إرادة التغيير بين الآباء والأبناء
(بعد خمسين عاماً من الآن لن يكون مهماً نوعية السيارة التي تركبها ولا فخامة المنزل الذي تسكنه.. ولكن المهم والأهم هو نوع تربيتك لأطفالك) "الملياردير وارن بافيت ـ ثاني أغنى رجل في العالم".
يوماً بعد يوم تزداد الفجوة الثقافية بين الآباء والأبناء، فالأبناء أسرع تقبلاً للثقافات الجديدة من آبائهم، وهم أكثر حرصاً على التقنية متابعة واستعمالاً، ممّا يولد شعوراً سلبياً لدى الآباء بأحد اتجاهين، إما بمحاولة رفض أفكار أبنائهم المتجددة والضغط عليهم وقسرهم على أن يسيروا على خطى والديهم، وبتحذيرهم من كل جديد من باب الحرص والخوف على مصلحتهم، أو بترك الحبل على الغارب لينتقي الأبناء ما يريدون من كل جديد عن طريق الأصدقاء أو الإنترنت أو الإعلام بكل صورة.
وبين اتجاه محاولة الآباء أن يجعلوا أبناءهم نسخة أخرى منهم، والاتجاه المضاد له، تبرز أهمية تقارب التفكير وإعطاء مساحة للحرية في الاختيار والفعل بين الآباء والأبناء.. ففي بعض الآثار (لا تقسروا أولادكم على أخلاقكم، فإنهم خلقوا لزمان غير زمانكم).
وبين هذين الاتجاهين يظهر أثر التربية الصحيحة التي تراعي التوازن بين المحافظة على القيم والثوابت، والأخذ بالجديد المفيد، والتي تحتّم أن يكون الآباء مواكبين لتفكير أبنائهم، مطّلعين على حاجاتهم النفسية ومتطلبات نموهم وسيرهم في ركاب المجتمع الذي يتسارع التغيير فيه بطريقة لا يمكن وصفها.
فمحيط الأبناء وعلاقاتهم الاجتماعية أكبر مما يتمتع به آباؤهم من خلال احتكاكهم في المدرسة وبقائهم أمام شاشات التلفاز والحاسب فترات طويلة، إضافة إلى أنّ عقولهم وأفكارهم متقدة ويمرون بمراحل وأطوار عقلية ونفسية تدفعهم إلى تجربة كل جديد ومحاولة الخروج عن المألوف لإثبات الذات وإظهار التميز، ورفض الوصاية المباشرة.. ولذا يبقى دور الآباء ـ بالدرجة الأولى ـ هو التوجيه غير المباشر ومحاولة الدخول في محيط الأبناء وفهم طريقة تفكيرهم وإعطاؤهم الفرصة ليكتشفوا العالم من حولهم. ويجب على الآباء أن يسعوا بجد للحاق بركب التطور ومتابعة أبنائهم حتى يتمكنوا من توجيه الأبناء نحو الأخذ بالأفكار الجديدة البناءة، والاستفادة من التقنيات الحديثة في إطار من القيم والثوابت التي تميز الفرد وتبرز هويته الإسلامية، كما تعطي المجال للآباء ليجدوا الإجابات المقنعة تجاه تساؤلات أبنائهم .
وتبقى النقطة الأهم أن تغير الأبناء عن آبائهم ليس سيئاً في كل الأحوال، بل قد يكون ضرورياً لعمارة الأرض وسير عجلة الحياة بطريقة أفضل، كما إنّ هذا التغير فرصة للآباء لمراجعة طريقتهم في التفكير والتربية، فليست التربية العملية سهلة مثل الآراء التنظيرية للتربية.
(بعد خمسين عاماً من الآن لن يكون مهماً نوعية السيارة التي تركبها ولا فخامة المنزل الذي تسكنه.. ولكن المهم والأهم هو نوع تربيتك لأطفالك) "الملياردير وارن بافيت ـ ثاني أغنى رجل في العالم".
يوماً بعد يوم تزداد الفجوة الثقافية بين الآباء والأبناء، فالأبناء أسرع تقبلاً للثقافات الجديدة من آبائهم، وهم أكثر حرصاً على التقنية متابعة واستعمالاً، ممّا يولد شعوراً سلبياً لدى الآباء بأحد اتجاهين، إما بمحاولة رفض أفكار أبنائهم المتجددة والضغط عليهم وقسرهم على أن يسيروا على خطى والديهم، وبتحذيرهم من كل جديد من باب الحرص والخوف على مصلحتهم، أو بترك الحبل على الغارب لينتقي الأبناء ما يريدون من كل جديد عن طريق الأصدقاء أو الإنترنت أو الإعلام بكل صورة.
وبين اتجاه محاولة الآباء أن يجعلوا أبناءهم نسخة أخرى منهم، والاتجاه المضاد له، تبرز أهمية تقارب التفكير وإعطاء مساحة للحرية في الاختيار والفعل بين الآباء والأبناء.. ففي بعض الآثار (لا تقسروا أولادكم على أخلاقكم، فإنهم خلقوا لزمان غير زمانكم).
وبين هذين الاتجاهين يظهر أثر التربية الصحيحة التي تراعي التوازن بين المحافظة على القيم والثوابت، والأخذ بالجديد المفيد، والتي تحتّم أن يكون الآباء مواكبين لتفكير أبنائهم، مطّلعين على حاجاتهم النفسية ومتطلبات نموهم وسيرهم في ركاب المجتمع الذي يتسارع التغيير فيه بطريقة لا يمكن وصفها.
فمحيط الأبناء وعلاقاتهم الاجتماعية أكبر مما يتمتع به آباؤهم من خلال احتكاكهم في المدرسة وبقائهم أمام شاشات التلفاز والحاسب فترات طويلة، إضافة إلى أنّ عقولهم وأفكارهم متقدة ويمرون بمراحل وأطوار عقلية ونفسية تدفعهم إلى تجربة كل جديد ومحاولة الخروج عن المألوف لإثبات الذات وإظهار التميز، ورفض الوصاية المباشرة.. ولذا يبقى دور الآباء ـ بالدرجة الأولى ـ هو التوجيه غير المباشر ومحاولة الدخول في محيط الأبناء وفهم طريقة تفكيرهم وإعطاؤهم الفرصة ليكتشفوا العالم من حولهم. ويجب على الآباء أن يسعوا بجد للحاق بركب التطور ومتابعة أبنائهم حتى يتمكنوا من توجيه الأبناء نحو الأخذ بالأفكار الجديدة البناءة، والاستفادة من التقنيات الحديثة في إطار من القيم والثوابت التي تميز الفرد وتبرز هويته الإسلامية، كما تعطي المجال للآباء ليجدوا الإجابات المقنعة تجاه تساؤلات أبنائهم .
وتبقى النقطة الأهم أن تغير الأبناء عن آبائهم ليس سيئاً في كل الأحوال، بل قد يكون ضرورياً لعمارة الأرض وسير عجلة الحياة بطريقة أفضل، كما إنّ هذا التغير فرصة للآباء لمراجعة طريقتهم في التفكير والتربية، فليست التربية العملية سهلة مثل الآراء التنظيرية للتربية.