بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
يحكى في الأدب الشرقي القديم، إن شاباً يدعى ياماها، وهو الابن الوحيد لملك التبت غرب الصين، وكان ياماها شابًا خلوقا وهادئا محباً للخير، بعكس أبيه الملك الشرس الظالم، فقد كان يسرق محاصيل الشعب ويقاسمهم أرباح تجارتهم ويستعبدهم ويذلهم، ويحلق رؤوسهم كعلامة لعبوديتهم، ويأمرهم بالسجود له قسراً وعدوانا.
ناضل ياماها الشاب ضد دولة أبيه سراً وخفية، مطالباً بتحقيق الحرية ونشرها، وعدم استعباد الناس لكونهم فقراء، وكان حليق الرأس تواضعاً كالفقراء والعبيد، ويمارس عبادة التأمل والتفكير فوق الجبل آخر الليل، والنضال المسلح في النهار، دون علم والده الذي ظن إنه مازال يدرس عند المملكة المجاورة، وإنه سيعود بعد سنوات، فأستحوذ على قلوب الناس وخاصة الفقراء، فمكث بعضهم يتعبد معه فوق الجبال، بعبادة ورياضة التأمل الروحي « اليوجا » وفي النهار يقودهم للنضال المسلح.
دام الصراع المرير بين الدولة بقيادة أبيه ووزيره الماكر من جهة، والفقراء والعباد القديسين بقيادة ياماها من جهة أخرى، ولمدة ثلاثون سنة، حتى أنتشر صيته وذاع أسمه بين الناس في كل أرجاء الصين والتبت وشرق الهند، حتى أصبح معظم الشعب يتبعه فكراً ويحلف باسمه، أما الملك والوزير قد صعقا ولم يصدقا ما سمعا، إن أبن الملك يناضل ضد أبيه ويعصيه ويحاربه! فأمر الملك بطلب رأسه حياً أو ميتاً، ووضع الجوائز القيمة، وأسس الوزير مجموعة أسمها « فرقة الصيد »، فبدأت المطاردة لياماها واستمرت لعدة سنوات، حتى شاهدوه يوماً في مزرعة يلقي المواعظ، فحوصر بإحكام، فقابل قطيع البقر، فسجدت له إحداهن، فأضطر إلى تحوير نفسه إلى بقرة، وزج بنفسه داخل القطيع، فأمر الوزير بقتل الأبقار الموجودة في البلاد، حتى قضي على معظمها، واضطر الناس إلي إخفاء أبقارهم في أماكن خاصة.
أغتاظ الشعب وعبأ نفسه، وقام بثورة ضد الملك وأنتصر أخيراً، فأصبح السلام يعم البلاد، وعين حاكماً دينياً من تلاميذ ياماها لحكم بلاد التبت، وبقيّ طلبته يكتبون عنه مواعظه وحكمه، وكتب الكثير ممن آتى بعده الكتب الدينية التي تجمع مواعظ وحكم ياماها، فاتخذوا الجبل معبداً كبيراً، وتحول الناس من الإعجاب به إلى عبادته. مع مرور الزمن ذهب بعض تلاميذه لنشر علومه ودينه الجديد إلى بلاد الصين الشرقية ومنغولياً، وآمنوا إن الله الخالق موجود، لكن على صورة ياماها في الأرض، فسموه هناك بـ - بوذا - أي بو وتعني الرب، وذا وتعني الرحيم، فصنعوا له التماثيل والأصنام، وتطور وتفرع مع الزمن إلى عدة أديان ومذاهب وأفكار، فمنهم جعله على صورة إنسان يملك أربعة أيدي «يد العطاء الماء، ويد السلام التراب، ويد القوة النار، ويد الحساب الهواء».
