إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الامام علي ابن موسى الرضا (ع) في ذاكرة التاريخ .

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الامام علي ابن موسى الرضا (ع) في ذاكرة التاريخ .

    بسم الله الرحمن الرحيم
    والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين .

    عظم الله اجورنا واجوركم بالمناسبة الاليمة والمصيبة العظيمة في هذا اليوم الا وهي استشهاد الامام المسموم امام الانس والجان المدفون بأرض طوس سيدي ومولاي علي بن موسى الرضا (عليه السلام ) .(على رواية ) .
    ونستذكر الامام (ع) بطرح بعض صفحات حياته وما مر فيها وحتى استشهاده .


    *** نسب الإمام علي بن موسى الرضا وولادته :

    قال ابن الصباغ المالكي: «أما نسبه أباً وأماً فهو: علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمّد الباقر بن زين العابدين علي بن الحسين بن علي ابن أبي طالب عليهم السلام.
    أما أمه: أم ولد يقال لها أم البنين، واسمها أروى، وقيل: شقراء النوبية وهو لقب لها»(1).
    قال الطبرسي: «واسمها نجمة.. ويقال: تكتم»(2).
    وقال القندوزي الحنفي: «اشترتها له حميدة جدته أم أبيه موسى الكاظم، وكانت أمه من أشراف العجم، وكانت من أفضل النساء في عقلها ودينها وإعظامها لمولاتها حميدة»(3).
    رأت في المنام رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول لها: يا حميدة هبي نجمة لابنك موسى، فانه سيلد منها خير أهل الأرض، فوهبتها له، فلما ولدت له الرضا سماها الطاهرة(4).
    وقالت: «لما حملت با بني علي الرضا لم اشعر بثقل الحمل، وكنت أسمع في منامي تسبيحاً وتحميداً وتهليلا من بطني، فلما وضعته وقع الى الأرض واضعاً يده على الأرض رافعاً رأسه الى السماء محركاً شفتيه كأنه يناجي ربه، فدخل أبوه فقال لي: هنيئاً لك كرامة ربك عزّوجل فناولته ايّاه فأذن في أذنه اليمنى وأقام في اليسرى فحنكه بماء الفرات»(5).
    كنيته: أبو الحسن.
    ألقابه: الرضا، والصابر، والزكي، والولي، وأشهرها الرضا(6).
    ولد علي بن موسى عليهما السلام بالمدينة سنة ثمان وأربعين ومائة من الهجرة، وقيل: سنة ثلاث وأربعين ومائة(7).
    وكان مولده يوم الجمعة، وفي رواية أخرى يوم الخميس لاحدى عشرة ليلة خلت من ذي القعدة(8).

    (1) الفصول المهمة ص244.
    (2) اعلام الورى ص313.
    (3) ينابيع المودة ص384.
    (4) إعلام الورى ص314.
    (5) ينابيع المودة ص383.
    (6) نور الأبصار للشبلنجي ص178.
    (7) المصدر.
    (8) روضة الواعظين لابن الفتال ج1 ص281.

    ------------------------------------------------------------------------------------

