⚜ الولاية التكوينية ⚜
الولاية لغة : النصرة ، وتولي الأمر (1)، ( قال ابن الأَثير :وكأَن الوِلاية تُشعر بالتَّدْبير والقُدرة والفِعل) (2). و التكوينية مشتقة من الكون ، و الكون :الحدث و الكائنة الحادثة)(3).
و أما إصطلاحاً فيُقصَد بها (أنّ نفس الولي بما لها من الكمال متصرّفة في اُمور التكوين بإذن الله (تعالى) لا على نحو الاستقلال)(4).
و قد نفى البعض الولاية التكوينية إستناداً الى بعض الآيات الكريمة منها قوله (تعالى) : " قلْ لا أمْلك لنَفسي نَفْعاً ولا ضَرّاً إلاّ ما شَاءَ اللّه " (1) . إلا إن هذه الآية تقتصر على نفي الاستقلال عن الله في التصرّف ،و ليست بصدد نفي التصرف بإذنه (تعالى) . فالولي يتصرف في أمور التكوين بإذنه (سبحانه) كتصرف الانسان في بدنه من القيام والقعود ونحوها من الافعال ، فإن الانسان وإن كان هوالذي يقوم بها إلا إن ذلك لا يتم إلا بإذنه (تعالى) ولو لم يشأ الله ذلك لما تمكن الانسان من فعله .
وقد أثبت الله(تعالى)الولاية التكوينية للأنبياء كمافي قوله:" وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا "(5). كماأثبتها للأئمة(ع)أيضاً في عدة آياتٍ ولو بالدلالة الالتزاميّة كمافي قوله:" قُلْ كَفَى بِاللّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ "(6)، وقد فسَّرت روايات الفريقين بأنّ المراد من الذي عنده علم الكتاب هوالإمام علي(ع)، وعليه فإذا كان لآصف بن برخيا ـ الذي كان عنده علم بعض الكتاب ـ الولاية التكوينيّة بحيث تمكن من إحضار عرش بلقيس من سبأ الى سليمانييؤس بأقل من طرفة عين " قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آَتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ"(7)، فمن باب أولى أن تثبت هذه الولاية لمن عنده علم الكتاب كلّه ، وهو أميرالمؤمنين (ع)، وبما أن لافرق بين الأئمة (ع) إذن فالولاية التكوينية ثابتةٌ لهم جميعا.
⛲⛲⛲⛲⛲⛲⛲⛲
وقد إستخدم الأئمة(ع)هذه الولاية في موارد محددة لحفظ مصالح التشريع والتكوين ،كحضور الإمام الجواد(ع)إستشهاد أبيه(ع)بطوس وقد كان في المدينة بواسطة طي الأرض، فقد روى أبوالصلت رواية طويلة نذكر محل الشاهد:" ...حتى دخل [الامام الرضا]منزله فأشار لي أن أغلق الباب فغلقته وصار إلى مقعد له فنام عليه، وصرت أنا في وسط الدار فإذا غلام عليه وفرة ظننته ابن الرضا (ع) ولم أكن قد رأيته قبل ذلك، فقلت: يا سيدي الباب مغلق فمن أين دخلت ؟ قال لا تسأل عما لا تحتاج إليه وقصد إلى الرضا (ع). فلما بصر به الرضا (ع) وثب إليه وضمه الى صدره وجلسا جميعا على المقعد ومد الرضا (ع) الرداء عليهما، فتناجيا جميعا بمالم أعلمه ثم امتد الرضا (ع) على المقعد وغطاه محمد بالرداء وصار إلى وسط الدار وقال: ياأبا الصلت فقلت: لبيك ياابن رسول الله فقال: عظم الله أجرك في الرضا فقد مضى"(8)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
(1) المفردات في غريب القرآن مادة ولي
(2) نقلاعن لسان العرب ج15 ص 405
(3) القاموس المحيط ج4 ص264
(4) إعتقاداتنا ج9 ص1
(5) الأعراف160
(6) الرعد43
(7) النمل40
(8) بحارالانوارج50 ص51 ..
