بسم الله الرحمن الرحيم
والبرهمية من مذاهب الوثنية المتأصلة، ولعلها أقدمها بين الناس فإن المدنية الهندية من أقدم المدنيات الإنسانية لا يضبط بدء تاريخي لها على التحقيق، ولا يضبط بدء تاريخي لوثنية الهند غير أن بعض المؤرخين كالمسعودي وغيره ذكروا أن برهمن اسم أول ملوك الهند الذي عمر بلادها وأسس قواعد المدنية فيها وبسط العدل بين أهلها.
ولعل البرهمية نشأت بعده باسمه فكثيرا ما كانت الأمم الماضية يعبدون ملوكهم والأعاظم من أقوامهم لاعتقادهم أنهم ذوو سلطة غيبية وأن اللاهوت ظهر فيهم نوع ظهور، ويؤيده بعض التأييد أن الظاهر من "ويدا" وهو كتابهم المقدس أنه مجموع من رسائل ومقالات شتى ألف كل شطر منها بعض رجال الدين في أزمنة مختلفة ورثوها من بعدهم فجمعت وألفت كتابا يشير إلى دين ذي نظام وقد صرح به علماء سانسكريت ولازم ذلك أن يكون البرهمية كغيرها من مذاهب الوثنية مبتدئة من أفكار عامية غير قيمة، متطورة في مراحل التكامل حتى بلغت حظها من الكمال.
ذكر البستاني في دائرة المعارف ما ملخصه: برهم بفتحتين فسكون او بفتح الباء والهاء وسكون الراء هو المعبود الاول والأكبر عند الهنود وهو عندهم أصل كل الموجودات واحد غير متغير وغير مدرك أزلي مطلق سابق كل مخلوق خلق العالم كله بمجرد ما أراد دفعة واحدة بقوله: اوم أي كن.
وحكاية برهم تشبه من كل وجه حكاية "اىبوذة" فليس الفرق إلا في الاسم والصفات وكثيرا ما يجعلون نفس برهم اسما للأقانيم الثلاثة المؤلف منها ثالوث الهنود، وهي: "برهما ووشنو وسيوا" ويقال لعبدة برهم: البرهميون او البراهمة.
وأما برهما فهو نفس برهم معبود الهنود بعد أن شرع في أعماله بدليل زيادة الألف في آخره وهو من اصطلاحاتهم وهو الأقنوم الاول من الثالوث الهندي أي إن برهم ينبثق في نفسه في ثلاثة أقانيم كل مرة في أقنوم فالأقنوم الاول الذي يظهر به اول مرة هو برهما، والثاني وشنو، والثالث سيوا.
فلما انبثق برهما لبث مدة طويلة جالسا على سدرة تسمى بالهندية "كمالا" وبالسنسكريتية بدما، وكان ينظر من كل جهة، وكان له أربعة رءوس بثماني أعين فلم ير إلا فضاء واسعا مظلما مملوء ماء فارتاع لذلك ولم يقدر أن يدرك سر أصله فلبث ساكتا أبكم غارقا في التأملات.
فمضت على ذلك أجيال وإذا بصوت قد طرق أذنيه بغتة ونبهه من سباته وأشار عليه أن يفزع إلى "باغادان" وهو لقب برهم فظهر برهم بصورة رجل له ألف رأس فسجد له برهما وجعل يسبحه فانشرح صدر باغادان وأبدع النور وكشف الظلمات، وأظهر لعبده حالة كينونته والكائنات بصور جراثيم متخدرة وأعطاه القوة لإخراجها من هذا الخمول.
فبقي برهما يتأمل في ذلك مائة سنة إلهية وهي عبارة عن ستة وثلاثين ألف سنة شمسية ثم ابتدأ بالعمل فأبدع اولاً سبع السماوات المسماة عندهم "سورغة" وأنارها بالأجرام المسماة "ديقانة" ثم أبدع "مريثلوكا" أي مقر الموت ثم الأرض وقمرها، ثم المساكن السبعة السفلى المسماة بتالة، وأنارها بثمانية جواهر موضوعة على رءوس ثماني حيات.
فالسماوات السبع والمساكن السفلى السبعة هي العوالم الأربعة عشر في الميثولوجيا الهندية.
