إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

إليك عني !

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • إليك عني !

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين

    لاشك أننا نبالغ في تبسيط الأمر إذا قلنا إن ترك الدنيا والزهد فيها بالمفهوم الإسلامي الشامل الأعم هو مجرد الإقلال في الملبس والمأكل والمسكن , لأن ذلك لايعتبر محكا وحده على أية حال , إنما المحك الأهم هو أن يكون هذا الترك ابتداء من القلب , ويكون الزهد انطلاقا نت النفس , فلا معنى لجسد زاهد ونفسه طماعة ولا لسلوك معرض وقلبه راج متطلع ..

    إن ترك الدنيا إذن هو الشعور بأن متاعها في طاعة الله ولذاتها في القربى إلى الله , والعلو فيها هو الذلة إلى الله , والجاه فيها هو الفقر إلى الله .., ومن ثم حتى لو ملك الدنيا كلها لن تغر قلبه ولن تأسر نفسه .

    إن ترك الدنيا والزهد فيها إنما يتأتى بعدم التعلق بها وعدم انتظار متاعها, ولو جاء متاعها لم يبال به ولم يلتفت إليه, بل هو حاله لا يتغير إذا جاءه فقر أو غنى, فالمال في يده لا يمس قلبه, ويستوي عنده وجود المال وعدمه, ويستوي عنده مديح الناس وذمهم له, ويستوي عنده حصول الجاه أو عدمه.

    وللأسف فإننا نرى كثيرا من المتناقضات بين الناس في ذلك , فكثيرا ما نعلم رجلا قد تزهد في ملبسه وأمر الناس بالزهد فيها بينما هو مقيم على الصراع على جمع كل درهم , وآخر قد أهمل حال مسكنه طعامه وشرابه مدعيا الزهد بينما هو مقيم على امتلاك الأطيان والعقارات , وثالث ظاهره الزهد في الملبس والمأكل والمسكن لكنه طماع فيما في أيدي الناس من الخير, حاسد لهم كلما أصابتهم نعمة !!

    إن هذه الأمثلة وغيرها لا احسبها بحال تتفق مع زهد القلب الذي نتحدث عنه ولا مع حقيقة الأمر الإسلامي العظيم بالتقلل من الدنيا , إذ الطمع طمع القلب كما الغنى غناه ..

    على جانب آخر قد لا نجد معنى لما تحدث به البعض من معاني الزهد في الأعمال والوظائف , أو العلوم والدراسات , ولا التقدم والتكنولوجيا وغيرها , فكل هذا تتقوى به الأمة وتنتصر على أعدائها فتكون الدعوة إلى تركها كباب للزهد نوع من جهل بالغ .

    كذلك فللمال الصالح في أيدي الصالحين من المسلمين أثر بالغ الاهمية , وليس هناك معنى للزهد يتفق مع أمرنا الأغنياء الصالحين بترك أموالهم زهدا أو ترك تجاراتهم تقللا , بل ندعو الله لهم أن يكبر تجارتهم وتزداد أموالهم الصالحة إذ بها يساعدون الفقراء ويرحمون الأيتام , ويكفلون طلبة العلم , ويرفعون من شأن أمتهم بين الأمم , إنما شرطنا ههنا أن يكون المال صالحا وفي يد صالحة تخشى الله وتعلم حقه .


  • #2
    بسمه تعالى

    اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد

    أحسنتم كثيراً أختنا الفاضلة على طرح هذا الموضوع الذي بات أمراً لابدّ من الخوض فيه وإبداء الرّأي عنه ..

    إنّ الزّهد - كما قلتِ - يبدأ من القلب .. فلا معنى لئن يكون الإنسان زاهداً في ملبسه لكنّه حريصٌ أيّما حرص على جمع

    الأموال والدّراهم التي مهما كثُرت تبقى معدوداتٍ فانياتٍ لا قيمةَ لها ..

    وهناك نماذج من هذا النّوع في المجتمع ..إذ يكون فيها الإنسان غير مهتمٍّ لمظهره ولكنّه طامعٌ بما في أيدي النّاس من نِعـمٍ

    وخيراتْ ..

    أو أنّه يقتّر على نفسه في حين إنّه غنيّ وواسع ذات اليد !!.. فيكون مصداقاً لقول الإمام أمير المؤمنين عليه السّلام:


    "عجبت للبخيل يستعمل الفقر الذي منه هرب، ويفوته الغنى الذي إياه طلب، فيعيش في الدنيا عيش الفقراء

    ويحاسب في الآخرة حساب الأغنياء
    ".
    ميزان الحكمة حديث: 1598.

    وهناك مَن لا يهتمّ بملبسه ومظهره بحجّة أنّ الاهتمام بالمظهر وترتيبه يُلفت الانتباه .. وهذا خطأٌ فادح ؛ إذ شتّان بين

    التّرتيب ، والظّهور بمظهر الشّهرة الذي يترتّب عليه لفتٌ للأنظار وإثمٌ ومخالفةٌ للعادات والتّقاليد ..

    التعديل الأخير تم بواسطة ام الفضل1; الساعة 10-11-2017, 02:45 PM.

    تعليق


    • #3
      أمّا فيما يتعلّق بالزّهد في المأكل والمشرب فهذا أهون من ذاك الأمر - الزّهد في الملبس - ؛ إذ إنّ الحرص على إحضار

      أفضل أنواع الأطعمة والأشربة وأطيبها وتناولها : أمرٌ مستَهجَنٌ ولا يقبله الذّوق الرّفيع ..

      أمّا إذا كان الأمر يتعلّق بإكرام الضّيوف - مثلا - عن طريق تقديم الطّعام الفاخر أو أفضل ما موجود في المنزل .. فهذا

      أمرٌ لاعيبَ فيه بل يمدحه الذّوق الرّفيع ..

      وهناك في المجتمع - وللأسف - حتّى في مجتمعنا غير البعيد عن الدّين والتّديّن : مَن لا يحفظ نفسه إزاء هذه الأمور ..

      ونجدهم يهتمّون بالأكل أكثر من الأمور العباديّة أو العمل وغيرها !! ؛ يقول كريم أهل البيت عليهم السّلام :
      "عجب لمن

      يتفكّر في مأكوله ،
      كيف لا يتفكّر في معقوله ..." ! الدعوات "سلوة الحزين"، ص 144، رقم 375.


      بل يتعدّى الأمر إلى انتقاد مَن لا يكونون على شاكلتهم ، وهذا أمرٌ في منتهى الفظاعة ؛ إذ إنّ الصّحيح هو إذا كان الإنسان

      غير مُخطىء : عليه أنْ لّا يتبجّح ويتكبّر على مَن ليسوا على طريقته .. فكيف به إذا كان مُخطئاً وخاصّةً في موضوعٍ

      ليس بذي أهميّة بل قد يَجلب لصاحبه المهانة أو يقلّل من احترامه ، وهو موضوع ا
      لإكثار من الاهتمام بالأكل !!! .
      التعديل الأخير تم بواسطة ام الفضل1; الساعة 10-11-2017, 02:57 PM.

      تعليق


      • #4
        بسم الله الرحمن الرحيم
        الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين.


        احسنتم المرور والتعليق والراي والتحليل الواعية وجزاكم الله خيراً
        وفقكم الله لكل خير ببركة و سداد اهل البيت عليهم السلام

        تعليق

        المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
        حفظ-تلقائي
        Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
        x
        يعمل...
        X