مرتضى علي الحلي 12
عضو ذهبي
الحالة :
رقم العضوية : 4050
تاريخ التسجيل : 24-07-2010
الجنسية : العراق
الجنـس : ذكر
المشاركات : 2,129
التقييم : 10
نبيٌ وعظمــــــــــــــــــــة
:عَظَمَةُ النبيِّ الأكرمِ مُحمَّدٍ , صلّى اللهُ عليه وآله وسلّم, تَكمنُ في أخلاقِه العظيمَةِ- وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ- :
لا بأسَ بالتحدّثِ عن جانبٍ مهمِّ جداً في عَظَمَةِ شخصية النبي الخاتم ,والتي وردَ وصفها في القُرآنِ الكريمِ ب((وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ))
ولم يُوصَف أحدٌ بهذا الوصفِ غير النبي ,صلى اللهُ عليه وآله وسلّم, وما أحوجنا إليها في هذا الوقتِ لنتجاوزَ الكثير من النزاعاتِ والأزماتِ وذلك من خلالِ التحلي بأخلاقِ النبي الأكرم,.
- مُقدّمَةٌ -: نُلاحظُ أنَّ الإسلامَ من خلالِ نصوصِ القرآن الكريم والأحاديثِ الشريفةِ اهتم اهتماماً بليغاً بالأخلاقِ الفاضلة ومكارمها العُليا , ونذكرُ هنا بعض الأسبابِ التي تؤدي لهذا الاهتمام والتأكيد وحتى نتحلّى بها على مستوى أنفسنا ومجتمعنا.
:: إننّا نجدُ أنَّ الأخلاقَ من خلالِ تتبعِ النصوص الشرعية قد جعلها اللهُ تعالى الميزانَ الأثقلَ للمؤمنِ يومَ القيامةِ حينما يتحلّى بها فعلاً وسلوكا , فوردَ عن النبي الكريم , أنّه قال( ما مِن شيءٍ أثقلُ في الميزانِ مِن خُلِق حَسن )
: بحارُ الأنوار, المَجلسي ,ج68 ,ص383.
: إنَّ الأخلاقَ الرفيعةَ هي مفتاحُ سعادةِ الفردِ والمجتمع وطريقُ دخوله للجنةِ , وعنه , صلى اللهُ عليه وآله وسلّم, ( أكثرُ ما تلجُ به أمتي الجنةَ تقوى الله وحُسن الخُلق) .
: الكافي , الكليني ,ج2,ص100.
, وإنَّ أيِّ أمةٍ لا تنهضُ بحضارتها إلاّ من خلالِ التحلي بالأخلاقِ الحميدةِ والفاضلةِ , فالأخلاقُ هي الأسلوبُ الأمثلُ في فتح القلوب المُغلقةِ والمًستعصيَةِ وكسبها للحقّ والهُدى ,
لذلك نلاحظَ هذا الأمرَ كثيراً في قصص النبي الأعظمِ تطبيقاً ونتاجاً كما وردَ في الرواياتِ ,
:.. وواقعاً إنَّ التحلي بالأخلاقِ الحميدةِ يُحوّلُ حالةَ العداوةِ بين الأشخاص أو الكياناتِ إلى حالةِ الصداقةِ والمَحبةِ والانسجامِ , وكما ذكر اللهُ تعالى:
((ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ))(34)فصلت.
- أهميةِ التعرفِ على مكارمِ الأخلاقِ عند النبي الأعظمِ وحقيقةُ احتياجنا إليها واقعاً-
:.. إنَّ السعادةَ والأمنَ والاستقرارَ في مجتمعنا يتوقفُ على التحلي بمكارمِ الأخلاقِ ,
وقد جمعها القرآنُ الكريمُ في آيةٍ واحدةٍ في قوله تعالى:
((خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ))(199)الأعراف.
ووردَ في تفسير ذلك ,( عن الإمام جعفر الصادق , عليه السلامُ- أنّه قال - :
أمر اللهُ نبيه بمكارمِ الأخلاقِ وليس في القرآنِ آيةٌ أجمعَ لمكارمِ الأخلاق منها .)
:زبدةُ البيان في أحكامِ القرآنِ , المُحققُ الأردبيلي ,ص439.
فمكارمُ الأخلاقِ في المرتبة الأعلى تتمثّلُ بهذه الآية الشريفةِ :1: خذ العفو :2: أمر بالمعروف :3: أعرض عن الجاهلين.
وهنا ينبغي بالمؤمنِ أن يتحكمَ بانفعالاته ويُكتمَ غيظه ويتجاوزَ عمن ظلمه وخصوصاً إذا ما كان يملكُ القدرةَ على الانتقامِ .
:.. إنَّ الذي ميّزَ النبيَ الأكرمَ عن غيره بمكارمِ الأخلاقِ والخُلقِ العظيمِ هو أنّها كانتْ عنده كمَلَكَةٍ راسخةٍ في نفسه الطاهرةِ والمقدسةِ من غير تكلّفٍ أو تصنعٍ بخلافِ غير فقد يتكلّفُ ويتصنعَ الأخلاقَ بحسبِ الظاهرِ .
