"" استجابةُ الدمِ جعلَتْ اللهُ تعالى يُرينَا نصرَه بِشَكلٍ مُلفِتٍ للنظرِ"" والاستجابةُ خارجُ الدمِ هي التي ستَجلِبُ الفَرجَ للأمةِ مِن قريب""
المَرجعيّةٌ الدينيّة العًليا رايةُ هُدىٍ تهدي للإمامِ المَهدي المَوعودِ , أرواحُنا فِداه , وتدعو إليه """"
""" مَضامينُ خِطابِ المَرجَعيّةِ الدّينيّةِ العُليَا الشريفةِ, دامتْ بركاتها ، اليَوم الجُمعَة"""
:1:- ينبغي إدراك التكاليفِ العامةِ , والتي تخصّ الأمةَ وتَعبرُ حدودَ الأفرادِ مِن حيث إشاعةِ وترسيخ ثقافةِ القيام بالأعمالِ التضامنيةِ المُوجبةِ للفرجِ واستنزالِ الخير والرحمةِ مِن اللهِ تبارك وتعالى.
:2:- عندما مررنا بالفتنة الداعشية وقد أفتتْ المَرجعيّةُ الدينيّةُ الشريفةُ كانتْ هناك استجابتان مِن الأمة , استجابةٌ بالدم واستجابةٌ بالرفد والتعزيز بغير الدم للمُقاتلين الأعزة مِن توفير ما يحتاجونه وكُلّ ما يعينهم فيما هم عليه .
:3:- علينا أن نستشعرَ ثقافةَ الشكر للهِ تعالى , والذي أرانا نصره بصورةٍ مُلفتةٍ للنظر ما أنْ قمنا بوظيفتنا كأمةٍ مُتضامِنة بالخير .
:4:- ينبغي تقديم الشكر العملي والتعامل بواقعيّة مع عوائل الشهداء, والذين قدّموا أبنائَهم مِن أجلنا , وأنْ نبحثَ عنهم ونعينهم عملياً على ما هم عليه مِن ألمٍ ومَصاب.
""" نصُّ مَا جَاءَ في خِطَابِ المَرجَعيَّةِ الدِّينيّةِ العُليَا الشَريفَةِ, اليَوم, الجُمْعَة , الثالث مِن ربيع الآخر ,1439هجري - وعَلَى لِسَانِ وَكيلِهَا الشَرعي السيّد أحمد الصافي , خَطيب , وإمَام الجُمعَةِ فِي الحَرَمِ الحُسَيني المُقَدّسِ :
""" قد ذكرنا في الخطبة الأسبق بعضَ الأعمال التي تولّدُ عقوبةً جماعيّةً , وذكرنا أنَّ بعضَ الآيات الشريفة تقول(( وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)) (28), الجاثية.وقد عبّرَ القرآنُ الكريمُ بكلامٍ يشملُ الوضعَ بشَكلٍ عام , وهو الأمةُ , والسؤال ألآن ؟
هل هناك أعمالٌ بالعكس أي هل هناك أعمالٌ تجعلُ الأمةَ في أمنٍ ودِعَةٍ أو لا ؟
ولا شكّ كما أنَّ هناك أعمالاً سلبيةً فهناك أعمالٌ إيجابيةٌ , ولا نتكلمُ عن العمل الفردي
, وإنّما نتكلمُ عن العمل الجماعي , وعن العمل التضامني , ولا حظوا أنَّ بعضَ الموبقات تؤثر أثراً كبيراً , كما في الرواية المأثورة :
« الزنا يورثُ الفَقرَ ، ويدعُ الدّيارَ بَلاقعَ » :تحرير الأحكام , العلاّمة الحِلّي,ج5,ص326.
وكذلك بعض مسائل القضاء بالباطل , وفي الرواية المأثورة عن الإمام جعفر الصادق, عليه السلامُ : أنه (قال : في مِثْلِ هذا القضاءِ وشبهه تَحبس السماءُ ماءَها وتمنعُ الأرضُ بركاتِها ) :الاستبصار , الطوسي,ج3,ص134.
وفي المقابل هناك أعمالٌ تجعلُ الطمأنينةَ وحالةً من الفرجِ والرخاءِ , والأساسُ في ذلك كلّه هو تضامنُ الأمة , لا الأفراد على نحو خاصٍ.
وهنا نتكلم عن موضوعٍ يعبرُ حالةَ الفردِ إلى حالةِ الأمة , ومعه يتوسعُ الموضوعُ من دائرةٍ إلى دائرةٍ أخرى .
