بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
قال النبي (ص) للأمام علي (ع) : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله . (مسند احمد ، المستدرك على الصحيحين ، سلسلة الاحاديث الصحيحة للالباني)
اللهم فأجعلنا ممن أتبعنا نبيك وناصرنا الأمام علي (ع) ولا تجعلنا ممن خذله وتولى أعداءه …!
بعدما جاء أمر الله بأعلان ولاية الأمام علي (ع) في الكتاب كآية الولاية والتأكيد بآية الغدير وغيرهم ، والسنة النبوية التي صرحت بولايته ومنها حديث الغدير… حتى هنئوه بالولاية وقال عمر : بخ بخ يا أبا الحسن لقد أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة.
ويقول الأمام الغزالي في كتابه (سر العالمين ) معلقا على تهنئة عمر : فهذا تسليم ورضى وتحكيم ، ثم بعد هذا غلب الهوى لحبّ الرياسة وحمل عمود الخلافة وعقود البنود وخفقان الهوى في قعقعة الرايات واشتباك ازدحام الخيول وفتح الأمصار سقاهم كأس الهوى ، فعادوا إلى الخلاف الأول ( فَنَبَذُوهُ وَراءَ ظُهُورِهِمْ ، وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ ما يَشْتَرُونَ ) . أهـ
ولهذا قال الأمام علي (ع) في خطبته الطويلة التي ومنها قال الامام (ع) :
أما والله لقد تقمصها أبن ابي قحافة – ابو بكر- وأنه ليعلم أن محلي منها محل القطب من الرحى ، ينحدر عني السيل ، ولا يرقى إلي الطير ، فسدلت دونها ثوبا ، وطويت عنها كشحا ، وطفقت أن أرتئي بين أن أصول بيد جذاء ، أو أصبر على طخية عمياء ، يهرم فيها الكبير ، ويشيب فيها الصغير ، و يكدح فيها مؤمن حتى يلقى ربه ، فرأيت أن الصبر على هاتا أشجى ، فصبرت وفي العين قذى ، وفي الحلق شجى ، أرى تراثي نهبا …الخ . (أخرجها امام اهل السنة ابو بكر بن مردويه في المناقب بسنده ، وذكرها المعتزلي ابن ابي الحديد في شرح نهج البلاغة ، و علل الشرائع للصدوق)
نعم لأنهم دخلوا الأسلام طمعا وحبا للرئاسة ، فكان الدين لعق على ألسنتهم !… لكن الأمام علي (ع) صبر لوصية النبي (ص) له كما سيأتي وحفاظا على الاسلام …
أما قضية محاولة اغتيال الامام علي (ع) من قبل الشيخين فلم يقبل علماءهم روايتها …ولكن الحقيقة لابد ان تظهر ولو بعد حين… فأخرج ابن عساكر الشافعي وأبو بكر الخلال أنه عندما عرضوا هذا الخبر الذي جاء بسندهم عن عقيل عن الزهري أن أبا بكر أمر خالدا في علي (ع) ، فلم يقبل أبو عبد الله وهو أحمد بن حنبل بكتابة هذه الأحاديث لأن الحقيقة مرة لتولي الظالمين !
وهذا رابط الصفحة من كتاب الخلال :
وهنا من كتاب تاريخ ابن عساكر :
وجاء الخبر بسند آخر ذكره عباد بن يعقوب في الأنساب للسمعاني …وذكر الأمام السمعاني معناه … وهو على الرابط التالي :
والسند الثاني للخبر جاء عن (عباد بن يعقوب) و هو شيعي لكنه ثقة و كان هو شيخ البخاري والترمذي وابن ماجة واحمد بن حنبل وابن خزيمة وغيرهم وقد رووا عنه … قال فيه الأمام ابن حجر العسقلاني : رافضي مشهور إلا أنه كان صدوقا ، وثقة أبو حاتم ، وقال الحاكم : كان ابن خزيمة إذا حدث عنه يقول : حدثنا الثقة في روايته المتهم في رأيه عباد بن يعقوب…الخ . (مقدمة فتح الباري لان حجر)، وقال فيه الدارقطني : شيعي صدوق . ومدحه ابو بكر بن ابي شيبة كذلك . لكن طعن فيه ابن حبان بسبب تشيعه فرد عليه ابن حجر العسقلاني في كتابه (تقريب التهذيب) وذكر أنها مبالغة من ابن حبان فيه.
