إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

لماذا لعن المأمون معاوية وسبه على المنابر؟

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لماذا لعن المأمون معاوية وسبه على المنابر؟

    يحكى في كتب التاريخ ان المأمون العباسي أمر بلعن معاوية وسبه على المنابر فما هي قصة ذلك؟
    في مروج الذهب للمسعودي[1]قال:
    نداء المأمون في أمر معاوية وسببه: وفي سنة اثنتي عشرة ومائتين نادى منادي المأمون: برئت الذمة من أحد من الناس ذكر معاوية بخير أو قدمه على أحد من أصحاب رسول اللهّ صلى الله عليه وسلم: وتكلم في أشياء من التلاوة أنها مخلوقة، وغير ذلك، وتنازعَ الناس في السبب الذي من أجله أمر بالنداء في أمر معاوية؛ فقيل في ذلك أقاويل:
    منها أن بعض سُمّاره حَدَّث بحديث عن مطرف بن المغيرة بن شعبة الثقفي، وقد ذكر هذا الخبر الزبير بن بكار في كتابه في الأخبار المعروفة بالموفقيات التي صنفها للموفق، وهو ابن الزبير، قال: سمعت المدائني يقول: قال مطرف بن المغيرة بن شعبة: وَفَدْتُ مع أبي المغيرة إلى معاوية، فكان أبي يأتيه يتحدث عنده ثم ينصرف إليَّ فيذكر معاوية ويذكر عقله ويعجب مما يرى منه، إذ جاء ذات ليلة فأمسك عن العَشَاء، فرأيته مغتماً ، فانتظرته ساعة، وظننت أنه لشيء حدث فينا أو في عملنا، فقلت له: ما لي أراك مغتماً منذ الليلة. قال: يا بني، إني جئت من عند أخْبَثِ الناس، قلت له: وما ذاك. قال: قلت له وقد خلوت به:
    إنك قد بلغت منّا يا أمير المؤمنين، فلو أظهرت عَدْلاً وبسطت خيراً فإنك قد كبرت، ولو نظرت إلى إخوتك من بني هاشم فوصَلْتَ أرحامهم فو الله ما عندهم اليوم شيء تخافه، فقال لي: هيهات هيهات!! مَلَكَ أخو تَيْمٍ – يعني أبا بكر- فعدل وفعل ما فعل، فو اللّه ما عدا أن هلك فهلك ذكره، إلا أن يقول قائل: أبو بكر، ثم ملك أخو عَدِيٍّ – يعني عمر- فاجتهد وشَمَّر عشر سنين، فو اللّه ما عدا أن هلك فهلك ذكره، إلا أن يقول قائل: عمر، ثم ملك أخونا عثمان فملك رجلٌ لم يكن أحد في مثل نسبه، فعمل ما عمل وعمل به فو الله ما غدا أن هلك فهلك ذكره، وذكر ما فعلَ به، وإن أخا هاشم يُصْرَخُ به في كل يوم خمس مرات: أشهد أن محمداً رسول الله، فأي عمل يبقى مع هذا؟ لا أمَ لك؛ والله ألا دفناً دفناً ، وإن المأمون لما سمع هذا الخبر بعثه ذلك على أن أمر بالنداء على حسب ما وصفنا، وأنشئت الكتب إلى الآفاق بلعنه على المنابر، فأعْظَمَ الناسُ ذلك وأكبروه، واضطربت العامة منه فأشير عليه بترك ذلك، فأعرض عما كان هَمَّ به[2].
    يقول حسن فرحان المالكي في كتابه حديث معاوية فرعون هذه الأمة ما نصه: والمأمون عالم بالحديث وهذا ما لا يعرفه السلفيون لغمطهم له بسبب محنة خلق القرآن، ولولا تثبته من الإسناد ما أنشأ الكتب إلى الآفاق[3].
    وقال ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة (5 / 129) ولم يذكر إسناده لكنه ذكر القرائن المقوية للحديث فقال: [ أخبار متفرقة عن أحوال معاوية ] وقد طعن كثير من أصحابنا ـ المعتزلة - في دين معاوية ، ولم يقتصروا على تفسيقه ، وقالوا عنه إنه كان ملحداً لا يعتقد النبوة ، ونقلوا عنه في فلتات كلامه ، وسقطات ألفاظه ما يدل على ذلك، وروى الزبير بن بكار في، الموفقيات، - وهو غير متهم على معاوية ، ولا منسوب إلى اعتقاد الشيعة ، لما هو معلوم من حاله من مجانبة علي (A) ، والانحراف عنه - : قال المطرف بن المغيرة بن شعبة : دخلت مع أبي على معاوية ، فكان أبى يأتيه ، فيتحدث معه ، ثم ينصرف إلي فيذكر معاوية وعقله ، ويعجب بما يرى منه ، إذ جاء ذات ليلة فأمسك عن العشاء ، ورأيته مغتماً فانتظرته ساعة ، وظننت أنه لأمر حدث.. الخ.
    وشاهده إن صح: ما ذكره ابن أبي طاهر في أخبار الملوك – ونقله عنه ابن أبي الحديد-: وقال معاوية لما سمع المؤذن يقول: أشهد أن لا إله إلا الله: لله أبوك يابن عبد الله ! لقد كنت عالي الهمة، ما رضيت لنفسك إلا أن يقرن اسمك باسم رب العالمين (نسبة لابن أبي طاهر في أخبار الملوك نقلاً عن نهج البلاغة)[4].



    [1] المسعودي هو أبو الحسن علي بن الحسين بن علي من ذرية عبد الله بن مسعود، وهو بغدادي الأصل، كان موسوعيا مؤرخا علامة رحالة، من عقلاء العالم، له تصانيف في فنون عدة، أبرزها التاريخ والجغرافيا، لقب بـ (هيردوتس العرب) ، وقد اختلفوا في مذهبه، ، ترجم له السبكي في طبقات الشافعية، وبعضهم كالذهبي ذكره في المعتزلة، وبعضهم يذكره في الشيعة، والذي يظهر لي أنه فوق المذاهب، وليس بالضرورة أن كل علماء المسلمين لابد أن يكونوا جميعا مقلدين في الفقه أو الاعتقاد، وقد يكون شافعي الفقه معتزلي الأصول، والمعتزلة مصنَّفون في أهل السنة في مقابل الشيعة – كما يقول ابن تيمية وغيره- ، والمسعودي من ذرية الصحابي عبد الله بن مسعود، كانوا بالكوفة وانتقلوا لبغداد، وأول من أطلق عليه المسعودي من ذرية عبد الله بن مسعود هو المحدث عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود ت 160هـ ، شيخ وكيع وطبقته، والذي أرجحه لأن يكون المحدث المسعودي هو جد المؤرخ المسعودي، ، ولد المؤرخ المسعودي سنة 283 هـ ببغداد، وأدرك النسائي والطبري وابن خزيمة وعاصر ابن أبي حاتم والأشعري وابن عقدة والكليني وأحمد الناصر ابن الهادي والهمداني صاحب الإكليل، وتوفي سنة 345هـ ، والخبر الذي أورده المسعودي هنا قد أورده قبله الزبير بن بكار في الموفقيات وهو ثقة سني بل فيه يسير نصب، توفي سنة 256 هـ .

    [2] مروج الذهب للمسعودي: ج2 / ص54.

    [3] راجع قصة المأمون مع أبي مسهر في سير أعلام النبلاء.

    [4] حديث معاوية فرعون هذه الأمة: ص145.




  • #2
    احسنت وجزاكم الله الخير واثابكم

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X