بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
كانت الأرض تغمرها المياه، ويحيط بها السكون وتلفها الغياهب، ثم راحت تطل قطعة قطعة الى السطح نافضة عن بعض أطرافها البلل، لتصبح بعض مناطقها اليابسة ويبقى الجزء الأكبر مغموراً بالماء، ولقد كانت لبعض الأصقاع الأسبقية في الاطلالة على الحياة والبروز الى عين الشمس، فكان أول ما برز من الأرض مكة ومحيطها ثم تلتها كربلاء ومحيطها، ثم كانت القدس ومحيطها ولم يكن عبثاً هذا التدرج في الاطلالة ولم يكن كذلك الاختيار، لأنها أفضل بقاع الأرض على الاطلاق.
أهمية القدس
إنها ثالث الأمكنة المقدسة في عموم الأرض، لكنها الأولى من بعض الجهات، كعلاقتها بالأنبياءعليهم السلام والرسالات وكمظلوميتها وابتلائها باليهود عبر العصور، ويمكن القول بأن للقدس ميزة خاصة على باقي المحال والأمكنة بأنها مقدسة لدى جميع الديانات فقد ترى أرضاً يقدسها المسلمون وأخرى المسيحيون واخرةُ لليهود كل على نحو الاستقلال بل قد تجد أرضاً تقدسها بعض الطوائف من كل ديانة دون سواها، إلا أن القدس هي مقدسة لدى جميع المسلمين وجميع النصارى وجميع اليهود ففيها وحولها ومنها كان مهبط الأنبياء والرسل ومحط أقدام الأطهار من البشر ومحل الرحال والترحال للعباد الصالحين على مدى الالاف من السنين.
القدس في الإسلام
لقد كان للقدس مكانتها العظيمة في الإسلام الأول حيث كانت نقطة الانطلاق والبداية، وفي الإسلام الثاني حيث كانت نقطة الوصول والنهاية، فمع نبي اللّه ابراهيم عليه السلام كانت المحطة التي انطلق منها داعياً الى الإسلام الحنيف الى دين التوحيد وهاجر منها الى مكة الى واد غير ذي زرع عند بيت اللّّه الحرام في رحلة يمكن تسميتها بالإسراء الأول بدءاً من القدس وصولاً الى مكة، ثم كانت محطة الوصول لرحلة الإسراء لنبي اللّه الأعظم محمد صلوات اللّّه عليه عندما أسري به ليرى ملكوت الأرض كلها لكن في الصورة المصغرة لها الممتدة بين الحجاز وفلسطين قبل أن يعرج ليرى ملكوت السموات السبع من ادم الى ابراهيم عليهم السلام، ولعله من هذه الجهة يمكن فهم تحويل القبلة لدى المسلمين من القدس الى مكة، فالمسألة ليست سوى إعادة التوزيع تبعاً للأهمية، فالكعبة في بيت اللّه الذي رفعه ابراهيم واسماعيل الاتيان من القدس، وهي المكان الذي يختصر الحدود والمسافات والأزمنة والأمكنة والحياة كلها على هذه الأرض.
»قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلةً ترضاها فولِّ وجهك شطر المسجد الحرام«
»ان أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركاً وهدىً للعالمين«.
القدس والمظلومية
لقد عانت هذه المدينة من ظلم اليهود والمعتدين على مر الدهور، وكانت محلاً تتوجه اليه عيون الطامعين من الطغاة والظلمة لما لها من الشأن والموقع والمقام، فهي المكان المتوسط ذو القداسة المرتبطة بالإلهيين من الأشخاص والإلهيات من الرسالات.
ولقد كانت اخر حلقة مظلومية للقدس أن احتلت على أيدي الصهاينة الذين أفسدوا فيها وحاولوا تدمير مسجدها أو احراقه عدة مرات زاعمين بأن لهم هيكلاً في أسفله، وباتت المدينة المقدسة أسيرة مكبلة تحيط بها الغربة والوحشة من كل جانب، فها هي الجدران والبيوت العتيقة والطرقات القديمة تحن الى أهاليها وسكانها وعامريها، وإن هذا الاحتلال للقدس يمثل إما أحد الافسادين المقدرين لليهود وإما خلاصة العتو والعلو لهم في اخر الزمان، وعلى كل الأحوال فإن القدس أضحت رمزاً لقضية ذات أبعاد مختلفة، قضية الإسلام وقضية العروبة وقضية فلسطين وأصبح كل منتمٍ الى أحد هذه الأبعاد مسؤولاً ومكلفاً بأن يسعى لكي يخفف الالام والأحزان ويساهم في بلسمة جراحات هذه الثكلى المرمية خلف جدران الأسر.
