إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أهواء النفس لا تعرف الشبع أبداً

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أهواء النفس لا تعرف الشبع أبداً

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين




    إنّ أخطر ما في أهواء النفس أنها لا تعرف الشبع، فهي رغبات لا تنتهي ولا تقف عند حدّ أو غاية. وطالما أن العنان مطلق لها، فلن تتورّع عن أي عمل أو فعل يحقّق لها آمالها ويضمن لها مآربها.

    ونقطة شروع الإنسان في مسيره التسافلي تبدأ عندما يذعن هذا الإنسان لأهواء النفس ويتبع أوامرها. إنه في اللحظة الأولى التي يضعف بنيان هذا الإنسان ويصبح هزيلاً أمام أطماع النفس وأهوائها فيتبع دعوتها في كل شيء ليجد نفسه في نهاية المطاف مبتلى بآلاف المفاسد والمهالك، الى أن تغلق جميع سبل الحق بوجهه، وهذا أخشى ما يخشاه علينا نبيّنا الأكرم وأئمتنا المعصومون صلوات الله عليهم أجمعين.
    يقول الله تعالى في ذمّ اتباع النفس وأهوائها :

    (( ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله))

    (( ومن أضلّ ممنّ اتبع هواه بغير هدىً من الله))

    وجاء في الكافي الشريف عن الإمام الباقر (ع) أنه قال : " قال رسول الله صلى الله عليه وآله يقول الله عزّ وجلّ وعزّتي وجلالي وعظمتي وكبريائي ونوري وعلوي وارتفاع مكاني، لا يؤثر عبده هواه على هواي إلا شتّت عليه أمره ولبّست عليه دنياه وشغلت قلبه بها، ولم أوته منها إلا ما قدّرت له، وعزّتي وجلالي وعظمتي وكبريائي ونوري وعلوّي وارتفاع مكاني، لا يؤثّر عبد هواي على هواه إلا استحفظته ملائكتي وكفّلت السماوات والأرضين رزقه، وكنت له من وراء تجارة كل تاجر، وأتته الدنيا وهي راغمة".

    وهذا الحديث الشريف من محكمات الأحاديث الذي يشهد مضمونه على أنه صادر من النبع الزلال لعلم الله تبارك وتعالى حتى وإن كان مطعوناً فيه بضعف السند.
    وهناك حديث آخر عن الإمام علي (ع) يقول فيه : " إن أخوف ما أخاف عليكم اثنان اتباع الهوى وطول الأمل".

    وجاء الإمام الصادق (ع) أنه قال : " إحذروا أهواءكم كما تحذرون أعداءكم، فليس شيء أعدى للرجال من اتباع أهوائهم، وحصائد ألسنتهم".


    إعلموا أن رغبات النفس وآمالها لا تنتهي ولا تصل الى حدّ أو غاية. فإذا اتبعها الإنسان ولو بخطوة واحدة.

    فسوف يضطر الى أو غاية. فإذا اتبعها الإنسان ولو بخطوة واحدة، فسوف يضطر الى أن يتبع تلك الخطوة بخطوات أخرى، وإذا رضي بهوى واحد لهوى نفسك، فإن عليك أن تفتح أبواباً عديدة له.

    إنك بمتابعتك هوى واحداً من أهواء النفس، توقعها في عدد من المفاسد، ومن ثم تبتلى بالآف المهالك حتى تنغفلق – لا سمح الله – جميع طرق الحق بوجهك كما أخبر الله تعالى بذلك في كتابه الكريم، وكان هذا أخشى ما يخشاه أمير المؤمنين وولي الأمر والمولى والمرشد والمتكفّل بالهداية والموجه للعائلة البشرية عليه السلام.

    بل إنّ روح النبي صلى الله عليه وآله وأرواح عليه السلام تكون جميعاً في حالة قلق واضطراب لئلا تسقط أوراق شجرة النبوة والولاية وتذوي. قال رسول الله صلى الله عليه وآله: " تناكحوا تناسلوا فإني أباهي بكم الأمم ولو بالسقط".

