بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
سؤال خطأ ولاشك ، لأنه سؤال موهم ، وإجابته لاشك ستكون كاذبة !
فالذين يقيسون أعمارهم بالسنين والشهور والايام مخطؤون ، لانهم قد قضوا معظمها فيما لا قيمة حقيقية له كالنوم والحاجات الضرورية للحياة تلك التي لا تضيف لنا شيئا يذكر ..
وهم مخطؤون لأن أعمار الناس إنما تقاس بقيمتها لا بعددها ، وقيمة كل امرىء ماأنجز ، وما حقق ..
وهم كذلك مخطؤون ، لأن الذي فات من الأعمار لسنا بقادرين على تغيير شىء منه ، فلا نقدر على التعامل معه سوى بطريقتين هي السعادة ، أو الندم ! .. أما الفعل والاثر فمستحيل ..
فالواجب الحقيقي أن نحسب أعمارنا باعتبار ما سنعيشه منها في قادم الايام لا ما سبق منها ، وبالطبع فهو غير معلوم .. هو فقط بين يدي الله !
والواجب كذلك أن نبرأ من كل عمر مر بنا ونحن نضر أنفسنا ونودي بها إلى المهلكة من معصية الله سبحانه وترك عبادته ..
فلا عمر إلا عمرا سعدنا به يوم القيامة
إن الحرص الحقيقي على العمر إذن هو الحرص على اللحظات ألا تمر بغير عمل صالح ، و حرص على ألا تفاجئنا لحظات الموت ونحن خاليي الوفاض ، قال سبحانه " حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت "
إنها الأزمة التي يقع فيها الناس , يغرهم الوقت , ويأكلهم التسويف , ويسرقهم التأجيل , حتى يفجؤهم المرض والموت .
الصالحون قوم انتبهوا من غفلتهم قبل الانتباه إلى فجعتهم , وراقبوا لحظاتهم بينما هي تمر من بين ثنايا عقارب الساعة أمامهم , فاستفادوا من كل لحظة وغنموا من كل نهار .
ومغبون فيهما كثير من الناس: أي: ذو خسران فيهما كثير من الناس، والغبن أن يشتري بأضعاف الثمن أو يبيع بأقل من ثمن مثله.
إن السبب الكامن وراء هذا الغبن هو التعلق بزخرف الحياة ومتاعها , والنظر إلى مكتسباتها ومنجزاتها الزائلة , والغفلة عن الباقي , فتبهرنا الاضواء اليومية , وتلهينا المكتسبات المتكررة , فينشغل أحدنا في كم اكتسب وكم بنى وكم ادخر وكم اشترى
سبب آخر لهذا الغبن هو نسيان لحظة المرض والقعود وعدم القدرة , فالذاكر للحظة العجز سيحتاط لها وسيعمل من أجلها , فيذكر صاحبها " أن عمله يكتب له إذا مرض كما كان يعمل صحيحا " ..
لكنه ينظر لما كان يعمل صحيحا سليما فلايجد شيئا يذكر ولا يعثر على ما يمكن الاستناد عليه , عندئذ يتعمق معنى الغبن ويتعاظم شأن الخسارة , فالمستعد للحظة عدم القدرة لن يكون مغبونا إذ يبدو وكأنه قد ادخر فعليا عملا صالحا لساعة الحزن ولوقت العسرة , كما يدخر احدنا الدرهم لوقت الفقر
وأسوق لك بعضا من مفاهيم السابقين الذين لم يغبنوا في أعمارهم , وسابقوا وثابروا فأفلحوا واكتسبوا منها مقدار ما ينفعهم بعد فراقها , نموذج مبسط لرؤيتهم وعملهم ومنهاجهم تجاه "عقارب " الساعة و" لدغاتها " نماذج كررنا ذكرها في سابقات الأحاديث بشكل منفرد , لكنها عند رؤيتها جميعا تترك في النفس مقدارا كبيرا من استصغار النفس والتنبه لخطر الواقع الذي نعيشه
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
سؤال خطأ ولاشك ، لأنه سؤال موهم ، وإجابته لاشك ستكون كاذبة !