ثم خلق الأزواج السبعة لكي تعينه في أعماله فامتنع من مساعدته عشرة منها وهي "موني" والريشة التسعة التي منها "ناريدا او نوردام" واقتصرت على التأملات الدنيوية فتزوج حينئذ أخته "ساراسواتي" وأولدها مائة ولد، وكان البكر اسمه "دكشا" فولد لدكشا خمسون بنتا فتزوجت ثلاث عشرة منهن "كاسيابا" الذي يسمونه أحيانا برهمان الاول، وهو الذي ولد لبرهما ولدا يسمى مارتشي".
وولدت إحدى البنات المذكورات واسمها "أديتي" الأرواح المنيرة المسماة "ديقانة" وهي التي تفعل الخير وتسكن السماوات، وأما أختها "ديتي" فولدت جمهورا غفيرا من الأرواح الشريرة المسماة "داتينة" او "أسورة" وهي سكان الظلام وفاعلة كل شر في العالم.
وكانت الأرض إلى ذلك الوقت خالية من السكان فقال بعضهم: إن برهما أخرج من نفسه "مانوسويامبوقا" الذي يقول الآخرون: إنه سابق له وإنه نفس برهم المعبود الواحد ثم إن برهما زوجه "ساتاروبا" وقال لهما أن يكثرا وينميا.
وقال آخرون: إن برهما ولد أربعة أولاد وهم برهمان وكشتريا وقايسيا وسودارا، فالأول خرج من فمه، والثاني من ذراعه اليمنى، والثالث من فخذه اليمنى والرابع من رجله اليمنى فكانوا أربع أرومات لأربع فرق أصلية.
وتزوج الثلاثة الأخيرون بثلاث نساء منه أيضا خرجت واحدة من ذراعه اليمنى والثانية من فخذه اليسرى، والثالثة من رجله اليسرى، وسمين باسم بعولتهن بزيادة علامة التأنيث وهي "نى"، وتزوج برهمان أيضا زوجة من أبيه، ولكن كانت من نسل الأسورة الشريرة، فهذا ما في الفيداس عن كيفية خلق العالم.
ثم إن برهما بعد أن كان الإله الخالق القدير سقط عن رتبة وشنو الأقنوم الثاني وسيوا الأقنوم الثالث وذلك أنه انتفخ بالكبرياء والعجب، وظن نفسه نظير العلي فسقط في ناراك أي الجحيم، ولم ينل العفو إلا بشرط أن يتجسد مرة في كل من الأجيال الأربعة، فتجسد او ل مرة بصورة غراب شاعر اسمه "كاكابوسندا" وفي الثانية بصورة "بارباقلميكي" فكان أولاً لصاً ثم رجلاً عبوساً رزيناً نادماً ثم ترجماناً مشهوراً للفيداس ومؤلفاً للراميانا، وفي المرة الثالثة بصورة "قياسا" وهو شاعر ومؤلف "المهابارانا" والبغاقة وعدة بورانات، وفي المرة الرابعة وهو العصر الحالي المسمى "كالييوغ" بصورة "كاليداسا" الشاعر التشخيصي العظيم ومؤلف "ساكنتالا" ومنقح مؤلفات "قلميكي".
ثم إن برهما ظهر في ثلاث أحوال ففي، الحال الاولى كان الواحد الصمد والكل الأعظم العلي، وفي الحال الثانية ظهر منبثقا من الاول أي شارعاً في العمل وفي الحال الثالثة ظهر متجسدا بصورة إنسان وحكيم.
وليس لبرهما عبادة عامة في الهند، وله هناك هيكل واحد فقط غير أن البراهمة يجعلونه موضوع عبادتهم، ويدعونه مساء وصباحا، وهم يرمون الماء ثلاث مرات براحة أيديهم على الأرض ونحو الشمس، ويجددون له عبادتهم وقت الظهر بتقديمهم له زهرة، وفي تقديس النار يقدمون له سمناً مصفى كما يقدمون لإله النار، وهذا التقديس أهم وأقدس من كل ما سواه.
واسمه هوم او هوما ورغيب.
ويمثل برهما بصورة رجل ذي لحية طويلة بإحدى يديه سلسلة الكائنات وبالأخرى الإناء الذي فيه ماء الحياة السماوي راكبا الهمسا وهو الطير الإلهي الذي يشبه اللقلق والنسر.