    ومن المعلوم أن الإنسان إذا سار في مثل هذا الطريق المهول الذي يخشى أن يرمي به في شفير العدم، ويكون سبباً لعقوق والده الحقيقي، أي الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله ويسخط منه من كان رحمة للعالمين، فكم هو تعيس هذا الإنسان، وأية مصائب وبلاءات تنتظره!! فإذا كنت على صلة برسول الله صلى الله عليه وآله، وإذا كنت تحب أمير المؤمنين (ع) وإذا كنت من محبي الأئمة الأطهار عليهم السلام، فاسع لكي تزيل عن قلوبهم المباركة هذا القلق والإضطراب.

    لقد جاء في القرآن الكريم في سورة هود (( فاستقم كما أمرت ومن تاب معك)) وجاء في الحديث الشريف أن النبي صلى الله عليه وآله قال : " شيّبتني سوة هود" .

    يقول العارف الكامل الشاه آبادي " هذا على الرغم من أن هذه الآية قد جاءت في سورة الشورى ((ومن تاب معك)) إلا أن النبي خصّ سورة هود بالذكر والسبب أن الله سبحانه وتعالى طلب منه استقامة الأمة أيضاً، فكان يخشى أن لا يحقق ذلك الطلب،

    وإلا فإنه بذاته كان أشد ما يكون استقامة بل لقد كان صلى الله عليه وآله وسلم مثال العدل والإستقامة.

    إذن إذا كنا نعلم أننا من أتباع الرسول صلى الله عليه وآله وتريد أن تحقق هدفه، فلنعمل على أن لا نضع الرسول في موضع الخجل بقبيح عملنا.

    ترى إذا كان أحد من أولادنا أو المقرّبين منا يرتكب الأعمال القبيحة وغير اللائقة والتي تتعارض وشأنيتنا الإجتماعية، فكم سيكون مدعاة لخجلنا أما الناس، وسبباً في طأطأة الرؤوس أمامهم.

    لنعلم أن رسول الله صلى الله عليه وآله والإمام علي عليه السلام هما أبوا هذه الأمة بنص ما قاله الرسول صلى الله عليه وآله : " أنا وعلي أبوا هذه الأمة"

    فلو جيء بنا الى حضرة رب العالمين في يوم الحساب وأمام نبيّنا " محمد" صلى الله عليه وآله ولم يكن في كتاب أعمالنا سوى الأعمال القبيحة، فإن ذلك سوف يكون صعباً عليهم ولسوف يشعرون بالخجل في حضرة الله والملائكة والأنبياء.

    وهذا هو الظلم العظيم الذي نكون قد ارتكبناه بحقّهم وإنها لمصيبة عظمى نبتلى بها، ولا نعلم ما الذي سيفعله الله بنا؟

    فيا أيها الإنسان الظلوم الجهول يا من تظلم نفسك، كيف تكافئ أولياءك الذين بذلوا أموالهم وأرواحهم في سبيل هدايتك وتحمّلوا أشد المصائب وأفظع القتل، وأقسى السبي لنسائهم وأطفالهم من أجل إرشادك ونجاتك؟

    فبدل من أن نشكرهم على تضحياتهم وأتعابهم ونحفظ لهم الجميل ونحفظ مننهم علينا نرتكب ذلك الظلم الفاحش ونظن أننا نظلم أنفسنا فقط.

    فلنسيقظ من نوم الغفلة ونخجل من أنفسنا ونترك أهل البيت بما مرّ عليهم من المصائب يكفيهم ما تحمّلوه من أعداء الدين من دون أن نضيف على ظلامتهم ظلامة أخرى لأن الظلم من المحب أشد ألماً وأكثر قبحاً.

    إذا كنّا نعرف أننا من أتباع النبي صلى الله عليه وآله، وتريد أن نحقق هدفه، فاعمل على أن لا تضعه موضع الخجل بقبيح عملنا وسوء فعلنا.

  • #2
    سلمت يدآك..
    على جميل طرحك وحسن ذآئقتك
    يعطيك ربي ألف عافيه
    بإنتظار جديدك بكل شوق.
    لك مني جزيل الشكر والتقدير












    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X