تويت
فسحة تربوية..
بعد غياب المناهج التعليمية الثابتة والمستقرة، وعدم إيلاء الحالة التربوية الاهتمام المطلوب.. الأمر الذي جعل الطالب حائراً في بحور متلاطمة من الأفكار والتيارات المتكالبة عليه من كل حدب وصوب.. فضائيات، وانترنت، ومواقع تواصل، وآلاف الألعاب التي تأخذه بعيداً عن التعليم والتربية، والاستزادة من كل شيء نافع..!
وحقيقة بعض الشباب اليوم بات لا يدرك طبيعة وخطورة الوقت المهدور..
والطاقات المبعثرة هنا وهناك، بلا طائل ومن دون جدوى..!!
وهنا ينبري دور الأب والأسرة بشكل عام في التوجيه وتخصيص أوقات للحديث معهم، وإتاحة الفرصة لهم للتعبير عمّا يشعرون به.. وكذلك دور الأستاذ المربي في حقل التربية والتعليم، واقتطاع جزء من الدرس للتوجيه، وتقديم النصح متى ما سنحت الفرصة، وحسب الحالة، محاولاً عدم تخصيص طالب معين، بل الحديث بالعموميات؛ لكي تكون الفائدة أعمّ وأشمل.
فأبناؤهم اليوم تجذرت في نفوسهم مسألة الانقياد والإتباع لكل غزو غربي من ألبسة وأجهزة وغيرها.. بحيث أصبحت مسألة الاندماج بمجتمعهم الواقعي وموروثهم وقيمهم وأخلاقيات دينهم مسألة صعبة، وتحتاج لنفس عميق وصبر لحين ما تأتي ثمار النصح والإرشاد يانعة ناضجة.
وبالتأكيد.. فإن مُعلّم الناس بسيرته خيرهم من معلمهم بلسانه.. لذا تكون مسألة التوفيق ضرورية للمربي في أن لا يجعل من هو تحت يده من الطلاب أو الأبناء ينتبهون لسلوكيات وميول سلبي ما، يقع فيه المربي ينعكس سلباً، ويجعل للابن ذريعة لتقليد الفعل السيء..!
وهو أمر لا يمكن محوه إن حصل..
فالابن والطالب عبارة عن آلة تسجيل يطبع في مخيلته كل ما يراه من تصرف أمامه.
وبطبيعة الحال.. من أهم معالم نهضة أي مجتمع أو أسرة هي الأم بالدرجة الأساس، فهي المزامنة لأبنائها فترة أطول من أي كائن آخر.. ويكون تعلقهم بها أشد.. فعليها أن تكون نِعْم الأم القيادية الشاعرة بالمسؤولية المتحتمة عليها في أخذهم لبرّ الأمان.. لا أن تكون هي السبب في تشتت أسرتها، نتيجة عدم تقديرها للبعد التربوي الذي أوكلته إليها السماء، والفطرة التي جُبلت عليها.
ونشاهد في المجتمع حالات ايجابية كثيرة لأمهات فقدن أزواجهن أو تطلقن، لكنهن أكملن مسيرة الأسرة بكل نقاء، وأوصلتهم لمراتب محترمة من غير أن يؤثر غياب الأب شيئاً.. بعكس الأب حين يفقد زوجته، تراه متخبطاً في كيفية التوفيق بين عمله وتربية أبنائه، فيتشتتون لا محالة..!
فهي رسالة تحية وإجلال وإكبار لكل أم زينبية قيادية رسالية، آلت على نفسها الاضطلاع بدور خلاق ومتألق في جعل الأسرة هادئة هانئة مستقرة، متبعة لأخلاقيات مجتمعها ودينها، بعيداً عن الإفراط والتفريط.. ورسالة لكل بناتنا في أن يأخذن بزمام المبادرة في تحصين أنفسهن التحصين الفاعل، بعيداً عن شذوذ النزوات، والمباهج المزيفة المستعارة، والالتفات لكل ما يزيد من وعيهن وثقافتهن الدينية والمنزلية، والتدريب والتأقلم مع حياة مستقبلية مع زوج يقدرها ويقدر ويقدس الحياة الزوجية..
لينعما بدفء الاستقرار الذي أوصانا به ديننا ونبينا الكريم(ص).
تعليق