إذا كانت ثورة الحسين عليه السلام أعزت الإسلام فلماذا تبكون عليه؟
الأسئلة هي:
هل خروج الحسين لكربلاء وقتله هناك عز للإسلام والمسلمين أم ذل للإسلام والمسلمين ؟
إن قلت عز للإسلام سأقول لك ولماذا تبكي على يوم فيه عز للإسلام والمسلمين أيسوؤك أن ترى عز للإسلام؟
وإن قلت ذلاً للإسلام والمسلمين سأقول لك وهل نسمي الحسين مذل الإسلام والمسلمين؟
( لأن الحسين في معتقدك أيها الشيعي يعلم الغيب ومنها يكون الحسين قد علم أنه سيذل الإسلام والمسلمين .
مالذي استفاده الحسين رضي الله عنه من الخروج لكربلاء والموت هناك؟
إن قلت خرج ليثور على الظلم فسأقول لك ولماذا لم يخرج أبوه علي بن أبي طالب على من ظلموه ؟ إما أن الحسين أعلم من أبيه أو أن أبيه لم يتعرض للظلم أو أن علي لم يكن شجاعاً ليثور على الظلم ؟
ولماذا لم يخرج أخوه الحسن على معاوية بل صالحه وسلمه البلاد والعباد فأي الثلاثة كان مصيباً ؟
لماذا أخذ الحسين معه النساء والأطفال لكربلاء؟
إن قلت أنه لم يكن يعلم ما سيحصل لهم سأقول لك لقد نسفت العصمة المزعومة التي تقول أن الحسين يعلم الغيب.
وإن قلت أنه يعلم فسأقول لك هل خرج الحسين ليقتل أبناؤه ؟
وإن قلت أن الحسين خرج لينقذ الإسلام كما يردد علمائك فسأقول لك وهل كان الإسلام منحرفاً في عهد الحسن ؟ وهل كان الإسلام منحرفاً في عهد علي؟
ولماذا لم يخرجا لإعادة الإسلام؟
فأما أن تشهد بعدالة الخلفاء وصدقهم ورضى علي بهم أو تشهد بخيانة علي والحسن للإسلام
من قتل الحسين ؟
إن قلت يزيد بن معاوية سأطالبك بدليل صحيح من كتبك ( لاتتعب نفسك بالبحث فلا يوجد دليل في كتبك يثبت أن يزيد قتله أو أمر بقتله
الجواب :
ج1 وهل بكى رسول الله صلى الله عليه وآله على سبطه الحسين وأبدى الجزع عليه لدرجة أنه حثى التراب على رأسه كما تذكر مصادر القوم لأنه سيذل الاسلام؟ ماهذا المنطق؟
الآن الآن أيوجد على ظهر البسيطة مسلم سوي الفطرة حين يستذكر كسر رباعية رسول الله في غزوة أحد لا تغرورق عيناه بالدمع ويجهش بالبكاء؟! أمن عاقل يعترض ويقول له كيف تبكي فرسول الله اعز الاسلام وهو في الجنة؟!!!
فما الرابط بين البكاء على سبط رسول الله وما جرى عليه من ظلم وعدوان بوصفه سلوكا إيمانيا فطريا سويا وبين كون نهضته العظيمة أعزت الاسلام؟
:
فاعلم أن أول من أقام مجلس عزاء على الحسين (عليه السلام) هو جده رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولم يلطم بل قام بما هو أعظم حيث ذكر البخاري وكذا الترمذي والطبراني والحاكم وغيرهم من محدّثي أهل العامة يروون عن سلمى أنها دخلت على أم سلمة (رضوان الله تعالى عليها) وهي تبكي فسألتها: ما يبكيكِ؟ فقالت: ”رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وعلى رأسه ولحيته التراب! قال: شهدتُ قتل الحسين آنفا“! (التاريخ الكبير للبخاري ج3 ص324 وسنن الترمذي ج5 ص323 والمعجم الكبير للطبراني ج23 ص373 ومستدرك الحاكم ج4 ص19
ج2 سؤال عجيب! لو لم يكن من فائدة لنهضة وخروج سيد الشهداء عليه السلام لما كان يرى الى اليوم شيعة رافضة يحاورهم ويتوجه لهم بالسؤال.
