تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
قد لا تقتصر أهمية الموضوع على مجرد بيان اصطلاح او التعرف على بعض مقامات الأنبياء بقدر أهميته منهجياً كمقدمة لبعض مباحث النبوة، لذا فضلنا ذكر بيان المحقق المدقق الطباطبائي في بيان الفرق بين المقامين، حيث قال: الله سبحانه بعد ما ذكر هذه الحقيقة و هي وصف إرشاد الناس بالوحي في كلامه كثيرا عبر عن رجالها بتعبيرين مختلفين فيه تقسيمهم إلى قسمين أو كالتقسيم: و هما الرسول و النبي، قال تعالى: "و جيء بالنبيين و الشهداء:" الزمر - 69، و قال تعالى: "يوم يجمع الله الرسل ما ذا أجبتم:" المائدة - 109، و معنى الرسول حامل الرسالة، و معنى النبي حامل النبإ، فللرسول شرف الوساطة بين الله سبحانه و بين خلقه و للنبي شرف العلم بالله و بما عنده.
فهما مقامان ينالهما السائر في طريق الله، وقد يجتمعا في شخص واحد كما في قوله تعالى: "و اذكر في الكتاب موسى إنه كان مخلصا و كان رسولا نبيا:" مريم - 51، و كذا قوله تعالى: "وما أرسلنا من قبلك من رسول و لا نبي:" الحج - 51، و كذا قوله تعالى: "و لكن رسول الله و خاتم النبيين:" الأحزاب - 40، و كذا في قوله تعالى: "فبعث الله النبيين مبشرين و منذرين" إلى غير ذلك من الآيات التي يعطي ظاهرها أن كل مبعوث من الله بالإرسال إلى الناس نبي، فالنبي و الرسول كليهما مرسلان إلى الناس، غير أن النبي بعث لينبىء الناس بما عنده من نبإ الغيب لكونه خبيرا بما عند الله، و الرسول هو المرسل برسالة خاصة زائدة على أصل نبإ النبوة كما يشعر به أمثال قوله تعالى: "و لكل أمة رسول فإذا جاء رسولهم قضي بينهم بالحق:" يونس - 47، و قوله تعالى: "و ما كنا معذبين حتى نبعث رسولا:" الإسراء - 15، و على هذا فالنبي هو الذي يبين للناس صلاح معاشهم و معادهم من أصول الدين و فروعه على ما اقتضته عناية الله من هداية الناس إلى سعادتهم، و الرسول هو الحامل لرسالة خاصة مشتملة على إتمام حجة يستتبع مخالفته هلاكه أو عذابا أو نحو ذلك قال تعالى: "لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل:" النساء - 165، و لا يظهر من كلامه تعالى في الفرق بينهما أزيد مما يفيده لفظاهما بحسب المفهوم، و لازمه هو الذي أشرنا إليه من أن للرسول شرف الوساطة بين الله تعالى و بين عباده و للنبي شرف العلم بالله و بما عنده، وقد اشار أئمة أهل البيت " (عليهم السلام)" الى جهة افتراق اخرى
اما ما ذهب اليه البعض من ان النبي ما كان له علم من الله لكنه لم يرسل بخلاف الرسول غير تام والآيات تدل على خلافهما.
تعليق