لِمَ تأكيد الامام الحسين ع على أصل المعاد؟؟؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعد أن قُتِل ولد الامام الحسين (عليه السلام) وأخوته وأصحابه دعا جيش الكفر إلى البراز، فلم يزل يقتل كل من برز إليه، حتى قتل مقتلة عظيمة، وهو في ذلك يقول: القتل أولى من ركوب العار * والعار أولى من دخول النار ، وكلما كانت الرجال تشد عليه فيشد عليها بسيفه، فتنكشف عنه انكشاف المعزى إذا شد فيها الذئب، فقال عمر بن سعد لقومه: الويل لكم، أتدرون لمن تقاتلون ؟ هذا ابن الأنزع البطين، هذا ابن قتال العرب، فاحملوا عليه من كل جانب، وكانت الرماة أربعة آلاف، فرموه بالسهام، فحالوا بينه وبين رحله ، فصاح بهم (عليه السلام) : " ويْحَكُم ، يا شيعة آل أبي سفيان ! إنْ لم يكنْ لكم دينٌ ، وكنتم لا تخافون المعاد ، فكونوا أحراراً في دنياكم ، إن كنتم عَرَباً كما تزعمُون " (1)
يُلاحظ أن الامام الحسين (عليه السلام) لم يذكرهم بأصل التوحيد أو النبوة أو العدل أو غيرها وإنما عمد الى التأكيد على أصل المعاد ؛ وذلك لأن من كان على ملة الاسلام لابد وأن يكون دافعه الى العبادة وإنصرافه عن المعاصي أحد ثلاثة دوافع لا رابع لها وهي التي حصرها امير المؤمنين (عليه السلام) في قوله : " إن قوما عبدوا الله سبحانه رغبة فتلك عبادة التجار وقوما عبدوه رهبة فتلك عبادة العبيد وقوما عبدوه شكرا فتلك عبادة الاحرار "(2)
ومن أشرف الدوافع الى العبادة هو الحب لله والشكر له (سبحانه) لعظيم آلائه وجزيل نعمائه على العابد وقد عبر عنها الامام علي (عليه السلام) بأنها عبادة الأحرار . ويأتي بعدها العبادة بدافع الرغبة في الجنة والطمع في الثواب وهي عبادة التجار . بينما تأتي في الدرجة الأخيرة عبادة العبيد وهي العبادة خوفا من العقاب وخشية من العذاب ليس إلا ..
ومما لا شك فيه إن الامام الحسين (عليه السلام) قد نفى بقوله المتقدم الذكر أن يكون لشيعة أبي سفيان دين يعتقدون بأحكامه ، أو يكونوا مسلمين حتى ؛ لأنه نفى أن يمتلكوا أدنى الدوافع للرجوع عن المعاصي والوقوف عن إرتكاب الجرائم وهو الخوف من العقاب . ولذا عمد الى تذكيرهم بقيم العروبة وسننها وآدابها وقوانينها ، والتي أقلّها الشعورُ بالتحرّر والإباء والحميّة والمروءة والتأنف من ارتكاب المآثم الدنيئة والاعتداءات الحقيرة .
ولكن عدم توقف شيعة أبي سفيان عن جرائمهم برهن على إنغمارهم في الرذيلة إلى حدّ الغباء، والعمى ، وإنسلاخهم عن القوانين الدينية والقيم العرفية ؛ ولذلك ظلّت كربلاء ، ويوم عاشوراء ، وصمةَ عارٍ على جَبينِ التاريخ الإسلاميّ وعلى جبين أهل القرن الأوّل ، لا يمحوها الدهر ، ولا يغسلها الزمن .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) العوالم ، الامام الحسين (ع) ج1 ص113
(2) عيون الحكم والمواعظ ج1
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعد أن قُتِل ولد الامام الحسين (عليه السلام) وأخوته وأصحابه دعا جيش الكفر إلى البراز، فلم يزل يقتل كل من برز إليه، حتى قتل مقتلة عظيمة، وهو في ذلك يقول: القتل أولى من ركوب العار * والعار أولى من دخول النار ، وكلما كانت الرجال تشد عليه فيشد عليها بسيفه، فتنكشف عنه انكشاف المعزى إذا شد فيها الذئب، فقال عمر بن سعد لقومه: الويل لكم، أتدرون لمن تقاتلون ؟ هذا ابن الأنزع البطين، هذا ابن قتال العرب، فاحملوا عليه من كل جانب، وكانت الرماة أربعة آلاف، فرموه بالسهام، فحالوا بينه وبين رحله ، فصاح بهم (عليه السلام) : " ويْحَكُم ، يا شيعة آل أبي سفيان ! إنْ لم يكنْ لكم دينٌ ، وكنتم لا تخافون المعاد ، فكونوا أحراراً في دنياكم ، إن كنتم عَرَباً كما تزعمُون " (1)
يُلاحظ أن الامام الحسين (عليه السلام) لم يذكرهم بأصل التوحيد أو النبوة أو العدل أو غيرها وإنما عمد الى التأكيد على أصل المعاد ؛ وذلك لأن من كان على ملة الاسلام لابد وأن يكون دافعه الى العبادة وإنصرافه عن المعاصي أحد ثلاثة دوافع لا رابع لها وهي التي حصرها امير المؤمنين (عليه السلام) في قوله : " إن قوما عبدوا الله سبحانه رغبة فتلك عبادة التجار وقوما عبدوه رهبة فتلك عبادة العبيد وقوما عبدوه شكرا فتلك عبادة الاحرار "(2)
ومن أشرف الدوافع الى العبادة هو الحب لله والشكر له (سبحانه) لعظيم آلائه وجزيل نعمائه على العابد وقد عبر عنها الامام علي (عليه السلام) بأنها عبادة الأحرار . ويأتي بعدها العبادة بدافع الرغبة في الجنة والطمع في الثواب وهي عبادة التجار . بينما تأتي في الدرجة الأخيرة عبادة العبيد وهي العبادة خوفا من العقاب وخشية من العذاب ليس إلا ..
ومما لا شك فيه إن الامام الحسين (عليه السلام) قد نفى بقوله المتقدم الذكر أن يكون لشيعة أبي سفيان دين يعتقدون بأحكامه ، أو يكونوا مسلمين حتى ؛ لأنه نفى أن يمتلكوا أدنى الدوافع للرجوع عن المعاصي والوقوف عن إرتكاب الجرائم وهو الخوف من العقاب . ولذا عمد الى تذكيرهم بقيم العروبة وسننها وآدابها وقوانينها ، والتي أقلّها الشعورُ بالتحرّر والإباء والحميّة والمروءة والتأنف من ارتكاب المآثم الدنيئة والاعتداءات الحقيرة .
ولكن عدم توقف شيعة أبي سفيان عن جرائمهم برهن على إنغمارهم في الرذيلة إلى حدّ الغباء، والعمى ، وإنسلاخهم عن القوانين الدينية والقيم العرفية ؛ ولذلك ظلّت كربلاء ، ويوم عاشوراء ، وصمةَ عارٍ على جَبينِ التاريخ الإسلاميّ وعلى جبين أهل القرن الأوّل ، لا يمحوها الدهر ، ولا يغسلها الزمن .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) العوالم ، الامام الحسين (ع) ج1 ص113
(2) عيون الحكم والمواعظ ج1
تعليق