    ***علم الامام الرضا (ع) في سائر العلوم :

    قال الاربلي: «وأما ما روي عنه عليه السّلام من فنون العلم وأنواع الحكم والأخبار المجموعة والمنثورة والمجالس مع أهل الملل والمناظرات المشهورة فأكثر من أن تحصى»(1).
    قال ابن الصباغ المالكي: «قال إبراهيم بن العباس: سمعت العباس يقول ما سئل الرضا عن شيء الاّ علمه، ولا رأيت اعلم منه بما كان في الزمان الى وقت عصره، وكان المأمون يمتحنه بالسؤال عن كل شيء فيجيبه الجواب الشافي»(2).
    قال ابن شهر آشوب: «كان المأمون يمتحنه بالسؤال عن كل شيء فيجيب فيه، وكان كلامه كله وجوابه وتمثيله بآيات من القرآن. وقال إبراهيم بن العبّاس ما رأيته سئل عن شيء قط الاّ علمه... قال محمّد بن عيسى اليقطيني: لما اختلف الناس في أمر أبي الحسن الرضا عليه السّلام جمعت من مسائله مما سئل عنه وأجاب فيه ثمانية عشر ألف مسألة. وقد روى عنه جماعة من المصنفين منهم: أبو بكر الخطيب في تاريخه والثعلبي في تفسيره والسمعاني في رسالته، وابن المعتز في كتابه، وغيرهم»(3).
    قال أبو الصلت عبد السلام بن صالح الهروي: « ما رأيت أعلم من علي بن موسى الرضا عليه السّلام ولا رآه عالم الاّ شهد له بمثل شهادتي، لقد جمع المأمون في مجالس له عدداً من علماء الأديان وفقهاء الشريعة والمتكلمين فغلبهم عن آخرهم حتى ما بقي منهم أحد الاّ أقرّ له بالفضل وأقرّ على نفسه بالقصور، ولقد سمعته يقول: كنت اجلس في الروضة، والعلماء بالمدينة متوافرون، فإذا عيي الواحد منهم عن مسألة اشاروا اليّ بجمعهم وبعثوا اليّ المسائل فاجيب عنها»(4).
    روى القندوزي عن موسى الكاظم عليه السلام أنه قال: «رأيت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وأميرالمؤمنين عليه السّلام معه، فقال صلّى الله عليه وآله وسلّم: يا موسى ابنك ينظر بنور الله عزّوجل، وينطق بالحكمة يصيب ولا يخطىء يعلم ولا يجهل قد مليء علماً وحكماً»(5).
    (1) كشف الغمة ج2 ص330.
    (2) الفصول المهمة ص251.
    (3) مناقب آل أبي طالب ج4 ص350.
    (4) كشف الغمة ج2 ص316.
    (5) ينابيع المودة 384.


    ------------------------------------------------------------------------------------

