لولاكم لما دامت مسيرتنا.. هو شعار يرفع في كل عام عند بدء المسيرة التي ينظمها أهالي ناحية القاسم بن الامام موسى الكاظم عليهما السلام.
ففي كل عام ومنذ بدء فتوى الجهاد الكفائي التي اطلقتها المرجعية العليا المتمثلة بالسيد السيستاني ينطلق موكب راجل من اهالي ناحية القاسم في محافظة بابل وهم يحملون صورا لشهداء العقيدة الذين ضحوا بدمائهم فداء لشرف هذه الامة ومقدساتها.
ويبلغ عدد الصور التي يحملها السائرون نحو مدينة الفداء كربلاء (325) صورة وهم ممن استشهدوا جميعا في معارك التحرير ضد عصابات داعش الارهابية.
وقد اطلق على هذا الموكب تسمية (موكب مدينة القاسم مدينة الشهداء) تيمنا بالشهداء ووفاء لهم لتضحياتهم بالغالي والنفيس، فقد تسابق رجال هذه المدينة شيبا وشبابا لتلبية نداء المرجعية الرشيدة منذ اللحظات الاولى لانطلاقها، وهاهم اليوم يقطعون الطريق سيرا نحو كربلاء وهم يحملون صور شهدائهم مجددين العهد للامام الحجة بن الحسن والى جده الحسين واخيه ابا الفضل سلام الله عليهم اجمعين في الذود عن شرف هذه الامة ومقدساتها بتضحيتهم بالغالي والنفيس.
وتقع مدينة القاسم احدى توابع قضاء الهاشمية في محافظة بابل على الطريق الرابط بين جنوب العراق ومدينة الحلة.
وقد كانت مدينة القاسم أثناء حكم النظام السابق "حكم صدام" واحدة من بين المدن المضطهدة لسمعتها كمدينة معارضة للنظام. ففي ايام الانتفاضة الشعبانية عام 1991 م كان أغلب اهالي مدينة القاسم من ضمن الذين حملوا لواء الانتفاضة وحاربوا النظام، وبعد أن سيطر النظام على المدينة بعد قمع الانتفاضة قام بالإعدامات والتعذيب لأهالي المدينة حيث قامت أجهزة نظامه بزج كل من تقع عليه ايديهم من أبناء المنطقة إلى مقابر جماعية ولم يعلم الأهالي مصير ابنائهم إلا بعد السقوط عام 2003.
والإمام القاسم عليه السلام الذي اكتسبت المدينة اسمها منه، وهو أخ الإمام الرضا (ثامن أئمة الشيعة والمدفون في طوس أو مشهد بإيران)، وابن الإمام موسى الكاظم (سابع الأئمة والمدفون في الكاظمية ببغداد) وجاء إلى المدينة بعد اضطهاد العباسيين له وللشيعة أثناء حكم هارون الرشيد، وتزوج إحدى بنات شيخ المدينة آنذاك، وعندما مات دفن هناك ليظل قبره قبلة للكثير من المؤمنين الشيعة من كل أنحاء العراق والعالم الإسلامي.
وتوجد في مدينة القاسم العديد من المعالم الحضارية البارزة ومنها مدرسة القاسم الدينية التي أسسها السيد الجلالي وبعد سقوط النظام ظهرت العديد من المؤسسات التي لها الدور البارز في نشر الوعي الثقافي للمدينة.
سامر قحطان القيسي
الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة
تعليق