: أم سلمة ليست من أهل البيت (عليهم السلام)
إخواني، أهل السُنّة يستدلون بهذا الحديث على دخول (أم سلمة) رضوان الله تعالى عليها تحت الكساء.. الرجاء من سيادتكم التكرم بتوضيح الرد على ذلك بالأدلّة، وفقكم الله تعالى:
أحمد بن حنبل في (المسند 6/298) ح/ حدّثنا أبو النضر هاشم بن القاسم, ثنا عبد الحميد يعني ابن بهرام، قال: حدّثني شهر بن حوشب, قال: سمعت أُمّ سلمة زوج النبيّ حين جاء نعي الحسين بن عليّ(عليه السلام) لعنت أهل العراق، فقالت: قتلوه قتلهم الله، عزوه وذلوه لعنهم الله, فإنّي رأيت رسول الله جاءته فاطمة الزهراء غدية ببرمة, قد صنعت له فيها عصيدة تحمله في طبق لها حتى وضعتها بين يديه، فقال لها: (أين ابن عمك؟)، قالت: هو في البيت: قال: (فاذهبي فأدعيه وأتني بابنيه)، قالت: فجاءت تقود ابنيها كلّ واحد منهما بيد وعليّ يمشي في أثرهما, حتى دخلوا على رسول الله فأجلسهما في حجره وجلس عليّ عن يمينه وجلست فاطمة عن يساره، قالت أُمّ سلمة: فاجتبذ من تحتي كساء خيبرياً كان بساطاً لنا على المنامة في المدينة, فلفه النبيّ عليهم جميعاً، فأخذ بشماله طرفي الكساء وألوى بيده اليمني إلى ربّه عزّ وجلّ، قال: (اللّهمّ أهلي أذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً، اللّهمّ أهل بيتي أذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً، اللّهمّ أهل بيتي أذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً)، قلت: يا رسول الله! ألست من أهلك؟ قال: (بلى, فادخلي في الكساء, قالت: فدخلت في الكساء بعد ما قضى دعاه لابن عمه عليّ(عليه السلام) وابنيه وابنته فاطمة الزهراء رضي الله عنهم.
الجواب:
يمكن رد هذه الرواية من عدة جهات:
1- إنّ الرواية في كتب السُنّة ولا يمكن الاحتجاج بها علينا.
2- إنّ هذه الرواية معارضة بروايات متعددة صحيحة تحصر أصحاب الكساء بالخمسة، بل يُصرح في بعضها أنّ أُمّ سلمة ليست من أهل البيت.
3- الرواية توضح في آخرها أنّ أُمّ سلمة لم يشملها الدعاء بالتطهير, معنى ذلك أنّ خصوصية الخمسة وشمولهم بالتطهير - أي بالعصمة - تختلف عن أُمّ سلمة، التي هي إن كانت من أهل النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) فذلك وفق المعنى اللغوي لكلمة أهل، بخلاف الخمسة الذين دخلوا في أهل البيت الذين لهم خصوصية العصمة, فالرواية لا تدخل أُمّ سلمة في أهل البيت بل تدخلها في أهل النبيّ, وهناك فرق بينهما.
4- إنّ الحديث من جهة السند لا يصح الاحتجاج به, فشهر بن حوشب، قال عنه أبو حاتم: لا يحتج به, وقال عنه ابن عون: انّ شهراً تركوه, وقال النسائي وابن عدي: ليس بالقوي, وقال ابن عدي: شهر ممّن لا يحتج به ولا يتدين بحديثه, وسأل ابن عون عن شهر فقال: ما يصنع بشهر انّ شعبة قد ترك شهراً، وسأل شعبة عن عبد الحميد بن بهرام فقال: صدوق, إلاّ أنّه يحدث عن شهر, وقال عنه ابن حجر: كثير الإرسال والأوهام، فلعل هذه الرواية من أوهامه، خصوصاً إذا عرفنا أنّه خالف بها الثقات ممّن قال بأنّ أُمّ سلمة ليست من أهل البيت.