وقد جاء هذا الخبر بعدة اسانيد عند الشيعة كذلك عن اهل البيت (ع) لأن علماء الشيعة لا يخفون الحقائق او يزورون ويدلسون على عوامهم …!
والخبر كما جاء في الحديث الصحيح عن الامام الصادق (ع) وملخصه أنه بعد أن فضح الامام علي (ع) ابو بكر وعمر وأتباعهم بسبب ظلمهم وسرقتهم للخلافة بعد اعلان النبي (ص) لها وكذلك حق فدك لفاطمة الزهراء (ع)… قام الامام علي (ع) يخطب ويجلب الناس لنصرته… فأراد الشيخين التخلص من الأمام علي (ع) ، لذلك اقترح عمر على ابو بكر ان يرسل خالد بن الوليد لقتله … وكانت الخطة في الصلاة بعد ان ينتهي ابو بكر من الصلاة وخطتهم سمعتها أسماء بنت عميس واخبرت بذلك الامام علي (ع) فقال : ان الله عز وجل يحول بينهم وبين ما يريدون إن شاء الله …
و في آخر اللحظات من الصلاة رجع ابو بكر عن كلامه حيث قال بدل تسليمه الأخير في الصلاة : ” يا خالد لا تفعل ما أمرتك السلام عليكم ورحمة الله وبركاته” ، فبعدها قام الامام علي (ع) لخالد وسأله فأعترف انه اراد ضرب عنق الامام علي (ع)، فاخذ بمجامع ثوب خالد ثم ضرب به الحائط وقال الامام لعمر : يا بن صهاك – اي عمر- والله لولا عهد من رسول الله وكتاب من الله سبق لعلمت أينا أضعف جندا وأقل عددا . (علل الشرائع للصدوق ، تفسير القمي)
@@@@@الهجوم على دار الزهراء (ع) وأحراقه @@@@@
أخرج الأمام الحافظ أبن أبي عاصم صاحب كتاب (السنة – بتحقيق الألباني) في كتابه الآخر (المذكر والتذكير والذكر- ط : دار المنار – تحقيق : أبي ياسـر خالد بن قاسم) فقال :
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة نا محمد بن بشر ثنا عبيد الله ابن عمر عن زيد بن أسلم عن أبيه قال : بلغ عمر بن الخطاب أن ناسا يجتمعون في بيت فاطمة ، فأتاها فقال : يا بنت رسول الله (ص) ما كان أحد من الناس أحب إلينا من أبيك ، ولا بعد أبيك أحب إلينا منك ، فقد بلغني أن هؤلاء النفر يجتمعون عندك ، وأيـم الله لئن بلغني ذلك لأحرقن عليهم البيت !
فلما جاؤوا فاطمة قالت : إن ابن الخطاب قال كذا وكذا فإنه فاعل ذلك !
فتفرقوا حين بويع لأبي بكر رضي الله عنه. أهـ
أقول : أسناده قوي ،على شرط البخاري ومسلم . ولكي لا يبقى شك في صحة السند ، فهؤلاء الرجال تجدونهم في البخاري ومسلم …واليك مثلا هذا رابط رجال السند من صحيح مسلم :
وهذا رابط تكملة الرجال من صحيح البخاري :
والرواية صحيحة السند كما قال المحقق للكتاب ، وقد أعترف بصحة السند الشيخ حسن بن فرحان المالكي في كتابه هذا :
وللأسف بعض علماء أهل السنة ليس لديهم أمانة علمية ، لذلك قاموا بتحريف الرواية ، فبدل التهديد بالأحراق حرفوا جملة عمر الى (لأفعلن ولأفعلن)، وحرفوا جملة أنهم تفرقوا (حين بويع لأبي بكر) الى (فلم يرجعوا حتى بايعوا لأبى بكر) !… فأنظر كتاب الاستيعاب لابن عبد البر :
فالجملة في كتاب الامام ابن عاصم أنهم تفرقوا (حين بويع لأبي بكر) تصرح أنهم لم يبايعوا ابا بكر ، وهذا هو الذي جاء في البخاري عن عائشة كما سأوضح لاحقا ان شاء الله …مع أن الطاهرة المعصومة فاطمة الزهراء (ع) كلامها واضح من أن عمر ليمضي لقسمه الذي أقسمه وحلف عليه وهو الأحراق للدار !
وهذا أسلم العدوي مولى عمر قال فيه الأمام ابن عبد البر و يعقوب بن شيبة بأنه : كان ثقة وهو من جلة موالي عمر !…وقال الأمام أبو زرعة : هو أروى الناس لسيرة عمر مع علمه بعمر وعمر سيده كناه : أبا خالد .
