《ليس لَهُ شريكٌ في مُلْكِه.》
ـ ((الرواية الأولى))
عن هشام بن الحَكَم قال: إِنَّ
زِنْديقاً سأل الإمام الصادق
عليه السلام: لِمَ لا يَجوز أَنْ
يَكُونَ صانع العالم أكثر مِنْ
واحد؟
ـ قال أبو عبد الله عليه السلام:
لا يَخْلو قَوْلك: أَنَّهُما اثنان مِنْ
أَنْ يكونا قديمَيْن قَوِيّين، أو
يكونا ضعيفَيْن، أو يكون
أحدُهُما قويّاً والآخر ضعيفاً،
فإِنْ كانا قويّين فَلِمَ لا يَدْفَع كُلُّ
واحدٍ مِنْهُما صاحبه ويتفرَّد
بالربوبية؟ وإِنْ زَعَمْتَ أَنَّ
أحدهما قويّ والآخر ضعيف
ثَبَتَ أَنَّهُ واحد - كما نقول -
لِلْعَجْزِ الظّاهِر في الثاني،
وإِنْ قُلْتَ: أَنَّهُما اثنان لَمْ يَخْلُ
مِنْ أَنْ يكونا مُتَّفِقين مِنْ كُلِّ
جهة ، أو مُفْتَرِقين من كل
جهة، فَلَمّا رأينا الخَلْقَ مُنْتَظِماً
والفُلْك جارياً واختلاف الليل
والنهار والشمس والقمر دَلَّ
صِحَّةِ الأمر والتدبير وائْتِلاف
الأمر على أنَّ المُدَبِّرَ واحد.
...................................
ـ ((الرواية الثانية))
عن هشام بن الحكم مثله وزاد
فيه : ثُمَّ يَلْزَمُكَ إِن ادَّعَيْتَ
اثنَيْن فلا بُدَّ مِنْ فرْجَة حتّى
يكونا إِثْنَيْن فصارت الفرجة
ثالثاً بينهما قديماً مَعَهُما
فَيَلْزَمُكَ ثلاثة، وإن ادَّعَيْتَ
ثلاثة لَزِمَكَ ما قُلنا في الإِثنين
حتَّى يكون بينهم فرجتان
فَيَكونوا خمسة، ثُمَّ يَتَناهَى
في العدد إلى ما لا نهاية له
في الكثرة.
..................................
ـ ((الرواية الثالثة))
عن هشام بن الحَكَم قال: قُلْتُ
لأبي عبد الله عليه السلام :
ما الدليل على أَنَّ اللهَ واحد؟
قال عليه السلام: إِتِّصالُ
التدبير وتمام الصُّنع كَمَا قال
عَزَّ وجلّ: لَوْ كَانَ فِيهمَا آلِهَة
إلا الله لَفَسَدَتا .
...................................
ـ((الرواية الرابعة))
ما أوصى به أميرُ المُؤمِنين
ابنَهُ الإمام الحسن عليه
السلام : واعْلَمْ أَنَّهُ لَوْ كانَ
لِرَبِّكَ شَريك لأَتَتْكَ رُسُله،
ولَرَأَيْتَ آثارَ مُلْكِهِ وسُلطانِه،
ولَعَرَفْتَ صِفَتَهُ وفِعالَهُ، ولَكِنَّهُ
إِلَهٌ واحدٌ كما وَصَفَ نَفْسَهُ، لا
يضادُّه في ذلك أحدٌ ولا يُحاجُّهُ
وأَنَّهُ خالقُ كُلّ شيء.
...................................
ـ ((الرواية الخامسة))
سُئِلَ الإمامُ الرّضا عليه
السلام: يا بْنَ رَسُولِ الله! ما
الدَّلِيل على حُدُوثِ العالم؟
فقال: إِنَّكَ لَمْ تَكُنْ ثُمَّ كُنْتَ، وقَدْ
عَلِمْتَ أَنَّكَ لَمْ تُكَوِّنْ نَفْسَكَ ولا
كَوَّنَكَ مَنْ هُوَ مِثْلُك.
...................................
