في يومٍ لا زالت ملامحه عالقةً في ذاكرة أيام زيارتي للحسين (عليه السلام) ..
نزلنا في أحد المواكب الحسينية لنصلي صلاة الظهر ..
كان بقربي شاب بانت عليه علامات السكينة والخشوع ..
ما إن فرغنا من الصلاة حتى هوى ساجداً ينتحب باكياً ..
فقلتُ في نفسي لعلَّه من أصحاب الحوائج الى الله ، وما أحوجنا لعطاء الله وفضله علينا ..
سلمتُ عليه وسألته الدعاء ، وقلت له :
( ان شاء الله حاجتك مقضية ببركة المولى ابي عبد الله )
فبكى بصوت عالٍ وقال :
الحمد لله لقد قُضيت حاجتي ..
فانتبهت له لاسمع منه فقد شغفني شوقاً لاسمع قصته ..
فقال :
من فترة ليست بالقصيرة وانا مُصاب بمرض الرعاش ..
وحياتي لا طعم لها بسبب هذ المرض ..
وقبل يومين قررتُ المسير الى كربلاء واقصد باب الحوائج ابا الفضل العباس ..
واطلب من الله الشفاء بواسطته ..
وجئت الى كربلاء ومعي اخواني أحدهم الدكتور ..
واشار الى احدهم ..
فسلّمتُ عليه وبقية إخوته ..
ثم اكمل حديثه ودموعه تتساقط على خديه كالمطر :
بتنا ليلتنا عند باب قمر العشيرة ..
وقبل الفجر أيقظني شخص وقال لي :
قم وتوضأ وصلي ركعتين شكراً لله تعالى ..
فقد قُضيت حاجتك ..
فقمتُ وصليت ، واحسستُ اني بكامل صحتي ..
وهنا انفجر باكياً وهو يُريني يديه ويقول :
انظر يداي لا ترتجفان ..
لقد اعطاني ربي مناي وقضى لي حاجتي ..
فعانقته وقلتُ له :
هنيئاً لك هذا الاخلاص ، وهذا التوفيق ..
وبارك الله فيك وبعلاقتك بأبي الفضل العباس (صلوات الله عليه) ..
نعم هم اهل البيت ، سفن النجاة وباب الله الذي منه يُؤتى ..
من اخلص لهم ، وقفوا له في كل محنة وبلاء ..
تعليق