بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد ، وعجّــــــــــل فرجهم
القران الكريم في معانيه واللفاظه دقيق المقاصد والتعبير
لقد ورد في صفة العذاب ثلاث تعابير مهمة من الوصف تكررت في عدد من الآيات وهي العذاب الشديد والعذاب الأليم والعذاب العظيم وادناه امثلة عن كل نوع من الاوصاف :
1- الَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ .
2- فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ .
3- خَتَمَ اللَّهُ عَلَىظ° قُلُوبِهِمْ وَعَلَىظ° سَمْعِهِمْ وَعَلَىظ° أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ .
الفرق بين التعابير يمكن النظر اليه وتمييزه من حيث الحيثية التي تعلق بها الوصف ،،،
بمعنى وصف " العذاب الشديد " هو ناظر الى نفس العذاب الصادر من جهة التعذيب وصفته وهو التميّز بانه شديد ولا يظهر هنا حيثية الأثر في هذا التوصيف
في حين وصف " العذاب الأليم " ناظر من ظاهر التعبير الى صفة نفس المُعذّب بالعذاب وهو كونه عذابا اليماً له لان الألم من حيثية الحس والشعور
أما وصف " العذاب العظيم " فهو اعم واشمل من كلا التعبيرين السابقين وجامعا لهما في صفة نفس العذاب ( الشديد ) واثره ( الأليم ) فيكون ( عظيما ) بكليهما حيث لم يخصص بصفة شدته او كبير إيلامه بل جاء بافخم واكبر واجمع وصف وهو صفة العظمة ، فتأمل .
هذا التنوع في التعبير القرآني ودقته في الوصف وشموله لجميع الحيثيات يعطي باجمعه للمطلع على آيات القران الكريم تصوّر يتناسب ومشهد وصفات وآثار هذا العذاب ويكون بدوره اكبر اثرا على النفس كلما تعمّق الانسان في تدقيقه للطائف التعبير ودقتها .
والله اعلم
الباحث الطائي
تعليق