بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
( مسألة 16 ) : الأعلم هو: الأقدر على استنباط الأحكام ، وذلك بأن يكون أكثر إحاطة بالمدارك وبتطبيقاتها من غيره، بحيث يوجب صرف الريبة الحاصلة من العلم بالمخالفة إلى فتوى غيره.
——————————————
الشرح . تكرر ذكر المجتهد الأعلم(1) في المسائل السابقة فمن هو المقصود بالأعلم ؟
الأعلم : هو الأكثر قدرة من باقي المجتهدين على استنباط (استخراج) الأحكام التي يحتاجها المكلف في عباداته ومعاملاته ، وذلك بان يكون أكثر علما من غيره بالمدارك( الأدلة التي يعتمد عليها المجتهد في فتواه وهي الكتاب والسنة والعقل والإجماع) ، وكذلك يكون اقدر من غيره على تطبيق القواعد العامة على مصاديقها ، بحيث يكون تفوقه على غيره في الإحاطة بأدلة الأحكام وتطبيقاتها يوجب صرف الريبة (الشك) الحاصلة من العلم بمخالفة فتواه لفتوى غيره
مثاله:
إنني عندما اعلم أن زيد يقول بجواز التدخين مثلا واعلم إن خالد يقول بحرمته فان قول خالد هذا يولد في نفسي (شك باحتمالية خطأ زيد في فتواه) ولكن إذا كان زيد اعلم من خالد بدرجة كبيرة فان أعلمية زيد هذه تصرف عن نفسي شكها وريبتها بكون زيد مخطيءً واطمأن بصحة فتوى زيد .
ملاحظة: قد يكون خالد اعلم من زيد في بعض العلوم التي ليس لها دخل في عملية الاجتهاد (استنباط الحكم) كما لو كان خالد له اطلاع بعلم الطب أو علم الفلك أو الفلسفة أكثر من زيد ولكن هذا لا يؤثر في كون زيد هو المجتهد الأعلم الذي يجب تقليده عند اختلاف المجتهدين بالفتوى لان المهم في تشخيص الأعلم أن يكون اعلم في العلوم التي لها دخل في استنباط الحكم وتطبيقاتها فقط وليس في جميع العلوم.
ألا ترى انك إذا سالت عن طبيب حاذق لتعالج عنده وقيل لك أن (محمداً) أفضل من (علي) في الطب واقدر على تشخيص المرض والعلاج ولكن (علي) امهر من (محمد) في الشعر ولديه شهادة أخرى بالهندسة وخبرة في القانون فأنت بالتأكيد ستذهب إلى (محمد) لأنك ترى أن الهندسة والشعر والقانون ليس لها دخل في تشخيص المرض والعلاج فأنت تبحث عن الأكثر خبرة في الطب وليس الأكثر خبرة بأي شيء
.
الهامش1
عمدة ما يلاحظ فيه الأعلمية أمور ثلاثة : (الأول) العلم بطرق إثبات صدور الرواية ،والدخيل فيه علم الرجال وعلم الحديث بما له من شؤون كمعرفة الكتب ومعرفة الرواية المدسوسة بالاطلاع على دواعي الوضع ...ومعرفة النسخ المختلفة وتميز الأصح عن غيره والخلط الواقع بين متن الحديث وكلام المصنفين ونحو ذلك ... . ( الثاني) فهم المراد من النص بتشخيص القوانين العامة للمحاورة وخصوص طريقة الأئمة عليهم السلام في بيان الأحكام ولعلم الأصول والعلوم الأدبية والاطلاع على أقوال من عاصرهم من فقهاء العامة دخالة تامة في ذلك ( الثالث) استقامة النظر في مرحلة تفريع الفروع على الأصول. (تعليقة السيد السيستاني على العروة ج1 ص13)
. والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
( مسألة 16 ) : الأعلم هو: الأقدر على استنباط الأحكام ، وذلك بأن يكون أكثر إحاطة بالمدارك وبتطبيقاتها من غيره، بحيث يوجب صرف الريبة الحاصلة من العلم بالمخالفة إلى فتوى غيره.