    *** من كرامات الإمام الرضا(ع) :

    قال محمّد بن طلحة الشافعي: «مما خصّه الله تعالى به ويشهد له بعلوّ قدره وسموّ شأنه هو أنه لما جعله الخليفة المأمون ولي عهده وأقامه خليفة من بعده، كان في حاشية المأمون اناس كرهُوا ذلك وخافوا خروج الخلافة عن بني العبّاس وعودها الى بني فاطمة عليهم السلام، فحصل عندهم من الرضا عليه السّلام نفور وكان عادة الرضا عليه السّلام إذا جاء الى دار الخليفة المأمون ليدخل عليه يبادر من في الدهليز من الحاشية الى السلام عليه ورفع الستر بين يديه ليدخل، فلما حصلت لهم النفرة عنه تواصوا فيما بينهم وقالوا إذا جاء ليدخل على الخليفة أعرضوا عنه ولا يرفعون الستر له فاتّفقوا على ذلك، فبينما هم قعود إذ جاء الرضا عليه السّلام على عادته فلم يملكوا أنفسهم إذ سلّموا عليه ورفعوا الستر على عادتهم، فلما دخل أقبل بعضهم على بعض يتلاومون كونهم ما وقفوا على ما اتفقوا عليه وقالوا النوبة الآتية إذا جاء لا نرفعه له، فلما كان في ذلك اليوم جاء فقاموا وسلموا عليه ووقفوا ولم يبتدروا الى رفع الستر، فأرسل الله ريحاً شديدة دخلت في الستر رفعته أكثر ما كانوا يرفعونه فدخل فسكنت الريح فعاد الستر الى ما كان عليه، فلما خرج عادت الريح دخلت في الستر ورفعته حتى خرج ثم سكنت فعاد الستر، فلما ذهب أقبل بعضهم على بعض وقالوا هل رأيتم؟ قالوا نعم فقال بعضهم لبعض: يا قوم هذا رجل له عند الله منزلة ولله به عناية، ألم تروا أنكم لما لم ترفعوا له الستر أرسل الله الريح وسخّرها له لرفع الستر كما سخرها لسليمان، فارجعوا الى خدمته فهو خيرٌ لكم. فعادوا الى ما كانوا عليه وزادت عقيدتهم فيه» .مطالب السؤول ص231 مخطوط ، ورواه ابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة ص244.
    قال الحمويني: «رأيت في كتب أهل البيت عليهم السلام، أن المأمون لما جعل علي بن موسى الرضا عليه السّلام ولي عهده احتبس المطر فجعل بعض حاشية المأمون والمتعصبين على الرضا يقولون: انظروا ما جائنا علي بن موسى الرضا ولي عهدنا فحبس عنا المطر، واتصل ذلك بالمأمون واشتدّ عليه، فقال للرضا: قد احتبس عنا المطر، فلو دعوت الله تعالى أن يمطر الناس، قال الرضا: نعم، قال: فمتى تفعل ذلك ـ وكان ذلك يوم الجمعة ـ فقال: يوم الإثنين، فان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أتاني البارحة في منامي ومعه أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب، فقال: يا بني انتظر يوم الإثنين فابرز فيه إلى الصحراء واستسق فان الله عزّوجل يسقيهم وأخبرهم بما يريك الله مما لا يعلمون ليزداد علمهم بفضلك ومكانك من ربك عزّوجل، فلما كان يوم الاثنين غدا علي بن موسى الرضا إلى الصحراء وخرج الخلائق ينظرون، فصعد المنبر فحمد الله واثنى عليه، ثم قال: اللهم يا رب أنت عظّمت حقنا أهل البيت فتوسّلوا بنا كما أمرت، وامّلوا فضلك ورحمتك وتوقّعوا احسانك ونعمتك، فاسقهم سقياً نافعاً عاماً غير ضارّ، وليكن ابتداء مطرهم بعد انصرافهم من مشهدهم هذا الى منازلهم ومقارهم.
    قال: فو الذي بعث محمّداً نبياً لقد نسجت الرياح الغيوم وأرعدت وأبرقت وتحرّك الناس كأنهم يريدون التنحي عن المطر.
    فقال الرضا: على رسلكم أيها الناس فليس هذا الغيم لكم انما هو لأهل بلد كذا فمضت السحابة وعبرت ثم جاءت سحابة أخرى تشتمل على رعد وبرق فتحركوا، فقال الرضا عليه السّلام: على رسلكم فما هذه لكم انما هي لبلد كذا، فما زالت حتى جاءت عشرة سحائب وعبرت، ويقول علي بن موسى الرضا عليهما السلام: على رسلكم ليست هذه لكم انما هي لبلد كذا، ثم اقبلت سحابة حادية عشر، فقال: يا أيها الناس هذه بعثها الله لكم فاشكروا الله على تفضّله عليكم، وقوموا الى مقاركم ومنازلكم فانها مسامتة لرؤوسكم ممسكة عنكم إلى أن تدخلوا مقاركم، ثم يأتيكم من الخير ما يليق بكرم الله عزّوجل. ونزل الرضا عن المنبر وانصرف الناس، فما زالت السحابة ممسكة الى أن قربوا من منازلهم، ثم جاءت بوابل المطر فملأت الأودية والحياض والغدران والفلوات، فجعل الناس يقولون: هنيئاً لولد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كرامات الله .

    ------------------------------------------------------------------------------------

