أريد جواب شافي ووافي ومقنع ..

[ضيف]

إذا كان الأئمة سلام الله عليهم يخشون الضرر المعتد به من جراء زيارة الإمام الحسين عليه السلام او أمر آخر فلماذا لا يخشى من الضرر الحتمي الذي يوقع كثير من الزوار أنفسهم فيه من جراء سيرهم مئات الكيلومترات لزيارة ضريح الإمام عليه السلام من مرض و حر و برد و تعطيل الكثير من فعالياتهم الإجتماعية أو الوظيفية لأيام كثيرة؟؟

[الهادي]

إذا كان الأئمة سلام الله عليهم يخشون الضرر المعتد به من جراء زيارة الإمام الحسين عليه السلام او أمر آخر فلماذا لا يخشى من الضرر الحتمي الذي يوقع كثير من الزوار أنفسهم فيه من جراء سيرهم مئات الكيلومترات لزيارة ضريح الإمام عليه السلام من مرض و حر و برد و تعطيل الكثير من فعالياتهم الإجتماعية أو الوظيفية لأيام كثيرة؟؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ضيفنا المكرم لو كان الضرر الذي تتكلم عنه من حر وترك بعض الفعاليات الاجتماعية مانع لما وجب الحج ايضا لانه تعب وسهر وحرمان لعدة ايام وليالي والحج اكثر طقوسا من محرمات الاحرام واتمام اعماله واجبه وعليه كفارات كبيرة ترتب بتركه وفيه ايضا حر وتعطيل للفعاليات كما تقول فهناك يؤجر الحاج على قدر مشقته وهنا نفس الشي يثاب الانسان الزائز على قدر مشتقته بيد ان الزيارة غير واجبه وانما مستحبة لمن يريد ويرغب بالثواب والحج واجب .
ثم اننا وللاسف ننظر غالباً للاشياء المادية من تعطيل الفعاليات وتاخير الدوام وماشابه ذلك او التعب ولانفكر ان هذا من افضل الاعمال وافضل التجارة للاخرة وفيه من الاجر والثواب مما لايعلمه الا الله تعالى
ثم ان اهل البيت لايامرون بشي ولا يحثون الناس على شي فيه ضرر بل لابد ان يكون حثهم على شي فيه اجر وثواب ومصلحة دنيوية واخروية راحجة ورفع درجات وبركات مما لايعلمها المقابل ...
تعالى اقرا معي بعض الروايات التي تحث على زيارة الحسين حين الخوف وماهو اجر الزائر في الدنيا والاخرة

ينقل صاحب كامل الزيارات يقول حدثني أبي رحمه الله ومحمد بن عبد الله وعلي بن الحسين ومحمد بن الحسن رحمهم الله جميعا، عن عبد الله بن جعفر الحميري، عن موسى بن عمر، عن حسان البصري ، عن معاوية بن وهب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال لي:
يا معاوية لا تدع زيارة قبر الحسين (عليه السلام) لخوف، فان من ترك زيارته رأى من الحسرة ما يتمنى ان قبره كان عنده -(اي يتمنى أن يكون قتل لزيارته وقبر عنده،)- اما تحب ان يرى الله شخصك وسوادك فيمن يدعو له رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلي وفاطمة والأئمة (عليهم السلام) .

وورد عن حسان البصري، عن معاوية بن وهب، قال: استأذنت على أبي عبد الله (عليه السلام) فقيل لي: ادخل، فدخلت، فوجدته في مصلاه في بيته، فجلست حتى قضى صلاته، فسمعته وهو يناجي ربه وهو يقول:
اللهم يا من خصنا بالكرامة، ووعدنا بالشفاعة، وخصنا بالوصية، وأعطانا علم ما مضى وعلم ما بقي، وجعل أفئدة من الناس تهوي إلينا، اغفر لي ولا خواني، وزوار قبر أبي عبد الله الحسين، الذين انفقوا أموالهم، واشخصوا أبدانهم، رغبة في برنا، ورجاء لما عندك في صلتنا، وسرورا أدخلوه على نبيك، وإجابة منهم لا مرنا، وغيظا أدخلوه على عدونا، أرادوا بذلك رضوانك.
فكافهم عنا بالرضوان، واكلا هم بالليل والنهار، واخلف على أهاليهم وأولادهم الذين خلفوا بأحسن الخلف، واصحبهم، واكفهم شر كل جبار عنيد، وكل ضعيف من خلقك وشديد، وشر شياطين الإنس والجن ، وأعطهم أفضل ما أملوا منك في غربتهم عن أوطانهم، وما أثرونا به على أبنائهم وأهاليهم وقراباتهم.
اللهم ان أعداءنا عابوا عليهم بخروجهم، فلم ينههم ذلك عن الشخوص إلينا خلافا منهم على من خالفنا، فارحم تلك الوجوه التي غيرتها الشمس، وارحم تلك الخدود التي تتقلب على حفرة أبي عبد الله الحسين عليه السلام، وارحم تلك الا عين التي جرت دموعها رحمة لنا، وارحم تلك القلوب التي جزعت واحترقت لنا، وارحم تلك الصرخة التي كانت لنا.
اللهم إني أستودعك تلك الا بدان وتلك الأنفس، حتى توافيهم من الحوض يوم العطش.
فما زال يدعو وهو ساجد بهذا الدعاء، فلما انصرف قلت: جعلت فداك لو أن هذا الدعاء الذي سمعت منك كان لمن لا يعرف الله عز وجل لظننت ان النار لا تطعم منه شيئا ابدا، والله لقد تمنيت اني كنت زرته ولم أحج، فقال لي: ما أقربك منه فما الذي يمنعك من زيارته.
ثم قال: يا معاوية ولم تدع ذلك، قلت: جعلت فداك لم ادر ان الامر يبلغ هذا كله، فقال: يا معاوية من يدعو لزواره في السماء أكثر ممن يدعو لهم في الأرض .

وورد ايضا - عن سعد بن عبد الله، عن موسى بن عمر، عن حسان البصري، عن معاوية بن وهب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال لي:
يا معاوية لا تدع زيارة الحسين (عليه السلام) لخوف، فان من تركه رأى من الحسرة ما يتمنى ان قبره كان عنده، اما تحب ان يرى الله شخصك وسوادك فيمن يدعو له رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلي وفاطمة والأئمة (عليهم السلام)، اما تحب أن تكون ممن ينقلب بالمغفرة لما مضى ويغفر لك ذنوب سبعين سنة، اما تحب أن تكون ممن يخرج من الدنيا وليس عليه ذنب تتبع به، اما تحب أن تكون غدا ممن يصافحه رسول الله (صلى الله عليه وآله).
كامل الزيارات - جعفر بن محمد بن قولويه - الصفحة ٢٢٧

فالتاجر الحقيقي للاخرة لايهمه تعب وحر جراء هذا الثواب وهو بملئ ارادته يقصد الحسين وثواب الله .