في يومٍ من الايام كنتُ في مدينةٍ من مدن بلادي الجميلة ..
فإحتجتُ الى أن أستأجر عربة لنقل أغراضي الى السيارة ..
فصادفتُ ذلك الصبي الذي أحرقت ملامح طفولته شمس الصيف التي لا ترحم ..
فوضعتُ امتعتي في عربته ورحنا نتجاذب أطراف الحديث ..
فسألته عن إسمه ، فقال : حسن ..
قلتُ له : وهل أنت في المدرسة ؟ قال : لا تركتها منذُ ان مات والدي ..
فقلتُ له : في اي أحياء المدينة تسكن ؟؟
قال : انا لستُ من هذه المدينة .. انا من المدينة الفلانية ..
وذكر لي مدينة تبعد أكثر من 250 كم عن محل عمله ..
فتعجبتُ لامره ..
أين تسكن ؟ قال : انا هنا لاعمل انا واخي الاصغر مني ..
نسكن في عمارة فارغة ..
نتوسد ( الكارتون الفارغ ) وننام ، قالها وهو مبتسم ..
ثم قال : انه يجمع ما يحصل عليه هو وأخوه ويبعث به الى أمه ..
فلديه اخ مريض يحتاج بين فترة وأخرى لتبديل دم ..
يا سبحان الله ..
والله صرتُ في حيرة من أمري ماذا اقول له ؟؟
طفولة مذبوحة على أعتاب زمنٍ مرّ ..
ومستقبل بلا ملامح بطله الفقر..
ووجعُ ليلٍ لا يعلم به إلاّ الله والراسخون في البلاء ..
نعم ..
كل هذا وهم لا يستسلمون ولا يطلبون ما في ايدي الناس ..
فعزة أنفسهم تجعلهم يتقاسمون العناء ليعيشوا بشرف ..
ترى هل ستبقى طفولة بلادي هكذا ؟؟
لستُ أدري ..
تعليق