وأما برهمان فهو ابن برهما البكر أخرجه من فيه كما تقدم، وجعل نصيبه أربعة الكتب المقدسة المسماة "فيداس" كناية عن الكلمات الأربع التي نطق بها بأفواهه الأربعة.
فلما أراد برهمان أن يتزوج نظير إخوته قال له برهما: إنك ولدت للدرس والصلاة فيجب أن تبتعد عن العلاقات الجسدية فلم يقتنع برهمان بقول أبيه فغضب برهما وزوجه بواحدة من جنيات الشر المسماة أسورة، ومن هذا ولد البراهمة وهم الكهنة المقدسون الذين خصوا بتفسير الفيداس، وكانوا يتولون أمر كل التقدمات التي يقدمها الهنود للآلهة.
وولد كشتريا صنف الحربيين من البراهمة، وقايسيا صنف أهل الزراعة منهم، وسودرا صنف العبيد، فالبراهمة أربعة أصناف، انتهى ملخصاً من دائرة المعارف للبستاني.
وذكر غيره أن البرهمية منقسمة إلى طبقات أربع هم البراهمة علماء المذهب والحربيون والزراع والتجار، ولا يعبأ بغيرهم كالنساء والعبيد.
والمذاهب الوثنية الهندية وكان الصابئين مثلهم أيضا مطبقون على القول بالتناسخ وهو أن العوالم غير متناهية من ناحيتي الأزل والأبد ولكل منها حظا من البقاء مؤجلا فإذا انقضى أمد بقائه بطلت صورته وتولد منه عالم آخر يعيش فيموت فيحدث ثالث وهكذا، والنفوس الإنسانية المتعلقة بالأبدان لا تموت بموت أبدانها بل موت أبدانها مبدأ حياة جديدة لها فإنها تتعلق بأبدان أخر تعيش فيها عيشة سعيدة إن كسبت في بدنها السابق فضائل نفسانية وعملت عملا صالحا، وعيشة شقية إن تلبست بالرذائل واقترفت السيئات إلا الكاملون في معرفة البرهم الله سبحانه فإنهم أحياء بحياة الأبد آمنون من التولد الثاني خارجون عن سلطان التناسخ.
والبرهمية من مذاهب الوثنية المتأصلة، ولعلها أقدمها بين الناس فإن المدنية الهندية من أقدم المدنيات الإنسانية لا يضبط بدء تاريخي لها على التحقيق، ولا يضبط بدء تاريخي لوثنية الهند غير أن بعض المؤرخين كالمسعودي وغيره ذكروا أن برهمن اسم أول ملوك الهند الذي عمر بلادها وأسس قواعد المدنية فيها وبسط العدل بين أهلها.
ولعل البرهمية نشأت بعده باسمه فكثيرا ما كانت الأمم الماضية يعبدون ملوكهم والأعاظم من أقوامهم لاعتقادهم أنهم ذوو سلطة غيبية وأن اللاهوت ظهر فيهم نوع ظهور، ويؤيده بعض التأييد أن الظاهر من "ويدا" وهو كتابهم المقدس أنه مجموع من رسائل ومقالات شتى ألف كل شطر منها بعض رجال الدين في أزمنة مختلفة ورثوها من بعدهم فجمعت وألفت كتابا يشير إلى دين ذي نظام وقد صرح به علماء سانسكريت ولازم ذلك أن يكون البرهمية كغيرها من مذاهب الوثنية مبتدئة من أفكار عامية غير قيمة، متطورة في مراحل التكامل حتى بلغت حظها من الكمال.
ذكر البستاني في دائرة المعارف ما ملخصه: برهم بفتحتين فسكون او بفتح الباء والهاء وسكون الراء هو المعبود الاول والأكبر عند الهنود وهو عندهم أصل كل الموجودات واحد غير متغير وغير مدرك أزلي مطلق سابق كل مخلوق خلق العالم كله بمجرد ما أراد دفعة واحدة بقوله: اوم أي كن.
وحكاية برهم تشبه من كل وجه حكاية "اىبوذة" فليس الفرق إلا في الاسم والصفات وكثيرا ما يجعلون نفس برهم اسما للأقانيم الثلاثة المؤلف منها ثالوث الهنود، وهي: "برهما ووشنو وسيوا" ويقال لعبدة برهم: البرهميون او البراهمة.
