بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
من أهمّ الأرصدة المعنوية الماضية التي يمتلكها أتباع مذهب آل البيت عليهم السلام هو وجود إمام ثائر عندهم، كانت وما زالت ثورته نبراس الثورات، وتضحيته أُمُّ التضحيات، وحرارة مقتله من أشدّ المهيِّجات، فتولَّد لديهم ببركة ثورته ما لم يتولَّد عند غيرهم، وهو عنصـر الإصلاح لا لمصلحة دنيوية ولو كلَّف ذلك الحياة، وإنَّ الذلَّة لا وجود لها في صفحة الحياة...، إيماناً منهم بتضحياته وبكلماته...، والتي منها:
«ما خرجت أشراً ولا بطراً وإنَّما لطلب الإصلاح...»(١).
«... هيهاتَ منّا الذلَّة...»(٢).
«... لا أُعطي بيدي إعطاء الذليل ولا أقرُّ لكم إقرار العبيد...»(٣).
«...مثلي لا يبايع لمثله...»(٤).
ومن الأرصدة المعنوية المستقبلية التي يمتلكها أتباع مذهب آل البيت عليهم السلام الإيمان بالإمام الغائب المنقذ الذي يملؤها قسطاً وعدلاً بعد ما مُلِئَت ظلماً وجوراً، وأنَّه إمامهم الثاني عشـر. وهذا الإيمان هو ممَّا يُحفِّزهم على العمل الجادِّ في التمهيد لظهوره، والاستعداد للانخراط تحت قيادته، والانتظار لفرجه.
فإنَّ الانتظار للإمام المنقذ عليه السلام من أهم المحفِّزات على العمل الديني والاجتماعي والإعداد لذلك من أهمّ الطاعات.
فبين تراث الماضي وأمل المستقبل تكوّن الحاضر الإيماني والتعبوي لدى أتباع الحقِّ، وتولَّدت حالة معنوية عالية تمخَّض منها عدَّة فعّاليات وعبادات وتحرّكات.
منها: الروح الجهادية والقتالية التي يمتلكها الأتباع دون غيرهم،وهذا يحتاج إلى إفراد أبحاث مستقلَّة للوقوف على هذه الظاهرة.
ومنها: عدم الانصياع للحكومات الظالمة، وعدم الارتباط بها من كلِّ النواحي.
ومنها: الاستقلالية في إدارة المذهب فكرياً واقتصادياً، وعدم الارتباط بأيِّ أجندة.
وغيرها العشرات.
ومن هذه الفعّاليات العبادية المهمَّة فعّالية الزيارة الأربعينية المقدَّسة، فهذه الفعَّالية تميَّزت بربط الماضي الحسيني بالمستقبل المهدوي لتوليد حاضر يفرض علينا واقعاً يجعلنا نُنظِّم أنفسنا من كلِّ النواحي استعداداً وتمهيداً لدولة الحقِّ.
فالذي يطَّلع على وقائع زيارة الأربعين وما يراه من تجمهر عشـرات الملايين زماناً ومكاناً وبلغات وقوميات وتوجّهات شتّى - يجمعهم رجل واحد اسمه الحسين عليه السلام، وينادون بنداء واحد هو: (اللَّهُمَّ عجِّل لوليِّك الفرج، وسهِّل له المخرج) - يرى بوضوح أنَّ تلك الزيارة من أهمّ ممهِّدات الظهور.
وفي هذا البحث المختصـر نقف على أهمّ تلك المعطيات التي لها دور في الظهور، وسنغضُّ النظر عن ما للزيارة من أهمّية واضحة ومعطيات جمَّة في شتّى المجالات، لأنَّ هدفنا هو التركيز على هذه المفردة العظيمة، وهو دور الأربعين في التمهيد للظهور وصناعة الشخصية المهدوية.
فالتمهيد وانتظار الفرج أهمّ المفردات التي تُشغِل ذهن البشـرية المؤمنة، فالعمل عليه ومعرفة ما يقرب الظهور ويرفع الموانع من أهمّ العبادات في الغيبة كما ورد في الروايات: «أفضل الأعمال انتظار الفرج»، ففي (الإمامة والتبصـرة من الحيرة): «إنَّ النَّبِيَّ قَالَ: أَفْضَلُ أَعْمَالِ أُمَّتِي انْتِظَارُ الْفَرَجِ، وَلَا يَزَالُ شِيعَتُنَا فِي حُزْنٍ حَتَّى يَظْهَرَ وَلَدِيَ الَّذِي بَشَّـرَ بِهِ النَّبِيُّ أَنَّهُ يَمْلَأُ الْأَرْضَ عَدْلًا وَقِسْطاً، كَمَا مُلِئَتْ ظُلْماً وَجَوْراً»(٥).
