بسم الله الرحمن الرحيم . اللهم صل على محمد وال محمد
مقدمة :
قَالَ الامام علي (عليه السلام) : مَا اخْتَلَفَتْ دَعْوَتَانِ إِلَّا كَانَتْ إِحْدَاهُمَا ضَلَالَةً. من حكم نهج البلاغة .
ان النظر الى قائل هذه الرواية وهو الامام أمير المؤمنين علي ابن ابي طالب (ع) شاهدا وكافيا على صدق وصحة دلالة مضمونها وبالاضافة الى ذلك فان الواقع يشهد أيضا على صدق وصحة دلالة هذه الرواية من دون الاحتياج الى الدليل .
فكل دعوة هدى لابد ان تقابلها دعوة ضلالة ، وكل راية حق لابد ان تقابلها راية باطل ، وكل وجود خير لابد ان يقابله وجود الشر .
وبعد بيان هذه المقدمة نأخذ مثالا محسوسا وواقعيا واضحا يجسد لنا هذه الرواية ويكون مصداقا بينا وجليا على كلامنا الذي تقدم .
في بحارالأنوار ج 31 / ص 309 :
رَوَى فِيهِ عَنْ مَالِكِ بْنِ خَالِدٍ الأَسَدِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ آبَائِهِ، قَالَ كَانَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ عَلَيْهِمَا السَّلامُ يَقُولُ:
مَعْشَرَ الشِّيعَةِ عَلِّمُوا أَوْلادَكُمْ بُغضَ عُثمَانَ،
فَإِنهُ مَنْ كَانَ فِي قَلبِهِ حُبٌّ لِعُثمَانَ فَأَدْرَكَ الدَجَّالَ آمَنَ بِهِ، فَإِنْ لمْ يُدْرِكْهُ آمنَ بِه في قَبرِهِ.
و رَوَوْا فِيهِ عَنْ بَكْرِ بْنِ أَيْمَنَ، عَنِ الحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عَلَيْهِمَا السَّلامُ، قَالَ :
إِنا و بَنِي أُميَّةَ تعادينا فِي اللهِ فَنحْنُ وهُمْ كذَلِكَ إِلى يَوْمِ القِيَامَةِ ، فَجَاءَ جَبْرَئِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ بِرَايَةِ الحَقِّ فَرَكَزَهَا بَيْنَ أَظهُرِنَا وَجَاءَ إِبلِيسُ بِرَايَةِ البَاطِلِ فَرَكَزَهَا بَيْنَ أَظهُرِهِمْ ، وَ إِنَّ أَوَّلَ قَطرَةٍ سَقَطَتْ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ مِنْ دَمِ المُنافِقِينَ دَمُ عُثمَانَ بن عفانَ.
اللهم ارنا الحق حقا فنتبعه وارنا الباطل باطلا فنجتنبه
تعليق