::..وكذلك التواضعُ فهو الصفةُ الرفيعةُ التي امتازَ بها نبينا العظيم حيث جسدها واقعاً وسلوكا , إذ كانَ يجلسُ مع العبدِ والمملوك دون استنكافٍ في الطعامِ , ومع أنه أعظمُ إنسانٍ في الكونِ ولا توجدُ عنده دواعي للتكبرِ أو الترفعِ عن الناس .
:.. كانَ الأمرُ عنده طبيعياً , فلا يشعرُ بالفرق مع غيره , الناس عنده سواسية , يتواضعُ لهم ,
وفي الحديث ِالشريفِ ( ما تواضع أحدٌ إلاّ رفعه اللهُ )
____________________________________________
مَضمونُ خطبةِ الجُمعَةِ الأولى التي ألقاهَا سَماحةُ الشيخ عبد المَهدي الكربلائي,
دَامَ عِزّه, الوكيل الشرعي للمَرجعيّةِ الدّينيّةِ الشَريفةِ في الحَرَمِ الحُسَيني المُقدّس ,
اليوم ,السابع والعشرون من صَفَرِ ,1439 هجري, السابع عشر من تشرين الثاني ,2017 م .
________________________________________________
- تدوين – مُرْتَضَى عَلِي الحِلّي – النَجَفُ الأشْرَفُ –
- كَتَبْنَا بقَصدِ القُربَةِ للهِ تعالى , رَاجينَ القَبولَ والنَفعَ العَامَ -
_______________________________________________
********************
************
***
اللهم صل على محمّد وال محمّد
نعود والعبق محمدي نبوي للحبيب الهادي العظيم بكل تفاصيل أنواره الكريمة
فمباركٌ مبارك والف مبارك للأمة الاسلامية جمعاء بنور منقذها من الغمّة ومنجّيها من الطُغمة
لنبقى مع رحابه الطاهر واخلاقه العظيمة المباركة
التي تزودنا نوراً وحباً لاسلامنا الخالد
وإشراقة نور الشفيع الهادي بهذه الايام المشهودة
وهو الوجيه لله في خلقه والنذير المشفّع بهم
كل الشكر وجُل التقدير للاخ الفاضل الموالي (مرتضى علي الحلّي)
لتلخيصه المبارك ...
وسنلتمس من أنوار قلوبكم الموالية الكثير الكثير
فكونوا معنا

عضو ذهبي
الحالة :
رقم العضوية : 4050
تاريخ التسجيل : 24-07-2010
الجنسية : العراق
الجنـس : ذكر
المشاركات : 2,129
التقييم : 10
نبيٌ وعظمــــــــــــــــــــة
:عَظَمَةُ النبيِّ الأكرمِ مُحمَّدٍ , صلّى اللهُ عليه وآله وسلّم, تَكمنُ في أخلاقِه العظيمَةِ- وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ- :
لا بأسَ بالتحدّثِ عن جانبٍ مهمِّ جداً في عَظَمَةِ شخصية النبي الخاتم ,والتي وردَ وصفها في القُرآنِ الكريمِ ب((وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ))
ولم يُوصَف أحدٌ بهذا الوصفِ غير النبي ,صلى اللهُ عليه وآله وسلّم, وما أحوجنا إليها في هذا الوقتِ لنتجاوزَ الكثير من النزاعاتِ والأزماتِ وذلك من خلالِ التحلي بأخلاقِ النبي الأكرم,.
- مُقدّمَةٌ -: نُلاحظُ أنَّ الإسلامَ من خلالِ نصوصِ القرآن الكريم والأحاديثِ الشريفةِ اهتم اهتماماً بليغاً بالأخلاقِ الفاضلة ومكارمها العُليا , ونذكرُ هنا بعض الأسبابِ التي تؤدي لهذا الاهتمام والتأكيد وحتى نتحلّى بها على مستوى أنفسنا ومجتمعنا.
:: إننّا نجدُ أنَّ الأخلاقَ من خلالِ تتبعِ النصوص الشرعية قد جعلها اللهُ تعالى الميزانَ الأثقلَ للمؤمنِ يومَ القيامةِ حينما يتحلّى بها فعلاً وسلوكا , فوردَ عن النبي الكريم , أنّه قال( ما مِن شيءٍ أثقلُ في الميزانِ مِن خُلِق حَسن )
: بحارُ الأنوار, المَجلسي ,ج68 ,ص383.
: إنَّ الأخلاقَ الرفيعةَ هي مفتاحُ سعادةِ الفردِ والمجتمع وطريقُ دخوله للجنةِ , وعنه , صلى اللهُ عليه وآله وسلّم, ( أكثرُ ما تلجُ به أمتي الجنةَ تقوى الله وحُسن الخُلق) .
: الكافي , الكليني ,ج2,ص100.