——————————————
الشرح . تكرر ذكر المجتهد الأعلم(1) في المسائل السابقة فمن هو المقصود بالأعلم ؟
الأعلم : هو الأكثر قدرة من باقي المجتهدين على استنباط (استخراج) الأحكام التي يحتاجها المكلف في عباداته ومعاملاته ، وذلك بان يكون أكثر علما من غيره بالمدارك( الأدلة التي يعتمد عليها المجتهد في فتواه وهي الكتاب والسنة والعقل والإجماع) ، وكذلك يكون اقدر من غيره على تطبيق القواعد العامة على مصاديقها ، بحيث يكون تفوقه على غيره في الإحاطة بأدلة الأحكام وتطبيقاتها يوجب صرف الريبة (الشك) الحاصلة من العلم بمخالفة فتواه لفتوى غيره
مثاله:
إنني عندما اعلم أن زيد يقول بجواز التدخين مثلا واعلم إن خالد يقول بحرمته فان قول خالد هذا يولد في نفسي (شك باحتمالية خطأ زيد في فتواه) ولكن إذا كان زيد اعلم من خالد بدرجة كبيرة فان أعلمية زيد هذه تصرف عن نفسي شكها وريبتها بكون زيد مخطيءً واطمأن بصحة فتوى زيد .
ملاحظة: قد يكون خالد اعلم من زيد في بعض العلوم التي ليس لها دخل في عملية الاجتهاد (استنباط الحكم) كما لو كان خالد له اطلاع بعلم الطب أو علم الفلك أو الفلسفة أكثر من زيد ولكن هذا لا يؤثر في كون زيد هو المجتهد الأعلم الذي يجب تقليده عند اختلاف المجتهدين بالفتوى لان المهم في تشخيص الأعلم أن يكون اعلم في العلوم التي لها دخل في استنباط الحكم وتطبيقاتها فقط وليس في جميع العلوم.
ألا ترى انك إذا سالت عن طبيب حاذق لتعالج عنده وقيل لك أن (محمداً) أفضل من (علي) في الطب واقدر على تشخيص المرض والعلاج ولكن (علي) امهر من (محمد) في الشعر ولديه شهادة أخرى بالهندسة وخبرة في القانون فأنت بالتأكيد ستذهب إلى (محمد) لأنك ترى أن الهندسة والشعر والقانون ليس لها دخل في تشخيص المرض والعلاج فأنت تبحث عن الأكثر خبرة في الطب وليس الأكثر خبرة بأي شيء
.
الهامش1
عمدة ما يلاحظ فيه الأعلمية أمور ثلاثة : (الأول) العلم بطرق إثبات صدور الرواية ،والدخيل فيه علم الرجال وعلم الحديث بما له من شؤون كمعرفة الكتب ومعرفة الرواية المدسوسة بالاطلاع على دواعي الوضع ...ومعرفة النسخ المختلفة وتميز الأصح عن غيره والخلط الواقع بين متن الحديث وكلام المصنفين ونحو ذلك ... . ( الثاني) فهم المراد من النص بتشخيص القوانين العامة للمحاورة وخصوص طريقة الأئمة عليهم السلام في بيان الأحكام ولعلم الأصول والعلوم الأدبية والاطلاع على أقوال من عاصرهم من فقهاء العامة دخالة تامة في ذلك ( الثالث) استقامة النظر في مرحلة تفريع الفروع على الأصول. (تعليقة السيد السيستاني على العروة ج1 ص13)
فمثلا ثبت في علم الأصول أن قول الثقة حجة فهذه قاعدة أصولية عامة ، فالمجتهد الأعلم هو الأقدر على تطبيق هذه القاعدة العامة على رواة الحديث لإثبات أن فلان من الرواة ثقة فيمكن الأخذ بروايته ، وفلان ليس بثقة فلا يمكن الاعتماد على روايته. فنلاحظ أن مجرد معرفة القاعدة وإثباتها لا يكفي في الاستنباط بل نحتاج إلى دقة في التطبيق وإلا أصبحت القاعدة بلا فائدة أو قد يقع المجتهد في استنباط خاطئ إذا شخص أن زيداً ثقة واعتمد على روايته واستنبط حكما والحال أن زيداً ليس بثقة فلا يمكن الاعتماد على قوله. وهذا مجرد مثال وإلا فالمجتهد يواجه الكثير من القواعد في مختلف العلوم التي لها دخل في عملية الاستنباط ويحتاج إلى تطبيق دقيق لها على مصادقيها و أفرادها .
تعليق