بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
للدموع قصص وحكايات أليمة ومتنوعة فمنها دموع تشق طريقها على أخاديد أب حنون فقد احد أولاده على حين غرة ، ووجع يدب في أوصال قلب أم تفجع بمصاب فلذة كبدها لحادثة مروعة ، ودموع زوجة تنساب بغزارة لفراق شريك عمرها الذي قضى نحبه دفاعا عن حمى الوطن ، وصراخات موجعة يطلقها ثغر رضيع صغير وهو يتعلق بجثمان أبيه لايريد فكاكه في منظر يدمي قلوب من حوله .
هكذا يعيش بعض الناس ساعات الألم وسنين الحزن بسبب الفقدان وقد تقطعت قلوبهم فلا ينفع النحيب ولا الدموع الشجية تنفيسا لتلك الأوجاع ، حتى يعتاد الإنسان تدريجيا ويرتحل كلا وشدة التأثر والإيمان بين مولول فارغ القلب متذمر الى آخر صابر قانع محتسب عند الله ، وسواء هدئوا بعد حين أم لا ، إلا إن هالات الحزن سترتسم حتما على محياهم واضحة للعيان.
هذا حال عامة عباد الله فما حال خاصته وخالصته أولئك المصطفون الأبرار ، كيف ستكون صورة بكاءهم ؟ وأي دمع سينهمر من تلك الأحداق الشريفة ؟ وعلام ذلك؟
كان حزن الإمام الحجة ( عج ) شديدا وفريدا لما لحق بجده الحسين (ع) ، فلم يكن يهدأ أبداً بل يندبه ليل نهار ، فلقد جاء في زيارة الناحية المقدسة صورة من ذلك الندب في قوله : «ولأبكين عليك بدل الدموع دماً»(1) ،
وهذا معناه أن الإمام الحجة (عج) يبكي على الإمام الحسين (ع) دماً كلَّ يوم وليس فقط يوم عاشوراء؛ إذ إن مصيبة سيد الشهداء وأهل بيته مصيبة استثنائية وشاءت إرادة السماء أن لا يكون لها نظير في الكون منذ الأزل وإلى يوم يبعثون.
وبالرغم من شدة المصيبة وهول ماجرى لكن ذلك ما زاد اهل بيت رسول الله (صلى ) الا تجلدا ورضى ، فلم تخرج منهم بما فيهم النساء والاطفال - كلمة واحدة تسخط الله تعالى رغم عظم المصائب التي مروا بهم! او بدا عليهم التضجّر والتوجع أو حتى الشكوى بما جرى عليهم ، فرحلة السبي والمشقة التي ألحقت بمولاتنا زينب (ع) ما زادتها الا سمو وكرامة، وما تلك العَبرة الحزينة والدمعة الرقراقة التي تفيض بزفرات مهدي هذه الأمة (عج ) وهو يلتاع لحالها وحال باقي الهاشميات يوم عاشوراء الا دليلا على شدة المصيبة وعظيم المحن.
روي العالم الواعظ الحاج ملا سلطان علي التبريزي قائلاً : تشرفت في
عالم الرؤيا برؤية حضرة بقية الله أرواحنا له الفداء.
فقلت له : مولاي ..!! يذكر في زيارة الناحية المقدسة أنكم تقولون في
مخاطبة جدكم الغريب الإمام الحسين (ع) : فلأندبنَّك صباحاً
ومساءً، ولأبكينَّ عليك بدل الدموع دماً، فهل هذا صحيح ؟!!
فقال (ع) : نعم هذا صحيح.
فقلت : أي مصيبة هي التي تبكي عليها بدل الدموع دماً ؟!! أهي مصيبة
علي الأكبر ؟!! ام مصيبة العباس ؟!! ام مصيبة سيد الشهداء ؟!!
فقال (ع) : لا... لو كان كل ماذكرتهم احياء ، لبكوا هم أيضاً على هذه
المصيبة دماً.
قلت : إذن أي مصيبة هذه ؟!!
قال (ع) : إن هذه المصيبة هي سبي كهف المخدرات زينب
(ع).
لهذه المصيبة العظمى فاضت عيون مهدينا (عج) ، فسلام على اهل بيت النبوة ، وسلام على سيدة الطف وفخر المخدرات يوم ولدت ويوم قضت صابرة ويوم تبعث حية ورحمة الله وبركاته.
