اللهم صل على محمد وآل محمد
نص الشبهة:
سيدنا قرأنا الكثير عن فضائل سيدتنا فاطمة الزهراء عليها السلام وما لها من مقام عظيم عند الله وعند الرسول والأئمة عليهم السلام. فقد يقول البعض: بماذا نالت عليها السلام تلك الدرجات العلى. فإن كان لصلاتها وقيامها وصبرها فهذه أمور تعود إليها شخصياً بالنفع. بمعنى آخر: بماذا خدمت الإسلام والمسلمين حتى تنال ذلك الشرف والمقام العظيمين؟ فيقال: بأننا يجب أن لا نقدس الشخصيات بل أعمالهم وأهدافهم؟ ودمتم موفقين في رفع راية الهدى ..
الجواب:
إن نفس الوجود الكامل، والإنسان الإلهي، الجامع لكل الميزات والفضائل، والملتزم بخط الله، والعامل في سبيله، محبوب لله تعالى .. وله قيمته عنده، وله أثره العظيم في دعوة الناس للتأسي، وإثارة الحماس والرغبة للكون في مواقع رضا الله تعالى ..
ويكون الجهد الذي يبذله هذا الإنسان الكامل، لينال مقاصده، وليتدرج في مقام القرب من الله تعالى، جهداً عظيم الأثر، بالغ القيمة، يشارك صاحبه كل الذين يستفيدون منه هداية، وتزكية، وسلوكاً، وموقفاً، وقرباً، وطاعة ..
فإذا كانت صلاة السيدة الزهراء عليها السلام، وصبرها، وقيامها صلوات الله وسلامه عليها مما يسهم في بلورة هذه الشخصية الطاهرة، والراضية، والقدوة، فإن نفع صلاتها لا يعود إليها شخصياً. بل هي من أعظم المؤثرات في صلاح الإسلام والمسلمين ..
وأما القول بأن التقديس في الإسلام ليس للشخصيات، بل لأعمالهم، وأهدافهم، فهو شطط من القول، وإسفاف من البيان .. فإن للذهب قيمته، وللحديد قيمته، ولكن الذهب أعلى وأغلى، وإن كانت الاستفادة من الحديد أكثر وأوسع.
ولو صحت هذه المقولة .. فينبغي أن لا يكون للإنسان، وهو حمل، وطفل، أية قيمة، ما دام أنه لم يمارس أي نشاط، ولا يحمل في نفسه أي هدف ..
ولماذا أكرم الله سبحانه بني آدم، وفيهم العصاة، والمتمردون؟! وفيهم المؤمن والكافر؟! . بل إن المؤمنين هم أقل القليل؟! فهم ثلة من الأولين، وقليل من الآخرين ..
وهل يستطيع أحد أن يقول: إن قيمة المؤمن الذي لم تواته الفرصة، ولم يملك قدرات للقيام بأنشطة واسعة على صعيد العمل الاجتماعي أقل عند الله من قيمة الكافر الذي ملك المال والرجال، واستطاع أن يقوم بنشاط اجتماعي واسع .. وأن هذا الكافر أقرب إلى الله من ذاك المؤمن؟! . . معاذ الله!!
. .
-----------------------
مختصر مفيد . . (أسئلة وأجوبة في الدين والعقيدة)، السيد جعفر مرتضى العاملي
. .
-----------------------
مختصر مفيد . . (أسئلة وأجوبة في الدين والعقيدة)، السيد جعفر مرتضى العاملي
تعليق