(( الرواية السادسة))
ـ وقيلَ لأميرِ المؤمنين علي
عليه السلام: بِمَا عَرَفْتَ رَبَّك؟
قال: بِفَسْخِ العزائِم، وَنَقْضِ
الهِمَم ، لَمّا هَمَمْتُ فَحِيلَ بيني
وبين هَمّي، وعَزَمْتُ فخالَفَ
القضاءُ عَزْمي، عَلِمْتُ أَنَّ
المُدَبِّر غيري.
...................................
((الرواية السابعة))
ـ وسُئلَ الإمامُ الصادق عليه
السلام : ما الدليل على
الواحد(يعني الله)؟
ـ فقال عليه السلام: مَا
بِالْخَلْقِ مِنَ الحَاجَة.
..................................
م€گالصانع واحدم€‘
ـ إِنَّهُما لَوْ كانا إثنين كان لا
يَخْلو أحَدهُما مِنْ أَنْ يكونَ
يَقْدِر على أَنْ يَكْتُمَ صاحِبه
شيئاً، أو لا يَقْدِر على ذلك.
ـ فإِنْ كانَ يَقْدِر فصاحِبُهُ يجوزُ
عَلَيْهِ الجَهْل ،ومَنْ جاز عليهِ
الجهل فلَيْسَ بإِلهٍ قديم.
ـ وإِنْ كان لا يَقْدِر فَهُوَ نَفْسُهُ
عاجز والعاجز ليسَ بإِلَه قديم.
..................................
((الرواية الثامنة))
ومن أروع ما قيل في التوحيد ما ورد عن سيد البلغاء أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام:
مَا وَحَّدَهُ مَنْ كَيَّفَهُ، وَلاَ حَقِيقَتَهُ أَصَابَ مَنْ مَثَّلَهُ، وَلاَ إيَّاهُ عَنَى مَنْ شَبَّهَهُ، وَلاَصَمَدَهُ (1) مَنْ أَشَارَ إلَيْهِ وَتَوَهَّمَهُ.
(...) فَاعِلٌ لاَ بِاضْطِرَابِ آلَةٍ، (...) لاَتَصْحَبُهُ الاَوْقَاتُ، وَلاَتَرْفِدُهُ (2) الادَوَاتُ. سَبَقَ الاَوْقَاتَ كَوْنُهُ، وَالعَدَمَ وُجُودُهُ، وَالابْتِدَاءَ أَزَلُهُ.
(...) لا يُشْمَلُ بِحَدٍّ، وَلاَ يُحْسَبُ بِعَدٍّ، (...) ولا يَجْرِي عَلَيْهِ السُّكُونُ وَالحَرَكَةُ، وَكَيْفَ يَجْرِي عَلَيْهِ مَا هُوَ أَجْرَاهُ؟ وَيَعُودُ فِيهِ مَا هُوَ أَبْدَاهُ، وَيَحْدُثُ فِيهِ مَا هُوَ أَحْدَثَهُ؟
(...) الَّذِي لاَ يَحُولُ، وَلاَ يَزُولُ، وَلاَ يَجُوزُ عَلَيْهِ الاُفُولُ (3)، (...) جَلَّ عَنِ اتَّخَاذِ الابْنَـاءِ، وَطَهُـرَ عَنْ مُلاَمَـسَـةِ النِّسَـاءِ.
لاَ تَنَالُهُ الاَوْهَـامُ فَتُقَدِرَهُ، وَلاَ تَتَوَهَّمُهُ الفِطَنُ فَتُصَوِّرَهُ، وَلاَ تُدْرِكُهُ الحَوَاسُّ فَتَحُسَّهُ، وَلاَ تَلْمِسُهُ الاَيْدِي فَتَمَسَّهُ.
ولا يَتَغَيَّرُ بِحَالٍ، وَلاَ يَتَبَدَّلُ في الأحْوَالِ، وَلاَ تُبْلِيهِ اللَّيَالِي وَالاَيَّامُ، وَلاَيُغَيِّـرُهُ الضِّيَـاءُ وَالظَّلاَمُ، وَلاَ يُوصَفُ بِشَـيءٍ مِنَ الاَجْـزَاءِ (4)، ولابِالجَوَارِحِ وَالاَعْضَـاء.
لَيْسَ فِي الاَشْيَاءِ بِوَالِجٍ (5)، وَلاَ عَنْهَا بِخَارِجٍ. يُخْبِرُ لاَ بِلِسَانٍ وَلَهَواتٍ (6)، وَيَسْمَعُ لاَبِخُروقٍ وَأَدَوَاتٍ. (...)
