بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
جرّدت قريش المهاجرين من جميع ما يملكون، فاستقبلتهم مدرسة الرسول محمد (صلى الله عليه وآله وسلّم) التي زرعها في النفوس، وبأي شكل استقبلتهم؟ لقد زرع (صلى الله عليه وآله وسلّم) مدرسة جعلت العالم ينحني إجلالا لها، فأي حضارة من الحضارات يحصل فيها ما حصل من الأنصار للمهاجرين؟ كان الأنصاري يستقبل شريكه في العقيدة، ويتقاسم معه داره، ويقول له: هذا الدار تتّسع لي ول?، أمام? الغرف والفراش وأواني البيت، واُقاسم? أموالي، وعندي زوجتان اُطلّق واحدة لتتزوّج منها أنتَ. فهل تمل? الحضارات الباقية مثل هذا اللون من العطاء والمشاركة؟
هذا إذن هو عطاء مدرسة محمد (صلى الله عليه وآله وسلّم) وعطاء مدرسة القرآن، التي أعطت أسمى ما في النفوس وأجمل أشكال التعاون: “إنَّمَا المُؤْمِنُونَ إخْوَةٌ“.
وهؤلاء المهاجرون قد تعرّضوا في هجرتهم من مكّة إلى فقدان الأموال والأبناء، فعوّضهم الله عن الوطن بوطن، وعن الأماكن بأماكن، وعن الجاهليّة بالإسلام وهو عطاء لا يحدّ.
وقد ذكر القرآن الكريم بعض المهاجرين الذين كانوا يمنون على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) إسلامهم: “يَـمُـنُّونَ عَلَيْ?َ أنْ أسْلَمُوا قُلْ لا تَـمُـنّوا عَلَيَّ إسْلامَكُمْ بَلْ اللهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أنْ هَدَاكُمْ لِلإ يمَانِ“؛ فقد نقلكم الله من حضارة كانت توصل الإنسان إلى أحطّ منزلة، ورفعكم إلى حضارة توصل الإنسان وترفعه إلى القمّة.
ولو قارنّا ذل? بحال المسلمين الآن؛ لوجدناهم مقسّمين ومتقاتلين، يعتدي بعضهم على بعض. ونحن بهذا نكون قد تجرّدنا من حضارة الإسلام، ولا نحمل من ذل? سوى اسم الإسلام، أمّا المضمون الإسلامي فقد بدأ بالتضاؤل في داخلنا، مع أن الإسلام واقع عمليّ وليس شعاراتٍ، لأنه مثل تيّار داخلي يسري في الإنسان، وليس هو لفظ يحمله على شفاهه.
والرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم) بدأ بنقلة حركيّة، وفي الحركة الثانية بدأ بنقلة في داخل النفس، من الكفر إلى الإيمان، ومن قيم البداوة إلى قيم الحضارة، فعرّض الفرد المسلم إلى نوع من الضغوط. ويمكن اعتبار ذل? عمليّة تربويّة في إعداد المسلم لحمل رسالته، وانتهى في المدينة، حيث بدأ آنذا? في تأسيس المجتمع الإسلامي.
فالمجتمع المدني بدأ يتأصّل بدخول الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم) إلى المدينة، وهو السبب الذي جعل النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) ينتقل من مكّة إلى المدينة.
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
جرّدت قريش المهاجرين من جميع ما يملكون، فاستقبلتهم مدرسة الرسول محمد (صلى الله عليه وآله وسلّم) التي زرعها في النفوس، وبأي شكل استقبلتهم؟ لقد زرع (صلى الله عليه وآله وسلّم) مدرسة جعلت العالم ينحني إجلالا لها، فأي حضارة من الحضارات يحصل فيها ما حصل من الأنصار للمهاجرين؟ كان الأنصاري يستقبل شريكه في العقيدة، ويتقاسم معه داره، ويقول له: هذا الدار تتّسع لي ول?، أمام? الغرف والفراش وأواني البيت، واُقاسم? أموالي، وعندي زوجتان اُطلّق واحدة لتتزوّج منها أنتَ. فهل تمل? الحضارات الباقية مثل هذا اللون من العطاء والمشاركة؟
هذا إذن هو عطاء مدرسة محمد (صلى الله عليه وآله وسلّم) وعطاء مدرسة القرآن، التي أعطت أسمى ما في النفوس وأجمل أشكال التعاون: “إنَّمَا المُؤْمِنُونَ إخْوَةٌ“.
وهؤلاء المهاجرون قد تعرّضوا في هجرتهم من مكّة إلى فقدان الأموال والأبناء، فعوّضهم الله عن الوطن بوطن، وعن الأماكن بأماكن، وعن الجاهليّة بالإسلام وهو عطاء لا يحدّ.
وقد ذكر القرآن الكريم بعض المهاجرين الذين كانوا يمنون على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) إسلامهم: “يَـمُـنُّونَ عَلَيْ?َ أنْ أسْلَمُوا قُلْ لا تَـمُـنّوا عَلَيَّ إسْلامَكُمْ بَلْ اللهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أنْ هَدَاكُمْ لِلإ يمَانِ“؛ فقد نقلكم الله من حضارة كانت توصل الإنسان إلى أحطّ منزلة، ورفعكم إلى حضارة توصل الإنسان وترفعه إلى القمّة.
ولو قارنّا ذل? بحال المسلمين الآن؛ لوجدناهم مقسّمين ومتقاتلين، يعتدي بعضهم على بعض. ونحن بهذا نكون قد تجرّدنا من حضارة الإسلام، ولا نحمل من ذل? سوى اسم الإسلام، أمّا المضمون الإسلامي فقد بدأ بالتضاؤل في داخلنا، مع أن الإسلام واقع عمليّ وليس شعاراتٍ، لأنه مثل تيّار داخلي يسري في الإنسان، وليس هو لفظ يحمله على شفاهه.
والرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم) بدأ بنقلة حركيّة، وفي الحركة الثانية بدأ بنقلة في داخل النفس، من الكفر إلى الإيمان، ومن قيم البداوة إلى قيم الحضارة، فعرّض الفرد المسلم إلى نوع من الضغوط. ويمكن اعتبار ذل? عمليّة تربويّة في إعداد المسلم لحمل رسالته، وانتهى في المدينة، حيث بدأ آنذا? في تأسيس المجتمع الإسلامي.
فالمجتمع المدني بدأ يتأصّل بدخول الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم) إلى المدينة، وهو السبب الذي جعل النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) ينتقل من مكّة إلى المدينة.
تعليق