5- الرواية رويت عن شهر بطرق أُخر صحيحة أخرجت أُمّ سلمة من أهل البيت, فعن بلال بن مرداس عن شهر بن حوشب عن أُمّ سلمة: ((... ألست من أهل البيت؟ قال: (إنّك على خير وإلى خير))), وعن زبيد عن شهر، عن أُمّ سلمة مثل ذلك: ((قالت: أنا منهم, قال: (إنّك على خير) ))(1), وقال الترمذي عن هذا الحديث: ((هذا الحديث حسن صحيح وهو أحسن شيء روي في هذا الباب))(2), وأصرح من هذين ما روي عن علي بن زيد، عن شهر، عن أُمّ سلمة، حيث قالت: ((فرفعت الكساء لأدخل معهم فجذبه من يدي، وقال: (إنّك على خير) ))(3)، ومثله ما روي عن عقبة عن شهر، عن أُمّ سلمة, حيث قالت: ((فرفعت الكساء لأدخل معهم فجذبه رسول الله(صلّى الله عليه وسلّم) من يدي, وقال: (إنّك على خير) ))(4), ويقرب منه ما رواه حبيب بن أبي ثابت، عن شهر، عن أُمّ سلمة, حيث قالت: ((فجئت أدخل معهم، فقال: (مكانّك.. إنّك على خير) ))(5).
فبعد هذا كيف يمكن الاحتجاج بتلك الرواية عن شهر وقد روى عنه العدّة خلافها؟!
(1) تأريخ مدينة دمشق 14: 142 الحسن بن عليّ بن أبي طالب، مسند أحمد 6: 304 حديث أُمّ سلمة زوج النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم).
(2) سنن الترمذي 5: 360 ما جاء في فضل فاطمة (رض).
(3) مسند أحمد 6: 323 حديث أُمّ سلمة زوج النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم).
(4) مسند أبي يعلي 12: 344 الحديث (6912).
(5) الذرية الطاهرة للدولابي: 150 الحديث (192) سند حديث فاطمة(عليها السلام).
إخواني، أهل السُنّة يستدلون بهذا الحديث على دخول (أم سلمة) رضوان الله تعالى عليها تحت الكساء.. الرجاء من سيادتكم التكرم بتوضيح الرد على ذلك بالأدلّة، وفقكم الله تعالى:
أحمد بن حنبل في (المسند 6/298) ح/ حدّثنا أبو النضر هاشم بن القاسم, ثنا عبد الحميد يعني ابن بهرام، قال: حدّثني شهر بن حوشب, قال: سمعت أُمّ سلمة زوج النبيّ حين جاء نعي الحسين بن عليّ(عليه السلام) لعنت أهل العراق، فقالت: قتلوه قتلهم الله، عزوه وذلوه لعنهم الله, فإنّي رأيت رسول الله جاءته فاطمة الزهراء غدية ببرمة, قد صنعت له فيها عصيدة تحمله في طبق لها حتى وضعتها بين يديه، فقال لها: (أين ابن عمك؟)، قالت: هو في البيت: قال: (فاذهبي فأدعيه وأتني بابنيه)، قالت: فجاءت تقود ابنيها كلّ واحد منهما بيد وعليّ يمشي في أثرهما, حتى دخلوا على رسول الله فأجلسهما في حجره وجلس عليّ عن يمينه وجلست فاطمة عن يساره، قالت أُمّ سلمة: فاجتبذ من تحتي كساء خيبرياً كان بساطاً لنا على المنامة في المدينة, فلفه النبيّ عليهم جميعاً، فأخذ بشماله طرفي الكساء وألوى بيده اليمني إلى ربّه عزّ وجلّ، قال: (اللّهمّ أهلي أذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً، اللّهمّ أهل بيتي أذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً، اللّهمّ أهل بيتي أذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً)، قلت: يا رسول الله! ألست من أهلك؟ قال: (بلى, فادخلي في الكساء, قالت: فدخلت في الكساء بعد ما قضى دعاه لابن عمه عليّ(عليه السلام) وابنيه وابنته فاطمة الزهراء رضي الله عنهم.