وأما برهما فهو نفس برهم معبود الهنود بعد أن شرع في أعماله بدليل زيادة الألف في آخره وهو من اصطلاحاتهم وهو الأقنوم الاول من الثالوث الهندي أي إن برهم ينبثق في نفسه في ثلاثة أقانيم كل مرة في أقنوم فالأقنوم الاول الذي يظهر به اول مرة هو برهما، والثاني وشنو، والثالث سيوا.
فلما انبثق برهما لبث مدة طويلة جالسا على سدرة تسمى بالهندية "كمالا" وبالسنسكريتية بدما، وكان ينظر من كل جهة، وكان له أربعة رءوس بثماني أعين فلم ير إلا فضاء واسعا مظلما مملوء ماء فارتاع لذلك ولم يقدر أن يدرك سر أصله فلبث ساكتا أبكم غارقا في التأملات.
فمضت على ذلك أجيال وإذا بصوت قد طرق أذنيه بغتة ونبهه من سباته وأشار عليه أن يفزع إلى "باغادان" وهو لقب برهم فظهر برهم بصورة رجل له ألف رأس فسجد له برهما وجعل يسبحه فانشرح صدر باغادان وأبدع النور وكشف الظلمات، وأظهر لعبده حالة كينونته والكائنات بصور جراثيم متخدرة وأعطاه القوة لإخراجها من هذا الخمول.
فبقي برهما يتأمل في ذلك مائة سنة إلهية وهي عبارة عن ستة وثلاثين ألف سنة شمسية ثم ابتدأ بالعمل فأبدع اولاً سبع السماوات المسماة عندهم "سورغة" وأنارها بالأجرام المسماة "ديقانة" ثم أبدع "مريثلوكا" أي مقر الموت ثم الأرض وقمرها، ثم المساكن السبعة السفلى المسماة بتالة، وأنارها بثمانية جواهر موضوعة على رءوس ثماني حيات.
فالسماوات السبع والمساكن السفلى السبعة هي العوالم الأربعة عشر في الميثولوجيا الهندية.
ثم خلق الأزواج السبعة لكي تعينه في أعماله فامتنع من مساعدته عشرة منها وهي "موني" والريشة التسعة التي منها "ناريدا او نوردام" واقتصرت على التأملات الدنيوية فتزوج حينئذ أخته "ساراسواتي" وأولدها مائة ولد، وكان البكر اسمه "دكشا" فولد لدكشا خمسون بنتا فتزوجت ثلاث عشرة منهن "كاسيابا" الذي يسمونه أحيانا برهمان الاول، وهو الذي ولد لبرهما ولدا يسمى مارتشي".
وولدت إحدى البنات المذكورات واسمها "أديتي" الأرواح المنيرة المسماة "ديقانة" وهي التي تفعل الخير وتسكن السماوات، وأما أختها "ديتي" فولدت جمهورا غفيرا من الأرواح الشريرة المسماة "داتينة" او "أسورة" وهي سكان الظلام وفاعلة كل شر في العالم.
وكانت الأرض إلى ذلك الوقت خالية من السكان فقال بعضهم: إن برهما أخرج من نفسه "مانوسويامبوقا" الذي يقول الآخرون: إنه سابق له وإنه نفس برهم المعبود الواحد ثم إن برهما زوجه "ساتاروبا" وقال لهما أن يكثرا وينميا.
وقال آخرون: إن برهما ولد أربعة أولاد وهم برهمان وكشتريا وقايسيا وسودارا، فالأول خرج من فمه، والثاني من ذراعه اليمنى، والثالث من فخذه اليمنى والرابع من رجله اليمنى فكانوا أربع أرومات لأربع فرق أصلية.
وتزوج الثلاثة الأخيرون بثلاث نساء منه أيضا خرجت واحدة من ذراعه اليمنى والثانية من فخذه اليسرى، والثالثة من رجله اليسرى، وسمين باسم بعولتهن بزيادة علامة التأنيث وهي "نى"، وتزوج برهمان أيضا زوجة من أبيه، ولكن كانت من نسل الأسورة الشريرة، فهذا ما في الفيداس عن كيفية خلق العالم.