    *** شهادة الإمام الرضا (ع) :

    قال هرثمة بن أعين: «طلبني سيدي أبو الحسن الرضا عليه السّلام في يوم من الأيام فقال لي: يا هرثمة اني مطلعك على أمر يكون سرّاً عندك لا تظهره لأحد مدّة حياتي، فان اظهرته حال حياتي كنت خصيماً لك عند الله، فحلفت له اني لا اتفوه بما يقوله لي مدة حياته، فقال لي: اعلم يا هرثمة انه قد دنا رحيلي ولحوقي بجدي وآبائي وقد بلغ الكتاب أجله، واني أطعم عنباً ورماناً مفتوتاً فأموت ويقصد الخليفة أن يجعل قبري خلف قبر أبيه الرشيد، وان الله لا يقدره على ذلك، وانّ الأرض تشتد عليهم فلا تعمل فيها المعاول، ولا يستطيعون حفر شيء منها فتكون تعلم يا هرثمة انما مدفني في الجهة الفلانية من الحد الفلاني بموضع عيّنه له، فإذا أنا مت وجهزت فاعلمه بجميع ما قلته لك ليكونوا على بصيرة من أمري، وقال له: إذا وضعت في نعشي وأرادوا الصلاة علي فلا يصلى عليّ فانّه يأتيكم رجل عربي ملثّم على ناقة له مسرع من جهة الصحراء عليه وعثاء السفر، فينيخ راحلته وينزل عنها فيصلي عليّ وصلوا معه علي، فإذا فرغتم من الصلاة عليّ وحملتموني الى مدفني الذي عينته لك، فاحفر شيئاً يسيراً من وجه الأرض تجد قبراً مطبقاً معموراً في قعره ماء أبيض إذا كشفت عنه الطبقات نضب الماء فهذا مدفني فادفنوني فيه، والله الله يا هرثمه ان تخبر بهذا أو بشيء منه قبل موتي. قال هرثمة: فوالله ما طالت الاناة حتى أكل الرضا عند الخليفة عنباً ورماناً مفتوتاً فمات»(1).
    روى البدخشي باسناده قال: وروى عن محمّد بن علي بن حمزة بن منصور ابن بشير عن أخيه، قال: أمرني المأمون أن أطول اظفاري على العادة ولا اظهر لأحد ذلك ثم استدعاني فأخرج لي شيئاً يشبه التمر الهندي وقال: اعجن هذا بيديك جميعاً ففعلت ثم قام وتركني ودخل على الرضا رضي الله عنه فقال له ما خبرك قال عليه السّلام ارجو أن اكون صالحاً قال المأمون: وأنا اليوم بحمّد الله صالح ثم دعاني وقال: اتنا برمّان فأتيته فقال لي اعتصره بيديك ففعلت وسقاه المأمون للرضا رضي الله عنه بيده، وكان ذلك سبب وفاته ولم يلبث الاّ يومين حتى مات(2) .
    قال ياسر خادم الرضا عليه السّلام «لما كان بيننا وبين طوس سبعة منازل اعتل أبو الحسن عليه السّلام فدخلنا طوس وقد اشتدت به العلة، فبقينا بطوس اياماً، فكان المأمون يأتيه في كل يوم مرتين، فلما كان في آخر يومه الذي قبض فيه كان ضعيفاً في ذاك اليوم، فقال لي بعد ما صلى الظهر: يا ياسر ما اكل الناس شيئاً، قلت: يا سيدي من يأكل ها هنا مع ما أنت فيه، فانتصب عليه السّلام، ثم قال: هاتوا المائدة ولم يدع من حشمه أحداً الاّ أقعده معه على المائدة يتفقد واحداً واحداً، فلما أكلوا، قال: ابعثوا الى النساء بالطعام فحمل الطعام الى النساء فلما فرغوا من الأكل أغمي عليه وضعف، فوقعت الصيحة، وجاءت جواري المأمون ونساؤه حافيات حاسرات ووقعت الوحية(3) بطوس، وجاء المأمون حافياً حاسراً يضرب على رأسه ويقبض على لحيته ويتأسف ويبكي وتسيل دموعه على خديه، فوقف على الرضا عليه السّلام وقد أفاق، فقال: يا سيدي والله ما ادري أي المصيبتين اعظم علي؟ فقدي لك وفراقي اياك أو تهمة الناس لي اني اغتلتك وقتلتك قال: فرفع طرفه اليه، ثم قال: احسن يا أميرالمؤمنين معاشرة أبي جعفر عليه السّلام فان عمرك وعمره هكذا وجمع بين سبابتيه، قال: فلما كان من تلك الليلة قضى بعد ما ذهب من الليل بعضه، فلما أصبح اجتمع الخلق، وقالوا: ان هذا قتله واغتاله يعنون المأمون وقالوا: قتل ابن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم القول والجلبة، وكان محمّد بن جعفر بن محمّد استأمن الى المأمون وجاء الى خراسان وكان عم أبي الحسن عليه السّلام. فقال المأمون: يا أبا جعفر اخرج الى الناس واعلمهم ان أبا الحسن لا يخرج اليوم وكره أن يخرجه فتقع الفتنة، فخرج محمّد بن جعفر الى الناس فقال: أيها الناس تفرقوا فان أبا الحسن لا يخرج اليوم، فتفرق الناس، وغسل أبو الحسن عليه السّلام في الليل ودفن»(4) .
    قال الشبلنجي: «قال هرثمة دخلت على الخليفه المأمون لما بلغه موت أبي الحسن علي الرضا، فوجدت المنديل بيده وهو يبكي عليه فقلت: يا أميرالمؤمنين ثم كلام أتأذن لي أن أقوله لك؟ قال: قل، فقصصت القصة عليه التي قالها لي الرضا من أولها الى آخرها فتعجب المأمون من ذلك.
    ثم انه أمر يتجهيزه وخرجنا بجنازته الى المصلى وأخرنا الصلاة عليه قليلا فإذا بالرجل العربي قد اقبل على بعير من جهة الصحراء كما قال فنزل ولم يكلم احداً فصلى عليه وصلى الناس معه وأمر الخليفة بطلب الرجل فلم يروا اثراً له ولا لبعيره، ثم ان الخليفة قال نحفر له من خلف قبر الرشيد لننظر ما قاله لك، فكانت الأرض أصلب من الصخر الصوّان وعجزوا عن حفرها فتعجب الحاضرون من ذلك وتبين للمأمون صدق ما قلته له فقال: أرني الموضع الذي اشار اليه فجئت بهم اليه فما كان الاّ أن انكشف التراب عن وجه الأرض، فظهرت الأطباق فرفعناها فظهر قبر معمور فإذا في قعره ماء أبيض، وأشرف عليه المأمون وأبصره، ثم ان ذلك الماء نضب من وقته فواريناه فيه»(5).
    (1) الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي ص261.
    (2) مفتاح النجاء ص267.
    (3) الوحية: الصوت يكون في الناس وغيرهم.
    (4) عيون أخبار الرضا ج2 ص241.
    (5) نور الابصار ص187.