الجواب:
يمكن رد هذه الرواية من عدة جهات:
1- إنّ الرواية في كتب السُنّة ولا يمكن الاحتجاج بها علينا.
2- إنّ هذه الرواية معارضة بروايات متعددة صحيحة تحصر أصحاب الكساء بالخمسة، بل يُصرح في بعضها أنّ أُمّ سلمة ليست من أهل البيت.
3- الرواية توضح في آخرها أنّ أُمّ سلمة لم يشملها الدعاء بالتطهير, معنى ذلك أنّ خصوصية الخمسة وشمولهم بالتطهير - أي بالعصمة - تختلف عن أُمّ سلمة، التي هي إن كانت من أهل النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) فذلك وفق المعنى اللغوي لكلمة أهل، بخلاف الخمسة الذين دخلوا في أهل البيت الذين لهم خصوصية العصمة, فالرواية لا تدخل أُمّ سلمة في أهل البيت بل تدخلها في أهل النبيّ, وهناك فرق بينهما.
4- إنّ الحديث من جهة السند لا يصح الاحتجاج به, فشهر بن حوشب، قال عنه أبو حاتم: لا يحتج به, وقال عنه ابن عون: انّ شهراً تركوه, وقال النسائي وابن عدي: ليس بالقوي, وقال ابن عدي: شهر ممّن لا يحتج به ولا يتدين بحديثه, وسأل ابن عون عن شهر فقال: ما يصنع بشهر انّ شعبة قد ترك شهراً، وسأل شعبة عن عبد الحميد بن بهرام فقال: صدوق, إلاّ أنّه يحدث عن شهر, وقال عنه ابن حجر: كثير الإرسال والأوهام، فلعل هذه الرواية من أوهامه، خصوصاً إذا عرفنا أنّه خالف بها الثقات ممّن قال بأنّ أُمّ سلمة ليست من أهل البيت.
5- الرواية رويت عن شهر بطرق أُخر صحيحة أخرجت أُمّ سلمة من أهل البيت, فعن بلال بن مرداس عن شهر بن حوشب عن أُمّ سلمة: ((... ألست من أهل البيت؟ قال: (إنّك على خير وإلى خير))), وعن زبيد عن شهر، عن أُمّ سلمة مثل ذلك: ((قالت: أنا منهم, قال: (إنّك على خير) ))(1), وقال الترمذي عن هذا الحديث: ((هذا الحديث حسن صحيح وهو أحسن شيء روي في هذا الباب))(2), وأصرح من هذين ما روي عن علي بن زيد، عن شهر، عن أُمّ سلمة، حيث قالت: ((فرفعت الكساء لأدخل معهم فجذبه من يدي، وقال: (إنّك على خير) ))(3)، ومثله ما روي عن عقبة عن شهر، عن أُمّ سلمة, حيث قالت: ((فرفعت الكساء لأدخل معهم فجذبه رسول الله(صلّى الله عليه وسلّم) من يدي, وقال: (إنّك على خير) ))(4), ويقرب منه ما رواه حبيب بن أبي ثابت، عن شهر، عن أُمّ سلمة, حيث قالت: ((فجئت أدخل معهم، فقال: (مكانّك.. إنّك على خير) ))(5).
فبعد هذا كيف يمكن الاحتجاج بتلك الرواية عن شهر وقد روى عنه العدّة خلافها؟!
(1) تأريخ مدينة دمشق 14: 142 الحسن بن عليّ بن أبي طالب، مسند أحمد 6: 304 حديث أُمّ سلمة زوج النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم).
(2) سنن الترمذي 5: 360 ما جاء في فضل فاطمة (رض).
(3) مسند أحمد 6: 323 حديث أُمّ سلمة زوج النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم).
(4) مسند أبي يعلي 12: 344 الحديث (6912).
(5) الذرية الطاهرة للدولابي: 150 الحديث (192) سند حديث فاطمة(عليها السلام).
تعليق