الولاية لغة : النصرة ، وتولي الأمر (1)، ( قال ابن الأَثير :وكأَن الوِلاية تُشعر بالتَّدْبير والقُدرة والفِعل) (2). و التكوينية مشتقة من الكون ، و الكون :الحدث و الكائنة الحادثة)(3).
و أما إصطلاحاً فيُقصَد بها (أنّ نفس الولي بما لها من الكمال متصرّفة في اُمور التكوين بإذن الله (تعالى) لا على نحو الاستقلال)(4).
و قد نفى البعض الولاية التكوينية إستناداً الى بعض الآيات الكريمة منها قوله (تعالى) : " قلْ لا أمْلك لنَفسي نَفْعاً ولا ضَرّاً إلاّ ما شَاءَ اللّه " (1) . إلا إن هذه الآية تقتصر على نفي الاستقلال عن الله في التصرّف ،و ليست بصدد نفي التصرف بإذنه (تعالى) . فالولي يتصرف في أمور التكوين بإذنه (سبحانه) كتصرف الانسان في بدنه من القيام والقعود ونحوها من الافعال ، فإن الانسان وإن كان هوالذي يقوم بها إلا إن ذلك لا يتم إلا بإذنه (تعالى) ولو لم يشأ الله ذلك لما تمكن الانسان من فعله .
وقد أثبت الله(تعالى)الولاية التكوينية للأنبياء كمافي قوله:" وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا "(5). كماأثبتها للأئمة(ع)أيضاً في عدة آياتٍ ولو بالدلالة الالتزاميّة كمافي قوله:" قُلْ كَفَى بِاللّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ "(6)، وقد فسَّرت روايات الفريقين بأنّ المراد من الذي عنده علم الكتاب هوالإمام علي(ع)، وعليه فإذا كان لآصف بن برخيا ـ الذي كان عنده علم بعض الكتاب ـ الولاية التكوينيّة بحيث تمكن من إحضار عرش بلقيس من سبأ الى سليمانييؤس بأقل من طرفة عين " قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آَتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ"(7)، فمن باب أولى أن تثبت هذه الولاية لمن عنده علم الكتاب كلّه ، وهو أميرالمؤمنين (ع)، وبما أن لافرق بين الأئمة (ع) إذن فالولاية التكوينية ثابتةٌ لهم جميعا.
⛲⛲⛲⛲⛲⛲⛲⛲
وقد إستخدم الأئمة(ع)هذه الولاية في موارد محددة لحفظ مصالح التشريع والتكوين ،كحضور الإمام الجواد(ع)إستشهاد أبيه(ع)بطوس وقد كان في المدينة بواسطة طي الأرض، فقد روى أبوالصلت رواية طويلة نذكر محل الشاهد:" ...حتى دخل [الامام الرضا]منزله فأشار لي أن أغلق الباب فغلقته وصار إلى مقعد له فنام عليه، وصرت أنا في وسط الدار فإذا غلام عليه وفرة ظننته ابن الرضا (ع) ولم أكن قد رأيته قبل ذلك، فقلت: يا سيدي الباب مغلق فمن أين دخلت ؟ قال لا تسأل عما لا تحتاج إليه وقصد إلى الرضا (ع). فلما بصر به الرضا (ع) وثب إليه وضمه الى صدره وجلسا جميعا على المقعد ومد الرضا (ع) الرداء عليهما، فتناجيا جميعا بمالم أعلمه ثم امتد الرضا (ع) على المقعد وغطاه محمد بالرداء وصار إلى وسط الدار وقال: ياأبا الصلت فقلت: لبيك ياابن رسول الله فقال: عظم الله أجرك في الرضا فقد مضى"(8)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
(1) المفردات في غريب القرآن مادة ولي
(2) نقلاعن لسان العرب ج15 ص 405
(3) القاموس المحيط ج4 ص264
(4) إعتقاداتنا ج9 ص1
(5) الأعراف160
(6) الرعد43
(7) النمل40
(8) بحارالانوارج50 ص51 ..
تعليق