بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
رَوَى ابْنُ شَهْرَآشُوبَ فِي الْمَنَاقِبِ ، مُرْسَلًا أنَّهُ وَفَدَ أَعْرَابِيٌّ الْمَدِينَةَ ، فَسَأَلَ عَنْ أَكْرَمِ النَّاسِ بِهَا ، فَدُلَّ عَلَى الْحُسَيْنِ ( عليه السَّلام ) ، فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ فَوَجَدَهُ مُصَلِّياً ، فَوَقَفَ بِإِزَائِهِ وَ أَنْشَأَ :
لَمْ يَخِبِ الْآنَ مَنْ رَجَاكَ وَ مَنْ حَرَّكَ مِنْ دُونِ بَابِكَ الْحَلَقَةَ
أَنْتَ جَوَادٌ وَ أَنْتَ مُعْتَمَدٌ أَبُوكَ قَدْ كَانَ قَاتِلَ الْفَسَقَةِ
لَوْ لَا الَّذِي كَانَ مِنْ أَوَائِلِكُمْ كَانَتْ عَلَيْنَا الْجَحِيمُ مُنْطَبِقَةً
قَالَ : فَسَلَّمَ الْحُسَيْنُ ( عليه السَّلام ) ، وَ قَالَ : يَا قَنْبَرُ ، هَلْ بَقِيَ مِنْ مَالِ الْحِجَازِ شَيْءٌ ؟
قَالَ : نَعَمْ ، أَرْبَعَةُ آلَافِ دِينَارٍ .
فَقَالَ : هَاتِهَا ، قَدْ جَاءَهَا مَنْ هُوَ أَحَقُّ بِهَا مِنَّا ، ثُمَّ نَزَعَ بُرْدَيْهِ وَ لَفَّ الدَّنَانِيرَ فِيهَا ، وَ أَخْرَجَ يَدَهُ مِنْ شَقِّ الْبَابِ حَيَاءً مِنَ الْأَعْرَابِيِّ ، وَ أَنْشَأَ :
خُذْهَا فَإِنِّي إِلَيْكَ مُعْتَذِرٌ وَ اعْلَمْ بِأَنِّي عَلَيْكَ ذُو شَفَقَةٍ
لَوْ كَانَ فِي سَيْرِنَا الْغَدَاةَعَصًا أَمْسَتْ سَمَانَا عَلَيْكَ مُنْدَفِقَةً
لَكِنَّ رَيْبَ الزَّمَانِ ذُو غِيَرٍ وَ الْكَفُّ مِنِّي قَلِيلَةُ النَّفَقَةِ
قَالَ : فَأَخَذَهَا الْأَعْرَابِيُّ وَ بَكَى .
فَقَالَ لَهُ : لَعَلَّكَ اسْتَقْلَلْتَ ؟!
قَالَ : لَا ، وَ لَكِنْ كَيْفَ يَأْكُلُ التُّرَابُ جُودَكَ !
------------------------------
مستدرك وسائل الشيعة : 7 / 237 ، للشيخ المحدث النوري.
رَوَى ابْنُ شَهْرَآشُوبَ فِي الْمَنَاقِبِ ، مُرْسَلًا أنَّهُ وَفَدَ أَعْرَابِيٌّ الْمَدِينَةَ ، فَسَأَلَ عَنْ أَكْرَمِ النَّاسِ بِهَا ، فَدُلَّ عَلَى الْحُسَيْنِ ( عليه السَّلام ) ، فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ فَوَجَدَهُ مُصَلِّياً ، فَوَقَفَ بِإِزَائِهِ وَ أَنْشَأَ :
لَمْ يَخِبِ الْآنَ مَنْ رَجَاكَ وَ مَنْ حَرَّكَ مِنْ دُونِ بَابِكَ الْحَلَقَةَ
أَنْتَ جَوَادٌ وَ أَنْتَ مُعْتَمَدٌ أَبُوكَ قَدْ كَانَ قَاتِلَ الْفَسَقَةِ
لَوْ لَا الَّذِي كَانَ مِنْ أَوَائِلِكُمْ كَانَتْ عَلَيْنَا الْجَحِيمُ مُنْطَبِقَةً
قَالَ : فَسَلَّمَ الْحُسَيْنُ ( عليه السَّلام ) ، وَ قَالَ : يَا قَنْبَرُ ، هَلْ بَقِيَ مِنْ مَالِ الْحِجَازِ شَيْءٌ ؟
قَالَ : نَعَمْ ، أَرْبَعَةُ آلَافِ دِينَارٍ .
فَقَالَ : هَاتِهَا ، قَدْ جَاءَهَا مَنْ هُوَ أَحَقُّ بِهَا مِنَّا ، ثُمَّ نَزَعَ بُرْدَيْهِ وَ لَفَّ الدَّنَانِيرَ فِيهَا ، وَ أَخْرَجَ يَدَهُ مِنْ شَقِّ الْبَابِ حَيَاءً مِنَ الْأَعْرَابِيِّ ، وَ أَنْشَأَ :
خُذْهَا فَإِنِّي إِلَيْكَ مُعْتَذِرٌ وَ اعْلَمْ بِأَنِّي عَلَيْكَ ذُو شَفَقَةٍ
لَوْ كَانَ فِي سَيْرِنَا الْغَدَاةَعَصًا أَمْسَتْ سَمَانَا عَلَيْكَ مُنْدَفِقَةً
لَكِنَّ رَيْبَ الزَّمَانِ ذُو غِيَرٍ وَ الْكَفُّ مِنِّي قَلِيلَةُ النَّفَقَةِ
قَالَ : فَأَخَذَهَا الْأَعْرَابِيُّ وَ بَكَى .
فَقَالَ لَهُ : لَعَلَّكَ اسْتَقْلَلْتَ ؟!
قَالَ : لَا ، وَ لَكِنْ كَيْفَ يَأْكُلُ التُّرَابُ جُودَكَ !
------------------------------
مستدرك وسائل الشيعة : 7 / 237 ، للشيخ المحدث النوري.
تعليق