ثم إن برهما بعد أن كان الإله الخالق القدير سقط عن رتبة وشنو الأقنوم الثاني وسيوا الأقنوم الثالث وذلك أنه انتفخ بالكبرياء والعجب، وظن نفسه نظير العلي فسقط في ناراك أي الجحيم، ولم ينل العفو إلا بشرط أن يتجسد مرة في كل من الأجيال الأربعة، فتجسد او ل مرة بصورة غراب شاعر اسمه "كاكابوسندا" وفي الثانية بصورة "بارباقلميكي" فكان أولاً لصاً ثم رجلاً عبوساً رزيناً نادماً ثم ترجماناً مشهوراً للفيداس ومؤلفاً للراميانا، وفي المرة الثالثة بصورة "قياسا" وهو شاعر ومؤلف "المهابارانا" والبغاقة وعدة بورانات، وفي المرة الرابعة وهو العصر الحالي المسمى "كالييوغ" بصورة "كاليداسا" الشاعر التشخيصي العظيم ومؤلف "ساكنتالا" ومنقح مؤلفات "قلميكي".
ثم إن برهما ظهر في ثلاث أحوال ففي، الحال الاولى كان الواحد الصمد والكل الأعظم العلي، وفي الحال الثانية ظهر منبثقا من الاول أي شارعاً في العمل وفي الحال الثالثة ظهر متجسدا بصورة إنسان وحكيم.
وليس لبرهما عبادة عامة في الهند، وله هناك هيكل واحد فقط غير أن البراهمة يجعلونه موضوع عبادتهم، ويدعونه مساء وصباحا، وهم يرمون الماء ثلاث مرات براحة أيديهم على الأرض ونحو الشمس، ويجددون له عبادتهم وقت الظهر بتقديمهم له زهرة، وفي تقديس النار يقدمون له سمناً مصفى كما يقدمون لإله النار، وهذا التقديس أهم وأقدس من كل ما سواه.
واسمه هوم او هوما ورغيب.
ويمثل برهما بصورة رجل ذي لحية طويلة بإحدى يديه سلسلة الكائنات وبالأخرى الإناء الذي فيه ماء الحياة السماوي راكبا الهمسا وهو الطير الإلهي الذي يشبه اللقلق والنسر.
وأما برهمان فهو ابن برهما البكر أخرجه من فيه كما تقدم، وجعل نصيبه أربعة الكتب المقدسة المسماة "فيداس" كناية عن الكلمات الأربع التي نطق بها بأفواهه الأربعة.
فلما أراد برهمان أن يتزوج نظير إخوته قال له برهما: إنك ولدت للدرس والصلاة فيجب أن تبتعد عن العلاقات الجسدية فلم يقتنع برهمان بقول أبيه فغضب برهما وزوجه بواحدة من جنيات الشر المسماة أسورة، ومن هذا ولد البراهمة وهم الكهنة المقدسون الذين خصوا بتفسير الفيداس، وكانوا يتولون أمر كل التقدمات التي يقدمها الهنود للآلهة.
وولد كشتريا صنف الحربيين من البراهمة، وقايسيا صنف أهل الزراعة منهم، وسودرا صنف العبيد، فالبراهمة أربعة أصناف، انتهى ملخصاً من دائرة المعارف للبستاني.
وذكر غيره أن البرهمية منقسمة إلى طبقات أربع هم البراهمة علماء المذهب والحربيون والزراع والتجار، ولا يعبأ بغيرهم كالنساء والعبيد.
والمذاهب الوثنية الهندية وكان الصابئين مثلهم أيضا مطبقون على القول بالتناسخ وهو أن العوالم غير متناهية من ناحيتي الأزل والأبد ولكل منها حظا من البقاء مؤجلا فإذا انقضى أمد بقائه بطلت صورته وتولد منه عالم آخر يعيش فيموت فيحدث ثالث وهكذا، والنفوس الإنسانية المتعلقة بالأبدان لا تموت بموت أبدانها بل موت أبدانها مبدأ حياة جديدة لها فإنها تتعلق بأبدان أخر تعيش فيها عيشة سعيدة إن كسبت في بدنها السابق فضائل نفسانية وعملت عملا صالحا، وعيشة شقية إن تلبست بالرذائل واقترفت السيئات إلا الكاملون في معرفة البرهم الله سبحانه فإنهم أحياء بحياة الأبد آمنون من التولد الثاني خارجون عن سلطان التناسخ.
تعليق