بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
"لِذكْرِ الموت خصوصية في استقامة الإنسان وتنبيهه لضرورة التيقظ وإعداد الزاد لهذه الرحلة، وان في السهو عنه خسارة وحسرة. من كتاب روضة الواعظين وبصيرة المتعظين للمحدث الفقيه الشيخ محمد بن الحسن الفتال النيسابوري اخترنا موعظة تحت عنوان مجلس في ذكر القبر":
قال ابن عباس: قرأ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ﴿ أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ﴾ ثم قال: تكاثر الأموال جمعها من غير حقها ومنعها من حقها وسدها في الأوعية ﴿ حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ ﴾ حتى دخلتم قبوركم ﴿ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴾ لو قد خرجتم من قبوركم إلى محشركم ﴿كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ ﴾ قال وذلك حين يؤتى بالصراط فينصب بين جسري جهنم ﴿ ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ﴾
قال عن خمس: "عن شبع البطون وبارد الشراب، ولذة النوم فظلال المساكن واعتدال الخلق".
وروي في أخبارٍ أنَّ النعيم ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام.
وقال الصادق عليه السلام: أشرف أمير المؤمنين عليه السلام على المقابر فقال: "يا أهل التربة ويا أهل الغربة أما الدور فقد سكنت وأما الأزواج فقد نكحت، وأما الأموال فقد قسمت فهذا خبر ما عندنا فما خبر ما عندكم ؟" ثم التفت إلى أصحابه فقال: لو أذن لهم في الكلام لأخبروا إنّ خير الزاد التقوى".
قال الصادق عليه السلام: "من شيع جنازة ميت مؤمن حتى تدفن في قبره وكلَّ الله به عز وجل سبعين ألف ملك من المشيعين يشيعونه ويستغفرون له إذا خرج من قبره". وقال الباقر عليه السلام: "من شيع جنازة امرئٍ مسلم أعطى يوم القيامة أربع شفاعات ولم يقل شيئاً إلا قال: الملك ولك مثل ذلك". قال أبو بصير: قال لي الصادق عليه السلام:"أما تحزن؟ أما تَهُمُّ؟ أما تألم؟" قلت بلى والله قال: "فإذا كان ذلك منك فاذكر الموت ووحدتك في قبرك وسيلان عينيك على خديك وتقطع أوصالك واكل الدود من لحمك وبلاك وانقطاعك عن الدنيا فان ذلك يحثك على العمل ويرعك عن كثير من الحرص على الدنيا"، ولما مات الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام ضربت زوجته فاطمة بنت الحسين بن علي عليهم السلام على قبره فسطاطاً وكانت تقوم الليل وتصوم النهار كانت تشبه بالحور العين لجمالها فلما كان رأس السنة قالت لمواليها إذا أظلم الليل فقوضوا هذا الفسطاط، فلما اظلم الليل سمعت قائلاً يقول: "هل وجدوا ما فقدوا؟" فأجابه آخر: "بل يئسوا فانقلبوا".
(وروى) أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان في جنازة فانتهى إلى القبر فبكى حتى بل الثوب دموعه ثم قال: "إخواني لمثل هذا اليوم فاستعدوا".
وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "ان القبر أول منازل الآخرة فان نجى منه فما بعده أيسر وإن لم ينج منه فما بعده أشد منه"، وقيل: توفيت النور امرأة الفرزدق فخرج في جنازتها وجوه أهل البصرة وخرج فيها الحسن البصري، فقال الحسن للفرزدق: ما أعددت لهذا اليوم يا أبا فراس؟ قال: شهادة أن لا إله إلا الله منذ ثمانين سنة، فلما دفنت قام على قبرها فقال:
أخافُ وراءَ القبر إن لم يُعافِني
أشَدَّ من القَبر التهاباً وأَضْيَقا
إذا جاءَ في يوم القيامة قائدٌ
عَنيفٌ وَسَوّاقٌ يَسوقُ الفرزدقا
فقد خابَ من أولادِ آدمَ مَنْ مشىَ
إلى النار مغلولَ القِلادة أزرقا
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
"لِذكْرِ الموت خصوصية في استقامة الإنسان وتنبيهه لضرورة التيقظ وإعداد الزاد لهذه الرحلة، وان في السهو عنه خسارة وحسرة. من كتاب روضة الواعظين وبصيرة المتعظين للمحدث الفقيه الشيخ محمد بن الحسن الفتال النيسابوري اخترنا موعظة تحت عنوان مجلس في ذكر القبر":
قال ابن عباس: قرأ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ﴿ أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ﴾ ثم قال: تكاثر الأموال جمعها من غير حقها ومنعها من حقها وسدها في الأوعية ﴿ حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ ﴾ حتى دخلتم قبوركم ﴿ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴾ لو قد خرجتم من قبوركم إلى محشركم ﴿كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ ﴾ قال وذلك حين يؤتى بالصراط فينصب بين جسري جهنم ﴿ ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ﴾
قال عن خمس: "عن شبع البطون وبارد الشراب، ولذة النوم فظلال المساكن واعتدال الخلق".
وروي في أخبارٍ أنَّ النعيم ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام.
وقال الصادق عليه السلام: أشرف أمير المؤمنين عليه السلام على المقابر فقال: "يا أهل التربة ويا أهل الغربة أما الدور فقد سكنت وأما الأزواج فقد نكحت، وأما الأموال فقد قسمت فهذا خبر ما عندنا فما خبر ما عندكم ؟" ثم التفت إلى أصحابه فقال: لو أذن لهم في الكلام لأخبروا إنّ خير الزاد التقوى".
قال الصادق عليه السلام: "من شيع جنازة ميت مؤمن حتى تدفن في قبره وكلَّ الله به عز وجل سبعين ألف ملك من المشيعين يشيعونه ويستغفرون له إذا خرج من قبره". وقال الباقر عليه السلام: "من شيع جنازة امرئٍ مسلم أعطى يوم القيامة أربع شفاعات ولم يقل شيئاً إلا قال: الملك ولك مثل ذلك". قال أبو بصير: قال لي الصادق عليه السلام:"أما تحزن؟ أما تَهُمُّ؟ أما تألم؟" قلت بلى والله قال: "فإذا كان ذلك منك فاذكر الموت ووحدتك في قبرك وسيلان عينيك على خديك وتقطع أوصالك واكل الدود من لحمك وبلاك وانقطاعك عن الدنيا فان ذلك يحثك على العمل ويرعك عن كثير من الحرص على الدنيا"، ولما مات الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام ضربت زوجته فاطمة بنت الحسين بن علي عليهم السلام على قبره فسطاطاً وكانت تقوم الليل وتصوم النهار كانت تشبه بالحور العين لجمالها فلما كان رأس السنة قالت لمواليها إذا أظلم الليل فقوضوا هذا الفسطاط، فلما اظلم الليل سمعت قائلاً يقول: "هل وجدوا ما فقدوا؟" فأجابه آخر: "بل يئسوا فانقلبوا".
(وروى) أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان في جنازة فانتهى إلى القبر فبكى حتى بل الثوب دموعه ثم قال: "إخواني لمثل هذا اليوم فاستعدوا".
وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "ان القبر أول منازل الآخرة فان نجى منه فما بعده أيسر وإن لم ينج منه فما بعده أشد منه"، وقيل: توفيت النور امرأة الفرزدق فخرج في جنازتها وجوه أهل البصرة وخرج فيها الحسن البصري، فقال الحسن للفرزدق: ما أعددت لهذا اليوم يا أبا فراس؟ قال: شهادة أن لا إله إلا الله منذ ثمانين سنة، فلما دفنت قام على قبرها فقال:
أخافُ وراءَ القبر إن لم يُعافِني
أشَدَّ من القَبر التهاباً وأَضْيَقا
إذا جاءَ في يوم القيامة قائدٌ
عَنيفٌ وَسَوّاقٌ يَسوقُ الفرزدقا
فقد خابَ من أولادِ آدمَ مَنْ مشىَ
إلى النار مغلولَ القِلادة أزرقا
تعليق