ج3 هذا وهم, فمن قال له انّ امير المؤمنين عليه السلام والحسن عليهما السلام لم يثورا ولم يكونا يمثلان المعارضة الاسلامية للحكومات الانقلابية؟ شكلُ الثورة وشكل المعارضة كان يتخذ طابعا معينا واسلوبا يتناسب مع المرحلة التي عاصرها كل من الامامين علي عليه السلام والحسن المحتبى عليه السلام
الحسين كان يرفض مبايعة يزيد لعنه الله والا عتراف بشرعية حكومته شأنه في ذلك شأن والده الكرار عليه السلام واخيه الحسن عليه السلام حيث أنّه بعد أن نزل لمعاوية عن السلطة الظاهرية الدنيوية بشروط تضمنتها وثيقة الهدنة التي عقدها مع معاوية لعنه الله على ساحة المعركة العسكرية فإنه عليه السلام بقي يحارب معاوية على ميدان القيم الاسلامية واستمر في الدعوة الى دين جده الحق وفضح معاوية وقومه كما صنع جده المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم حين استمر خلال فترة الصلح التي عقدها مع قريش في محاربة قريش على ميدان المباديء والدعوة الى دين الله وبيان زيف الكفر واهله.
كان امير المؤمنين علي عليه السلام ممانعا لحكومة السقيفة و مضى عليه السلام في ممانعته حتى بعد أن لم يجد عدة اربعين رجلا التي اشترطها عليه رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ليقود انقلابا على حكومة السقيفة وقد خططت حكومة السقيفة لقتله عليه السلام غيلة ذات مرة على يد الوغد الفاسق سيف إبليس المسلول خالد ابن الوليد لعنه الله غير أنّ محاولتهم باءت بالفشل. كذلك كان الحسن عليه السلام ممانعا لحكومة معاوية لعنه الله على ميدان الشرع والمباديء واستمر في فضحه حتى قضى فداه روحي مسموما مظلوما بتدبير من معاوية لعنه الله وحزبه
لكن حينما وصلت الخلافة الإلهية للحسين عليه السلام , لماذا كان لا بد من أن يُراق دم بقداسة دم الحسين عليه السلام في تلك المرحلة والحقبة الحرجة من تاريخ الأمة في مواجهة طاغوت ذلك العصر؟
سيد الشهداء عليه السلام بنفسه فداه روحي يجيب على ذلك بقوله:
(يزيد رجل فاسق شارب الخمر قاتل النفس المحترمة "معلن" بالفسق ومثلي لا يبايع مثله)
هل لكون يزيد لعنه الله رجلا مجاهرا بالفسق كان لا بد أن يثور الحسين عليه؟ هل هذا هو السبب؟
كلا ليس هذا هو السبب "لذاته"!
وإنما لكون هذه الأمة البائسة النائمة لم يوقظها من رقدتها حتى هذا الفاسق الفاجر المعلن بالفسق!
