لن أكونَ من الضالين
علاء سعدون
قرأت ذات مرة في أحد الكتب الاجنبية المترجمة حوارية متخيلة بين شخص من بني الإنسان، وبين شيطان من بني إبليس، توضح حجم الخسارة بنكران العبودية لله تعالى، والخروج عن طاعته ورحمته.. يبدأها الإنسان بالسؤال عن ماهية إبليس، فيجيب الشيطان أنه قائد الأرواح، وأنه كان أحب الملائكة إلى الله، فيتساءل الإنسان عن سبب تحوله بعد ذلك إلى أمير للأشرار، فيجيب الشيطان: "بالغرور والوقاحة"، وإن الشياطين هي الأرواح الشقية التي تآمرت على الله تعالى مع إبليس، فسقطت ولعنت معه الى الابد، وإنهم يعيشون الآن في جهنم.. فيرد الإنسان مستفهماً: "ولكنك لست في جهنم الآن وما زلت تمارس الشرور والإغواء؟!"، فيجيب الشيطان قائلاً: "هل الذي أحس برحمة الله وعرف السعادة الابدية في السماء, ثم هو الآن محروم منها.. ألا ترى ان هذا أسوأ من جهنم ألف مرة!".
إن هذا الشيطان على حق، فهو يعاني عذاباً أقسى من جهنم، ليس لشيء إنما لأنه عرف السعادة وعرف الله، ولكنه خرج عن طوعه، هكذا هو حال الانسان الذي يعلم ما سيناله من وعد الله، ولكنه لا يكترث غروراً ووقاحة.. يخدع نفسه ويمنيها بالأوهام ويخدرها بالملذات الزائلة وهو يعلم بمصيره..!
حقاً لا أحد في هذا العالم يخدعنا بقدر ما نخدع أنفسنا، ربما نمتعض أحياناً ونجادل ونناقش أهل الشرك والإلحاد، لكننا كثيراً ما نلحد ونشرك في سريرتنا، نمارس المحرمات عن قصد وحماقة، نعلم أن الله تعالى يرانا ونتجاهله، نُخير بين أجر الآخرة الخالد وملذات الدنيا الزائلة فنختار الأخيرة، نطمح إلى نتيجة حسنة وفي مقدماتنا السوء الكثير، ننظر للوقت الذي يركض امامنا، فنتألم ونتأسف ونصعق عندما نتذكر أننا بلغنا الثلاثين والأربعين والخمسين من العمر ولم يتبقَ الكثير أمامنا، لكن سرعان ما نغفل ونتجاهل ونعود لخداع أنفسنا..!
من نحن؟ ولِمَ كل هذا الوعظ والإرشاد إن كنا نشبه بعضاً؟! نحن بنو البشر الذين جعلهم الله خلفاء في الأرض، وأمر الملائكة بالسجود لنا، سجود لما في داخلنا من الروح التي نفخها الله تعالى فينا، سجود لله تعالى الساكن فينا، نحن من أقسم وراهن إبليس على أن يغوينا أجمعين: "قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ"، فهل سنجعله يفوز بالرهان، ونقع في شراك غوايته وننصره، أم سننصر الله تعالى بالكون من عباده الصالحين الذين ليس للشيطان عليهم سلطان: (إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ)؟.
هل سنكون أهلاً للخلافة التي منحنا الله تعالى إياها أم سنفسد في الأرض ونسفك الدماء كما قالت الملائكة: (قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ)؟، هل سنلحق بمن سفك الدماء وأفسد في الأرض، فأخذته الغفلة بعيداً، واغفل دخول الباب بعد فتحه: (تُوبُوا إلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحَاً)؟، هل سنلتحق بالأرواح الشقية التي ناصرت إبليس، الضالين الذين غضب الله عليهم، أم سنلتحق بالصالحين الذين أنعم الله عليهم فنفوز معهم فورزاً عظيماً..؟ كل منا يمتلك زمام أموره وهو من يختار طريقه ومصيره، أما أنا فقد أقسمت أن لا أكون من الضالين.. وسأنصر الله تعالى بالكون صالحاً مستقيماً إن شاء الله.
