إلى سيدة نساء العالمين الصديقة فاطمة الزهراء (عليها السلام) في ذكرى استشهادها
كـلُّ الـجِـراحِ نـضـتْ ثـيـــــــــــــــــــابَ حـــدادِ *** وجـراحُـك ائـتـلـفـتْ نـســــــــــيـجَ سَـوادِ
زهـراءُ هـذا صـوتُ جُـرحِـكِ فــي دمــي *** يُـغـلـي بـأعـمـاقـي دمــــــــاءَ مــــــــــــــدادي
آثـرتُـه جــــــــــــــــــــــــرحَ الـمَـدى فــوضــعـتُـه *** فـوقَ الـجِـراحِ تَـعِــــــــلّـةً لــــــــــــــــــــفـــؤادي
عَـلِّـي أسَـلّـي الـــــــــــــــروحَ مِــمَّـا جـابــهـتْ *** مِـنْ سـطـوةِ الأيَّـــــــــــــــــــــــــــامِ والأوغَــــادِ
حـتـى اسـتـطـابـتـها سـحــــــــابَ سُـلـوِّهـا *** نـفـسـي فـأطـلـــــــــقـتُ الـصَّـدى لـمـــرادي
تـطـوي بـأضـلاعـي الـدمــــــــوعَ قـوافـــلاً *** وأجـوبُ أزمــــــــــــانـاً بـقـلـبٍ صــــــــــــــــــــادِ
حـتـى اسـتـرحـتُ إلـى صــلاةٍ أورقــــتْ *** فـي ظـلـمـةِ الأحـشـاءِ بـالإيــــــــــــــــــــــــقـادِ
فـولـجـتُ فـي أنـفـاسِـهـا مُـتَـبَـــــــــــــــــــــــتِّـلاً *** ووقـفـتُ حـيـثُ الـواغـلُ الـمـتــــــــــمـادي
الـصـوتُ يـنـضـحُ فـي فـمـي مُـتَـلـعْــثِــمَــاً *** والـخَـطـو مِـنِّـي تـاهَ بـالإرعـــــــــــــــــــــــــــــــادِ
فـجـثـوتُ أهـطـعُ قـامـتـي مُـسـتـصْـغِــــراً *** نـفـسـي وسـلّـمـتُ الـبُـكـاءَ قـيــــــــــــــــــــادي
وحـمـلـتُ أرحـامَ الـقـرونِ رهـيـــــــــــــــــــنـةً *** وجـعـلـتُ كـلَّ الـقـصـدِ بـالـقُـصَّــــــــــــــــــــــــادِ
أعـطـيـتُـهـم مـا الـقـلـبُ آثــــــــــــــــرَ بــــلــــغـةً *** ونـزعـتُ أسـراري مـن الأغــــــــــــــــــــــــــــمـادِ
ووصـلـتُـهـا دمـعـاً يُـؤجِّـجُ أزمــــــــــــــــــــــــنـاً *** بـتـرادفِ الأحـفـادِ لـلأجــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدادِ
نـبـذتْ لـديـكِ مـن الـولاءِ صـفـــــــــــــــاتِـهـا *** وانـسـابَ فـيـهـا طـارفٌ بـتـــــــــــــــــــــــــــــــلادِ
أفـكـلّـمـا نـضـبـتْ شـمـوسُ دمــــوعِــــــــــهـا *** نـدَّتْ لـهـا ذكـراكِ بـالإمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدا دِ
يـا بـيـتَ فـاطـمـةٍ.., وحـسـبُــــــكَ (إنَّـمَـا)* *** طُـهْـراً تـفـوحُ بـهـمـســـــــــــــــــــــــــــــةِ الأورادِ
بـيـتٌ تُـرتِّـلُـه الـسـمـاءُ لـتـنـحــــــــــــــــــــــــنـي *** أرضٌ فـقـرَّتْ مـنـه بـــــــــــــــالأوتــــــــــــــــــــــــادِ
بـيـتٌ تـديـرُ رَحَـاهُ أنـفـاسُ الـــطـــــــــــــوى *** ونـداهُ يُـزجـي الـغـــــــــــيـــثَ فـي الآمــــــادِ
بـيـتٌ تـنـاجِـيـهِ الـمــــــــــــــــــــــلائـــكُ نـورَهـا *** ويـحـلُّ مـنـهـا الـروحَ فــي الأجـســــــــــــادِ
زهـراءُ لـم يـرقأ بـجـرحِــــــــــــــــــــــكِ نـزفُـه *** والـدمـعُ يُـذكـي الـنـارَ فـي الأكـــبــــــــــــــادِ
تـخـبـو مـع الأحـزانِ نـارُ ســــــــــــــــــوادِهـا *** والـحـزنُ فـيـكِ لـظـىً بـغـيـــــرِ رمـــــــــــــــادِ
زهـراءُ ضُـمِّـي فـي دفـيـنِـــــــكِ لـــــــــوعـةً *** أشـلاءَ آلـكِ وُزِّعـتْ بـبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوادِ
زهـراءُ ضـمِّـي فـي دفـيـنِــــكِ حـســــــــرةً *** رأسٌ تـعـالـى بـالـقـنـا الــــــــمـيَّـــــــــــــــــــــــــــادِ
زهـراءُ ضُـــمِّـي فـي دفـيــــــــــــنِــكِ غُـصَّـةً *** أنَّـاتُ طـفـلٍ فـي لـظــــــــى الأصــــــــــــــفـادِ
وضـعـي عـلـى كـلِّ الـجِـراحِ بـنـــاتِـكِ الـــــــــــــــــــــــــــثـكـلـى بـلـفـحِ أصــــــــــــــــــــــــــــــــائـلٍ وبــلادِ
زهـراءُ اسـمُـكِ فـي الـمـدارِ يـــــــــــــــــــبـثّـه *** جـرحٌ يـصـــــــــــعِّـدُه دفـيـــــــــــــــــــــنَ شــدادِ
عـمـرٌ قـصـيـرٌ يـسـتـفـيـضُ قــــــــــــــــداسـةً *** أحـنـتْ لـه الأعـمــــــــــــارُ بـالإشـــــــــــــــــــهـادِ
محمد طاهر الصفار
تعليق