قد صرحت الايات القرأنية والاحاديث النبوية ووصفت وشهدت بان علي ابن ابي طالب(عليه السلام ) هو نفس رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) وهو أخوه ووزيره ووصيه وهو الذي يؤدي عن رسول الله (ص) .
الا ان البعض يحاول اختلاق المثالب والشبهات على علي ابن ابي طالب (ع) لكي تنصرف الناس عنه . (لكن اخفاء الفضائل واختلاق الشبهات والمثالب لايزيد علي ابن ابي طالب (ع) الا علوا وارتفاعا ، ولايزيد ناصبي العداء له الا دناءة وخسه ).
ومن ضمن هذه محاولات اختلاق المثالب هو ما يزعمه البعض بان الامام علي (ع) قد خالف وعصى أمر رسول الله (ص) عندما أمره النبي (ص) بمحو اسمه الشريف من الكتاب المكتوب بينه وبين مشركي قريش ( وقد طلبوا منه ذلك ) وكتابة شيء أخر غير فلم يمسح الامام علي (ع) اسم رسول الله (ص) من الكتاب . فهل مثل هذا الفعل الصادر من امير المؤمنين (ع) يعد عصيان ومخالفة لامررسول الله (ص) ام لا ؟؟؟
والجواب عن هذه الشبهة يكون بطريقتين :
1/ مع ملاحظة نفس الرواية الاتية التي استنتجت منها هذه الشبهة . وهل ان امتناع علي (ع) عن محو اسم رسول الله (ص) يعد عصيانا لامره(ص) ام لا ؟؟؟ كما سياتي بيانه .
2/ مع ملاحظة الروايات الاخرى كما ستاتي التي تصرح او تشير على الطاعة الدائمة من الامام علي (ع) لاوامررسول الله (ص) كما سنبينها ادناه .
م / الرواية التي توحي لمخالفة وعصيان الامام علي (ع) لامر رسول الله (ص) :
جاء فيصحيح البخاري ج: 2 ص: 959: ح1255:حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن أبي إسحاق قال سمعت البراء بن عازب رضي الله عنهما قال ثم لما صالح رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الحديبية كتب علي بينهم كتابا فكتب محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال المشركون لا تكتب محمد رسول الله لو كنت رسولا لم نقاتلك فقال لعلي امحه فقال علي ما أنا بالذي أمحاه فمحاه رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده وصالحهم على أن يدخل هو وأصحابه ثلاثة أيام ولايدخلوها إلا بجلبان السلاح فسألوه ما جلبان السلاح فقال القراب بمافيه..إنتهى!
وراجع العديد من المصادر في هذا الباب، مثل صحيح مسلم ج 3 / ص1409 / ح1783، مسند أحمد ج 4 / ص 291 ، وغيرها.
نص الشبهة : يقول المخالفون بأن أمير المؤمنين صلوات الله عليه خالف رسول الله صلوات الله عليه وآله وعصاه ولم يمحواالكتاب !
* الطريق الاول للجواب على هذه الشبهة :
سؤال : هل عدم محو اسم النبي (ص) من الكتاب المكتوب يعد مخالفة وعصيان لامر رسول الله (ص) من قبل علي (ع) ام لا ؟؟؟
نترك علماء اهل السنة والجماعة يجيبون على هذاالسؤال :
* يقول أحمد بن علي الرازي الجصاص (ت 370هـ) في الفصول في الأصول تحقيق دكتر عجيل جاسم النمشي ج 4 ص 35 :
ولم ينكر على علي رضي الله عنه اجتهاده في ترك محوها، لانه لم يقصد به مخالفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما قصد تعظيم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتبجيل ذلك الاسم ، ورأى أن لايمحوه هو ليمحوه غيره فكان ذلك طاعة منه لله تعالى، ولو كان النبي صلى الله عليه وسلم قال له : ( قد ) فرض الله عليك محوها لمحاها بيده !!! بل إن فعل أمير المؤمنين صلوات الله عليه من الأدب المستحب.