يَقُولُ لِمَنْ أَرَادَ كَوْنَهُ: «كُنْ» فَيَكُونَ، لاَ بِصَوْتٍ يَقْرَعُ، وَلاَ بِنِدَاءٍ يُسْمَعُ؛ وَإنَّمَا كَلاَمُهُ سُبْحَانَهُ فِعْلٌ مِنْهُ أَنْشَأَهُ وَمَثَّلَهُ، لَمْ يَكُنْ مِنْ قَبْلِ ذَلِكَ كَائِنَاً، وَلَوْ كَانَ قَدِيماً لَكَانَ إلَهَاً ثَانِيَاً.
وَإنَّ اللَهَ سُبْحَانَهُ يَعُودُ بَعْدَ فَنَاءِ الدُّنْيَا وَحْدَهُ، لا شَيءَ مَعَهُ، كَمَا كَانَ قَبْلَ ابْتَدِائِهَا، كَذَلِكَ يَكُـونُ بَعْدَ فَنَـائِهَـا، بِلاَ وَقْتٍ وَلاَ مَكَـانٍ، وَلاَ حِينٍ وَلاَزَمَانٍ.
عُدِمَتْ عِنْدَ ذَلِكَ الآجَالُ وَالاوْقَاتُ، وَزَالَتِ السِّنُونَ وَالسَّاعَاتُ، فَلاَشَيءَ إلاَّ اللَهُ الوَاحِدُ القَهَّارُ.
-------------------------------------
شرح المفردات:
1- صمده: قصده.
2- ترفده: تُعينه.
3- الأفول: مِن أَفَلَ النجم إذا غاب.
4- لا يوصف بشيء من الاجزاء: أي لا يقال: ذو جزء كذا ولا ذو عضو كذا، وذاته جل وعلا هي قوة عليا وراء الطبيعة، وليست من جنسها في شيء.
5- والج: داخل.
6- اللهَوات: جمع لهَات: اللحمة في سقف أقصى الفم.
..................................
م€گسُبْحانَ مَنْ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْء، لا جِسْم ولا صُورةم€‘
ـ وَمِنْ أَرْوَع مَا قال الشاعر:
1 ـ إِنْ كَانَ جِسْماً فَمَا يَنْفَكُّ مِنْ عَرَضٍ
أَوْ جـَوْهـَرٍ فـَبِذِي الأَقْـطـارِ مَـوْجُـودُ
2 ـ أَوْ كَـانَ مُتَّصِلاً بِـالشَّيء فَـهُوَ بـِهِ
أَوْ كـَانَ مُنْـفَـصـِلاً فَـالـكُـلُّ مَـحـْدودُ
3 ـ لا تَطْلبَنَّ إِلَى التَّكْـيِـيفِ مِنْ سَـبَبٍ
إِنَّ السَّبـيـلَ إِلَـى التَّـكْـيِيفِ مَـسـْدُودُ
4 ـ وَاسْتَمْسِكْ الحَبْلَ حَبْلَ العَقْلِ تَحْظَ بِهِ
فَالعَـقْـلُ حَـبْـلٌ إِلَـى بَـارِيـْكَ مـَمـْدُودُ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
ـ شرح الابيات
1 ـ أي أَنَّ اللهَ تعالى ليس جسماً، فإِنَّ الجسم تَعْرَضُ
***عَلَيْهِ الحَوادِث، وليس جَوْهَراً كباقي الأشياء، لأَنَّهُ حِينَئِذٍ
***يَكُونُ لَهُ مَثيل، وهذا غيرُ صحيح.
2 ـ وليس مُرْتَبِطاً بالغَيْر، فَيَلْزَم مِنْهُ الحاجة إلَيْه،
ولا مُنْفصِلاً فإِنَّ ذلكَ*** َيَلْزَم مِنْهُ المَحْدُودِيَّة.