إذا كان الخبثاء الارجاس الذين سبقوه رغم ما ارتكبوه من جرائم و اقترفوه من مظالم قد تعامت هذه الأمة عن غيهم وخدعت ذاتها إيثارا للسلامة و أقنعت نفسها بالاكتفاء بما كانوا يظهرونه من قشور الدين فاستمرت في خذلان عترة نبيها الاطهار عليهم السلام فهل مثل يزيد يمكن لأحد ان يدعي بأنه قد خُدع به؟
إذا كان يزيد المعلن للفسق والفجور لم يحمل الامة المنكوبة على التنبه الى الحال التي اوصلتهم إليها حكومة السقيفة حيث انتهى بهم الحال الى أن يكونوا اُلعوبة بيد طائش فاجر مجاهر بفسقه وفجوره كيزيد لعنه الله فما الذي يمكن أن ينبههم بعد هذا؟
إذا كان حتى يزيد الخنا والفجور الذي ليس لأحد أن يشك لحظة في مجاهرته بالعربدة والفسق لم يجعلهم يستيقنون أنّ طريق محمد وعترته الاطهار عليهم السلام هو طريق وخط لا يلتقي إطلاقا مع خط السقيفة فمتى يستيقنون؟
حينها كان لا بد من صدمة تهز وجدان وضمير الأمة لتستفيق من رقدتها وتستيقن انّ هاهنا خطان ومنهجان لا يلتقيان (السقيفة و العترة الطاهرة)
فشاء الله تعالى أن يكون دم الحسين عليه السلام هو المداد السماوي الذي يرسم بجلاء الخط الفاصل بين منهج الادعياء ومنهج الاطهار النجباء..
ثار الحسين عليه السلام لرفع الذلة الدينية عن هذه الامة التي طمس الطواغيت معالم دينها. من معالم الدين بلا شك "الجهر بالبراءة"
قال سيد الشهداء عليه السلاماللهم إنك تعلم انه لم يكن ما كان منّا تنافساً في سلطان، ولا التماساً من فضول الحطام؛ ولكن "لنُريَ المعالم من دينك")
في الواقع الحسين عليه السلام خرج ثائرا على الذلة الدينية التي تمثلت في هيمنة الاسلام البكري الأموي وتفشيه الذي أفضى إلى تواري معالم الدين الحق وانزواء الاسلام المحمدي العلوي.
الحسين ثار ليوقظ الأمة من سكرتها ويخلصها من الذلة الدينية التي ترزح تحتها ويعيدها إلى "الدين" الذي به عزتها, الى دين جده المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم
قال فداه ارواح العالمين : (وانما خرجت لطلب الاصلاح في أُمة جدي )
هناك في تلك الثورة الخالدة فضح أبا بكر وعمر و أسقطهما
"الحسين أراد أن يعلمنا من أين نبدأ وعلى من يجب أن نثور"
لقد رسم لنا سيد الشهداء المنهج وخطّ لنا الطريق ودماؤه الطاهرة تنزف بعد أن أصاب السهم المثلث قلبه الشريف, فقال بعد أن خضب رأسه ولحيته بدمائة الزاكية : ( هكذا أكون حتى ألقى جدي رسول اللّه ، وأنا مخضوب بدمي , وأقول : يا رسول اللّه قتلني أبو بكر وعمر)
هؤلاء الذين يريدنا الحسين عليه السلام ان نثور عليهم ونسقطهم قبل أن نثور على طواغيت العرب والعجم في كل زمان ومكان.
الحسين عليه السلام خليفة الله على ارضه وهو يعلم فداه ارواح العالمين أنّ العدالة المطلقة وحكومة الله تعالى على أرضه لا يمكن أن يقيمها الا الامام المعصوم وهذا ليس سواه هو بأبي وامي
الحسين ثائر ضد الظلم ولكن اي ظلم؟ الظلم الذي كان سببه تنحية الخلفاء الشرعيين من آل محمد وهو بأبي وامي ثالثهم عليهم السلام.
ج4 من خرج مع الحسين عليه السلام من أهل بيته وأصحابه قد كانوا يعلمون أنهم ماضون للشهادة وخرجوا مع إمامهم الحسين عليهم السلام الذي يؤمنون بعصمته ففازوا بشرف الدنيا والآخرة ونصروا سيد شباب اهل الجنة صلوات الله وسلامه عليه. اما نساؤه وأطفاله أخرجهم معه لتنكشف للعالم بما لا يدع مجالا للشك حقيقة من يحملون إسلام ابي بكر وعمر وانهم كفرة بلا دين ولا قيم ولا مباديء ولا شرف.