** يقول يحيى بن شرف النووي (631-676هـ) في شرحه على صحيح مسلم ج 12 / ص135:
قوله فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي امحه فقال ما أنا بالذي أمحاه هكذا هو في جميع النسخ بالذي أمحاه وهي لغة في أمحوه وهذا الذي فعله علي رضي الله عنهمن باب الأدب المستحب لأنه لم يفهم من النبي صلى الله عليه وسلم تحتيم محو علي بنفسه ولهذا لم ينكر ولو حتم محوه بنفسه لم يجز لعلي تركه ولما أقره النبي صلى الله عليه وسلم على المخالفة..!!
* الطريق الثاني للجواب على هذه الشبهة :
هناك الكثير من الادلة الخارجية التي تعتبر قرائن تشير بل تصرح على ان امير المؤمنين علي بن ابي طالب (ع) كان دائم الاطاعة والامتثال لامر رسول الله (ص) ولم يخالفه ويعصيه طرفة عين ابدا . ولكثرة الادلة الروائية التي ندفع ونرد بها هذه الشبهة الواهية اقتصرنا على ذكر رواية رد الشمس لعلي (ع) واستدلالنا بها كالتالي :
* قال البدخشي في مفتاح النجا في مناقب آل العباء ( مخطوط ) : وأخرج الإمام العلامةأبو جعفر أحمد بن محمد بن سلامة الطحاوي الأزدي المصري في مشكلات الحديث من طريقين عن أسماء بنت عميس أن النبي (ص) كان يوحى إليه ورأسه في حجر علي وهو لم يصل العصرحتى غربت الشمس ، فقال رسول الله (ص) : «اللهم إنه كان في طاعتك وطاعة رسولك فأرددعليه الشمس»، فقالت أسماء : فرأيتها غربت ثم رأيتها طلعت بعدما غربت ، ووقفت على الجبل والأرض ، وذلك في الصهباء في خيبر .
قال الطحاوي : هذاحديث ثابت رواته ثقات، وحتى أن الإمام أباجعفر أحمد بن صالح المصري كان يقول : لا يجوز لأهل العلم التخلف عن حفظ حديث أسماء لأنه من علامات النبوّة.
* وقال القرطبي في تفسيره ج 15/ ص197 : ( ...وقد اتفق مثل ذلك – أي ردالشمس - لنبينا (ص) ، أخرج الطحاوي في مشكل الاثار الحديث عن أسماء بنت عميس من طريقين أنالنبي (ص) كان يوحى إليه ورأسه في حجر علي فلم يصل العصر حتى غربت الشمس فقال رسول الله (ص) : «أصليت يا علي؟» قال : لا ، فقال رسول الله (ص) : «اللهم إنه كان فيطاعتك وطاعة رسولك فاردد عليه الشمس» ، قالت أسماء : فرأيتها غربت ثم رأيتها بعد ماغربت طلعت على الجبال والأرض وذلك بالصهباء في خيبر قال الطحاوي وهذان الحديثان ثابتان ورواتهما ثقات.
* وروى الطحاوي والطبراني في " الكبير "والحاكم والبيهقي في " الدلائل " عن اسماء بنت عميس انه صلى الله عليه وسلم دعا لما نام على ركبة علي ففاتته صلاة العصر فردت الشمس حتى صلى علي ثم غربت، وهذا ابلغ في المعجزة .
وقد أخطأ ابن الجوزي بايراده له في " الموضوعات " وكذا ابن تيمية في " كتاب الرد على الروافض " في زعم وضعه والله اعلم .
واماما حكى عياض ان الشمس ردت للنبي صلى الله عليه وسلم يوم الخندق لما شغلوا عن صلاةالعصر حتى غربت الشمس فردها الله عليه حتى صلى العصر - كذا قال وعزاه للطحاوي،والذي رايته في " مشكل الاثار للطحاوي " ما قدمت ذكره من حديث اسماء المتقدم .
والحمد لله رب العالمين والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .
تعليق