما تمتلك من جماهيرية كونية، تجتاز معايير حدودها الجغرافية وقوميتها.. كربلاء لها حدود معنوية أكبر، وهذا ما يميزها عن جميع الاحتفاءات العالمية، هي تجربة ممتعة ونافعة أن نجوب في تجارب وعقول المفكرين والأدباء، لنعرف كيف تقرأ زيارة الاربعين في كربلاء، رغم اختلاف اعمار هذه التجارب وانتماءاتها واهتماماتها وكل ينطلق من موقفه وقناعاته.
ويرى الأستاذ كامل الفهداوي وهو أحد الشيوخ الافاضل وعلامة من علامات علماء ابناء العامة الافاضل، ان للأماكن خصوصية كما يفهم من كتاب الله تعالى ومنها وجود نبي او اثاره ونجد ذلك بقوله تعالى: ((لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ {1} وَأَنتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ)) (البلد: 2)، وهنا يقسم سبحانه بمكة؛ لأن رسول الله (ص) ولد وحل فيها، وكذلك: ((وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى...)) (البقرة/125)؛ اعتزازاً بأثر سيدنا ابراهيم(عليه السلام).
ولقد اختار الله تعالى لأهل بيت نبيه في كتابه لفظة الطهر: ((إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجسَ أَهلَ البَيتِ وَيُطَهِّرَكُم تَطهِيرًا)) (الأحزاب/33)، دلالة على طهارة معدنهم واخلاقهم.. لكن هذا العالم الجليل يوقفنا باندهاشته الكبيرة أمام تصريح الدواعش بعد احتلال الموصل، يتوعدون بالقدوم الى كربلاء والنجف، ويكيلون لها افضح الموبقات من التسميات الرذيلة التي تمثل جوهرهم، ولا تمثل كربلاء ولا النجف..!
هنا كبر السؤال لماذا؟ ونحن ايضا نتساءل: ألا يمكن أن تكون قداسة ابن بنت رسول الله قادرة على توحيدنا؟ ألا يمكن أن تكون كربلاء العراق هي كربلاء العالم؟ ماذا لو سلبت أي دولة اجنبية من العراقيين فخر الاحتفاء بسيد الشهداء؟ يكون الأمر ثقيلاً على كل عراقي دون النظر الى انتمائه الديني والمذهبي.
فوجد هذا العالم الجليل كامل الفهداوي، أن عظمة كربلاء تترسخ في مدفن سيد شباب اهل الجنة، وحاشا لله ان يكون مستقر الطاهرين إلا في ارض طاهرة.. توصل الى طهارة المكان لاقتران مدفن الطهر، فهو يقول:ـ فقلت سبحان الله هؤلاء احفاد أولئك الذين قتلوا ريحانة رسول الله (ص) يوم أن قال لهم: هل هناك من جده نبي على الارض غيري؟
لكن قلوبهم كانت غلفاً، وأعينهم كانت عمياً، وآذانهم صماً، فتركوا كل هذا وأقدموا على قتله وحرق خيامه وقتل اصحابه وسبي نسائه.. ماذا لو عرف العالم القيمة الحقيقية لمعنى الزيارة الاربعينية، وأنا أعتقد ان قلق الدواعش من كربلاء هو طبيعة الاثر المرسوم في قلوب الناس، والذي يمكن ان يجمع كلمة المسلمين ويوحدها.
يرى الشيخ كامل الفهداوي:ـ انهم يخشون كربلاء؛ لأن الناس من محبتهم لابن رسول الله يزورونه ويعظمونه، فظن المجرمون ان ذلك شرك.. لكن رسول الله يوم أن خرج من مكة نظر اليها، وقال: "انك لأحب بقاع الارض إليّ"، مع انها لم تشمل بكرامة الاسلام بعد.
ونحن نرى ان النبي (ص) عندما قال ذلك، لم ينظر الى قداستها في محور وجود العبادة أولاً، لكنه نظر الى ارتباطها السماوي الى قداستها من حيث مقدرتها على استنهاض الامة الى الصلاح والى اليقين.
الشيخ الفهداوي يرى ان على كل مسلم ان يزور سيدنا الحسين(عليه السلام) ويحمد الله ان يسر له الوصول لسيد شباب اهل الجنة، ويعلن ولاءه له وبراءته من الدواعش والعصابات التكفيرية وافكارهم.
تعليق