فلو قيل ذبحوا الحسين عليه السلام واهل بيته من اجل السلطة فما ذنب وجرم نساء وحريم آل رسول الله وأطفالهم؟ حتى هؤلاء لم يرعوا لهم حرمة. كان دور سبايا آل رسول الله محوريا من الناحية الاعلامية في ايصال صوت الثورة فقد وقفت زينب عليها السلام في مجلس يزيد الخنا والفجور وخطبت وأيقظت الضمائر كما أنّ سوق نساء واطفال آل رسول الله سبايا أسهم في تثبيت الواقعة وإلا لسعوا إلى طمس جريمتهم ولا تستبعد أن يقولوا بأنّ الحسين عليه السلام ذهب كربلاء فمات حتف أنفه على أثر إصابته بالزكام!
ج5 من قال ليس لدينا دليل على مسؤولية يزيد لعنه الله في قتل الحسين عليه السلام؟ دونك زيارة عاشوراء التي ورد فيها لعنه فكيف لا يكون مسؤولا عن قتل سيد الشهداء عليه لسلام؟
دونكم هذا الحديث الشريف المروي عن جعفر الصادق عليه السلام وفيه يقول بالنص أنّ يزيد لعنه الله قد قاتلَ الحسين عليه السلام فكيف لا يكون مسؤولا عن قتله؟
عن الإمام الصادق عليه السلام قال: ( إنا وآل أبي سفيان أهل بيتين تعادينا في الله . قلنا صدق الله وقالوا كذب الله . قاتل أبو سفيان رسول الله صلى الله عليه وآله وقاتل معاوية بن أبي سفيان علياً بن أبي طالب عليه السلام وقاتل يزيد بن معاوية الحسين بن علي عليه السلام والسفياني يقاتل القائم عليه السلام )
( البحار:52/90 )
اقول /
بكى يعقوب على يوسف (عليهما السلام) وهما نبيان حيث يقول سبحانه(وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم)
يوسف/84
هذا ويوسف ع لم يكن ميتا فكيف بالامام الحسين الشهيد الذي استشهد في سبيل الدين والبشرية
الايجوز البكاء عليه
الأسئلة هي:
هل خروج الحسين لكربلاء وقتله هناك عز للإسلام والمسلمين أم ذل للإسلام والمسلمين ؟
إن قلت عز للإسلام سأقول لك ولماذا تبكي على يوم فيه عز للإسلام والمسلمين أيسوؤك أن ترى عز للإسلام؟
وإن قلت ذلاً للإسلام والمسلمين سأقول لك وهل نسمي الحسين مذل الإسلام والمسلمين؟
( لأن الحسين في معتقدك أيها الشيعي يعلم الغيب ومنها يكون الحسين قد علم أنه سيذل الإسلام والمسلمين .
مالذي استفاده الحسين رضي الله عنه من الخروج لكربلاء والموت هناك؟
إن قلت خرج ليثور على الظلم فسأقول لك ولماذا لم يخرج أبوه علي بن أبي طالب على من ظلموه ؟ إما أن الحسين أعلم من أبيه أو أن أبيه لم يتعرض للظلم أو أن علي لم يكن شجاعاً ليثور على الظلم ؟
ولماذا لم يخرج أخوه الحسن على معاوية بل صالحه وسلمه البلاد والعباد فأي الثلاثة كان مصيباً ؟
لماذا أخذ الحسين معه النساء والأطفال لكربلاء؟
إن قلت أنه لم يكن يعلم ما سيحصل لهم سأقول لك لقد نسفت العصمة المزعومة التي تقول أن الحسين يعلم الغيب.