وفي كتاب ( الصحابة ) لأبي نعيم من حديث عبد المنعم بن بشير عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن جده : أنه سافر مع النبي ( ص ) سفرتين .
وذكره البرقي في ( رواة الموطأ ) في : فصل من أدرك النبي ( ص ) ولم يثبت له عنه رواية .
وقال أبو أحمد العسكري : ولد على عهد النبي ( ص ) ولم يره ، ولم يرو عنه شيئا . (إكمال تهذيب الكمال لمغلطاي ج2)
وقال العيني : أدرك أيام النبي صلى الله عليه وسلم ولكن لم يذكره أحد في الصحابة .(عمدة القاري) وبنحوه قال أبن الأثير في أسد الغابة .
وقال السيوطي : أدرك ومات سنة (80) وله (114) سنة . (طبقات الحفاظ للسيوطي)
وقال البخاري في تأريخه الكبير ، وأبو حاتم الرازي في (الجرح والتعديل) بأن أسلم مولى عمر كان من سبي اليمن . أهـ
والمعلوم أن اليمن فُـتحت على يد أمير المؤمنين علي (ع) في عهد النبي (ص) وأن الأمام علي (ع) أخذ جميع الغنائم الى النبي (ص) ، فكيف يكون هو أدرك النبي (ص) ولم يراه ؟!
فالرجل بهذا يكون صحابي رأى النبي (ص) ، ويؤكده أنه روى في البخاري عن النبي (ص) كما مر ، وأيضا جاء عن زيد بن أسلم عن ابيه أسلم: أنه سافر مع النبي ( ص ) سفرتين .
على أي حال … ونقلوا عن الحافظ ابن حنزابة في كتابه (الغرر) أنه روى عن زيد بن أسلم : كنت ممن حمل الحطب مع عمر إلى باب فاطمة ( ع) حين امتنع علي ( ع) وأصحابه عن البيعة ، فقال عمر لفاطمة أخرجي من في البيت أو لأحرقنه ومن فيه ، قال : وفي البيت علي وفاطمة والحسن والحسين (ع) ، وجماعة من أصحاب النبي ( ص) ، فقالت فاطمة ( ع) ، أتحرق عليا وولدي ؟
قال : إي والله أو ليخرجن وليبايعن . (أنتهى).
و ابن حنزابة ترجمه الذهبي و وصفه بـ الأمام الحافظ الثقة …(سير اعلام النبلاء للذهبي ج16)
و جاءت الرواية في كتاب (الشافي – ج4) للأمام عبد الله بن حمزة فذكرها بسنده عن السيد أبي العباس الحسني ، قال : أخبرنا محمد بن جعفر الحداد السروري ، قال : حدثنا محمد بن الفضل بن حاتم النجار ، قال : حدثنا إسحاق بن راهويه ، قال : حدثنا محمد بن بشر العبدي ، عن عبيدالله بن عمر العمري ، عن زيد بن اسلم ، عن أبيه ، قال : كنتُ فيمن حمل الحطب إلى باب علي (ع) ، قال عمر : والله لئن لم يخرج علي بن أبي طالب لأحرقن البيت بمن فيه…!
****ومن العصابة التي هجمت على الدار ما جاء في كتاب (السنة) لعبد الله بن أحمد بن حنبل فقال : حدثنا محمد بن إسحاق بن محمد المخزومي المسيبي ، نا محمد بن فليح بن سليمان ، عن موسى بن عقبة ، عن ابن شهاب ، قال :
” وغضب رجال من المهاجرين في بيعة أبي بكر رضي الله عنه ، منهم علي بن أبي طالب ، والزبير بن العوام رضي الله عنهما ، فدخلا بيت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعهما السلاح فجاءهما عمر رضي الله عنه في عصابة من المسلمين فيهم أسيد وسلمة بن سلامة بن وقش وهما من بني عبد الأشهل ويقال فيهم ثابت بن قيس بن الشماس أخو بني الحارث بن الخزرج فأخذ أحدهم سيف الزبير فضرب به الحجر حتى كسره ” ، قال موسى بن عقبة : قال سعد بن إبراهيم : حدثني إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف : أن عبد الرحمن كان مع عمر يومئذ وأن محمد بن مسلمة كسر سيف الزبير ” ، والله أعلم .
تعليق