ولكن ليس كلُّ انتظار هو ممدوح، وإنَّما الانتظار مع الإيمان والعمل الجادِّ في التمهيد للإمام عليه السلام، والعمل طبقاً لمراد الشـريعة، لا الانتظار مع الخمول واليأس وارتكاب المحرَّمات والتسليم للظلم والظالمين.
وهناك جملة من الأعمال تُمهِّد للظهور وترفع بعض موانعه وهي تقع على عاتق المؤمنين، منها: إكمال عدَّة (٣١٣)(٦) الذين يُشكِّلون النواة القيادية الأُولى حول الإمام عليه السلام، ومنها: الدعاء له بالفرج، وغيرها، ففي الرواية: «فَإِذَا اجْتَمَعَتْ لَهُ هَذِهِ الْعِدَّةُ مِنْ أَهْلِ الْإِخْلَاصِ أَظْهَرَ أَمْرَهُ»(٧)، فظاهر الرواية أنَّ اجتماع العدَّة (٣١٣) شرط لإظهار أمره.
ومن جملة الممهِّدات والمربّيات لمجتمع الظهور هي زيارة الأربعين لما لها من أبعاد مختلفة وعديدة، نحاول التركيز عليها وبيانها وتطويرها والدفع بالمؤمنين نحو جعلها من الطرق العبادية التي يُتمسَّك بها لبناء شخصية الظهور.
دور الأربعين في البناء للظهور في محاور هذا مجملها:
الأوَّل: البناء المعنوي والروحي.
الثاني: البناء الاقتصادي.
الثالث: البناء التعبوي.
الرابع: البناء الاجتماعي.
الخامس: البناء الفكري والعلمي.
السادس: البناء الأمني.
السابع: البناء الأخلاقي.
الثامن: المحور العسكري.
التاسع: المحور الإعلامي.
العاشر: المحور التمريني والتدريبي.
الحادي عشر: المحور التكافلي.
الثاني عشر: البناء السياسي.
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
من أهمّ الأرصدة المعنوية الماضية التي يمتلكها أتباع مذهب آل البيت عليهم السلام هو وجود إمام ثائر عندهم، كانت وما زالت ثورته نبراس الثورات، وتضحيته أُمُّ التضحيات، وحرارة مقتله من أشدّ المهيِّجات، فتولَّد لديهم ببركة ثورته ما لم يتولَّد عند غيرهم، وهو عنصـر الإصلاح لا لمصلحة دنيوية ولو كلَّف ذلك الحياة، وإنَّ الذلَّة لا وجود لها في صفحة الحياة...، إيماناً منهم بتضحياته وبكلماته...، والتي منها:
«ما خرجت أشراً ولا بطراً وإنَّما لطلب الإصلاح...»(١).
«... هيهاتَ منّا الذلَّة...»(٢).
«... لا أُعطي بيدي إعطاء الذليل ولا أقرُّ لكم إقرار العبيد...»(٣).
«...مثلي لا يبايع لمثله...»(٤).
ومن الأرصدة المعنوية المستقبلية التي يمتلكها أتباع مذهب آل البيت عليهم السلام الإيمان بالإمام الغائب المنقذ الذي يملؤها قسطاً وعدلاً بعد ما مُلِئَت ظلماً وجوراً، وأنَّه إمامهم الثاني عشـر. وهذا الإيمان هو ممَّا يُحفِّزهم على العمل الجادِّ في التمهيد لظهوره، والاستعداد للانخراط تحت قيادته، والانتظار لفرجه.
فإنَّ الانتظار للإمام المنقذ عليه السلام من أهم المحفِّزات على العمل الديني والاجتماعي والإعداد لذلك من أهمّ الطاعات.
فبين تراث الماضي وأمل المستقبل تكوّن الحاضر الإيماني والتعبوي لدى أتباع الحقِّ، وتولَّدت حالة معنوية عالية تمخَّض منها عدَّة فعّاليات وعبادات وتحرّكات.
منها: الروح الجهادية والقتالية التي يمتلكها الأتباع دون غيرهم،وهذا يحتاج إلى إفراد أبحاث مستقلَّة للوقوف على هذه الظاهرة.