وإن قلت أنه يعلم فسأقول لك هل خرج الحسين ليقتل أبناؤه ؟
وإن قلت أن الحسين خرج لينقذ الإسلام كما يردد علمائك فسأقول لك وهل كان الإسلام منحرفاً في عهد الحسن ؟ وهل كان الإسلام منحرفاً في عهد علي؟
ولماذا لم يخرجا لإعادة الإسلام؟
فأما أن تشهد بعدالة الخلفاء وصدقهم ورضى علي بهم أو تشهد بخيانة علي والحسن للإسلام
من قتل الحسين ؟
إن قلت يزيد بن معاوية سأطالبك بدليل صحيح من كتبك ( لاتتعب نفسك بالبحث فلا يوجد دليل في كتبك يثبت أن يزيد قتله أو أمر بقتله
الجواب :
ج1 وهل بكى رسول الله صلى الله عليه وآله على سبطه الحسين وأبدى الجزع عليه لدرجة أنه حثى التراب على رأسه كما تذكر مصادر القوم لأنه سيذل الاسلام؟ ماهذا المنطق؟
الآن الآن أيوجد على ظهر البسيطة مسلم سوي الفطرة حين يستذكر كسر رباعية رسول الله في غزوة أحد لا تغرورق عيناه بالدمع ويجهش بالبكاء؟! أمن عاقل يعترض ويقول له كيف تبكي فرسول الله اعز الاسلام وهو في الجنة؟!!!
فما الرابط بين البكاء على سبط رسول الله وما جرى عليه من ظلم وعدوان بوصفه سلوكا إيمانيا فطريا سويا وبين كون نهضته العظيمة أعزت الاسلام؟
:
فاعلم أن أول من أقام مجلس عزاء على الحسين (عليه السلام) هو جده رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولم يلطم بل قام بما هو أعظم حيث ذكر البخاري وكذا الترمذي والطبراني والحاكم وغيرهم من محدّثي أهل العامة يروون عن سلمى أنها دخلت على أم سلمة (رضوان الله تعالى عليها) وهي تبكي فسألتها: ما يبكيكِ؟ فقالت: ”رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وعلى رأسه ولحيته التراب! قال: شهدتُ قتل الحسين آنفا“! (التاريخ الكبير للبخاري ج3 ص324 وسنن الترمذي ج5 ص323 والمعجم الكبير للطبراني ج23 ص373 ومستدرك الحاكم ج4 ص19
ج2 سؤال عجيب! لو لم يكن من فائدة لنهضة وخروج سيد الشهداء عليه السلام لما كان يرى الى اليوم شيعة رافضة يحاورهم ويتوجه لهم بالسؤال.
ج3 هذا وهم, فمن قال له انّ امير المؤمنين عليه السلام والحسن عليهما السلام لم يثورا ولم يكونا يمثلان المعارضة الاسلامية للحكومات الانقلابية؟ شكلُ الثورة وشكل المعارضة كان يتخذ طابعا معينا واسلوبا يتناسب مع المرحلة التي عاصرها كل من الامامين علي عليه السلام والحسن المحتبى عليه السلام
الحسين كان يرفض مبايعة يزيد لعنه الله والا عتراف بشرعية حكومته شأنه في ذلك شأن والده الكرار عليه السلام واخيه الحسن عليه السلام حيث أنّه بعد أن نزل لمعاوية عن السلطة الظاهرية الدنيوية بشروط تضمنتها وثيقة الهدنة التي عقدها مع معاوية لعنه الله على ساحة المعركة العسكرية فإنه عليه السلام بقي يحارب معاوية على ميدان القيم الاسلامية واستمر في الدعوة الى دين جده الحق وفضح معاوية وقومه كما صنع جده المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم حين استمر خلال فترة الصلح التي عقدها مع قريش في محاربة قريش على ميدان المباديء والدعوة الى دين الله وبيان زيف الكفر واهله.
