بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد واله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من أهم الأهداف والغايات التي حققها الإسلام . وعني بها عناية كبرى ، إتحاد المسلمين وتآزرهم وتآخيهم ، ليكونوا المثل الأعلى في القوة والمنعة ، وسمو الكرامة ، والمجد . وعزز تلك الغاية السامية بما شرعه من نظم وآداب ، لتكون دستوراً خالداً للمسلمين ، فحثهم على ما ينمي الألفة والمودة ويوثق العلائق الاجتماعية ، ويحقق التآخي والتآزر ، كحسن الخلق ، وصدق الحديث ، وأداء الأمانة ، والاهتمام بشؤون المسلمين ، ورعاية مصالحهم العامة . ونهاهم عن كل ما يعكر صفو القلوب ، ويثير الأحقاد والضغائن الموجبة لتناكر المسلمين ، وتقاطعهم كالكذب ، والغش ، والخيانة ، والسخرية .
وحيث كانت الغيبة عاملاً خطيراً ، ومعولاً هداماً ، في تقويض صرح
المجتمع ، وإفساد علاقاته الوثيقة ، فقد حرمها الشرع الإسلامي ، وعدها من كبائر الآثام .
فمن مساوئها : أنها تبذر سموم البغض والفرقة في صفوف المسلمين ، فتعكر صفو المحبة ، وتفصم عرى الصداقة ، وتقطع وشائج القرابة .
وذلك بأن الغيبة قد تبلغ المغتاب ، وتستثير حنقه على المستغيب ، فيثأر منه ، ويبادله الذم والقدح ، وطالما آثارت الفتن الخطيرة ، والمآسي المحزنة .
هذا إلى مساوئها وآثامها الروحية التي أوضحها الآثار ، حيث صرحت أن الغيبة تنقل حسنات المستغيب يوم القيامة إلى المستغاب ، فإن لم يكن له حسنات طرح عليه من سيئات المستغاب ، كما جاء عن النبي (صلى الله عليه واله ) أنه قال : «يؤتى بأحدكم يوم القيامة ، فيوقف بين يدي الله تعالى ، ويدفع إليه كتابه ، فلا يرى حسناته ، فيقول : إلهي ليس هذا كتابي فإني لا أرى فيه طاعتي . فيقول له : إن ربك لا يضل ولا ينسى ، ذهب عملك باغتياب الناس .
ثم يؤتى بآخر ويدفع إليه كتابه ن فيرى فيه طاعات كثيرة ، فيقول : إلهي ما هذا كتابي ، فإني ما عملت هذه الطاعات ،فيقول له : إن فلاناً اغتابك فدفعت حسناته إليك» .
اقول اذا كان كذلك فلماذا نقدم على الغيبة في مجالسنا اليومية؟ ولماذا نخاف من الكبائر الاخرى ولانخاف من الغيبة التي هي من اهم الكبائر الا ينبغي ان نتوب الى الله تعالى منها ولانعاود اليها
الا ينبغي ان نهجرها كليا لكي نعيش بسلام وامان من الذنوب ؟ .
اما حان وقت ان نستفيق ونعرف خطر الغيبة الكبير لكي لانعود لفعله .
اسال الله تعالى ان يعيننا على ذلك بحق محمد واله الطاهرين .
تعليق