بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمد خاتم النبيين وسيد المرسلين وحبيب رب العالمين وعلى آله الطيبين الطاهرين …
قال تعالى : { وما ارسلناك إلا رحمة للعالمين } [الانبياء : 107]
هذه الآية المباركة تقول ان عامة البشر في الدنيا سواء كان الكافر منهم والمؤمن ، مشمولين لرحمتك لانك تكفلت بنشر الدين الذي ينقذ الجميع ، فإذا كان جماعة قد انتفعوا به وآخرون لم ينتفعوا فأن ذلك يتعلق بهم أنفسهم ، ولا يخدش في عمومية الرحمة .
ان التعبير بـ " العالمين " تشمل عموم البشر وعلى امتداد الإعصار والقرون ، بمعنى آخر جميع الامم والقوميات والأديان مشمولين بهذه الرحمة ، وبمعنى اقرب ان دين الاسلام دين اممي او عالمي .. ولهذا يعتبرون هذه الآية المباركة إشارة الى خاتمية نبي الاسلام (صلى الله عليه وآله) ، لان وجوده رحمة وقدوة لكل الناس الى نهاية الدنيا ، حتى ان هذه الرحمة تشمل المُلائكة ايضاً .
ففي حديث شريف رويّ عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ؛ لّما نزلت هذه الآية سأل النبي جبرائيل فقال : " هل أصابك من هذه الرحمة شيء ؟ " قال جبرائيل : " نعم ؛ اني كنت اخشى عاقبة الأمور ، فأمنت بك لمّا اثنى الله عليّ بقوله عند ذي العرش مكين " [مجمع البيان ذيل الآية مورد البحث] .
وعلى كل حال في دنيا اليوم يكثر الفساد والاستبداد في كل جانب ، ونيران الحروب مستعرة في كل جهة ، وأخذت قبضات الجبارين العتاة بانفاس المستضعفين المظلومين في الدنيا الغارقة في الجهل وفساد الأخلاق والخيانة والظلم والجور ..
اجل في مثل هذه الدنيا سيتضح اكثر فاكثر معنى كوّن النبي رحمة للعالمين ، وأي رحمة أسمى من انه أتى بدين اذا عمل به فانه يعني نهاية كل المآسي والنكبات والايام السوداء .
لهذا فان الاسلام ونبيه محمد (صلى الله عليه وآله) حورب من بداية بزوغ نور دعوته المباركة للإسلام ولحد الآن ..
المصدر: (تفسير الأمثل)
نسألكم الدعـــــاء
تعليق