بسم الله الرحمن الرحيم . اللهم صل على محمد وال محمد
وردت كلمة الاختلاف في بعض الروايات من الفريقين السنة والشيعة ولكن بعضهم اشتبه في معنى الاختلاف الذي ورد في الرواية في جملة ( اختلاف امتي رحمة ) وهنا نسأل السؤال هل اختلاف الامة رحمة او نقمة ؟اكيدا ان اختلاف الامة يؤدي الى انقسامها وانشقاقها وتفرقها وتمزيق وحدتها وخصوصا اذا كان الاختلاف في دين الله رغم انه دين واحد كالاستبداد في الرأي الفقهي الشرعي والتقاطع مع رأي الاخرين فيكون الاختلاف في هذه الحالة نقمة لا رحمة وهذا المعنى ايدته الروايات المذكورة أدناه في كتب علماء اهل السنة والجماعة ولكنني اتعجب من هذه الروايات انها تصف هذا الاختلاف بأنه رحمة لانقمة . ويبقى السؤال هل اختلاف الامة رحمة او نقمة ؟
الجواب : بعد بيان حصول النقمة في الاختلاف كما مر اعلاه يبقى علينا ان نبحث عن متى تحصل النعمة في الاختلاف ؟
ان الذي تكفل بالجواب على هذا السؤال هو الامام الصادق (عليه السلام ) حيث بين ان الاختلاف المراد منه هو الاختلاف في البلدان والامصار والتناوب لطلب العلم وتعليم الناس ، وليس الاختلاف في دين الله فان دين الله واحد لا يتعدد بتعدد الاراء والمذاهب .
واليكم اخوتي القراء الافاضل الكرام الروايات التي تخص المقام والاستعانة بالله تعالى الملك العلام .
*** الكتاب : روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني
المؤلف : شهاب الدين محمود ابن عبدالله الحسيني الألوسي
عدد الأجزاء : 30 ، ج3/ ص163 :
وبقوله صلى الله عليه وسلم : « مهما أوتيتم من كتاب الله تعالى فالعمل به لا عذر لأحد في تركه فإن لم يكن في كتاب الله تعالى فسنة مني ماضية فإن لم يكن سنة مني فما قال أصحابي إن أصحابي بمنزلة النجوم في السماء فأيما أخذتم به اهتديتم واختلاف أصحابي لكم رحمة » .
ملاحظه : انهم يوصلون الى الهداية اذا كان رأيهم واحد لامختلف اما اذا اختلفت اراءهم فمن هو الذي يكون رأيه هو الصواب دون غيره ؟؟؟ ، ونتبعهم اذا كانوا هم مهتدين والا اذا كان الشخص ضال فكيف يهدي الاخرين بضلاله ؟؟؟ ان هذا الاختلاف مذموم لا ممدوح .
*** الكتاب : التفسير الصافي ، المؤلف : الفيض الكاشاني .
عدد الأجزاء : 5 ، ج2/ ص 448 :
عن الصادق عليه السلام أنه قيل له : إن قوما يروون أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : اختلاف أمتي رحمة ، فقال صدقوا، فقيل : إن كان إختلافهم رحمة فإجتماعهم عذاب ؟ قال ليس حيث تذهب وذهبوا ، إنما أراد قول الله عز وجل : (فلولا نفر من كل فرقة) الآية فأمرهم أن ينفروا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويختلفوا إليه فيتعلموا، ثم يرجعوا إلى قومهم فيعلموهم إنما أراد اختلافهم من البلدان لا إختلافا في دين الله، إنما الدين واحد.
ملاحظة : الاختلاف من كافة البلدان والامصار لطلب العلم من الرسول الاكرم (ص) والتعلم منه والرجوع لتعليم القوم هو المراد من الاختلاف الموصوف بالرحمة . وهذا هو الاختلاف الممدوح .
*** وفي المستدرك للحاكم كتاب معرفه الصحابة مناقب اهل رسول الله صل الله عليه واله حديث 4715 : عن إبن عباس (رضي الله عنه) قال : قال رسول الله (صل الله عليه واله) النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق ، وأهل بيتي أمان لأمتي من الإختلاف فإذا خالفتها قبيلة من العرب إختلفوا فصاروا حزب إبليس . هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
ملاحظه : اذا يتضح مما تقدم ان الاختلاف نوعان : نوع ممدوح ونوع مذموم ، وفي هذه الرواية التي يرويها الحاكم في المستدرك تصريح بان ترك رأي ومنهاج وطريق اهل البيت (عليهم السلام) والاختلاف معهم هوالضلال بعينه والخروج من دين وحزب الرحمن الى دين وحزب الشيطان وهذا الاختلاف مع اهل البيت (ع) من الاختلاف المذموم .
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين .
تعليق