علاء سعدون
قرأت ذات مرة في أحد الكتب الاجنبية المترجمة حوارية متخيلة بين شخص من بني الإنسان، وبين شيطان من بني إبليس، توضح حجم الخسارة بنكران العبودية لله تعالى، والخروج عن طاعته ورحمته.. يبدأها الإنسان بالسؤال عن ماهية إبليس، فيجيب الشيطان أنه قائد الأرواح، وأنه كان أحب الملائكة إلى الله، فيتساءل الإنسان عن سبب تحوله بعد ذلك إلى أمير للأشرار، فيجيب الشيطان: "بالغرور والوقاحة"، وإن الشياطين هي الأرواح الشقية التي تآمرت على الله تعالى مع إبليس، فسقطت ولعنت معه الى الابد، وإنهم يعيشون الآن في جهنم.. فيرد الإنسان مستفهماً: "ولكنك لست في جهنم الآن وما زلت تمارس الشرور والإغواء؟!"، فيجيب الشيطان قائلاً: "هل الذي أحس برحمة الله وعرف السعادة الابدية في السماء, ثم هو الآن محروم منها.. ألا ترى ان هذا أسوأ من جهنم ألف مرة!".
إن هذا الشيطان على حق، فهو يعاني عذاباً أقسى من جهنم، ليس لشيء إنما لأنه عرف السعادة وعرف الله، ولكنه خرج عن طوعه، هكذا هو حال الانسان الذي يعلم ما سيناله من وعد الله، ولكنه لا يكترث غروراً ووقاحة.. يخدع نفسه ويمنيها بالأوهام ويخدرها بالملذات الزائلة وهو يعلم بمصيره..!
حقاً لا أحد في هذا العالم يخدعنا بقدر ما نخدع أنفسنا، ربما نمتعض أحياناً ونجادل ونناقش أهل الشرك والإلحاد، لكننا كثيراً ما نلحد ونشرك في سريرتنا، نمارس المحرمات عن قصد وحماقة، نعلم أن الله تعالى يرانا ونتجاهله، نُخير بين أجر الآخرة الخالد وملذات الدنيا الزائلة فنختار الأخيرة، نطمح إلى نتيجة حسنة وفي مقدماتنا السوء الكثير، ننظر للوقت الذي يركض امامنا، فنتألم ونتأسف ونصعق عندما نتذكر أننا بلغنا الثلاثين والأربعين والخمسين من العمر ولم يتبقَ الكثير أمامنا، لكن سرعان ما نغفل ونتجاهل ونعود لخداع أنفسنا..!
من نحن؟ ولِمَ كل هذا الوعظ والإرشاد إن كنا نشبه بعضاً؟! نحن بنو البشر الذين جعلهم الله خلفاء في الأرض، وأمر الملائكة بالسجود لنا، سجود لما في داخلنا من الروح التي نفخها الله تعالى فينا، سجود لله تعالى الساكن فينا، نحن من أقسم وراهن إبليس على أن يغوينا أجمعين: "قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ"، فهل سنجعله يفوز بالرهان، ونقع في شراك غوايته وننصره، أم سننصر الله تعالى بالكون من عباده الصالحين الذين ليس للشيطان عليهم سلطان: (إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ)؟.
هل سنكون أهلاً للخلافة التي منحنا الله تعالى إياها أم سنفسد في الأرض ونسفك الدماء كما قالت الملائكة: (قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ)؟، هل سنلحق بمن سفك الدماء وأفسد في الأرض، فأخذته الغفلة بعيداً، واغفل دخول الباب بعد فتحه: (تُوبُوا إلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحَاً)؟، هل سنلتحق بالأرواح الشقية التي ناصرت إبليس، الضالين الذين غضب الله عليهم، أم سنلتحق بالصالحين الذين أنعم الله عليهم فنفوز معهم فورزاً عظيماً..؟ كل منا يمتلك زمام أموره وهو من يختار طريقه ومصيره، أما أنا فقد أقسمت أن لا أكون من الضالين.. وسأنصر الله تعالى بالكون صالحاً مستقيماً إن شاء الله.
تعليق