المواكبُ الحسينية وشرفُ الخدمة..
زاهر الخفاجي
إنّ من أهمّ الشعائر الدينية التي دأب المؤمنون على احيائها في كل عام، هي شعيرة زيارة الأربعين لسيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام)، حيث تتميز هذه الزيارة عن غيرها من الزيارات بتوافد ملايين الزائرين مشياً على الأقدام، ومن مختلف أنحاء العالم صوب المراقد المطهرة في مدينة كربلاء المقدسة؛ لإحياء هذه المناسبة العظيمة وأداء مراسيم الزيارة عند ضريح سيد الشهداء وأخيه ابي الفضل العباس (عليهما السلام).
وهذه الجموع المؤمنة في زيادة واضحة عاماً بعد آخر.. فما كان لله ينمو.. لذلك تطلب ذلك جهوداً استثانية لخدمة هذه الجموع المؤمنة من حيث تقديم الطعام والشراب والمبيت وغيرها من الخدمات.
من هذا المنطلق، انتشرت الآلاف من المواكب الحسينية على جميع الطرق المؤدية الى مدينة كربلاء المقدسة؛ لتقديم الخدمة للزائرين الكرام، وتزاول نشاطاتها المتنوعة في تقديم وجبات الطعام بمختلف أنواعها، واعداد اماكن استراحة ونوم للزائرين وخدمات اخرى يعجز اللسان عن وصفها رافعة شعار (خدمة الحسين شرف لنا).
فخدمة الحسين (عليه السلام) بصورتها الحقيقية هي الشرف الأعظم، وإن كانت بأشكالها البسيطة، بالإضافة الى قيام البعض بتقديم خدمات النقل للزائرين في داخل المدينة والى ابوابها الخارجية.
فيما تخصصت بعض المواكب بتقديم الخدمات الصحية مع كافة مستلزماتها الطبية الضرورية وبأيدٍ طبية متخصصة.. ولا ننسى دور الاهالي الذين فتحوا بيوتهم لاطعام ومبيت الزائرين الكرام.
إنّ هذه الخدمة المباركة لها أجر عظيم، فبالإضافة الى شرفيتها ورفعتها وكرامتها، فهي شرف في الدنيا، وذُخر في الآخرة، وهي باقية ما بقي الليل والنهار.. فهنيئاً لتلك الجموع التي أقبلت بقلوب عاشقة صوب كعبة الاحرار كربلاء المقدسة، لتجدد العهد والولاء مع سيد الشهداء (عليه السلام) وتكون ملبية لندائه (ألا من ناصر ينصرني).