    ------------------------------------------------------------------------------------

    *** ثواب زيارة الإمام الرضا(ع) :

    روى علي بن الحسين بن فضّال، عن أبيه، قال: «سمعت أبا الحسن علي بن موسى الرضا يقول: اني مقتول مسموم مدفون بأرض غربة، اعلم ذلك بعهد عهده الي أبي عن أبيه عن آبائه عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ألا فمن زارني في غربتي كنت أنا وآبائي شفعاءه يوم القيامة، ومن كنا شفعاءه نجا، ولو كان عليه مثل وزر الثقلين»(1).
    وعن الإمام علي بن محمّد بن علي الرضا: «من كانت له الى الله حاجة فليزر قبر جدي الرضا بطوس وهو على غسل وليصل عند رأسه ركعتين ويسأل الله تعالى حاجته في قنوته، فانه يستجاب له مالم يسأله في مأثم أو قطيعة رحم، وان موضع قبره لبقعة من بقاع الجنة لا يزورها مؤمن الاّ اعتقه الله من النار وأدخله دار القرار»(2).
    روى سليمان بن حفص المروزي، قال: «سمعت أبا الحسن موسى بن جعفر يقول: من زار قبر ولدي علي كان له عند الله سبعين حجة، ثم قال: ورب حجة لا تقبل، من زاره أو بات عنده ليلة كان كمن زار أهل السماوات وإذا كان يوم القيامة وجد معنا زوار أئمتنا أهل البيت، واعلاهم درجة واقربهم حبوة زوار ولدي علي»(3).