, وإنَّ أيِّ أمةٍ لا تنهضُ بحضارتها إلاّ من خلالِ التحلي بالأخلاقِ الحميدةِ والفاضلةِ , فالأخلاقُ هي الأسلوبُ الأمثلُ في فتح القلوب المُغلقةِ والمًستعصيَةِ وكسبها للحقّ والهُدى ,
لذلك نلاحظَ هذا الأمرَ كثيراً في قصص النبي الأعظمِ تطبيقاً ونتاجاً كما وردَ في الرواياتِ ,
:.. وواقعاً إنَّ التحلي بالأخلاقِ الحميدةِ يُحوّلُ حالةَ العداوةِ بين الأشخاص أو الكياناتِ إلى حالةِ الصداقةِ والمَحبةِ والانسجامِ , وكما ذكر اللهُ تعالى:
((ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ))(34)فصلت.
- أهميةِ التعرفِ على مكارمِ الأخلاقِ عند النبي الأعظمِ وحقيقةُ احتياجنا إليها واقعاً-
:.. إنَّ السعادةَ والأمنَ والاستقرارَ في مجتمعنا يتوقفُ على التحلي بمكارمِ الأخلاقِ ,
وقد جمعها القرآنُ الكريمُ في آيةٍ واحدةٍ في قوله تعالى:
((خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ))(199)الأعراف.
ووردَ في تفسير ذلك ,( عن الإمام جعفر الصادق , عليه السلامُ- أنّه قال - :
أمر اللهُ نبيه بمكارمِ الأخلاقِ وليس في القرآنِ آيةٌ أجمعَ لمكارمِ الأخلاق منها .)
:زبدةُ البيان في أحكامِ القرآنِ , المُحققُ الأردبيلي ,ص439.
فمكارمُ الأخلاقِ في المرتبة الأعلى تتمثّلُ بهذه الآية الشريفةِ :1: خذ العفو :2: أمر بالمعروف :3: أعرض عن الجاهلين.
وهنا ينبغي بالمؤمنِ أن يتحكمَ بانفعالاته ويُكتمَ غيظه ويتجاوزَ عمن ظلمه وخصوصاً إذا ما كان يملكُ القدرةَ على الانتقامِ .
:.. إنَّ الذي ميّزَ النبيَ الأكرمَ عن غيره بمكارمِ الأخلاقِ والخُلقِ العظيمِ هو أنّها كانتْ عنده كمَلَكَةٍ راسخةٍ في نفسه الطاهرةِ والمقدسةِ من غير تكلّفٍ أو تصنعٍ بخلافِ غير فقد يتكلّفُ ويتصنعَ الأخلاقَ بحسبِ الظاهرِ .
::..وكذلك التواضعُ فهو الصفةُ الرفيعةُ التي امتازَ بها نبينا العظيم حيث جسدها واقعاً وسلوكا , إذ كانَ يجلسُ مع العبدِ والمملوك دون استنكافٍ في الطعامِ , ومع أنه أعظمُ إنسانٍ في الكونِ ولا توجدُ عنده دواعي للتكبرِ أو الترفعِ عن الناس .
:.. كانَ الأمرُ عنده طبيعياً , فلا يشعرُ بالفرق مع غيره , الناس عنده سواسية , يتواضعُ لهم ,
وفي الحديث ِالشريفِ ( ما تواضع أحدٌ إلاّ رفعه اللهُ )
____________________________________________
مَضمونُ خطبةِ الجُمعَةِ الأولى التي ألقاهَا سَماحةُ الشيخ عبد المَهدي الكربلائي,
دَامَ عِزّه, الوكيل الشرعي للمَرجعيّةِ الدّينيّةِ الشَريفةِ في الحَرَمِ الحُسَيني المُقدّس ,
اليوم ,السابع والعشرون من صَفَرِ ,1439 هجري, السابع عشر من تشرين الثاني ,2017 م .
________________________________________________
- تدوين – مُرْتَضَى عَلِي الحِلّي – النَجَفُ الأشْرَفُ –
- كَتَبْنَا بقَصدِ القُربَةِ للهِ تعالى , رَاجينَ القَبولَ والنَفعَ العَامَ -
_______________________________________________
********************
************
***
اللهم صل على محمّد وال محمّد
نعود والعبق محمدي نبوي للحبيب الهادي العظيم بكل تفاصيل أنواره الكريمة
فمباركٌ مبارك والف مبارك للأمة الاسلامية جمعاء بنور منقذها من الغمّة ومنجّيها من الطُغمة
لنبقى مع رحابه الطاهر واخلاقه العظيمة المباركة
التي تزودنا نوراً وحباً لاسلامنا الخالد
وإشراقة نور الشفيع الهادي بهذه الايام المشهودة
وهو الوجيه لله في خلقه والنذير المشفّع بهم
كل الشكر وجُل التقدير للاخ الفاضل الموالي (مرتضى علي الحلّي)
لتلخيصه المبارك ...
وسنلتمس من أنوار قلوبكم الموالية الكثير الكثير
فكونوا معنا
تعليق