في العصر الحاضر أصبح ياماها أب الديانة الهندوسية الهندية، فاختلقوا القصص والروايات، وكتبوا الكتب الدينية، فنقلوا عنه وآمنوا به كمن سبقهم من البوذيين، وقالوا إن ياماها يتجسد في رسله الهندوس بالتناسخ، وآخرهم الرسول الحادي عشر كريشنا، الذي يحمل المزمار ويرعى الغنم ويبتسم للجميع، والرسول المدعي ساي بابا بربوبيته الحادية والخمسين، وإنه يغفر الذنوب ويجلب الرزق.
خلاصة القول، إن معظم الأديان هذه الأيام تنشد الخلاص وتدعوا له، فالموروث أخبر إن علامات ظهور المخلص كثيرة، ومنها إن قبل خروجه تعم الفوضى الأرض، فتختلف المنابر والأعناق، وتنتشر الحروب بين الشعوب، وتستباح الحرمات، ويكثر الهرج في السماء « الإعلام »، والمرج في الأرض « الـقــتـل »، وفيه تهاجر الشعوب ديارها، ويكثر النفي والسبي على الهوية، ويقصى المخالفين، وإذا تحقق هذا، يزداد شبق الانتظار والدعاء بين الناس، فترى كل إنسان ينتظر المخلص الذي رسمه في عقله من تعاليم دينه ومعتقداته وثقافته، فالمسيحيون ينتظرون يسوع المخلص ، واليهود ينتظرون رجل من آل داوود يحكم العالم ويعيد عزهم ومجدهم تحت قبة الهيكل، ويستعبد جميع الشعوب ويسخرهم لخدمتهم، والهندوس والبوذيون ينتظرون كريشنا الأب ياماها، وعبدة النار ينتظرون إبراهيم ، ليخرج من النار ويطفأها من القلوب ويقتل الشيطان، ويعم السلام في الأرض منذ أن أشعلها الملك نمرود زعيم الشر، والمسلمون بكل مللهم ونحلهم ينتظرون المهدي الموعود عجل الله فرجه وسهل مخرجه، ليحقق مراد السماء ووعد الأنبياء، وليقضي على الجبابرة العتاة من اليهود، ويحرر بيت المقدس، ويملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجورا.
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
يحكى في الأدب الشرقي القديم، إن شاباً يدعى ياماها، وهو الابن الوحيد لملك التبت غرب الصين، وكان ياماها شابًا خلوقا وهادئا محباً للخير، بعكس أبيه الملك الشرس الظالم، فقد كان يسرق محاصيل الشعب ويقاسمهم أرباح تجارتهم ويستعبدهم ويذلهم، ويحلق رؤوسهم كعلامة لعبوديتهم، ويأمرهم بالسجود له قسراً وعدوانا.
ناضل ياماها الشاب ضد دولة أبيه سراً وخفية، مطالباً بتحقيق الحرية ونشرها، وعدم استعباد الناس لكونهم فقراء، وكان حليق الرأس تواضعاً كالفقراء والعبيد، ويمارس عبادة التأمل والتفكير فوق الجبل آخر الليل، والنضال المسلح في النهار، دون علم والده الذي ظن إنه مازال يدرس عند المملكة المجاورة، وإنه سيعود بعد سنوات، فأستحوذ على قلوب الناس وخاصة الفقراء، فمكث بعضهم يتعبد معه فوق الجبال، بعبادة ورياضة التأمل الروحي « اليوجا » وفي النهار يقودهم للنضال المسلح.
دام الصراع المرير بين الدولة بقيادة أبيه ووزيره الماكر من جهة، والفقراء والعباد القديسين بقيادة ياماها من جهة أخرى، ولمدة ثلاثون سنة، حتى أنتشر صيته وذاع أسمه بين الناس في كل أرجاء الصين والتبت وشرق الهند، حتى أصبح معظم الشعب يتبعه فكراً ويحلف باسمه، أما الملك والوزير قد صعقا ولم يصدقا ما سمعا، إن أبن الملك يناضل ضد أبيه ويعصيه ويحاربه! فأمر الملك بطلب رأسه حياً أو ميتاً، ووضع الجوائز القيمة، وأسس الوزير مجموعة أسمها « فرقة الصيد »، فبدأت المطاردة لياماها واستمرت لعدة سنوات، حتى شاهدوه يوماً في مزرعة يلقي المواعظ، فحوصر بإحكام، فقابل قطيع البقر، فسجدت له إحداهن، فأضطر إلى تحوير نفسه إلى بقرة، وزج بنفسه داخل القطيع، فأمر الوزير بقتل الأبقار الموجودة في البلاد، حتى قضي على معظمها، واضطر الناس إلي إخفاء أبقارهم في أماكن خاصة.