فالذين يقيسون أعمارهم بالسنين والشهور والايام مخطؤون ، لانهم قد قضوا معظمها فيما لا قيمة حقيقية له كالنوم والحاجات الضرورية للحياة تلك التي لا تضيف لنا شيئا يذكر ..
وهم مخطؤون لأن أعمار الناس إنما تقاس بقيمتها لا بعددها ، وقيمة كل امرىء ماأنجز ، وما حقق ..
وهم كذلك مخطؤون ، لأن الذي فات من الأعمار لسنا بقادرين على تغيير شىء منه ، فلا نقدر على التعامل معه سوى بطريقتين هي السعادة ، أو الندم ! .. أما الفعل والاثر فمستحيل ..
فالواجب الحقيقي أن نحسب أعمارنا باعتبار ما سنعيشه منها في قادم الايام لا ما سبق منها ، وبالطبع فهو غير معلوم .. هو فقط بين يدي الله !
والواجب كذلك أن نبرأ من كل عمر مر بنا ونحن نضر أنفسنا ونودي بها إلى المهلكة من معصية الله سبحانه وترك عبادته ..
فلا عمر إلا عمرا سعدنا به يوم القيامة
إن الحرص الحقيقي على العمر إذن هو الحرص على اللحظات ألا تمر بغير عمل صالح ، و حرص على ألا تفاجئنا لحظات الموت ونحن خاليي الوفاض ، قال سبحانه " حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت "
إنها الأزمة التي يقع فيها الناس , يغرهم الوقت , ويأكلهم التسويف , ويسرقهم التأجيل , حتى يفجؤهم المرض والموت .
الصالحون قوم انتبهوا من غفلتهم قبل الانتباه إلى فجعتهم , وراقبوا لحظاتهم بينما هي تمر من بين ثنايا عقارب الساعة أمامهم , فاستفادوا من كل لحظة وغنموا من كل نهار .
ومغبون فيهما كثير من الناس: أي: ذو خسران فيهما كثير من الناس، والغبن أن يشتري بأضعاف الثمن أو يبيع بأقل من ثمن مثله.
إن السبب الكامن وراء هذا الغبن هو التعلق بزخرف الحياة ومتاعها , والنظر إلى مكتسباتها ومنجزاتها الزائلة , والغفلة عن الباقي , فتبهرنا الاضواء اليومية , وتلهينا المكتسبات المتكررة , فينشغل أحدنا في كم اكتسب وكم بنى وكم ادخر وكم اشترى
سبب آخر لهذا الغبن هو نسيان لحظة المرض والقعود وعدم القدرة , فالذاكر للحظة العجز سيحتاط لها وسيعمل من أجلها , فيذكر صاحبها " أن عمله يكتب له إذا مرض كما كان يعمل صحيحا " ..
لكنه ينظر لما كان يعمل صحيحا سليما فلايجد شيئا يذكر ولا يعثر على ما يمكن الاستناد عليه , عندئذ يتعمق معنى الغبن ويتعاظم شأن الخسارة , فالمستعد للحظة عدم القدرة لن يكون مغبونا إذ يبدو وكأنه قد ادخر فعليا عملا صالحا لساعة الحزن ولوقت العسرة , كما يدخر احدنا الدرهم لوقت الفقر
وأسوق لك بعضا من مفاهيم السابقين الذين لم يغبنوا في أعمارهم , وسابقوا وثابروا فأفلحوا واكتسبوا منها مقدار ما ينفعهم بعد فراقها , نموذج مبسط لرؤيتهم وعملهم ومنهاجهم تجاه "عقارب " الساعة و" لدغاتها " نماذج كررنا ذكرها في سابقات الأحاديث بشكل منفرد , لكنها عند رؤيتها جميعا تترك في النفس مقدارا كبيرا من استصغار النفس والتنبه لخطر الواقع الذي نعيشه
تعليق