كان امير المؤمنين علي عليه السلام ممانعا لحكومة السقيفة و مضى عليه السلام في ممانعته حتى بعد أن لم يجد عدة اربعين رجلا التي اشترطها عليه رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ليقود انقلابا على حكومة السقيفة وقد خططت حكومة السقيفة لقتله عليه السلام غيلة ذات مرة على يد الوغد الفاسق سيف إبليس المسلول خالد ابن الوليد لعنه الله غير أنّ محاولتهم باءت بالفشل. كذلك كان الحسن عليه السلام ممانعا لحكومة معاوية لعنه الله على ميدان الشرع والمباديء واستمر في فضحه حتى قضى فداه روحي مسموما مظلوما بتدبير من معاوية لعنه الله وحزبه
لكن حينما وصلت الخلافة الإلهية للحسين عليه السلام , لماذا كان لا بد من أن يُراق دم بقداسة دم الحسين عليه السلام في تلك المرحلة والحقبة الحرجة من تاريخ الأمة في مواجهة طاغوت ذلك العصر؟
سيد الشهداء عليه السلام بنفسه فداه روحي يجيب على ذلك بقوله:
(يزيد رجل فاسق شارب الخمر قاتل النفس المحترمة "معلن" بالفسق ومثلي لا يبايع مثله)
هل لكون يزيد لعنه الله رجلا مجاهرا بالفسق كان لا بد أن يثور الحسين عليه؟ هل هذا هو السبب؟
كلا ليس هذا هو السبب "لذاته"!
وإنما لكون هذه الأمة البائسة النائمة لم يوقظها من رقدتها حتى هذا الفاسق الفاجر المعلن بالفسق!
إذا كان الخبثاء الارجاس الذين سبقوه رغم ما ارتكبوه من جرائم و اقترفوه من مظالم قد تعامت هذه الأمة عن غيهم وخدعت ذاتها إيثارا للسلامة و أقنعت نفسها بالاكتفاء بما كانوا يظهرونه من قشور الدين فاستمرت في خذلان عترة نبيها الاطهار عليهم السلام فهل مثل يزيد يمكن لأحد ان يدعي بأنه قد خُدع به؟
إذا كان يزيد المعلن للفسق والفجور لم يحمل الامة المنكوبة على التنبه الى الحال التي اوصلتهم إليها حكومة السقيفة حيث انتهى بهم الحال الى أن يكونوا اُلعوبة بيد طائش فاجر مجاهر بفسقه وفجوره كيزيد لعنه الله فما الذي يمكن أن ينبههم بعد هذا؟
إذا كان حتى يزيد الخنا والفجور الذي ليس لأحد أن يشك لحظة في مجاهرته بالعربدة والفسق لم يجعلهم يستيقنون أنّ طريق محمد وعترته الاطهار عليهم السلام هو طريق وخط لا يلتقي إطلاقا مع خط السقيفة فمتى يستيقنون؟
حينها كان لا بد من صدمة تهز وجدان وضمير الأمة لتستفيق من رقدتها وتستيقن انّ هاهنا خطان ومنهجان لا يلتقيان (السقيفة و العترة الطاهرة)
فشاء الله تعالى أن يكون دم الحسين عليه السلام هو المداد السماوي الذي يرسم بجلاء الخط الفاصل بين منهج الادعياء ومنهج الاطهار النجباء..
ثار الحسين عليه السلام لرفع الذلة الدينية عن هذه الامة التي طمس الطواغيت معالم دينها. من معالم الدين بلا شك "الجهر بالبراءة"
قال سيد الشهداء عليه السلاماللهم إنك تعلم انه لم يكن ما كان منّا تنافساً في سلطان، ولا التماساً من فضول الحطام؛ ولكن "لنُريَ المعالم من دينك")
في الواقع الحسين عليه السلام خرج ثائرا على الذلة الدينية التي تمثلت في هيمنة الاسلام البكري الأموي وتفشيه الذي أفضى إلى تواري معالم الدين الحق وانزواء الاسلام المحمدي العلوي.