أغتاظ الشعب وعبأ نفسه، وقام بثورة ضد الملك وأنتصر أخيراً، فأصبح السلام يعم البلاد، وعين حاكماً دينياً من تلاميذ ياماها لحكم بلاد التبت، وبقيّ طلبته يكتبون عنه مواعظه وحكمه، وكتب الكثير ممن آتى بعده الكتب الدينية التي تجمع مواعظ وحكم ياماها، فاتخذوا الجبل معبداً كبيراً، وتحول الناس من الإعجاب به إلى عبادته. مع مرور الزمن ذهب بعض تلاميذه لنشر علومه ودينه الجديد إلى بلاد الصين الشرقية ومنغولياً، وآمنوا إن الله الخالق موجود، لكن على صورة ياماها في الأرض، فسموه هناك بـ - بوذا - أي بو وتعني الرب، وذا وتعني الرحيم، فصنعوا له التماثيل والأصنام، وتطور وتفرع مع الزمن إلى عدة أديان ومذاهب وأفكار، فمنهم جعله على صورة إنسان يملك أربعة أيدي «يد العطاء الماء، ويد السلام التراب، ويد القوة النار، ويد الحساب الهواء».
في العصر الحاضر أصبح ياماها أب الديانة الهندوسية الهندية، فاختلقوا القصص والروايات، وكتبوا الكتب الدينية، فنقلوا عنه وآمنوا به كمن سبقهم من البوذيين، وقالوا إن ياماها يتجسد في رسله الهندوس بالتناسخ، وآخرهم الرسول الحادي عشر كريشنا، الذي يحمل المزمار ويرعى الغنم ويبتسم للجميع، والرسول المدعي ساي بابا بربوبيته الحادية والخمسين، وإنه يغفر الذنوب ويجلب الرزق.
خلاصة القول، إن معظم الأديان هذه الأيام تنشد الخلاص وتدعوا له، فالموروث أخبر إن علامات ظهور المخلص كثيرة، ومنها إن قبل خروجه تعم الفوضى الأرض، فتختلف المنابر والأعناق، وتنتشر الحروب بين الشعوب، وتستباح الحرمات، ويكثر الهرج في السماء « الإعلام »، والمرج في الأرض « الـقــتـل »، وفيه تهاجر الشعوب ديارها، ويكثر النفي والسبي على الهوية، ويقصى المخالفين، وإذا تحقق هذا، يزداد شبق الانتظار والدعاء بين الناس، فترى كل إنسان ينتظر المخلص الذي رسمه في عقله من تعاليم دينه ومعتقداته وثقافته، فالمسيحيون ينتظرون يسوع المخلص ، واليهود ينتظرون رجل من آل داوود يحكم العالم ويعيد عزهم ومجدهم تحت قبة الهيكل، ويستعبد جميع الشعوب ويسخرهم لخدمتهم، والهندوس والبوذيون ينتظرون كريشنا الأب ياماها، وعبدة النار ينتظرون إبراهيم ، ليخرج من النار ويطفأها من القلوب ويقتل الشيطان، ويعم السلام في الأرض منذ أن أشعلها الملك نمرود زعيم الشر، والمسلمون بكل مللهم ونحلهم ينتظرون المهدي الموعود عجل الله فرجه وسهل مخرجه، ليحقق مراد السماء ووعد الأنبياء، وليقضي على الجبابرة العتاة من اليهود، ويحرر بيت المقدس، ويملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجورا.
تعليق