إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

رسالة إلى كربلاء المجد والخلود

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رسالة إلى كربلاء المجد والخلود



    كربلاء الحسين

    سلام عليكِ يا أرض الكرامة ومحط الأنبياء وكل الأولياء.
    يا من رفضت الذلّ بدم الولي المعظم، واختططت للمعالي دروباً، فبتّ اليوم بمولاك سمواً ومثالاً للكبار الشرفاء.
    يا قبلة العاشقين! لله قد ارتقى فيك الحسين شهيداً متفرداً في كل كلماته وتضحياته. حتى خَطّ للأحرار وطلبة الحق والحرية درب الثورة ومواقف العزة والكرامة وأخلاق النبل والشهامة.
    يا كربلاء الحق بتِّ منفردة سامقة نحو السماء بين مدن العالم كله، كباقي مجدك العالي حين انفرد بعظمة تضحياته، ها قد أصبحت مذ سال على أرضك دمُ طهر الطاهرين، كعبة العالمين، يحجّ إليكِ خير الملايين، وللحسين عاشقين، من إنس الأرض وجنّها، ومن سكان السماء ملائكة تتطهر وتفتخر أنها زارت ضريحه ورأت زواره وتقدست بنوره.

    كربلاء يوم عاشوراء

    كربلاء في يوم عاشوراء ما أشد ما رأيتِهِ من فصول يوم الدماء؛ يوم الله الأعظمَ صولات أبطال الطف، وعزيمة بطولات العباس، وأصالة وفائه، وسقوط كفيه الشريفتين، وقد شهدت جولات الحر، والأكبر، و برير، وحبيب، و... و... حتى بقي السبط وحيداً ينادي كنداء جده إبراهيم، ولكن للفداء دون دين الله.

    أيُّ لحظات لا توصف قد عشتِها من زمن الوجود، تلك التي قام فيها المولى حاملاً رضيعه طالباً له شربة ماء فسقوه كأس المنون. كيف تحملتِ أن ترَيهِ فيها وحيداً رافعاً وجهه وكفه للسماء داعياً ربه «إلهي إن كنت حبست عنّا النصر فاجعله لما هو خير منه وانتقم لنا من الظالمين». كيف تحملتِ أن ترَي خنجر الشمر يحزّ رأس الحسين؟! آه ففي أرضك اختتمت آيات سورة الفجر تلاها دم منحر أشرف الشهداء، {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي}، (سورة الفجر: 27-30).
    لا يومٌ كيوم عاشوراء الذي استطال على كل الأزمان مهيمناً بعظيم الفداء، وهمم فتية طالت علو السماء، يومٌ استطال على الدهور كلها باسم الحسين شهيداً بل سيد الشهداء.

    كربلاء الملاحم

    في أرضكِ الطُهر يا كربلاء! عطَشَ الحسين وكنتِ عطشى مثله، ولأنه كريم من أولاد الكرام فقد آثرك على عطشه فسقاك من دمائه الطاهرة، وارتويتِ إلى يوم البعث وما بعده فبتّ طاهرة مقدسة، أرضاً للجنة بشهادة الطهارة التي كانت لكِ وساماً بأعلى درجات الشرف، فافتخرتِ بها على أرض مكّة، وكل البلاد حين نخاطب سيد الشهداء: «...طهُرتْ وطهرت بك البلاد وطهرت أرض أنت فيها وطهر حرمك».
    وحين أريق دمه الزكي على ثُراكِ، نودي من شاطئ الواد الأيمن في البقعة المباركة، أن يا حسين...! ستتلو عاشوراء ملاحم كبرى تنهل من منهل فيض دمك الثائر، ومن مواقفك ترتسم طريقاً لها، وستصبح كربلاء بسعة الأرض كلها ميداناً بين الحق والباطل، فكانت الثورات الحسينية تترى لا تتوقف؛ من التوابين، والمختار، وزيد، ويحيى، والعلويين لم يهدأ لهم بال، بل تكررت حوادث عاشوراء مع الحسين صاحب فخ، وستصبح رمزاً لثورات أحرار العالم حتى ثورة العشرين، وثورة إيران، وانتفاضة شعبان، وثورة اليمن، والبحرين، نساءً ورجالاً وشيوخاً وأطفالاً، سمعوا نداء الحسين المعظم فولوا وجوههم شطره.

    يسطرون فصولاً جديدة من ملاحم التحرر والعطاء، ثورات تتواصل، ومقاومة في لبنان تتفجر بنور جهاده.
    وحشدٌ شعبيٌّ يقاتل اليوم باسمه، وعن حريمه يدافع.
    وجموع بالعزاء والبكاء، ودموعٌ تشاطر.
    وموائد من عطاء نديٍّ لا مثيل له تُمد بالخيرات في كل طريق له تُنصب وتلاحق زواره.
    يا كربلاء القدس الإلهي!
    يا أرض الوتر في الخالدين، ومن وهب لربه كل ما يملك.
    فوهبه الباري قلوب الصالحين تترى لا يسأمون زيارته منذ شهادته والى يوم يبعثون. فيا كربلاء! هل هناك معجزة من معاجز الله قد لامسها البشر مثل معجزة خلودك في الحسين وعظيم محبته في العالمين.

    يا كربلاء الطهرِ!


    قري عيناً، فأنت في عين الله ترفلين، و أقول لأهلك وزوارك: لأنكم أناس تتطهرون بنور حب الحسين؛ أتهمكم شر أهل الأرض بسوءاتهم، وارتدوا على أعقابهم خائبين وخاسرين.
    فما أن توجه سهمٌ من طيش سفهائهم لينزلوك عن علو المجد، حتى هب أحرار العالم عنك يدافعون، وقيل يا صحافة نجد، ابلعي قيئك وغيض الكذب واستويتِ يا كربلاء، مقدسةً باقية على جود السماء، فنور حسينك على ساق العرش راية هدىً وسفينة نجاة.

    وختاماً؛ اليك يا كربلاء! وشعب العراق، شعب الشهامة والشجاعة والتحدي والعفاف، تحيات محبة الملايين ممن زار الحسين في كربلاء، او سمعوا بهبات مجدك تمسحين بها دموع زوارك والأتقياء، كفاك مجداً يا كربلاء أن صار ترابك تُرباً مقدسة طاهرة يسجد عليها المصلون المؤمنون في أصقاع العالم من شرق الأرض إلى مغربها وحين يخرج الثائر القائم لله المهدي، عليه السلام، فأول أرض يطأها في العراق، ويزورها هي أنت يا كربلاء، فتكتحلين بابن الحسين وهو يخاطب العالم كله من مشهد طهرك يا كربلاء.
    كتبه: السيد جعفر العلوي






  • #2
    الاخت الفاضلة صدى المهدي . احسنت واجدت وسلمت اناملك بما نقلتي ونشرتي من موضوع قيم وجميل . جعل الله عملك هذا في ميزان حسناتك . ودمت في رعاية الله وحفظه .

    تعليق


    • #3
      بارك الله بكم
      شكرا ل حضوركم ف موضوعي

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X