القدس في حركة التمهيد للإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه
في حركة التمهيد لظهور الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه مكان عزيز للقدس، بل المكان الأعز، فهي محورها وميدانها الأول، وقد قدر اللّه سبحانه وادخر لهذه المهمة أناساً ليعيشوا على تخومها في الموقع الذي فرض عليهم لاحقاً أن يقوموا بأقدس واجب انه قتال اليهود في هدف واضح وبين يتمثل في تحرير القدس مقدمة لإزالة اسرائيل من الوجود.
وقد تحدثت طائفة من الأخبار عن هذه الفترة من الزمن، وقد رويت عن طريق السنة والشيعة على حد سواء، هذا فضلاً عن تأويل ايات سورة الإسراء الحاكية عن جوس المؤمنين ثم عن دخولهم للمسجد، كل ذلك إشعاراً بأمور سوف تحدث في المستقبل وتؤسس لخروج الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه.
من هنا يمكن القول بأن القدس حاضرة في عملية التمهيد وهي موضوع أساسي في هذه العملية حيث سيتمكن المؤمنون من فك أسرها بشكل مؤقت بعد قتال مرير ودام مع اليهود تكون عاقبته النصر في النهاية.
القدس بعد ظهور الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه
بعد أن يخرج الإمام عليه السلام في الكعبة ويسند ظهره اليها منتظراً قدوم الأنصار من الأصقاع، ليتلو عليهم تعاليمه، وينطلق معهم في مهمة تحرير العالم فان المكان الذي يرمقه الإمام من هناك هو القدس، حيث ستتحرك جيوش المهدي عجل الله تعالى فرجه في هذا الاتجاه، من مكة الى كربلاء الى القدس، وهناك يعمل الإمامعليه السلام على طرد اليهود من فلسطين وللأبد، وعلى تحرير القدس من كل ظالم وطاغ ومستبد، ويصلي هو ونبي اللّه عيسى عليه السلام في مسجدها، ويعلنا من هناك انطلاقة تحرير العالم، فيكون تحرير القدس مقدمة لتحرير العالم ولاقامة دولة العدل والقيم في هذه المعمورة، فكما كانت القدس نهاية الإسراء للنبي محمد صلوات اللّه عليه ستكون نهاية الرحلة الأولى للإمام المهدي عليه السلام ومن على منبر مسجدها يكون اعلان السلام في العالم وازالة الفساد واثاره وشروره من هذه الأرض.
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
كانت الأرض تغمرها المياه، ويحيط بها السكون وتلفها الغياهب، ثم راحت تطل قطعة قطعة الى السطح نافضة عن بعض أطرافها البلل، لتصبح بعض مناطقها اليابسة ويبقى الجزء الأكبر مغموراً بالماء، ولقد كانت لبعض الأصقاع الأسبقية في الاطلالة على الحياة والبروز الى عين الشمس، فكان أول ما برز من الأرض مكة ومحيطها ثم تلتها كربلاء ومحيطها، ثم كانت القدس ومحيطها ولم يكن عبثاً هذا التدرج في الاطلالة ولم يكن كذلك الاختيار، لأنها أفضل بقاع الأرض على الاطلاق.
أهمية القدس
إنها ثالث الأمكنة المقدسة في عموم الأرض، لكنها الأولى من بعض الجهات، كعلاقتها بالأنبياءعليهم السلام والرسالات وكمظلوميتها وابتلائها باليهود عبر العصور، ويمكن القول بأن للقدس ميزة خاصة على باقي المحال والأمكنة بأنها مقدسة لدى جميع الديانات فقد ترى أرضاً يقدسها المسلمون وأخرى المسيحيون واخرةُ لليهود كل على نحو الاستقلال بل قد تجد أرضاً تقدسها بعض الطوائف من كل ديانة دون سواها، إلا أن القدس هي مقدسة لدى جميع المسلمين وجميع النصارى وجميع اليهود ففيها وحولها ومنها كان مهبط الأنبياء والرسل ومحط أقدام الأطهار من البشر ومحل الرحال والترحال للعباد الصالحين على مدى الالاف من السنين.
القدس في الإسلام
لقد كان للقدس مكانتها العظيمة في الإسلام الأول حيث كانت نقطة الانطلاق والبداية، وفي الإسلام الثاني حيث كانت نقطة الوصول والنهاية، فمع نبي اللّه ابراهيم عليه السلام كانت المحطة التي انطلق منها داعياً الى الإسلام الحنيف الى دين التوحيد وهاجر منها الى مكة الى واد غير ذي زرع عند بيت اللّّه الحرام في رحلة يمكن تسميتها بالإسراء الأول بدءاً من القدس وصولاً الى مكة، ثم كانت محطة الوصول لرحلة الإسراء لنبي اللّه الأعظم محمد صلوات اللّّه عليه عندما أسري به ليرى ملكوت الأرض كلها لكن في الصورة المصغرة لها الممتدة بين الحجاز وفلسطين قبل أن يعرج ليرى ملكوت السموات السبع من ادم الى ابراهيم عليهم السلام، ولعله من هذه الجهة يمكن فهم تحويل القبلة لدى المسلمين من القدس الى مكة، فالمسألة ليست سوى إعادة التوزيع تبعاً للأهمية، فالكعبة في بيت اللّه الذي رفعه ابراهيم واسماعيل الاتيان من القدس، وهي المكان الذي يختصر الحدود والمسافات والأزمنة والأمكنة والحياة كلها على هذه الأرض.
»قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلةً ترضاها فولِّ وجهك شطر المسجد الحرام«
»ان أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركاً وهدىً للعالمين«.
القدس والمظلومية
لقد عانت هذه المدينة من ظلم اليهود والمعتدين على مر الدهور، وكانت محلاً تتوجه اليه عيون الطامعين من الطغاة والظلمة لما لها من الشأن والموقع والمقام، فهي المكان المتوسط ذو القداسة المرتبطة بالإلهيين من الأشخاص والإلهيات من الرسالات.
ولقد كانت اخر حلقة مظلومية للقدس أن احتلت على أيدي الصهاينة الذين أفسدوا فيها وحاولوا تدمير مسجدها أو احراقه عدة مرات زاعمين بأن لهم هيكلاً في أسفله، وباتت المدينة المقدسة أسيرة مكبلة تحيط بها الغربة والوحشة من كل جانب، فها هي الجدران والبيوت العتيقة والطرقات القديمة تحن الى أهاليها وسكانها وعامريها، وإن هذا الاحتلال للقدس يمثل إما أحد الافسادين المقدرين لليهود وإما خلاصة العتو والعلو لهم في اخر الزمان، وعلى كل الأحوال فإن القدس أضحت رمزاً لقضية ذات أبعاد مختلفة، قضية الإسلام وقضية العروبة وقضية فلسطين وأصبح كل منتمٍ الى أحد هذه الأبعاد مسؤولاً ومكلفاً بأن يسعى لكي يخفف الالام والأحزان ويساهم في بلسمة جراحات هذه الثكلى المرمية خلف جدران الأسر.
القدس في حركة التمهيد للإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه
في حركة التمهيد لظهور الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه مكان عزيز للقدس، بل المكان الأعز، فهي محورها وميدانها الأول، وقد قدر اللّه سبحانه وادخر لهذه المهمة أناساً ليعيشوا على تخومها في الموقع الذي فرض عليهم لاحقاً أن يقوموا بأقدس واجب انه قتال اليهود في هدف واضح وبين يتمثل في تحرير القدس مقدمة لإزالة اسرائيل من الوجود.
وقد تحدثت طائفة من الأخبار عن هذه الفترة من الزمن، وقد رويت عن طريق السنة والشيعة على حد سواء، هذا فضلاً عن تأويل ايات سورة الإسراء الحاكية عن جوس المؤمنين ثم عن دخولهم للمسجد، كل ذلك إشعاراً بأمور سوف تحدث في المستقبل وتؤسس لخروج الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه.
من هنا يمكن القول بأن القدس حاضرة في عملية التمهيد وهي موضوع أساسي في هذه العملية حيث سيتمكن المؤمنون من فك أسرها بشكل مؤقت بعد قتال مرير ودام مع اليهود تكون عاقبته النصر في النهاية.
القدس بعد ظهور الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه
بعد أن يخرج الإمام عليه السلام في الكعبة ويسند ظهره اليها منتظراً قدوم الأنصار من الأصقاع، ليتلو عليهم تعاليمه، وينطلق معهم في مهمة تحرير العالم فان المكان الذي يرمقه الإمام من هناك هو القدس، حيث ستتحرك جيوش المهدي عجل الله تعالى فرجه في هذا الاتجاه، من مكة الى كربلاء الى القدس، وهناك يعمل الإمامعليه السلام على طرد اليهود من فلسطين وللأبد، وعلى تحرير القدس من كل ظالم وطاغ ومستبد، ويصلي هو ونبي اللّه عيسى عليه السلام في مسجدها، ويعلنا من هناك انطلاقة تحرير العالم، فيكون تحرير القدس مقدمة لتحرير العالم ولاقامة دولة العدل والقيم في هذه المعمورة، فكما كانت القدس نهاية الإسراء للنبي محمد صلوات اللّه عليه ستكون نهاية الرحلة الأولى للإمام المهدي عليه السلام ومن على منبر مسجدها يكون اعلان السلام في العالم وازالة الفساد واثاره وشروره من هذه الأرض.
تعليق