    روى حمدان الديواني قال: «سمعت أبا جعفر محمّد بن علي بن موسى يقول: من زار قبر أبي بطوس غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وإذا كان يوم القيامة ينصب له منبر بحذاء منبر رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم حتى يفرغ الله من حساب عباده»(4).
    روى أيوب بن نوح قال: «سمعت أبا جعفر محمّد بن علي بن موسى يقول: من زار قبر أبي بطوس غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وإذا كان يوم القيامة ينصب له منبر بحذاء منبر رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم حتى يفرغ الله من حساب عباده»(5).
    روى ياسر الخادم قال: «قال علي بن موسى الرضا: لا تشد الرحال الى شيء من القبور الاّ الى قبورنا، ألا واني مقتول بالسم ظلماً ومدفون في موضع غربة، فمن شد رحله الى زيارتي استجيب دعاؤه وغفر ذنوبه»(6).
    قال الحمويني: «قال الحاكم: سمعت أبا الحسين بن أبي بكر الفقيه يقول: قد أجاب الله لي في كل دعوة دعوته بها عند مشهد الرضا، حتى أني دعوت الله أن يرزقني ولداً فرزقت ولداً بعد الاياس منه»(7).
    روى العلامة الحلي بأساده عن الصادق عليه السّلام قال: «أربع مواضع أو مواقع او بقاع ضجت الى الله تعالى أيام الطوفان، البيت المعمور فرفعه الله تعالى، والغري، وكربلاء، وطوس»(8).
    روى عبد السلام بن صالح الهروي، قال: دخل دعبل بن علي الخزاعي على علي بن موسى الرضا عليهما السلام بمرو فقال له: يا ابن رسول الله صلّى الله عليه وآله اني قد قلت فيك قصيدة وآليت على نفسي أن لا انشدها احداً قبلك، فقال عليه السّلام: هاتها فانشده:
    مدارس آيات خلت من تلاوة *** ومنزل وحي مقفر العرصات
    فلما بلغ الى قوله:
    أرى فيئهم في غيرهم متقسماً *** وايديهم من فيئهم صفرات
    بكى أبو الحسن الرضا عليه السّلام وقال له: صدقت يا خزاعي، فلما بلغ الى قوله:
    إذا وتروا مدوا الى واتريهم *** اكفاً عن الأوتار منقبضات
    جعل أبو الحسن عليه السّلام يقلب كفيه ويقول: اجل والله منقبضات، فلما بلغ الى قوله:
    لقد خفت في الدنيا وايام سعيها *** وإني لأرجو الأمن بعد وفاتي
    قال الرضا عليه السّلام: آمنك الله يوم الفزع الأكبر، فلما انتهى الى قوله:
    وقبر ببغداد لنفس زكية *** تضمنها الرحمن في الغرفات
    قال له الرضا عليه السّلام: افلا ألحق لك بهذا الموضع بيتين بهما تمام قصيدتك؟ فقال: بلى يا ابن رسول الله، فقال عليه السّلام:
    وقبر بطوس يا لها من مصيبة *** توقد في الاحشاء بالحرقات
    الى الحشر حتى يبعث الله قائماً *** يفرج عنا الهم والكربات
    فقال دعبل: يا ابن رسول الله، هذا القبر الذي بطوس قبر من هو؟ فقال الرضا عليه السّلام: قبري، ولا تنقضي الأيام والليالي حتى تصير طوس مختلف شيعتي وزواري، الاّ فمن زارني في غربتي بطوس كان معي في درجتي يوم القيامة مغفوراً له.
    ثم نهض الرضا عليه السّلام بعد فراغ دعبل من انشاد القصيدة وامره أن لا يبرح من موضعه فدخل الدار، فلما كان بعد ساعة خرج الخادم اليه بمائة دينار رضوية، فقال له: يقول لك مولاي: اجعلها في نفقتك، فقال دعبل: والله ما لهذا جئت ولا قلت هذه القصيدة طمعاً في شيء يصل الي، وردّ الصرة وسأل ثوباً من ثياب الرضا عليه السّلام ليتبرك ويتشرف به. فانفذ اليه الرضا عليه السّلام جبة خز مع الصرة، وقال للخادم: قل له خذ هذه الصرة فانك ستحتاج اليها ولا تراجعني فيها، فأخذ دعبل الصرة والجبة وانصرف وسار من مرو في قافلة، فلما بلغ ميان قوهان وقع عليهم اللصوص فاخذوا القافلة باسرها وكتّفوا أهلها وكان دعبل فيمن كتف وملك اللصوص القافلة وجعلوا يقسمونها بينهم فقال رجل من القوم متمثلا بقول دعبل في قصيدته:
    أرى فيئهم في غيرهم متقسماً *** وأيديهم من فيئهم صفرات