3 / 4 ـ ولَيْس لَهُ كَيْف ، ولَكِنَّ العقل يُدْرِكُ ويَتَعَقَّل
***وُجُودَه مِنْ أَنْ يَتَصَوَّرَهُ بأَيِّ صورة.
​--------------------------------
(( أرجو نشر هذه الأحاديث لإتمام الفائدة ))
ـ ((الرواية الأولى))
عن هشام بن الحَكَم قال: إِنَّ
زِنْديقاً سأل الإمام الصادق
عليه السلام: لِمَ لا يَجوز أَنْ
يَكُونَ صانع العالم أكثر مِنْ
واحد؟
ـ قال أبو عبد الله عليه السلام:
لا يَخْلو قَوْلك: أَنَّهُما اثنان مِنْ
أَنْ يكونا قديمَيْن قَوِيّين، أو
يكونا ضعيفَيْن، أو يكون
أحدُهُما قويّاً والآخر ضعيفاً،
فإِنْ كانا قويّين فَلِمَ لا يَدْفَع كُلُّ
واحدٍ مِنْهُما صاحبه ويتفرَّد
بالربوبية؟ وإِنْ زَعَمْتَ أَنَّ
أحدهما قويّ والآخر ضعيف
ثَبَتَ أَنَّهُ واحد - كما نقول -
لِلْعَجْزِ الظّاهِر في الثاني،
وإِنْ قُلْتَ: أَنَّهُما اثنان لَمْ يَخْلُ
مِنْ أَنْ يكونا مُتَّفِقين مِنْ كُلِّ
جهة ، أو مُفْتَرِقين من كل
جهة، فَلَمّا رأينا الخَلْقَ مُنْتَظِماً
والفُلْك جارياً واختلاف الليل
والنهار والشمس والقمر دَلَّ
صِحَّةِ الأمر والتدبير وائْتِلاف
الأمر على أنَّ المُدَبِّرَ واحد.
...................................
ـ ((الرواية الثانية))
عن هشام بن الحكم مثله وزاد
فيه : ثُمَّ يَلْزَمُكَ إِن ادَّعَيْتَ
اثنَيْن فلا بُدَّ مِنْ فرْجَة حتّى
يكونا إِثْنَيْن فصارت الفرجة
ثالثاً بينهما قديماً مَعَهُما
فَيَلْزَمُكَ ثلاثة، وإن ادَّعَيْتَ
ثلاثة لَزِمَكَ ما قُلنا في الإِثنين
حتَّى يكون بينهم فرجتان
فَيَكونوا خمسة، ثُمَّ يَتَناهَى
في العدد إلى ما لا نهاية له
في الكثرة.
..................................
ـ ((الرواية الثالثة))
عن هشام بن الحَكَم قال: قُلْتُ
لأبي عبد الله عليه السلام :
ما الدليل على أَنَّ اللهَ واحد؟
قال عليه السلام: إِتِّصالُ
التدبير وتمام الصُّنع كَمَا قال
عَزَّ وجلّ: لَوْ كَانَ فِيهمَا آلِهَة
إلا الله لَفَسَدَتا .
...................................
ـ((الرواية الرابعة))
ما أوصى به أميرُ المُؤمِنين
ابنَهُ الإمام الحسن عليه
السلام : واعْلَمْ أَنَّهُ لَوْ كانَ
لِرَبِّكَ شَريك لأَتَتْكَ رُسُله،
ولَرَأَيْتَ آثارَ مُلْكِهِ وسُلطانِه،
ولَعَرَفْتَ صِفَتَهُ وفِعالَهُ، ولَكِنَّهُ
إِلَهٌ واحدٌ كما وَصَفَ نَفْسَهُ، لا
يضادُّه في ذلك أحدٌ ولا يُحاجُّهُ
وأَنَّهُ خالقُ كُلّ شيء.
...................................
ـ ((الرواية الخامسة))
سُئِلَ الإمامُ الرّضا عليه
السلام: يا بْنَ رَسُولِ الله! ما
الدَّلِيل على حُدُوثِ العالم؟
فقال: إِنَّكَ لَمْ تَكُنْ ثُمَّ كُنْتَ، وقَدْ
عَلِمْتَ أَنَّكَ لَمْ تُكَوِّنْ نَفْسَكَ ولا
كَوَّنَكَ مَنْ هُوَ مِثْلُك.
...................................