وهذا التوسعُ يعطي الموضوعَ نوعاً مِن المقبولية والجو العام الذي نقبله , ولا قدّرَ اللهُ تعالى أنَّ الأمةَ إذا مرّتْ بكارثةٍ طبيعيةٍ مِن فيضان أو زلزال –
أو أمراض وبائية مثلاً , السؤال هنا ماذا يكون تصرّف الأمةِ بإزاء هذه المسائل , حتى ولو كانت الكوارثٌ تَصيبُ عدداً من الأفراد , فما هو دورُ الأمةِ ,
لأنَّ المسألةَ تضامنيةٌ وأنْ يتكاتفَ الشعورُ بالمسؤولية مِمّا يُخففُ الأعباءَ كثيراً على الأفرادِ التي وقعتْ الكارثةُ عليها ,
وهذا التراحمُ سيكون مَجلبَةً لكلّ الخيرِ.
وفي بعض الروايات : أنَّ الكفرَ يدومُ والظلمَ لا يدوم – لأنَّ الظلمَ فيه سلبُ الحقوق , والأمةُ إذا راعتْ الحالة التي هي فيها واندفعتْ إلى حالةٍ إيجابيةٍ
ستقطفُ الثمارَ , ولعلّنا نُشيرُ إلى نقطتين في واقعنا المُعاش و الحالي :
""" عندما مررنا بالفتنة الداعشية , ونعم هناك فتوى ومرجعيّةٌ دينيةٌ شريفةٌ قالتْ قولتها , وفي هذه المسألةِ لنا أنْ نُحلّلَ ما حدثَ –
فهناك استجابةٌ كانتْ سريعةً , وهذه الاستجابةُ كانتْ استجابةً بالدم , وأخرى استجابةً كانتْ رافداً ومُعزّزاً من الأسر , والميسورين , ومن الناس ,
وهي خارج إطار الدم , وهذا الاندفاع اندفاع عامٌ ,
وماذا أنتجَ هذا التضامنُ الجماعي مِن الذين لم يتركوا المُقاتلَ لوحده , وإنما وفّروا له جميع ما يُعينه على ما هو عليه أنتجَ أنَّ اللهَ تبارك وتعالى
قد أرانا نصرَه بشَكلٍ مُلفِتٍ للنظر , لأنَّ المسألة لا تتحددُ بعملٍ فردي , بل دائماً تحتاجُ إلى تفاعلٍ جماعي ,
وهذا الموضوعُ يدعونا إلى ترسيخ ثقافة التفاعل مع الخير وقضاء الحوائج , والتي حثّ الشارعُ المُقدّسُ عليها في أكثر الروايات لِما لها مِن الآثارِ الإنسانيّة والإسلاميّة.
فكيف إذا كانتْ الأمةُ تتمتع بثقافةٍ عامةٍ , وهي قضاء الحوائج وثقافة التصدّق , وثقافة السعي , ( صدقةُ السر تدفعُ غَضبَ الرَبّ ) .
وبعد أنْ منَّ اللهُ تعالى علينا بنصره نحتاجُ إلى ثقافة الشكر عمليّاً لأنَّ اللهَ سبحانه قد هيّأ لنا , ولا زالتْ بين أظهرنا شواخصُ الانتصار ,
وهم عوائلُ الشُهداء ,والمُعوقون , ونحتاجُ إلى أنْ نتعاملَ معهم بتعاملٍ خاص وتعظيمٍ وشُكرٍ عملي , نبحثُ عنهم حتى نَدخلَ في مشروعهم الذي مرّوا به ,
مِن الألم والمَصاب, وينبغي بالأمة أنْ تحترمَ شهدائها والشهداءَ الأحياءَ , والعوائلَ الفقيرةَ التي قدّمتْ أبنائها , وأن تتحولَ هذه الثقافة إلى سلوكٍ للأمة
( ثقافة الأمة) وهي ستخفف المُعاناة والألمَ والمَصابَ عندهم.
فكما أنَّ هناكَ أعمالاً تُعجّلُ بالبلاء والهلاك فكذلك هناك أعمالٌ تستنزلُ الفرجَ وتُخففُ المُعاناة على مَن به المَصابُ, وخاصةً مَن لهم الفضلُ الكبيرُ علينا حقّاً
ليتجاوزَ بلدنا للأزمة بشكلٍ كبيرٍ""".
__________________________________________________ _______
الجُمْعَة, الثالث من ربيع الآخر ,1439 هِجرِي, المُوافِقَ للثاني والعشرين من كانون الأول,2017م.