ومنها: عدم الانصياع للحكومات الظالمة، وعدم الارتباط بها من كلِّ النواحي.
ومنها: الاستقلالية في إدارة المذهب فكرياً واقتصادياً، وعدم الارتباط بأيِّ أجندة.
وغيرها العشرات.
ومن هذه الفعّاليات العبادية المهمَّة فعّالية الزيارة الأربعينية المقدَّسة، فهذه الفعَّالية تميَّزت بربط الماضي الحسيني بالمستقبل المهدوي لتوليد حاضر يفرض علينا واقعاً يجعلنا نُنظِّم أنفسنا من كلِّ النواحي استعداداً وتمهيداً لدولة الحقِّ.
فالذي يطَّلع على وقائع زيارة الأربعين وما يراه من تجمهر عشـرات الملايين زماناً ومكاناً وبلغات وقوميات وتوجّهات شتّى - يجمعهم رجل واحد اسمه الحسين عليه السلام، وينادون بنداء واحد هو: (اللَّهُمَّ عجِّل لوليِّك الفرج، وسهِّل له المخرج) - يرى بوضوح أنَّ تلك الزيارة من أهمّ ممهِّدات الظهور.
وفي هذا البحث المختصـر نقف على أهمّ تلك المعطيات التي لها دور في الظهور، وسنغضُّ النظر عن ما للزيارة من أهمّية واضحة ومعطيات جمَّة في شتّى المجالات، لأنَّ هدفنا هو التركيز على هذه المفردة العظيمة، وهو دور الأربعين في التمهيد للظهور وصناعة الشخصية المهدوية.
فالتمهيد وانتظار الفرج أهمّ المفردات التي تُشغِل ذهن البشـرية المؤمنة، فالعمل عليه ومعرفة ما يقرب الظهور ويرفع الموانع من أهمّ العبادات في الغيبة كما ورد في الروايات: «أفضل الأعمال انتظار الفرج»، ففي (الإمامة والتبصـرة من الحيرة): «إنَّ النَّبِيَّ قَالَ: أَفْضَلُ أَعْمَالِ أُمَّتِي انْتِظَارُ الْفَرَجِ، وَلَا يَزَالُ شِيعَتُنَا فِي حُزْنٍ حَتَّى يَظْهَرَ وَلَدِيَ الَّذِي بَشَّـرَ بِهِ النَّبِيُّ أَنَّهُ يَمْلَأُ الْأَرْضَ عَدْلًا وَقِسْطاً، كَمَا مُلِئَتْ ظُلْماً وَجَوْراً»(٥).
ولكن ليس كلُّ انتظار هو ممدوح، وإنَّما الانتظار مع الإيمان والعمل الجادِّ في التمهيد للإمام عليه السلام، والعمل طبقاً لمراد الشـريعة، لا الانتظار مع الخمول واليأس وارتكاب المحرَّمات والتسليم للظلم والظالمين.
وهناك جملة من الأعمال تُمهِّد للظهور وترفع بعض موانعه وهي تقع على عاتق المؤمنين، منها: إكمال عدَّة (٣١٣)(٦) الذين يُشكِّلون النواة القيادية الأُولى حول الإمام عليه السلام، ومنها: الدعاء له بالفرج، وغيرها، ففي الرواية: «فَإِذَا اجْتَمَعَتْ لَهُ هَذِهِ الْعِدَّةُ مِنْ أَهْلِ الْإِخْلَاصِ أَظْهَرَ أَمْرَهُ»(٧)، فظاهر الرواية أنَّ اجتماع العدَّة (٣١٣) شرط لإظهار أمره.
ومن جملة الممهِّدات والمربّيات لمجتمع الظهور هي زيارة الأربعين لما لها من أبعاد مختلفة وعديدة، نحاول التركيز عليها وبيانها وتطويرها والدفع بالمؤمنين نحو جعلها من الطرق العبادية التي يُتمسَّك بها لبناء شخصية الظهور.
دور الأربعين في البناء للظهور في محاور هذا مجملها:
الأوَّل: البناء المعنوي والروحي.
الثاني: البناء الاقتصادي.
الثالث: البناء التعبوي.
الرابع: البناء الاجتماعي.
الخامس: البناء الفكري والعلمي.
السادس: البناء الأمني.
السابع: البناء الأخلاقي.
الثامن: المحور العسكري.
التاسع: المحور الإعلامي.
العاشر: المحور التمريني والتدريبي.
الحادي عشر: المحور التكافلي.
الثاني عشر: البناء السياسي.
تعليق