الحسين ثار ليوقظ الأمة من سكرتها ويخلصها من الذلة الدينية التي ترزح تحتها ويعيدها إلى "الدين" الذي به عزتها, الى دين جده المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم
قال فداه ارواح العالمين : (وانما خرجت لطلب الاصلاح في أُمة جدي )
هناك في تلك الثورة الخالدة فضح أبا بكر وعمر و أسقطهما
"الحسين أراد أن يعلمنا من أين نبدأ وعلى من يجب أن نثور"
لقد رسم لنا سيد الشهداء المنهج وخطّ لنا الطريق ودماؤه الطاهرة تنزف بعد أن أصاب السهم المثلث قلبه الشريف, فقال بعد أن خضب رأسه ولحيته بدمائة الزاكية : ( هكذا أكون حتى ألقى جدي رسول اللّه ، وأنا مخضوب بدمي , وأقول : يا رسول اللّه قتلني أبو بكر وعمر)
هؤلاء الذين يريدنا الحسين عليه السلام ان نثور عليهم ونسقطهم قبل أن نثور على طواغيت العرب والعجم في كل زمان ومكان.
الحسين عليه السلام خليفة الله على ارضه وهو يعلم فداه ارواح العالمين أنّ العدالة المطلقة وحكومة الله تعالى على أرضه لا يمكن أن يقيمها الا الامام المعصوم وهذا ليس سواه هو بأبي وامي
الحسين ثائر ضد الظلم ولكن اي ظلم؟ الظلم الذي كان سببه تنحية الخلفاء الشرعيين من آل محمد وهو بأبي وامي ثالثهم عليهم السلام.
ج4 من خرج مع الحسين عليه السلام من أهل بيته وأصحابه قد كانوا يعلمون أنهم ماضون للشهادة وخرجوا مع إمامهم الحسين عليهم السلام الذي يؤمنون بعصمته ففازوا بشرف الدنيا والآخرة ونصروا سيد شباب اهل الجنة صلوات الله وسلامه عليه. اما نساؤه وأطفاله أخرجهم معه لتنكشف للعالم بما لا يدع مجالا للشك حقيقة من يحملون إسلام ابي بكر وعمر وانهم كفرة بلا دين ولا قيم ولا مباديء ولا شرف.
فلو قيل ذبحوا الحسين عليه السلام واهل بيته من اجل السلطة فما ذنب وجرم نساء وحريم آل رسول الله وأطفالهم؟ حتى هؤلاء لم يرعوا لهم حرمة. كان دور سبايا آل رسول الله محوريا من الناحية الاعلامية في ايصال صوت الثورة فقد وقفت زينب عليها السلام في مجلس يزيد الخنا والفجور وخطبت وأيقظت الضمائر كما أنّ سوق نساء واطفال آل رسول الله سبايا أسهم في تثبيت الواقعة وإلا لسعوا إلى طمس جريمتهم ولا تستبعد أن يقولوا بأنّ الحسين عليه السلام ذهب كربلاء فمات حتف أنفه على أثر إصابته بالزكام!
ج5 من قال ليس لدينا دليل على مسؤولية يزيد لعنه الله في قتل الحسين عليه السلام؟ دونك زيارة عاشوراء التي ورد فيها لعنه فكيف لا يكون مسؤولا عن قتل سيد الشهداء عليه لسلام؟
دونكم هذا الحديث الشريف المروي عن جعفر الصادق عليه السلام وفيه يقول بالنص أنّ يزيد لعنه الله قد قاتلَ الحسين عليه السلام فكيف لا يكون مسؤولا عن قتله؟
عن الإمام الصادق عليه السلام قال: ( إنا وآل أبي سفيان أهل بيتين تعادينا في الله . قلنا صدق الله وقالوا كذب الله . قاتل أبو سفيان رسول الله صلى الله عليه وآله وقاتل معاوية بن أبي سفيان علياً بن أبي طالب عليه السلام وقاتل يزيد بن معاوية الحسين بن علي عليه السلام والسفياني يقاتل القائم عليه السلام )
( البحار:52/90 )
اقول /
بكى يعقوب على يوسف (عليهما السلام) وهما نبيان حيث يقول سبحانه(وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم)
يوسف/84
هذا ويوسف ع لم يكن ميتا فكيف بالامام الحسين الشهيد الذي استشهد في سبيل الدين والبشرية
الايجوز البكاء عليه
تعليق