بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
[جواب الشبهة] :
النصوص الواردة عن رسول اللّه ( صلى الله عليه واله ) على إمامة أهل البيت (عليهم السلام) على الأمّة من بعده كثيرة، منها ما ورد في حقّ جميع أئمة أهل البيت، وأخرى تخصّ بعضهم. وممّا ورد في عامّتهم حديث الثقلين.
حديث الثقلين :
أ- في حجّة الوداع :
روى الترمذي عن جابر، قال:
رأيت رسول اللّه في حجّته يوم عرفة و هو على ناقته القصواء يخطب فسمعته يقول:
«يا أيّها الناس إنّي قد تركت فيكم، ما إن أخذتم به لن تضلّوا؛ كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي».
قال الترمذي: و في الباب عن أبي سعيد و زيد بن أرقم و حذيفة بن أسيد (1).
ب- في غدير خمّ :
في صحيح مسلم و مسند أحمد و سنن الدارمي و البيهقي و غيرها و اللفظ للأوّل، عن زيد بن أرقم، قال:
(إنّ رسول اللّه قام خطيبا بماء يدعى خمّا بين مكّة و المدينة ... ثمّ قال:
«ألا يا أيّها الناس فإنّما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربّي فأجيب، و إنّي تارك فيكم ثقلين: أوّلهما كتاب اللّه فيه الهدى و النور، فخذوا بكتاب اللّه و استمسكوا به ... و أهل بيتي ...») (2).
و في سنن الترمذي و مسند أحمد و اللفظ للأوّل:
«إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا بعدي، أحدهما أعظم من الآخر: كتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلى الأرض، و عترتي أهل بيتي، و لن يتفرّقا حتّى يردا عليّ الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما» (3).
و في مستدرك الصحيحين:
«كأنّي قد دعيت فأجبت، إنّي تركت فيكم الثقلين، أحدهما أكبر من الآخر: كتاب اللّه، و عترتي؛ فانظروا كيف تخلفوني فيهما، فإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ...» (4).
وفي رواية:
«أيّها الناس إنّي تارك فيكم أمرين لن تضلّوا إن اتّبعتموهما، و هما كتاب اللّه و أهل بيتي عترتي ...».
قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين (5).
وقد ورد هذا الحديث بألفاظ أخرى في مسند أحمد و حلية الأولياء وغيرهما (6) عن زيد بن ثابت.
في الحديث السابق أخبر الرسول في آخر سنة من حياته: أنّه بشر، يوشك أن يأتيه رسول ربّه، و يدعى فيجيب و يلتحق بربّه، و قال: «إنّي تارك فيكم، ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا بعدي، أحدهما أعظم من الآخر: كتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلى الأرض و عترتي أهل بيتي و لن يتفرّقا حتّى يردا عليّ الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما».
قاله مرّة في عرفة، و أخرى في غدير خمّ ، وهذا النصّ من رسول اللّه في تعيين مرجع الأمّة من بعده، عمّ جميع الأئمة من عترته
تعليق