    فسمعه دعبل فقال له: لمن هذا البيت؟ فقال لرجل من خزاعة يقال له: دعبل بن علي، قال: فأنا دعبل قائل هذه القصيدة التي منها هذا البيت، فوثب الرجل الى رئيسهم وكان يصلي على رأس تل وكان من الشيعة، فأخبره فجاء بنفسه حتى وقف على دعبل، وقال له: أنت دعبل؟ فقال نعم، فقال له: أنشدني القصيدة فأنشدها، فحل كتافه وكتاف جميع أهل القافلة ورد اليهم جميع ما أخذ منهم لكرامة دعبل. وسار دعبل حتى وصل الى قم، فسأله أهل قم أن ينشدهم القصيدة، فأمرهم أن يجتمعوا في المسجد الجامع، فلما اجتمعوا صعد المنبر فأنشدهم القصيدة فوصله الناس من المال والخلع بشيء كثير، واتصل بهم خبر الجبة فسألوه أن يبيعها منهم بألف دينار، فامتنع من ذلك فقالوا له: فبعنا شيئاً منها بألف دينار، فأبى عليهم وسار عن قم، فلما خرج من رستاق البلد لحق به قوم من أحداث العرب وأخذوا الجبة منه، فرجع دعبل الى قم وسألهم رد الجبة فامتنع الاحداث من ذلك وعصوا المشايخ في أمرها فقالوا لدعبل: لا سبيل لك الى الجبة فخذ ثمنها ألف دينار، فأبى عليهم فلما يئس من ردهم الجبة سألهم أن يدفعوا اليه شيئاً منها، فأجابوه الى ذلك وأعطوه بعضها ودفعوا اليه ثمن باقيها ألف دينار، وانصرف دعبل الى وطنه فوجد اللصوص قد أخذوا جميع ما كان في منزله، فباع المائة دينار التي كان الرضا عليه السّلام وصله بها، فباع من الشيعة كل دينار بمأة درهم، فحصل في يده عشرة آلاف درهم، فذكر قول الرضا عليه السّلام: أنك ستحتاج الى الدنانير، وكانت له جارية لها من قلبه محل فرمدت عينها رمداً عظيماً فأدخل أهل الطب عليها فنظروا اليها فقالوا: أما العين اليمنى فليس لنا فيها حيلة وقد ذهبت، وأما اليسرى فنحن نعالجها ونجتهد ونرجو أن تسلم، فاغتم لذلك دعبل غماً شديداً وجزع عليها جزعاً عظيماً، ثم انه ذكر ما كان معه من وصلة الجبة فمسحها على عيني الجارية وعصبها بعصابة منها من أول الليل، فاصبحت وعيناها أصح ممّا كانتا قبل ببركة أبي الحسن الرضا عليه السّلام(9).
    وقال: «سمعت دعبل بن علي الخزاعي يقول: لما أنشدت مولاي الرضا عليه السّلام قصيدتي التي أولها:
    مدارس آيات خلت من تلاوة *** ومنزل وحي مقفر العرصات
    فلما انتهيت الى قولي:
    خروج إمام لا محالة خارج *** يقوم على اسم الله والبركات
    يميز فينا كل حق وباطل *** ويجزي على النعماء والنقمات
    بكى الرضا عليه السّلام بكاء شديداً ثم رفع رأسه إليّ، فقال لي: يا خزاعي نطق روح القدس على لسانك بهذين البيتين، فهل تدري من هذا الإمام؟ ومتى يقوم: فقلت: لا يا سيدي الاّ أني سمعت بخروج امام منكم يطهر الأرض من الفساد ويملأها عدلا فقال: يا دعبل الإمام بعدي محمّد ابني، وبعد محمّد ابنه علي، وبعد علي ابنه الحسن ، وبعد الحسن ابنه الحجة القائم المنتظر في غيبته المطاع في ظهوره، لو لم يبق من الدنيا الاّ يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج فيملأها عدلا كما ملئت جوراً وظلماً، وأما متى؟ فاخبار عن الوقت ولقد حدثني أبي، عن أبيه، عن آبائه عن علي عليه السّلام أن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم قيل له: يا رسول الله متى يخرج القائم من ذريتك؟ فقال: مثله مثل الساعة(10) (لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لاَ تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً)(11).

    1)-2) فرائد السمطين ج2 ص192ـ195.
    (4-3) فرائد السمطين ج2 ص195 .
    5) ـ 6) المصدر ص195 ص218 ص220.
    (8-7) رسالة الدلائل البرهانية، تعليقات الغارات ج2 ص853.
    (9) عيون أخبار الرضا ج2 ص263.
    (10) عيون أخبار الرضا ص265 وروى القصيدة بتمامها الاربلي في كشف الغمة ج2 ص318.
    (11) سورة الاعراف: 187.

    السلام على انيس النفوس المدفون بأرض طوس الامام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) ورحمة الله وبركاته .

  • #2


    السلام على انيس النفوس المدفون بأرض طوس الامام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) ورحمة الله وبركاته .

    بارك الله بكم ع البحث الرضوي المبارك
    شكرا لكم كثيرا

    تعليق


    • #3

      الاخت الفاضلة صدى المهدي
      انرت صفحتنا بمرورك
      العطر . ودمت في
      رعاية الله
      وحفظه .

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X