بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
انتشرت رائحة عبق الحزن في الأرجاء ، وهذه الليلة الحزن يفترس الكون على مصاب السلطان ، من هو السلطان الذي تغرب في بلاد الغرب ! ولماذا تغرب ، كل هذا سيحدث و يرويه لنا التاريخ عند تمام الساعة الثانية عشر من هذه الليلة ، فيقال انه في ليلة السابع عشر من شهر صفر ، إن السلطان علي ابن موسى الرضا قبل أن يأتي الى أرض طوس قد ودع أهل بيته و أقاموا له العزاء والبكاء قبل أن تحل عليه هذه المصيبة ، خرج الإمام إلى أرض طوس ، أرض الغرباء بلا أهل ولا عشيرة ، وكان المأمون ألف لعنة عليه ، يرُسل خَدمته إلى الإمام طلبا منه الحضور الى قصره ، ؟ القصر الذي شهد على هذا الظالم والطاغي انه من قتل السلطان علي ابن موسى ..؟
تلك الأرض التي لو أمكنها أن تتكلم ، أو تهمس في إذن الإمام لا تذهب ، ولكنها المنية ؟ حيث تأخذ أبناء طه وياسين إلى مصائب ، وكأنه الدهر يجازيهم بالبلاء وهم أفضل الناس بعد رسول الله “ص” جرى الأمر وقد سُجل في سجلات المأمون هذه الجريمة العظيمة ، التي لم يخشى الله الذي يراه ، دس السم في العنب ، و طلب من الإمام ان يأكله و يدعي انه افضل عنب ، رحل الرضا وكأن شمساً قد هوت من فوق السماء باكية ، تبكي لمن تجرع مرارة السم واحشائه قد تقطعت من الألمِ ، بعدما تجرأت تلك الأيادي الظالمة على قتله ، لهفي لإبن المرتضى كيف يموت بالسمِ وهو سلطان العَرب والعجمِ ..
تذكر جده الشهيد وهو يتلوى من الألم فوضع راسه تحت التراب يعفره ، أأموت على الفراش وجدي مات تحت خيول العدا ، نزلت أملاك السماء حزنا على الرضا ، وقد غاب القمر حين اغمض عينه ، جاء من أقصى المدينة ابنه الجواد والانكسار والدمع في عينه ، كيف يُقتل ابن المصطفى وشبل المرتضى ؟ أُيعقل أن تعود مصائب آل محمد و بمصاب الغريب تجددت أحزان آل محمد ؟
هنا الحسين ؟ هنا علي المرتضى هنا المسموم ! هنا الزهراء تبكي على المسموم الغريب !
وكأن السماء قد اعلنت حداد الحزن في أرض طوس ، بأرض طوس رحل السلطان إلى ربه ، بعدما عانق السم احشائه الطاهرة ، فر اللعين مختبأ في قصره فرحا ، بموت الغريب ، ولا يعلم بان له في نار جهنم شجرة ك شجرة الزقوم .سيأكل منها و تتجرع كبده الم السم الذي أسقاه مولانا الرضا وله مختلف من العذاب ، يا سماء أشهدي على هؤلاء القوم انهم قد فعلوا به كما فعل آل أمية بجده الحسين ، وحتى آخر لحظات حياته وقبل أن تغمض عينه كان يتذكر جده الغريب ، ويتذكر عطشه و سبي النساء ، أغمض عينه وفاضت روحه الطاهرة الى جوار ربه ..
تزلزلت أرض طوس وشوارعها ، والشيعة تبكي على السلطان الغريب ، طوبى لأرض طوس احتوت جسد بضعة الزهراء ، الارض التي يحضرها مختلفٌ من الملائكة ، انطفأ الم السم ومات الإمام مسموما ، ونيران الحقد لازالت مشتعلة على آل محمد ، والاحزان تجدد بعد كل مصيبة ، والسماء تبكي والأرض لا نسمع إلا أنينها ..
السلام على الغريب ، سلطان الغرباء ، وأنيس النفوس المهمومة ، وشمس الشموس ، الإمام الذي دُفن بأرض طوس علي ابن موسى الرضا ..
تعليق