(( الرواية السادسة))
ـ وقيلَ لأميرِ المؤمنين علي
عليه السلام: بِمَا عَرَفْتَ رَبَّك؟
قال: بِفَسْخِ العزائِم، وَنَقْضِ
الهِمَم ، لَمّا هَمَمْتُ فَحِيلَ بيني
وبين هَمّي، وعَزَمْتُ فخالَفَ
القضاءُ عَزْمي، عَلِمْتُ أَنَّ
المُدَبِّر غيري.
...................................
((الرواية السابعة))
ـ وسُئلَ الإمامُ الصادق عليه
السلام : ما الدليل على
الواحد(يعني الله)؟
ـ فقال عليه السلام: مَا
بِالْخَلْقِ مِنَ الحَاجَة.
..................................
م€گالصانع واحدم€‘
ـ إِنَّهُما لَوْ كانا إثنين كان لا
يَخْلو أحَدهُما مِنْ أَنْ يكونَ
يَقْدِر على أَنْ يَكْتُمَ صاحِبه
شيئاً، أو لا يَقْدِر على ذلك.
ـ فإِنْ كانَ يَقْدِر فصاحِبُهُ يجوزُ
عَلَيْهِ الجَهْل ،ومَنْ جاز عليهِ
الجهل فلَيْسَ بإِلهٍ قديم.
ـ وإِنْ كان لا يَقْدِر فَهُوَ نَفْسُهُ
عاجز والعاجز ليسَ بإِلَه قديم.
..................................
((الرواية الثامنة))
ومن أروع ما قيل في التوحيد ما ورد عن سيد البلغاء أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام:
مَا وَحَّدَهُ مَنْ كَيَّفَهُ، وَلاَ حَقِيقَتَهُ أَصَابَ مَنْ مَثَّلَهُ، وَلاَ إيَّاهُ عَنَى مَنْ شَبَّهَهُ، وَلاَصَمَدَهُ (1) مَنْ أَشَارَ إلَيْهِ وَتَوَهَّمَهُ.
(...) فَاعِلٌ لاَ بِاضْطِرَابِ آلَةٍ، (...) لاَتَصْحَبُهُ الاَوْقَاتُ، وَلاَتَرْفِدُهُ (2) الادَوَاتُ. سَبَقَ الاَوْقَاتَ كَوْنُهُ، وَالعَدَمَ وُجُودُهُ، وَالابْتِدَاءَ أَزَلُهُ.
(...) لا يُشْمَلُ بِحَدٍّ، وَلاَ يُحْسَبُ بِعَدٍّ، (...) ولا يَجْرِي عَلَيْهِ السُّكُونُ وَالحَرَكَةُ، وَكَيْفَ يَجْرِي عَلَيْهِ مَا هُوَ أَجْرَاهُ؟ وَيَعُودُ فِيهِ مَا هُوَ أَبْدَاهُ، وَيَحْدُثُ فِيهِ مَا هُوَ أَحْدَثَهُ؟
(...) الَّذِي لاَ يَحُولُ، وَلاَ يَزُولُ، وَلاَ يَجُوزُ عَلَيْهِ الاُفُولُ (3)، (...) جَلَّ عَنِ اتَّخَاذِ الابْنَـاءِ، وَطَهُـرَ عَنْ مُلاَمَـسَـةِ النِّسَـاءِ.
لاَ تَنَالُهُ الاَوْهَـامُ فَتُقَدِرَهُ، وَلاَ تَتَوَهَّمُهُ الفِطَنُ فَتُصَوِّرَهُ، وَلاَ تُدْرِكُهُ الحَوَاسُّ فَتَحُسَّهُ، وَلاَ تَلْمِسُهُ الاَيْدِي فَتَمَسَّهُ.
ولا يَتَغَيَّرُ بِحَالٍ، وَلاَ يَتَبَدَّلُ في الأحْوَالِ، وَلاَ تُبْلِيهِ اللَّيَالِي وَالاَيَّامُ، وَلاَيُغَيِّـرُهُ الضِّيَـاءُ وَالظَّلاَمُ، وَلاَ يُوصَفُ بِشَـيءٍ مِنَ الاَجْـزَاءِ (4)، ولابِالجَوَارِحِ وَالاَعْضَـاء.
لَيْسَ فِي الاَشْيَاءِ بِوَالِجٍ (5)، وَلاَ عَنْهَا بِخَارِجٍ. يُخْبِرُ لاَ بِلِسَانٍ وَلَهَواتٍ (6)، وَيَسْمَعُ لاَبِخُروقٍ وَأَدَوَاتٍ. (...)