الهامش
(1) بحار الانوار / ج98 / 320
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
للدموع قصص وحكايات أليمة ومتنوعة فمنها دموع تشق طريقها على أخاديد أب حنون فقد احد أولاده على حين غرة ، ووجع يدب في أوصال قلب أم تفجع بمصاب فلذة كبدها لحادثة مروعة ، ودموع زوجة تنساب بغزارة لفراق شريك عمرها الذي قضى نحبه دفاعا عن حمى الوطن ، وصراخات موجعة يطلقها ثغر رضيع صغير وهو يتعلق بجثمان أبيه لايريد فكاكه في منظر يدمي قلوب من حوله .
هكذا يعيش بعض الناس ساعات الألم وسنين الحزن بسبب الفقدان وقد تقطعت قلوبهم فلا ينفع النحيب ولا الدموع الشجية تنفيسا لتلك الأوجاع ، حتى يعتاد الإنسان تدريجيا ويرتحل كلا وشدة التأثر والإيمان بين مولول فارغ القلب متذمر الى آخر صابر قانع محتسب عند الله ، وسواء هدئوا بعد حين أم لا ، إلا إن هالات الحزن سترتسم حتما على محياهم واضحة للعيان.
هذا حال عامة عباد الله فما حال خاصته وخالصته أولئك المصطفون الأبرار ، كيف ستكون صورة بكاءهم ؟ وأي دمع سينهمر من تلك الأحداق الشريفة ؟ وعلام ذلك؟
كان حزن الإمام الحجة ( عج ) شديدا وفريدا لما لحق بجده الحسين (ع) ، فلم يكن يهدأ أبداً بل يندبه ليل نهار ، فلقد جاء في زيارة الناحية المقدسة صورة من ذلك الندب في قوله : «ولأبكين عليك بدل الدموع دماً»(1) ،
وهذا معناه أن الإمام الحجة (عج) يبكي على الإمام الحسين (ع) دماً كلَّ يوم وليس فقط يوم عاشوراء؛ إذ إن مصيبة سيد الشهداء وأهل بيته مصيبة استثنائية وشاءت إرادة السماء أن لا يكون لها نظير في الكون منذ الأزل وإلى يوم يبعثون.
وبالرغم من شدة المصيبة وهول ماجرى لكن ذلك ما زاد اهل بيت رسول الله (صلى ) الا تجلدا ورضى ، فلم تخرج منهم بما فيهم النساء والاطفال - كلمة واحدة تسخط الله تعالى رغم عظم المصائب التي مروا بهم! او بدا عليهم التضجّر والتوجع أو حتى الشكوى بما جرى عليهم ، فرحلة السبي والمشقة التي ألحقت بمولاتنا زينب (ع) ما زادتها الا سمو وكرامة، وما تلك العَبرة الحزينة والدمعة الرقراقة التي تفيض بزفرات مهدي هذه الأمة (عج ) وهو يلتاع لحالها وحال باقي الهاشميات يوم عاشوراء الا دليلا على شدة المصيبة وعظيم المحن.
روي العالم الواعظ الحاج ملا سلطان علي التبريزي قائلاً : تشرفت في
عالم الرؤيا برؤية حضرة بقية الله أرواحنا له الفداء.
فقلت له : مولاي ..!! يذكر في زيارة الناحية المقدسة أنكم تقولون في
مخاطبة جدكم الغريب الإمام الحسين (ع) : فلأندبنَّك صباحاً
ومساءً، ولأبكينَّ عليك بدل الدموع دماً، فهل هذا صحيح ؟!!
فقال (ع) : نعم هذا صحيح.
فقلت : أي مصيبة هي التي تبكي عليها بدل الدموع دماً ؟!! أهي مصيبة
علي الأكبر ؟!! ام مصيبة العباس ؟!! ام مصيبة سيد الشهداء ؟!!
فقال (ع) : لا... لو كان كل ماذكرتهم احياء ، لبكوا هم أيضاً على هذه
المصيبة دماً.
قلت : إذن أي مصيبة هذه ؟!!
قال (ع) : إن هذه المصيبة هي سبي كهف المخدرات زينب
(ع).
لهذه المصيبة العظمى فاضت عيون مهدينا (عج) ، فسلام على اهل بيت النبوة ، وسلام على سيدة الطف وفخر المخدرات يوم ولدت ويوم قضت صابرة ويوم تبعث حية ورحمة الله وبركاته.
الهامش
(1) بحار الانوار / ج98 / 320
تعليق