__________________________________________________ _______
- تدوين – مُرْتَضَى عَلِي الحِلّي – النَجَفُ الأشْرَفُ –
- كَتَبْنَا بقَصدِ القُربَةِ للهِ تعالى , رَاجينَ القَبولَ والنَفعَ العَامَ, ونسألَكم الدُعاءَ -
__________________________________________________ ______
المَرجعيّةٌ الدينيّة العًليا رايةُ هُدىٍ تهدي للإمامِ المَهدي المَوعودِ , أرواحُنا فِداه , وتدعو إليه """"
""" مَضامينُ خِطابِ المَرجَعيّةِ الدّينيّةِ العُليَا الشريفةِ, دامتْ بركاتها ، اليَوم الجُمعَة"""
:1:- ينبغي إدراك التكاليفِ العامةِ , والتي تخصّ الأمةَ وتَعبرُ حدودَ الأفرادِ مِن حيث إشاعةِ وترسيخ ثقافةِ القيام بالأعمالِ التضامنيةِ المُوجبةِ للفرجِ واستنزالِ الخير والرحمةِ مِن اللهِ تبارك وتعالى.
:2:- عندما مررنا بالفتنة الداعشية وقد أفتتْ المَرجعيّةُ الدينيّةُ الشريفةُ كانتْ هناك استجابتان مِن الأمة , استجابةٌ بالدم واستجابةٌ بالرفد والتعزيز بغير الدم للمُقاتلين الأعزة مِن توفير ما يحتاجونه وكُلّ ما يعينهم فيما هم عليه .
:3:- علينا أن نستشعرَ ثقافةَ الشكر للهِ تعالى , والذي أرانا نصره بصورةٍ مُلفتةٍ للنظر ما أنْ قمنا بوظيفتنا كأمةٍ مُتضامِنة بالخير .
:4:- ينبغي تقديم الشكر العملي والتعامل بواقعيّة مع عوائل الشهداء, والذين قدّموا أبنائَهم مِن أجلنا , وأنْ نبحثَ عنهم ونعينهم عملياً على ما هم عليه مِن ألمٍ ومَصاب.
""" نصُّ مَا جَاءَ في خِطَابِ المَرجَعيَّةِ الدِّينيّةِ العُليَا الشَريفَةِ, اليَوم, الجُمْعَة , الثالث مِن ربيع الآخر ,1439هجري - وعَلَى لِسَانِ وَكيلِهَا الشَرعي السيّد أحمد الصافي , خَطيب , وإمَام الجُمعَةِ فِي الحَرَمِ الحُسَيني المُقَدّسِ :
""" قد ذكرنا في الخطبة الأسبق بعضَ الأعمال التي تولّدُ عقوبةً جماعيّةً , وذكرنا أنَّ بعضَ الآيات الشريفة تقول(( وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)) (28), الجاثية.وقد عبّرَ القرآنُ الكريمُ بكلامٍ يشملُ الوضعَ بشَكلٍ عام , وهو الأمةُ , والسؤال ألآن ؟
هل هناك أعمالٌ بالعكس أي هل هناك أعمالٌ تجعلُ الأمةَ في أمنٍ ودِعَةٍ أو لا ؟
ولا شكّ كما أنَّ هناك أعمالاً سلبيةً فهناك أعمالٌ إيجابيةٌ , ولا نتكلمُ عن العمل الفردي
, وإنّما نتكلمُ عن العمل الجماعي , وعن العمل التضامني , ولا حظوا أنَّ بعضَ الموبقات تؤثر أثراً كبيراً , كما في الرواية المأثورة :
« الزنا يورثُ الفَقرَ ، ويدعُ الدّيارَ بَلاقعَ » :تحرير الأحكام , العلاّمة الحِلّي,ج5,ص326.
وكذلك بعض مسائل القضاء بالباطل , وفي الرواية المأثورة عن الإمام جعفر الصادق, عليه السلامُ : أنه (قال : في مِثْلِ هذا القضاءِ وشبهه تَحبس السماءُ ماءَها وتمنعُ الأرضُ بركاتِها ) :الاستبصار , الطوسي,ج3,ص134.
وفي المقابل هناك أعمالٌ تجعلُ الطمأنينةَ وحالةً من الفرجِ والرخاءِ , والأساسُ في ذلك كلّه هو تضامنُ الأمة , لا الأفراد على نحو خاصٍ.
وهنا نتكلم عن موضوعٍ يعبرُ حالةَ الفردِ إلى حالةِ الأمة , ومعه يتوسعُ الموضوعُ من دائرةٍ إلى دائرةٍ أخرى .