يَقُولُ لِمَنْ أَرَادَ كَوْنَهُ: «كُنْ» فَيَكُونَ، لاَ بِصَوْتٍ يَقْرَعُ، وَلاَ بِنِدَاءٍ يُسْمَعُ؛ وَإنَّمَا كَلاَمُهُ سُبْحَانَهُ فِعْلٌ مِنْهُ أَنْشَأَهُ وَمَثَّلَهُ، لَمْ يَكُنْ مِنْ قَبْلِ ذَلِكَ كَائِنَاً، وَلَوْ كَانَ قَدِيماً لَكَانَ إلَهَاً ثَانِيَاً.
وَإنَّ اللَهَ سُبْحَانَهُ يَعُودُ بَعْدَ فَنَاءِ الدُّنْيَا وَحْدَهُ، لا شَيءَ مَعَهُ، كَمَا كَانَ قَبْلَ ابْتَدِائِهَا، كَذَلِكَ يَكُـونُ بَعْدَ فَنَـائِهَـا، بِلاَ وَقْتٍ وَلاَ مَكَـانٍ، وَلاَ حِينٍ وَلاَزَمَانٍ.
عُدِمَتْ عِنْدَ ذَلِكَ الآجَالُ وَالاوْقَاتُ، وَزَالَتِ السِّنُونَ وَالسَّاعَاتُ، فَلاَشَيءَ إلاَّ اللَهُ الوَاحِدُ القَهَّارُ.
-------------------------------------
شرح المفردات:
1- صمده: قصده.
2- ترفده: تُعينه.
3- الأفول: مِن أَفَلَ النجم إذا غاب.
4- لا يوصف بشيء من الاجزاء: أي لا يقال: ذو جزء كذا ولا ذو عضو كذا، وذاته جل وعلا هي قوة عليا وراء الطبيعة، وليست من جنسها في شيء.
5- والج: داخل.
6- اللهَوات: جمع لهَات: اللحمة في سقف أقصى الفم.
..................................
م€گسُبْحانَ مَنْ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْء، لا جِسْم ولا صُورةم€‘
ـ وَمِنْ أَرْوَع مَا قال الشاعر:
1 ـ إِنْ كَانَ جِسْماً فَمَا يَنْفَكُّ مِنْ عَرَضٍ
أَوْ جـَوْهـَرٍ فـَبِذِي الأَقْـطـارِ مَـوْجُـودُ
2 ـ أَوْ كَـانَ مُتَّصِلاً بِـالشَّيء فَـهُوَ بـِهِ
أَوْ كـَانَ مُنْـفَـصـِلاً فَـالـكُـلُّ مَـحـْدودُ
3 ـ لا تَطْلبَنَّ إِلَى التَّكْـيِـيفِ مِنْ سَـبَبٍ
إِنَّ السَّبـيـلَ إِلَـى التَّـكْـيِيفِ مَـسـْدُودُ
4 ـ وَاسْتَمْسِكْ الحَبْلَ حَبْلَ العَقْلِ تَحْظَ بِهِ
فَالعَـقْـلُ حَـبْـلٌ إِلَـى بَـارِيـْكَ مـَمـْدُودُ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
ـ شرح الابيات
1 ـ أي أَنَّ اللهَ تعالى ليس جسماً، فإِنَّ الجسم تَعْرَضُ
***عَلَيْهِ الحَوادِث، وليس جَوْهَراً كباقي الأشياء، لأَنَّهُ حِينَئِذٍ
***يَكُونُ لَهُ مَثيل، وهذا غيرُ صحيح.
2 ـ وليس مُرْتَبِطاً بالغَيْر، فَيَلْزَم مِنْهُ الحاجة إلَيْه،
ولا مُنْفصِلاً فإِنَّ ذلكَ*** َيَلْزَم مِنْهُ المَحْدُودِيَّة.
3 / 4 ـ ولَيْس لَهُ كَيْف ، ولَكِنَّ العقل يُدْرِكُ ويَتَعَقَّل
***وُجُودَه مِنْ أَنْ يَتَصَوَّرَهُ بأَيِّ صورة.
​--------------------------------
(( أرجو نشر هذه الأحاديث لإتمام الفائدة ))
تعليق