وهذا التوسعُ يعطي الموضوعَ نوعاً مِن المقبولية والجو العام الذي نقبله , ولا قدّرَ اللهُ تعالى أنَّ الأمةَ إذا مرّتْ بكارثةٍ طبيعيةٍ مِن فيضان أو زلزال –
أو أمراض وبائية مثلاً , السؤال هنا ماذا يكون تصرّف الأمةِ بإزاء هذه المسائل , حتى ولو كانت الكوارثٌ تَصيبُ عدداً من الأفراد , فما هو دورُ الأمةِ ,
لأنَّ المسألةَ تضامنيةٌ وأنْ يتكاتفَ الشعورُ بالمسؤولية مِمّا يُخففُ الأعباءَ كثيراً على الأفرادِ التي وقعتْ الكارثةُ عليها ,
وهذا التراحمُ سيكون مَجلبَةً لكلّ الخيرِ.
وفي بعض الروايات : أنَّ الكفرَ يدومُ والظلمَ لا يدوم – لأنَّ الظلمَ فيه سلبُ الحقوق , والأمةُ إذا راعتْ الحالة التي هي فيها واندفعتْ إلى حالةٍ إيجابيةٍ
ستقطفُ الثمارَ , ولعلّنا نُشيرُ إلى نقطتين في واقعنا المُعاش و الحالي :
""" عندما مررنا بالفتنة الداعشية , ونعم هناك فتوى ومرجعيّةٌ دينيةٌ شريفةٌ قالتْ قولتها , وفي هذه المسألةِ لنا أنْ نُحلّلَ ما حدثَ –
فهناك استجابةٌ كانتْ سريعةً , وهذه الاستجابةُ كانتْ استجابةً بالدم , وأخرى استجابةً كانتْ رافداً ومُعزّزاً من الأسر , والميسورين , ومن الناس ,
وهي خارج إطار الدم , وهذا الاندفاع اندفاع عامٌ ,
وماذا أنتجَ هذا التضامنُ الجماعي مِن الذين لم يتركوا المُقاتلَ لوحده , وإنما وفّروا له جميع ما يُعينه على ما هو عليه أنتجَ أنَّ اللهَ تبارك وتعالى
قد أرانا نصرَه بشَكلٍ مُلفِتٍ للنظر , لأنَّ المسألة لا تتحددُ بعملٍ فردي , بل دائماً تحتاجُ إلى تفاعلٍ جماعي ,
وهذا الموضوعُ يدعونا إلى ترسيخ ثقافة التفاعل مع الخير وقضاء الحوائج , والتي حثّ الشارعُ المُقدّسُ عليها في أكثر الروايات لِما لها مِن الآثارِ الإنسانيّة والإسلاميّة.
فكيف إذا كانتْ الأمةُ تتمتع بثقافةٍ عامةٍ , وهي قضاء الحوائج وثقافة التصدّق , وثقافة السعي , ( صدقةُ السر تدفعُ غَضبَ الرَبّ ) .
وبعد أنْ منَّ اللهُ تعالى علينا بنصره نحتاجُ إلى ثقافة الشكر عمليّاً لأنَّ اللهَ سبحانه قد هيّأ لنا , ولا زالتْ بين أظهرنا شواخصُ الانتصار ,
وهم عوائلُ الشُهداء ,والمُعوقون , ونحتاجُ إلى أنْ نتعاملَ معهم بتعاملٍ خاص وتعظيمٍ وشُكرٍ عملي , نبحثُ عنهم حتى نَدخلَ في مشروعهم الذي مرّوا به ,
مِن الألم والمَصاب, وينبغي بالأمة أنْ تحترمَ شهدائها والشهداءَ الأحياءَ , والعوائلَ الفقيرةَ التي قدّمتْ أبنائها , وأن تتحولَ هذه الثقافة إلى سلوكٍ للأمة
( ثقافة الأمة) وهي ستخفف المُعاناة والألمَ والمَصابَ عندهم.
فكما أنَّ هناكَ أعمالاً تُعجّلُ بالبلاء والهلاك فكذلك هناك أعمالٌ تستنزلُ الفرجَ وتُخففُ المُعاناة على مَن به المَصابُ, وخاصةً مَن لهم الفضلُ الكبيرُ علينا حقّاً
ليتجاوزَ بلدنا للأزمة بشكلٍ كبيرٍ""".
__________________________________________________ _______
الجُمْعَة, الثالث من ربيع الآخر ,1439 هِجرِي, المُوافِقَ للثاني والعشرين من كانون الأول,2017م.
__________________________________________________ _______
- تدوين – مُرْتَضَى عَلِي الحِلّي – النَجَفُ الأشْرَفُ –
- كَتَبْنَا بقَصدِ القُربَةِ للهِ تعالى , رَاجينَ القَبولَ والنَفعَ العَامَ, ونسألَكم الدُعاءَ -
__________________________________________________ ______
تعليق